الاثنين، 8 سبتمبر 2025

بلوافي عبدالله بن هيبه نشاط جمعوي بإمتيازي

في رياض الوفاء وواحات الكرم، تتلألأ أسماءٌ نادرةٌ كنور الشمس في وضح النهار، أسماء لا تُذكر إلا مقرونةً بالبذل والعطاء، وبالشهامة التي هي أغلى من الذهب، ومن بين هذه الأسماء السامقة، يبرز اسمٌ أضاء سماء قصر الزوية، بل وبلدية تمقطن ودائرة أولف بولاية أدرار بأكملها، إنه بلوافي عبدالله بن هيبه.

​لم يكن بلوافي عبدالله مجرد رجل عادي، بل هو رمزا من رموز المجتمع، ورث النبل والعطاء كابرا عن كابر، هو شبلٌ من أسد، من ذلك الهرم الشامخ، المرحوم مولاي هيبه بن سيدي محمد بن مولاي بوبكر، الذي عُرف بصلة الرحم والعطف على الصغير والرحمة بالكبير، عائلته مدرسةً في القيم، فتعلم منها احترام الضيف وتوقير المعلم، خاصة إذا كان غريبا عن الديار، هذه القيم المتجذرة لم تكن مجرد سلوكيات عابرة، بل كانت نبراسا يضيء دربه.
​إن الحديث عن بلوافي عبدالله هو حديث عن مدرسة في العطاء والإخلاص، لقد وهب حياته وجهده لخدمة مجتمعه، ليس من باب الواجب فقط، بل من باب العشق الحقيقي للخير، يعمل في صمت، ويعطي بصدق، لا ينتظر ثناءً ولا يطلب مقابلا، إنه رجل لا يعرف الكلل أو الملل، فكلما انتهى من عمل، بدأ في آخر، وهمته لا تنضب، هو هرم قيادي جمعوي، يشهد له القريب والبعيد بما قدمه من جهود جبارة، فهو من كان له السبق في غرس بذرة الجمعيات الخيرية في المنطقة، حتى أصبح يُلقب بـعميد رؤساء الجمعيات.
​ما يميز بلوافي عبدالله هو شجاعته في قول كلمة الحق، لكنه يقولها "بالتي هي أحسن"، لا يخشى لومة لائم، لكنه يمتلك من الحكمة ما يجعله يوصل الحق برفق وحنان، دون أن يجرح أحدا أو يثير فتنة، إنه يجمع بين شجاعة الفؤاد وراجحة العقل، وبين الحنكة في التعامل مع مختلف القضايا.
​فما قدمه هذا الرجل من عطاء، وما غرسه من قيم، لم يذهب هباءً، إنها إرثٌ خالدٌ للأجيال القادمة، ودليلٌ على أن الخير باقٍ في هذه الأرض، نسأل الله أن يمتعه بالصحة والعافية، وأن يبارك في عمره وعمله، وأن يجعل كل ما قدمه في ميزان حسناته، إنه ولي ذلك والقادر عليه.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق