الثلاثاء، 5 أغسطس 2025

محمد ولد الحاج يصدر كتاب الوجيز في التشريع المتعلق بالإعلام في الجزائر

أصدر الأستاذ والإعلامي محمد ولد الحاج، كتابا بعنوان "الوجيز في التشريع المتعلق بالإعلام في الجزائر من 1956 إلى 2024"، و يُعتبر هذا العمل الأول من نوعه الذي يُقدم بحثا شاملا بهذا المستوى في مجال التشريع الإعلامي بالجزائر، ويستعرض الكتاب في ثلاثة محاور رئيسية، ويتطرق إلى التطورات القانونية التي شهدها قطاع الإعلام في الجزائر، بدءا من الفترة الأولى للاستقلال. إذ يتناول ولد الحاج بالتفصيل مجموعة من القوانين الأساسية التي شكلت المشهد الإعلامي الجزائري، ومن أهمها،  قانون الإعلام لسنة 1982؛ الذي وضع الأطر التنظيمية الأولى للعمل الإعلامي في الجزائر، و قانون الإعلام لسنة 1990؛ الذي جاء في سياق الانفتاح السياسي والإعلامي في الجزائر، ثم  قانون الإعلام لسنة 2012؛ الذي مثل مرحلة جديدة في تنظيم القطاع، و قانون السمعي البصري لسنة 2014؛ الذي خصص لتنظيم النشاطات المتعلقة بالإعلام المرئي والمسموع، و قانون الإعلام لسنة 2023؛ الذي يعتبر أحدث النصوص القانونية التي تنظم القطاع، قانون السمعي البصري لسنة 2023؛ الذي يكمل المنظومة القانونية للإعلام السمعي البصري، وأخيرا قانون الصحافة المكتوبة والإلكترونية لسنة 2023؛ الذي ينظم العمل الصحفي التقليدي والرقمي، ويُعد كتاب الوجيز في التشريع المتعلق بالإعلام في الجزائر، إضافة قيّمة للمكتبة الإعلامية والقانونية، ويُقدم رؤية شاملة للباحثين، والأكاديميين، والإعلاميين حول مسار التشريع الإعلامي في الجزائر، يُذكر أن محمد ولد الحاج هو أيضا ناشط في مجالات أخرى وإطار في قطاع الشباب والرياضة بولاية أدرار، مما يعكس اهتماماته المتعددة ومساهماته في عدة مجالات. 


تنصيب رئيس مجلس قضاء أدرار الجديد

أشرف السيد بن سعدة أحمد، رئيس قسم بالمحكمة العليا وممثل لوزير العدل حافظ الأختام، على مراسم تنصيب السيد تومي جمال رئيسا لمجلس قضاء أدرار، وجاء هذا التنصيب خلفا للسيد خليفي عبد الوافي، الذي.تم تحويله وتعيينه  لتولى مهام رئاسة مجلس قضاء تيبازة، وذلك في إطار الحركة الجزئية الأخيرة التي أقرها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، رئيس المجلس الأعلى للقضاء، وقد حضر مراسم التنصيب التي جرت يوم الأحد 3 أوت 2025، عدد من المسؤولين والشخصيات البارزة، على رأسهم السيد شريد رشيد الأمين العام المكلف بتسيير شؤون ولاية أدرار، والسيد خاي محمد رئيس المجلس الشعبي الولائي، بالإضافة إلى أعضاء مجلس الأمة، وأعضاء اللجنة الولائية للأمن، وعدد من القضاة والمحامين وممثلي الهيئات القضائية والإدارية والمجتمع المدني، وتأتي هذه الحركة لتعزيز سير المرفق القضائي في ولاية أدرار، حيث تهدف إلى ترقية الأداء من خلال الاستفادة من الكفاءات وتجديد المناصب القيادية، بما يضمن نجاعة وفعالية الخدمة العمومية القضائية المقدمة للمواطنين، ويُعول على الرئيس الجديد، السيد تومي جمال، في مواصلة الجهود الرامية لتطوير المنظومة القضائية وتحقيق العدالة في الولاية.   




الاثنين، 4 أغسطس 2025

مولاي عبد الله سماعيلي: سليل العلم والسياسة والكرم

في واحة توات الخضراء بولاية أدرار، حيث تتجذر الأصالة والتاريخ، يبرز اسم مولاي عبد الله سماعيلي، قامة من قامات التربية والتعليم والعمل العام، ينحدر من العائلة البحاجية العريقة، أحفاد الشريف السي حمو بلحاج، وهي سلالة مباركة تمتد جذورها إلى الدوحة النبوية الشريفة، سلالة الحسن بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لم يكن هذا الانتماء مجرد نسب، بل كان منهلاً صافياً لصفاء روحه وعمق فكره. فقد نشأ وترعرع في زاوية كنتة، التي كانت بمثابة المدرسة الأولى التي نهل منها علوم القرآن والمعرفة النظامية، ليغدو بذلك سليل بيت علم وصلاح وكرم. لقد كرّس حياته لخدمة المجتمع من خلال ميادين متعددة، فكان أستاذاً مربياً، وسياسياً محنكاً، وناشطاً جمعوياً، وباحثاً أصيلاً في التراث.

لم يكتفِ بتعليم الأجيال، بل خاض غمار العمل السياسي، فتقلد رئاسة وعضوية مجالس شعبية محلية، وحمل هموم الناس وقضاياهم بصدق وأمانة. كما كان عضواً فاعلاً في اتحاد الشباب الجزائري والكشافة الإسلامية، ليؤكد بذلك إيمانه العميق بدور الشباب في بناء الوطن.

ولم تنتهِ مسيرته عند هذا الحد، فكانت له بصمة واضحة في البحث العلمي، حيث حصل على شهادة الماجستير من معهد الدراسات والبحوث العربية بمصر، مما زاده علماً وثقافة. لكنه لم ينسَ جذوره، فظل باحثاً في التراث، يجمع ويصون كنوز المنطقة التاريخية.

مولاي عبد الله سماعيلي هو نموذج فريد للرجل الذي يجمع بين أصالة النسب وعمق الفكر، بين همّة السياسي وروح المربي، بين تواضع الباحث وسخاء الكريم المعطاء. لقد ترك بصمته في كل مجال عمل فيه، شاهداً على أن العلم والكرم والعمل الصالح هي أساس بناء الأوطان.        


الشيخ بن مالك أمحمد مسيرة حافلة بالعطاء

في ساحة التربية والتعليم، يبرز اسم بن مالك امحمد بن محمد بن العابد سائل عائلة علمية انجبت الكثير من العلماء،  المعروف والمشهور بالشيخ، كقامة تربوية وتعليمية باسقة، أضحت رمزا في تاريخ منطقة أدرار، وتحديدا دائرة أولف، لم يكن "الشيخ" مجرد مُربي أو أستاذ، بل كان شعلةً أضاءت دروب المعرفة لأجيالٍ متعاقبة، ليس في ولاية أدرار وحدها بل في مناطق أخرى من جزائر الشهداء، كرس أكثر من 32 عاما من عمره في خدمة رسالة التربية و التعليم الأخلاق والأداب.

رحلته بين صفحات العلم :

وُلد الشيخ في ساهل أقبلي عام 1939، ونشأ في كنف عائلة عريقة في العلم، متلقيا أولى دروسه في حفظ القرآن الكريم على يد والده رحمه الله، و لم تكن مسيرته التعليمية مقتصرة على مكان واحد، بل كانت رحلةً ملؤها البحث عن العلم والمعرفة، فمن ساهل أقبلي إلى تيفرت بتمنراست، حيث تتلمذ على يد جده لأمه، ثم عاد إلى أولف لينهل من معين الشيخ محمد باي بلعالم في مدرسة مصعب بن عمير، ويتعمق في علوم القرآن والنحو والفقه، و لم تلبث رحلته أن قادته إلى ورقلة، حيث بدأ مسيرته في تعليم القرآن، ليكون بذلك قدوةً في العطاء قبل أن يخطو أولى خطواته الرسمية في سلك التعليم.

مسيرته حافلة بالعطاء :

بعد تكوينه في العاصمة عام 1962، بدأ الشيخ مسيرته كمعلم في رويسات بورقلة، ثم عاد إلى بلدته أقبلي ليغرس بذور المعرفة في نفوس أبنائها. تنقل بين مدارس الأغواط وأقبلي، متسلحا بوعي المسؤولية تجاه رسالته، حتى تولى منصب المستشار التربوي بعين صالح،  وفي عام 1977، تم تعيينه مفتشا بمقاطعة أولف وكانت نقطة تحول في مسيرته، حيث اتسعت دائرة تأثيره لتشمل مقاطعة تيميمون أيضا، ولم يكن الشيخ مفتشا عاديا، بل كان خبيرا مُقتدرا، يُوجه وينصح ويُكوّن، وكانت زياراته للأقسام بمثابة دروس صامتة في الوقار والاحترام، بذاكرته الحاضرة وقدرته على ربط المعلومة بالواقع، ترك بصمة لا تُمحى في نفوس زملائه وطلابه، وقد امتد عطاؤه ليشمل الإشراف على العديد من المسابقات والامتحانات الرسمية، وتولى مناصب إدارية كرئيس مندوبية بلدية أقبلي ومدير المدرسة القرآنية.

إرثٌ خالد :

في عام 2000، تقاعد الشيخ بن مالك، ليسلم المشعل بكل أمانة لجيل جديد يواصل المسيرة، لكن أثره لم يغادر الساحة التربوية والتعليمية، فما زالت مسيرته تُروى وتُستذكر في كثير من المحافل، شاهدةً على تفانيه وإخلاصه، لقد كان مثالاً حيا للعطاء غير المشروط، رجلٌ لا يزال صدى حضوره القوي يتردد في أروقة المدارس، وابتسامته الحانية محفورة في ذاكرة من تتلمذ على يديه أو عمل معه، رحم الله أمثال هذا الشيخ الفاضل، الذي وهب حياته لرسالة التربية و العلم و التعليم والأخلاق الفاضلة، وجعل من التربية غايةً ووسيلةً لبناء الأجيال، سائلين المولى عز وجل أن يبارك في عمره وأن يديم عليه وافر الصحة، وأن يظل منارةً تُهتدى بها الأجيال.



الأحد، 3 أغسطس 2025

معاناة قصبة الجنة ببلدية تمقطن الرمال تهدد منازل والمدرسة القرآنية تُعاني الإهمال

بواجه بعض سكان قصبة الجنة، الواقعة في بلدية تمقطن بولاية أدرار، تحديات كبيرة تهدد استقرارهم وسلامة ومساكنهم وتتركز شكاوى السكان على مشكلتين رئيسيتين زحف الرمال المتحركة الذي يهدد منازل البعض منهم، وخاصة في الجهة الشرقية المعروفة بـ"الدرب الفوقاني"، بالإضافة إلى الإهمال الذي تعاني منه المدرسة القرآنية، وتتفاقم معاناة سكان "الدرب الفوقاني" في قصبة الجنة بسبب الزحف المستمر للرمال، الذي وصل إلى حد تهديد بعض المنازل بالكامل هذه الظاهرة الطبيعية، التي تزداد حدة مع هبوب الرياح، تسببت في إلحاق أضرار بالبنية التحتية لتلك المنازل، مما يثير مخاوف حقيقية لدى الأهالي من فقدان منازلهم التي يتعتبر البعض منها جزءا من التراث المحلي للمنطقة، ويناشد السكان السلطات المحلية والجهات المعنية للتدخل العاجل وإيجاد حلول فعالة لوقف زحف الرمال، سواء عبر رفع الرمال أوضع حواجز واقية أو برامج تشجير، لحماية منازلهم وممتلكاتهم من هذا الخطر المحدق، وعلى صعيد آخر، يعرب سكان قصبة الجنة عن استيائهم الشديد من الوضع المزري للمدرسة القرآنية، التي تعاني من الاهتراء، ويستغرب الأهالي من عدم استفادة المدرسة من الإعانة، رغم تدهور حالتها وتآكل بنائها، وتدعو هذه الأوضاع المأساوية السلطات المحلية في بلدية تمقطن وولاية أدرار إلى التحرك السريع والاستجابة لمطالب السكان المشروعة، سواء فيما يتعلق بحماية منازلهم من زحف الرمال، أو بتقديم الدعم اللازم لإعادة تأهيل المدرسة القرآنية، لضمان استمراريتها في أداء مهمتها.  




شرطة العمران والبيئة بأدرار تسجل 21 مخالفة في شهر جوان 2025

تواصل فرقة شرطة العمران وحماية البيئة التابعة للمصلحة الولائية للأمن العمومي بأمن ولاية أدرار جهودها الميدانية المكثفة لمواجهة الجرائم التي تمس بالبيئة والعمران، والتي تشكل تهديدا لصحة وسلامة المواطنين، وخلال شهر جوان الماضي، سجلت الفرقة حصيلة لافتة من المخالفات والتدخلات، حيث تم رصد 08 مخالفات متعلقة بالعمران، و13 مخالفة في مجال البيئة والصحة والمياه، كان أغلبها يتعلق برمي النفايات والردوم، وتطهير الطريق العام، كما شملت جهود الفرقة تحرير الأرصفة من التجارة غير الشرعية، حيث تم تسجيل 25 عملية في هذا الصدد، وتأتي هذه الإجراءات في إطار حرص الفرقة على تنظيم الفضاء العام وحماية حقوق المشاة، ولم تقتصر مهام الفرقة على رصد المخالفات فقط، بل شملت أيضا تنفيذ خرجات ميدانية بالتنسيق مع السلطات المحلية والشركاء الميدانيين، و بلغ عدد الخرجات خلال شهر جوان 15 خرجة، أسفرت عن 46 تدخلاً ميدانيا، وتؤكد هذه الأرقام على استمرارية جهود شرطة العمران وحماية البيئة في الميدان، لمكافحة الجرائم التي تمس بالبيئة والعمران، ومراقبة مدى احترام شروط النظافة والنظافة الصحية، والتنسيق الفعال مع مختلف الهيئات والشركاء لضمان حماية صحة المستهلك.   


 

جمعية المستقبل الخيرية بأولف تكرم المتفوقين في شهادتي المتوسط والباكلوريا

في أمسية بهيجة أشرقت بوجوه التميز والإبداع، احتضن المركز الثقافي مفدي زكريا بأولف، يوم السبت 02 أوت 2025، حفلاً تكريمياً للمتفوقين في شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا، والذي نظمته "جمعية المستقبل الخيرية" بالتعاون مع "جمعية طلبة المستقبل بأولف"، و انطلقت فعاليات الحفل في تمام الساعة الخامسة والنصف مساءً، بحضور رئيس دائرة أولف، والمربي والأستاذ عبد القادر قدي الذي تنظم الجمعية الإحتفال في طبعته تحت إسمه، كما حضر الحفل ممثل عن رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية أولف وجمع كبير سكان المنطقة من بينهم رجال تربية وتعليم وأولياء المكرمين، وجاء الإحتفال تتويجاً لجهود الطلاب والطالبات المبذولة على مدار العام الدراسي، واحتفاءً بالعقول الشابة التي أثبتت جدارتها في مختلف المراحل التعليمية، ولم يكن هذا النجاح ليتحقق لولا تضافر جهود الأسرة التربوية و المجتمع المحلي الذي آمنوا بأهمية دعم التعليم والعمل الجمعوي. ونظم الحفل بمساهمة بعض التجار من المنطقة، وكان من المساهمين، محلات بن سعد للأجهزة الكهرومنزلية بأولف، ومحلات عبد الرحمن أبوعيسي، ومحلات بوحامدي للأجهزة الكهرومنزلية بأولف، وبزار الحمدو للوازم المنزلية، ومحلات بلوافي لمواد التجميل والعطور، و بزار حريم السلطان بأولف، وفي كلمة له خلال الحفل، أشاد رئيس الجمعية، قلي عبدالقادر، بجهود كافة المساهمين، معرباً عن شكره الجزيل لهم على دعمهم السخي الذي ساهم في إنجاح الحفل، مؤكداً أن هذا التكافل الاجتماعي هو سر قوة وتقدم أي مجتمع، و تم خلال الحفل توزيع شهادات التقدير والجوائز على الطلاب والطالبات المتفوقين، وشهادات تقدير لأوليائهم، في لفتة تؤكد أن الاستثمار في الأجيال القادمة هو أفضل استثمار في مستقبل الأمة، ويُعتبر هذا الحفل إضافة نوعية للنشاطات الخيرية والثقافية التي تشهدها منطقة أولف، ودليل على حيوية المجتمع المحلي والتزامه بدعم أبنائه المتميزين. 



































مركز التكوين المهني بشروين يفتح باب التسجيلات إلكترونياً لدورة أكتوبر 2025

يواصل مركز التكوين المهني والتمهين الشهيد بوسعيد إبراهيم بشروين، ولاية تيميمون، مساعيه لتمكين الشباب من الحصول على مؤهلات مهنية من خلال إطلاق عملية التسجيلات لدورة أكتوبر 2025، وتتميز هذه الدورة بالاعتماد الكلي على المنصة الرقمية "تكوين" (www.takwin.dz)، ما يتيح للراغبين في التكوين التسجيل بسهولة ومن أي مكان دون الحاجة إلى وثائق ورقية، وقد أعلنت إدارة المركز أن هذه الدورة تتيح 270 مقعدا بيداغوجيا في 16 تخصصا متنوعا، موزعا على نمطي التكوين الحضوري الأولي والتمهين، وتشمل التخصصات المتاحة مجالات مطلوبة في سوق العمل مثل تصليح الهواتف النقالة، قيادة وصيانة آليات الورشات، وتركيب وتصليح أجهزة التبريد، إضافة إلى تخصصات جديدة مثل تلحيم الأنابيب وصناعة الحلويات، كما تم فتح تخصصين ضمن برنامج تكوين المستفيدين من منحة البطالة، وهما عامل المزرعة وفرز النفايات، ولتقريب التكوين من الشباب، تم فتح تخصصات في ملحقتي أولاد عيسى وطلمين، وفي إطار دعم المرأة الماكثة بالبيت، أتاح المركز تخصصات خاصة مثل صنع الحلويات وصناعة البيتزا وقص وتجفيف الشعر، بهدف تمكينها من دخول عالم المقاولاتية، وأنطلقت التسجيلات من 27 يوليو وتنتهي يوم 27 سبتمبر 2025، ويُجري المركز حملات تحسيسية واسعة في كافة أنحاء دائرة شروين لاستقطاب أكبر عدد من الشباب، ويستقبل مكتب الاستقبال والتوجيه بالمركز كافة الراغبين في التكوين لتقديم الإرشاد اللازم والإجابة على استفساراتهم، مع توفير كل الإمكانيات الضرورية.   


المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 04 أوت 2025، العدد 3324، في الصفحة 06



الشرطة القضائية بأمن أدرار تعالج 41 قضية في شهر جوان 2025

أعلنت مصالح الأمن بولاية أدرار عن نتائج عملياتها خلال شهر جوان 2025، حيث تمكنت الفرقة العملياتية للشرطة القضائية من معالجة 41 قضية تتعلق بجرائم المخدرات والمؤثرات العقلية، أسفرت هذه العمليات عن توقيف 44 شخصا متورطا في قضايا حيازة، واستهلاك و الترويج والمتاجرة في المخدرات والمؤثرات العقلية وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم، وشملت المضبوطات كميات كبيرة من المخدرات، حيث تم حجز 2813 قرصا من المؤثرات العقلية، و 195.68 غراما من راتنج القنب الهندي، و 28.29 غرامًا من مادة الكوكايين الصلبة، وجاءت هذه النتائج في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها مصالح أمن ولاية أدرار لمكافحة الجريمة وحماية المجتمع من آفة المخدرات، مؤكدة على عزمها في ملاحقة مروجي هذه السموم وتقديمهم للعدالة. 


المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 04 أوت 2025، العدد 3324، في الصفحة 06



  

سلمات مبروك: قصة عطاء لا ينضب

في قلب واحة عين صالح، حيث تتمازج أصالة التاريخ مع نبض الحياة، نشأت قامة شامخة، وعزيمة لا تلين، إنه الأستاذ والشيخ والإمام سلمات مبروك، الذي لم يكن مجرد معلم يلقن الحروف، بل كان مربيا يغرس في النفوس اخلاق والأدب، ومرشدا ينير الدروب، وشيخا يحيي القلوب، كرّس حياته على مدى أكثر من 32 عاما لخدمة التربية والتعليم، فكان سراجا يُضيء عقول الأجيال من بداية الثمانينيات، ونبعا يرتوي منه طلاب العلم في عين صالح وأولف وتمنراست، وربما في مناطق أخرى لم يصلها صدى صوته، لكن وصلها نور علمه.

كانت رحلته رحلة عطاء لا حدود له، فإلى جانب دوره في التعليم، كان إماما وخطيبا في المسجد، يلقي الدروس والمواعظ بقلب يفيض حكمة، ولسان ينطق بالحق ولا سوال كذلك، جمعته علاقة قوية بالشيخ العلامة محمد بن عبد الرحمن الزاوي، رحمه الله، والذي يمكن أن نقول أنه كان ذراعه الأيمن، وتلميذه ورفيقه في درب العلم والدعوة، وكان الأستاذ سلمات يلقي الدروس في حضور شيخه، ويشرف على تنظيم الندوات الدينية والملتقيات، فكان خير عون وسند في نشر الرسالة النبيلة، لم يتوقف عطاؤه عند حدود الفصل أو جدران المسجد، بل امتد ليلامس قلوب الناس في أماكن عديدة، فمن خلال علاقاته المتينة، كانت له علاقة وطيدة بالشريف الظريف الكريم إبن الكرماء، سي محمد ولد سيدي مولاي الرقاني ببلدية أولف، ومن أصدقائه الأوائل، بأولف السرقة ببلدية تمقطن بلوافي عبدالله بن هيبه، والمرحوم لهشمي عبد الرحمن بن مولاي أمحمد، وكان مثالا للصداقة الصادقة والأخوة في الله، وقد أثّر في كل من قابله، وترك في نفوسهم بصمة لا تُمحى، فصارت ذكراه الطيبة تتردد على الألسنة، ويدعون له بالخير على ما قدمه من فضل وعلم، وبالرغم من تقاعده من سلك التعليم منذ سنوات، إلا أن عطاءه لم يتوقف، فما زرعه من قيم ومبادئ في قلوب تلاميذه وأحبائه، ما زال يثمر جيلاً بعد جيل، إن الأستاذ سلمات مبروك لم يورث مالا ولا عقارا، بل ورّث كنوزا من العلم والأخلاق الآداب، وترك سيرة عطرة تبقى خالدة في ذاكرة كل عرفه، إنه بحق قدوة في التربية والتعليم، ومثال يحتذى به في الإخلاص والتفاني، إن حياته قصة ملهمة عن رجل لم يكتفِ بأن يكون معلما، بل كان مربيا، وشيخا، وأبا، وصديقا، وإنسانا كريما ولايزال كذلك،  وكان يفعل كل شيء في سبيل الله، ثم في سبيل رفعة الأجيال. 



الأربعاء، 30 يوليو 2025

قدي عبد القادر: منارة العلم والتربية التي أضاءت دروب الأجيال

في سجلات التاريخ التي تخلّد العظماء الذين كرّسوا حياتهم للعلم ونشر الأخلاق الفاضلة، يتألق اسم الأستاذ قدي عبد القادر كواحد من أبرز هؤلاء الرجال، منارةً شامخة أضاءت دروب الأجيال المتعاقبة بنور المعرفة والقيم الإنسانية السامية، و ينحدر الأستاذ قدي من بيت عريق اشتهر بكونه منبعا للعلم والتربية، وهو ما صقل شخصيته منذ نعومة أظافره، فقد ارتوى من ينابيع القرآن الكريم وعلوم اللغة العربية، فتشكل وعيه على أسس راسخة من المعرفة العميقة والقيم النبيلة، الأمر الذي لم يغب عن شيوخه الأجلاء، ويُروى أن العلامة الراحل محمد باي بلعالم، وهو قامة علمية شامخة، قد أثنى عليه كثيرا، كشاهدا على علمه الغزير وأخلاقه الرفيعة التي هي مضرب الأمثال، ولم يكن الأستاذ قدي مجرد أستاذ يلقي الدروس وينتهي دوره، بل كان رجل دعوة نشط بامتياز، كرس سنوات من عمره في سبيل نشر الفضيلة والخير في المجتمع، وكان ولايزال  يؤمن إيمانا راسخا بأن التربية هي الركيزة الأساسية لكل نهضة حقيقية، وأن بناء الإنسان هو السبيل الأمثل لتقدم الأمم وازدهارها، و تدرج الأستاذ قدي  في مجال التعليم في مسيرة مهنية حافلة امتدت لأكثر من 32 عاما، بدأها كأستاذ لمادة علم النفس في المعهد التكنولوجي  لتكوين المعلمين  ثم ارتقى في المناصب من أستاذ إلى مدير دراسات حتى وصل إلى منصب مدير ثانوية، وهو المنصب الذي شغله بتفانٍ وإخلاص حتى تقاعده في عام 2014، وقد شهدت له هذه المسيرة الطويلة بالتفاني المطلق في أداء واجبه التعليمي والإداري، وترك بصمة واضحة في كل مكان عمل به، وعندما تولى الأستاذ قدي دفة الإدارة، لم يكن يدخر جهدا في خدمة صرح العلم الذي كان يشرف عليه، فكان يقضي جل وقته في متابعة سير العمل، متفقدا أحوال الأساتذة والموظفين والعمال، ومتابعا شؤون التلاميذ بكل دقة وعناية، سواء كان ذلك في النظام الخارجي أو النصف داخلي أو الداخلي، ساهرا على ضمان سير العملية التعليمية بسلاسة وكفاءة، ويسعى جاهدًا لتوفير بيئة تعليمية محفزة للجميع،  وكان نموذجا يُحتذى به في استقبال أولياء الأمور، يرحب بهم بصدر رحب ويستمع إلى استفساراتهم وشكواهم بصبر جم، و يقدم لهم النصح والإرشاد بما يصب في مصلحة أبنائهم، متحليا بحكمة بالغة إزاء ما قد يواجهه من بعضهم دون قصد، ونضيف إلى ما ذكرنا أن قدي عبد القادر  كان رجل التأثير المجتمعي والإرث المستدام، و لم يكن الأستاذ قدي مجرد مربٍّ ومدير ثانوية، بل كان شخصية محورية في مجتمعه، يترك بصمات واضحة تتجاوز أسوار الفصول الدراسية، و امتد تأثير الأستاذ قدي إلى ما هو أبعد من مجرد العملية التعليمية، بصفته رجل دعوة، كان له دور فعال في نشر الوعي بأهمية العلم والأخلاق في المجتمع، وكان يستقبل أولياء الأمور ليس فقط لمناقشة أمور أبنائهم الدراسية، بل لتقديم النصح والإرشاد حول تربية الأبناء بشكل عام، وحثهم على غرس القيم الفاضلة في نفوسهم، هذا التواصل المستمر مع الأولياء، المبني على الصبر والحكمة، ساهم في بناء جسور من الثقة بين الثانوية والمجتمع، مما عزز من دورها كمؤسسة اجتماعية تربوية شاملة، كما أن سلوكه الشخصي، الذي اتسم بالعلم والأخلاق والتفاني، جعله قدوة حسنة للعديد من الشباب والمعلمين، الذين يلجأون إليه لطلب المشورة في قضاياهم التعليمية وحتى الشخصية، وذلك لما عرف عنه من رجاحة عقل وحكمة، وساهم وجوده في المنطقة، وتفانيه في عمله، في رفع مستوى الوعي بأهمية التعليم ودوره في تقدم الأفراد والمجتمعات، مما انعكس إيجابا على التحصيل العلمي للطلاب واندفاعهم نحو التعلم، والإرث الذي تركه الأستاذ قدي عبد القادر في التعليم لا يقتصر على الأرقام والإحصائيات الخاصة بنسب النجاح، بل يتعداها ليشمل بناء جيل من الشباب الواعي والمتحصن بالقيم، فالتلاميذه الذين تخرجوا تحت إشرافه، كثير منهم أصبحوا اليوم مهندسين وأطباء ومعلمين وقادة في مجالات مختلفة، ومنهم أبنائه، و يحمل كل أولئك في ذاكرتهم الدروس التي تعلموها منه، ليس فقط في الرياضيات أو الإدارة، بل في الحياة ذاتها.إن التفاني الذي أظهره في عمله، وصبره في التعامل مع التحديات، وحرصه على مصلحة كل طالب، هي دروس عملية لا تقدر بثمن، لقد غرس في نفوسهم حب العلم، وأهمية المثابرة، وقيمة الأخلاق، مما جعله "معلم أجيال" بالمعنى الحقيقي للكلمة، إرثه هو الإلهام الذي تركه في قلوب وعقول أولئك الطلاب، والذي يدفعهم للمضي قدما في مسيرتهم التعليمية والمهنية والحياتية، محافظين على القيم التي تعلموها من معلمهم الفاضل.

يمكن القول إن الأستاذ قدي لم يبنِ فصولا دراسية فحسب، بل بنى شخصيات، ولم يزرع بذور المعرفة فقط، بل غرس قيما وأخلاقا ستستمر في النمو وتضيء دروب الأجيال القادمة، مدركا أن هدف الجميع هو مصلحة الطالب، ولقد كانت ثانوية جبايلي عبد الحفيظ ببلدية أولف بولاية أدرار شاهدة على بصماته الإدارية والتربوية العميقة، فبفضل الله ثم بإشرافه المباشر وتوجيهاته الحكيمة، حققت الثانوية نتائج مشرفة جدا في التحصيل الدراسي، وارتفعت نسب النجاح في شهادة البكالوريا بشكل ملحوظ، مما جعلها منارة للعلم في المنطقة،و يمكن القول باختصار غير مجاملة أو مبالغة، إن الأستاذ قدي عبد القادر هو رجل تربية وتعليم بحق حقيق، كرس حياته لخدمة العلم وبناء الإنسان، وترك خلفه إرثا عظيمًا من العلم والأخلاق الحميدة التي ستظل تضيء دروب الأجيال القادمة وتلهمهم للسعي نحو التميز والعطاء.