الأحد، 27 يوليو 2025

مسلم لالة الزهرة: كانت نور القرآن في تيمي

في قلب قصر أولاد إبراهيم بتيمي، أدرار، سطعت شمسٌ لم تكن لتغرب؛ شمسٌ من نور القرآن تجسدت في شخص "مسلم لالة الزهرة". لم تكن مجرد معلمة، بل كانت روحا وهبت بيتها وحياتها لكتاب الله، فكان كل ركنٍ في منزلها شاهدا على تلاوات خاشعة، وتدبر عميق، وأفئدة ارتوت من معين المعرفة.

زوجها، بلحسن مولاي أحمد، الذي عرفته بلدية تيمي أولاد إبراهيم أدرار، كان سندا وشريكا في هذه المسيرة المباركة. ومعا، نسجا لحافا من الإيمان والعلم غطى أرجاء قصرهم، فغدا منارة يقصدها طلاب القرآن، إن قامة كـ "مسلم لالة الزهرة"، رحمها الله لا يمكن وصفها بكلمات عادية؛ فهي من طينة الصحابيات الجليلات، وإن لم تعش في زمانهن، هي سليلة الدوحة النبوية الشريفة، من آل البيت الأطهار الأخيار، الذين اصطفاهم الله لحمل رسالة النور، وليس غريبا إذن أن تكون هذه الشجرة المباركة قد أثمرت معلمةً للقرآن، نذرت نفسها لتعليمه ونشر هديه، ففي عروقها تجري سلالةٌ نقية، وقلبها ينبض بحب الله ورسوله، وروحها تشع إيمانا لا يعرف الكلل.

لقد كانت "مسلم لالة الزهرة" نموذجا حيا للعطاء والتفاني، وشاهدا على أن العلم الحقيقي لا يقتصر على جدران المدارس والمعاهد، بل هو نورٌ ينبع من القلوب المخلصة، ويضيء الدروب لكل من يطلب الهداية، فسلامٌ عليها وعلى روحها الطاهرة، ونسأل الله أن يجعل عملها هذا في ميزان حسناتها، وأن يبارك في كل من اقتدى بها وسار على دربها في خدمة كتاب الله.    


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق