الاثنين، 28 يوليو 2025

معرض "البعد الأفرو-أمازيغي، فن وهوية" لأبليله مسعود: نافذة على روح الجزائر الأصيلة

تستضيف مكتبة المطالعة العمومية بأولف حاليا معرضا فنيا للفنان التشكيلي أبليله مسعود، و يقام المعرض تحت رعاية وزارة الثقافة والفنون وإشراف مديرية الثقافة والفنون لولاية أدرار، وبالتنسيق مع جمعية محمد البشير الإبراهيمي ومكتبة المطالعة العمومية بأولف التي تحتضن فعالياته، والمعرض ينظم تحت عنوان "البعد الأفرو-أمازيغي، فن وهوية"، وهو ليس مجرد عرض للأعمال الفنية، بل هو مشروع ثقافي عميق يدعو إلى التأمل في الهوية الجزائرية الأصيلة، وتتجلى في أعمال الفنان أبليله مسعود موهبة فنية نادرة وإبداع يضعها في مصاف كبار الفنانين، إنها أعمال تدعوك للوقوف أمامها وقفة تأمل، لما تحمله من عمق فني ورسالة مجتمعية، ويسعى مسعود من خلال ريشته إلى إبراز عادات وتقاليد المجتمع الجزائري الأصيلة، محافظا بذلك على التراث الثقافي الغني للأجيال القادمة، والفن لديه ليس غاية في ذاته، بل وسيلة لخدمة المجتمع وإحياء قيمه، ويُعد هذا المعرض مشروعا قيما بحد ذاته، يستحق أن توليه السلطات في البلاد اهتماما خاصا، لأنه يسلط الضوء على الأصول العميقة التي شكلت المجتمع الجزائري في عاداته وتقاليده المشتركة بين مكوناته الاجتماعية والإنسانية، والتي تمتد جذورها إلى عمق تاريخ الدولة الجزائرية، إذ أن "البعد الأفرو-أمازيغي، فن وهوية" يعكس بصدق الروح الأصيلة للجزائر، ويقدمها في قالب فني تشكيلي يحافظ على أصالتها، ويُعتبر هذا المعرض تجربة ثقافية فريدة، تتيح للجمهور فرصة الانغماس في عوالم من الجمال والتراث، والتعرف على رؤية فنان يسعى بكل جوارحه للحفاظ على الهوية الوطنية وإبرازها للعالم.  
























تنصيب الأستاذ بن عمار أحمد مكلفا بتسيير ملحقة المدرسة العليا لأساتذة التعليم الابتدائي بأدرار

في خطوة هامة لتعزيز قطاع التعليم الابتدائي بولاية أدرار، سيتم بداية من  السنة الدراسية المقلبة فتح ملحقة للمدرسة العليا لأساتذة التعليم الابتدائي، و تم يوم 27 جويلية 2025، تنصيب الأستاذ بن عمار أحمد في مهمة المكلف بتسيير ملحقة المدرسة العليا لأساتذة التعليم الابتدائي بولاية أدرار، وجرى حفل التنصيب الرسمي بمقر جامعة أدرار، تحت إشراف البروفيسور بن عمر محمد الأمين، مدير جامعة أدرار وشهد الحدث حضور الأمين العام للجامعة، الأستاذ باسة عبدالنبي، إلى جانب ممثلين عن مديرية التربية لولاية أدرار، وإطارات من الجامعة، وجاءت هذه الخطوة في إطار الجهود الرامية إلى تقريب التكوين الجامعي من الطلبة الناجحين في شهادة الباكلوريا الرغبين في هذا التخصص وتوفير كفاءات مؤهلة لتدريس التعليم الابتدائي بالولاية، ما يسهم في الارتقاء بجودة المنظومة التربوية المحلية، ومن المتوقع أن يلعب الأستاذ بن عمار أحمد، بخبرته وكفاءته، دورا محوريا في الإشراف على هذه الملحقة وضمان سيرها وفق المعايير الأكاديمية والتربوية المطلوبة.   




أمن أدرار يوقف مجرم خطير مروع المواطنين

في عملية نوعية وسريعة، نجحت الفرق العملياتية لأمن ولاية أدرار في وضع حد لنشاط مجرم خطير كان يروع سكان وسط مدينة أدرار، مهددا سلامتهم الجسدية باستخدام أسلحة بيضاء وكلاب شرسة، وقد لاقت هذه العملية استحسانا كبيرا في أوساط المجتمع المحلي الذي عانى من تصرفات هذا الفرد، وجاء توقيف المجرم في وقت وجيز بفضل عاملين رئيسيين وهما ثقافة التبليغ المتنامية لدى المواطنين والسرعة الفائقة في تدخل القوات العملياتية لأمن ولاية أدرار، حيث أظهر سكان المدينة وعيا عاليا بضرورة الإبلاغ عن أي تهديدات تمس أمنهم وسلامتهم، مما مكن الأجهزة الأمنية من الحصول على المعلومات اللازمة والتحرك بفاعلية، وبمجرد تلقي البلاغات، تحركت فرق الشرطة المختصة على الفور، مستخدمةً خططا محكمة وتنسيقا عاليا للوصول إلى المجرم وتوقيفه دون تسجيل أي أضرار جانبية، وتؤكد هذه العملية على الجهود المتواصلة التي تبذلها مصالح أمن أدرار لضمان الأمن والسكينة العامة وحماية المواطنين من أي أخطار، كما يعكس نجاح هذه العملية التزام الشرطة الجزائرية بمكافحة الجريمة بشتى أنواعها، وتؤكد كذلك على أهمية الشراكة المجتمعية بين المواطنين والأجهزة الأمنية في بناء بيئة آمنة ومستقرة، هذا ويبقى الوعي الأمني للمواطنين وسرعة استجابة القوات الأمنية حجر الزاوية في تحقيق الأمن الشامل.   

 

المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 29 جويلية 2025، العدد 3320، في الصفحة 16

المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 03 أوت 2025، العدد 3323، في الصفحة 06




الأحد، 27 يوليو 2025

تنبيه: الحرب الإلكترونية ليست ضد حماس، بل ضد القضية الفلسطينية برمتها

يا من تنجرفون وراء نداءات الحرب الإلكترونية ضد حركة حماس الفلسطينية، توقفوا لحظة وتفكروا مليا في طبيعة هذه المعركة إنها ليست، كما قد يُصور لكم، حربا موجهة ضد فصيل واحد، بل هي هجوم أوسع نطاقا يستهدف القلب النابض للقضية الفلسطينية برمتها.

في عصر تتشابك فيه الحقائق وتتداخل فيه الروايات، أصبحت ساحة المعركة تمتد إلى فضاء الإنترنت الواسع، حيث تُشن حروب إعلامية ونفسية تهدف إلى تشويه الحقائق وتغيير المفاهيم، وعندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية، فإن هذه الحرب الإلكترونية تستغل المشاعر وتزييف الوقائع لخلق صورة نمطية مغلوطة تخدم أجندات معينة.

إن الانسياق وراء هذه الحملات يعني أنكم تساهمون، عن قصد أو غير قصد، في تقويض أسس النضال الفلسطيني المشروع، فالهدف ليس فقط ضرب حماس، بل هو ضرب كل مقاومة وكل صوت يدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني، إنها محاولة لإسكات الأصوات التي تطالب بالعدالة، وتطمس التاريخ، وتنزع الشرعية عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.

علينا أن ندرك أن أي هجوم إلكتروني يستهدف "حماس" كوسيلة لتقويض القضية الفلسطينية هو في جوهره هجوم على كل فلسطيني، وكل عربي، وكل إنسان حر يؤمن بالحق والعدل، إنه محاولة لزرع الشقاق وتفتيت الصفوف، وتحويل الأنظار عن الاحتلال وممارساته، ليصبح التركيز على صراعات داخلية مفتعلة، لذا ندعوكم إلى اليقظة والتفكير النقدي، وأن لا تكونوا وقودا لحرب لا تخدم سوى أعداء القضية الفلسطينية، تدبروا المصادر، وتحققوا من المعلومات، وتذكروا دائمًا أن القضية الفلسطينية أكبر من أي فصيل أو حركة، إنها قضية شعب محتل ومظلوم، يناضل من أجل حريته وكرامته،

علينا أن لا ننساق وراء الدعوات التي تسعى إلى تشتيت جهودنا وتحويل بوصلتنا عن الهدف الأسمى، لنكن موحدين في دعمنا للقضية الفلسطينية، ولنواجه هذه الحرب الإلكترونية بالوعي والمعرفة، ولنقف صفا واحدا في وجه كل من يحاول تشويه الحقيقة أو النيل من حقوق الشعب الفلسطيني، تذكروا دائمًا أن القضية الفلسطينية ليست مجرد صراع سياسي، بل هي صراع وجودي على الحق والعدالة والكرامة الإنسانية. فلا تنجرفوا وراء حرب إلكترونية لا تستهدف حماس، بل تستهدف القضية الفلسطينية بأكملها.  



حرب الظلال الرقمية: استهداف القضية الفلسطينية وتماسك الشعب الفلسطيني

في خضم المعركة الدائرة على أرض فلسطين، وما يسلط على الشعب الفلسطيني من تجويع وحرب إبادة جماعية، حيث يتكبد الكيان الصهيوني خسائر فادحة ويعجز عن كسر صمود المقاومة والجهاد، تبرز جبهة جديدة للعدوان لا تقل خطورة وتأثيرا وهي الحرب الإلكترونية؛ هذه الحرب التي تستهدف بشكل خاص حركتي حماس والجهاد الإسلامي، لا تهدف فقط إلى تشويه صورتهما، بل تتجاوز ذلك لتصب في مصلحة المشروع الصهيوني الأكبر للنيل من القضية الفلسطينية، وتشتيت وحدة الفلسطينيين، وكسر إرادة المقاومة التي عجز المحتل وأعوانه وداعموه عن تحقيقها ميدانيا.

إن الغاية الأسمى لهذه الحرب الرقمية هي إحداث شرخ عميق في الصف الفلسطيني، وخلق بلبلة تخدم أجندات الاحتلال، فبينما يواجه الفلسطينيون عدوانا عسكريا لا هوادة فيه، تُشن عليهم حملات تضليل وتشويه عبر الفضاء السيبراني، تهدف إلى إضعاف جبهتهم الداخلية وبث الشكوك حول قيادتهم ومقاومتهم، هذه الحملة الشرسة، التي تستخدم أدوات التزييف والتضليل ونشر الأكاذيب، تسعى إلى إيهام العالم بأن المقاومة الفلسطينية هي مصدر التوتر، متجاهلة بذلك جذور الصراع المتمثلة في الاحتلال والظلم، ومن المؤسف أن نرى بعض الجزائريين ينحرون وراءها عن غير قصد أو دون إدراك لحقيقة الأبعاد، فيتجرفون في هذه الحرب الإلكترونية، إن انخراط أي طرف عربي أو إسلامي، حتى وإن كان بنية حسنة، في نشر معلومات مضللة أو ترديد روايات مغلوطة تخدم أجندة الاحتلال، هو بمثابة طعنة في ظهر القضية الفلسطيني، فمثل هذه المشاركة، سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة، تساهم في تحقيق أهداف العدو عبر تعزيز الانقسام وتشويه الحقائق، إن وعي الشعوب العربية والإسلامية بهذه الحرب الخفية بات أمرا حيويا، يجب على الجميع التفطن له و التحلي باليقظة والحذر، والتثبت من المعلومات قبل تداولها، والوقوف صفا واحدا ضد أي محاولات للنيل من القضية الفلسطينية ووحدة شعبها ومقاومتها، فالقضية الفلسطينية هي قضية عادلة ومحورية، وحمايتها تتطلب تضافر الجهود على كافة المستويات، بما في ذلك التصدي بحزم لحرب الظلال الرقمية التي تستهدف النيل من صمود الشعب الفلسطيني الأبي.  



البروفيسور قدي عبد المجيد: رحلة من أولف إلى قمة المعرفة

من رحم مدينة أولف الهادئة بولاية أدرار، ومن أحضان عائلة عُرِفت بالعلم والأخلاق، بزغ نجم البروفيسور عبد المجيد قدي، وحين كان شابا عشريني كان يحمل في قلبه طموحا لا نحده سوى السماء، ويحلم بأن يخط اسما لنفسه في سجل الخالدين بعالم المعرفة، ولم تكن البدايات سهلة، ففشل في اجتياز امتحان البكالوريا في محاولته الأولى، لكن القدر كان يدخر له موعدا مع النجاح ليصبح من أبرز أساتذة الاقتصاد والمالية في الجزائر والعالم العربي.

وُلد البروفيسور عبد المجيد قدي في مطلع الستينيات في زاوية حينون ببلدية أولف ولاية أدرار، ونشأ على منابع العلم الأصيلة، فدرس القرآن الكريم على يد عمه أحمد، وتعلّم الفقه على يد العلامة محمد باي بلعالم، والنحو على يد التابت عبد الرحمن، تنقّل بين مدن الجزائر طلبا للعلم، من أولف في المرحلة الابتدائية، إلى عين صالح في المتوسطة، ثم غرداية في الثانوية، وأخيرا أدرار، و على الرغم من شغفه بالرياضيات وتفوقه فيها خلال دراسته الثانوية بغرداية، إلا أن البكالوريا ظلت عقبة ومحطة صعبة، تنافس مع الكثير من المتميزين في تلك الفترة، لم ييأس الشاب الطموح، بل كان التحدي وقودا لعزيمته، فبعد إصرار من والده على مواصلة الدراسة، التحق بأدرار ليُعيد البكالوريا في التخصص العلمي، ونجح بتفوق ليلتحق بعدها بجامعة العاصمة لدراسة الرياضيات، إلا أن المرض حال دون إكماله العام الدراسي، ليعيد القدر توجيه مساره نحو الاقتصاد، حيث نصحه أحد معارفه بأن هذا التخصص يجمع بين عمق الرياضيات وسعة الآداب والفلسفة التي أتقنها البروفيسور عبدالمجي، فقد سُحِر البروفيسور قدي بعالم الاقتصاد، فغاص في أعماقه بجد واجتهاد، وكان من الأوائل في دفعته، و بعد تخرجه بحث عن عمل دون جدوى، حتى جاءت فرصة مسابقة الماجستير في العاصمة، وشاء الله أن يكون الناجح الأول كتابة وشفويا، و ناقش رسالته بتفوق، وبدأ التدريس وهو لا يزال يعد مذكرة الماجستير، لم يتوقف طموحه عند هذا الحد، فسجل في الدكتوراه، ووفقه الله لمناقشتها مباشرة بعد تسجيله الرابع، ليحصل على تقدير "مشرف جدا مع تهنئة اللجنة"، ويشهد له الجميع بتميز عمله. تدرج بعدها في الرتب العلمية، ليصبح أول أستاذ محاضر وأستاذ تعليم عالي على المستوى الوطني في تخصصه، هو أن يحمل أعلى رتبة وهي أستاذ التعليم العالي مميز، كان البروفيسور قدي عند بلدية عمله أصغر أستاذ محاضر في العلوم الاقتصادية على المستوى الوطني، وحصل على جائزة أصغر باحث من جامعة الجزائر، و انتسب إلى العديد من اللجان الوزارية، واستُضيف في كبرى المحافل العلمية والإعلامية داخليا وخارجيا ولا زال يستضاف، و أشرف على العديد من رسائل الدكتوراه في مختلف الجامعات ولا سوال كذلك، وأثرى المكتبة العربية بأكثر من ثمانية عشر كتابا، بالإضافة إلى عشرات المقالات في المجلات العلمية المحكّمة، تاركا بصماته العلمية كباحث ومُقوّم ومُوجّه، كما تمت تزكيته كعضو في العديد من اللجان الوطنية والدولية، وآخرها تعيينه ضمن فئة الخبراء كعضو في مجلس السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته، كانت الباكالورسا بالنسبة للبروفيسور قدي مفتاح، وجواز سفر نحو فضاء أوسع من الخيارات وتحقيق الطموحات، فهي محطة من محطات الحياة التي لا تتوقف الحياة عليها، فللمرء مسالك عدة يمكن عبرها تحقيق ذاته، لأن المهم هو أن يتمتع الإنسان بالقدرة على الإبداع والتميز.

يعتبر البروفيسور عبد المجيد قدي أبا روحيا للعديد من الباحثين في علم الاقتصاد، وأخا ومرشدا ومُوجّها ومُشرفا، و هو باحث متعدد المواهب، طيب المعشر، وفيّ في علاقاته، وكريم ابن كرام، وسنوات 1982، 1987، 1991، 1995 ليست مجرد أرقام عادية في حياة هذا العالم والمربي الفذ، بل هي سنوات إنجاز ومحطات انطلاق نحو فضاء التغيير والبحث والإبداع والتميز، هي سنوات البكالوريا، والليسانس، والماجستير، والدكتوراه، محطات محفورة في تاريخ ووجدان البروفيسور وكل من اقترب منه وعاشره. الأستاذ المميز في التعليم العالي قديم عبد المجيد لم يكتفي بالجانب اقتصادي فهو يكتب في التاريخ والتراث ومحالات أخرى، ويشتغل بجد على الكتب المتخصصة التي تهم عوالم الاقتصاد والمال والتنمية والقطاع الضريبي، و رحلة البروفيسور قدي عبد المجيد مثالا يُحتذى به في الإصرار على تحقيق الطموحات، وتجاوز العقبات، وترك البصمات الخالدة في مسيرة العلم والمعرفة.   


المسجد منبر الحق وموطن الوحدة

إن بيوت الله، المساجد، هي أطهر بقاع الأرض وأحبها إليه سبحانه وتعالى، و هي أماكن السكينة والطمأنينة، ومنابر الحق والهدى، فيها يُتلى كتاب الله، وتُقام الصلوات، وتُلقى الخطب التي تذكّر الناس بدينهم وقيمهم، وتحثّهم على كل خير، وتنهاهم عن كل شر، المسجد مكان يجمع القلوب على كلمة سواء، ويُعلي راية الحق في كل زمان ومكان.

لقد وصلتنا أنباء مؤلمة عن حادثة وقعت في مسجد عمر بن العاص بولاية أدرار، حيث اعترض مصلٍّ على خطبة الإمام التي كانت تتناول مظلومية أهلنا في غزة، الذين يتعرضون لتجويع ممنهج وقتل جماعي، هذا الاعتراض، ومهما كانت دوافعه، لا يليق بحرمة بيت الله ولا بمقام الخطبة، ثم أن مغادرته ذلك الشخص للمسجد بتلك الطريقة عملاً يتنافى مع الآداب الإسلامية والأخلاق الفاضلة.هذا الحادث، بالإضافة إلى حوادث في مساجد أخرى كأوقرت وأولف الكبير، يثير تساؤلات مؤلمة، ومن خلال ما حدث،في مسجد عمر بن العاص، حيث الإمام يدعوا  لأهل غزة،  هل  أصبح الدفاع عن غزة "تهمة"؟ وهل صار الحديث عن مظلومية أهلها مدعاة للغضب والانسحاب؟

إن الإجابة قاطعة وواضحة: كلا وألف كلا! إن المسجد ليس ساحة للجدال العقيم ولا منصة للمزايدات، وهو ليس مكاناً للتفرقة بين الناس، بل هو محضن للوحدة والتعاضد، وهو منبر يُعلي صوت الحق، ويدعو إلى نصرة المظلوم، والوقوف إلى جانب المستضعف.

نصرة غزة: واجب شرعي وإنساني

إن قضية غزة وأهلها ليست مجرد رأي سياسي يمكن الاختلاف عليه، بل هي واجب شرعي وإنساني عظيم، إن الإيمان الحق يحتم علينا الوقوف مع المظلوم ونصرته، ورفع الظلم عنه، ومدّ يد العون إليه، و الصمت على الظلم أو التخاذل عن نصرة المظلومين هو خذلان للدين والقيم والأخلاق قبل أن يكون خذلاناً للقضية ذاتها.

أليست غزة جزءاً لا يتجزأ من جسد الأمة؟ ألم يقل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"؟ فكيف لنا أن نرى إخوتنا يُجوّعون ويُقتّلون ثم نلتفت عنهم أو نغضب ممن يذكّرنا بواجبنا نحوهم؟

حرمة المسجد ووجوب الأدب

علينا أن نتذكر دائماً حرمة المسجد وقداسته، فهو بيت الله الذي ندخله خاشعين متأدبين، نصغي فيه إلى ما يُقال من توجيهات وإرشادات، وحتى لو اختلفنا في وجهة نظر معينة، فإن المسجد ليس المكان المناسب لرفع الأصوات أو إثارة الشقاق، والأدب مع الإمام، ومع بقية المصلين، ومع قدسية المكان، هو من صميم أخلاق المسلم.

فلنتق الله في بيوته، ولنجعلها منارات هداية وجمْعٍ لا تفريق، ولنكن يداً واحدة وقلباً واحداً في نصرة إخوتنا المظلومين في غزة وفي كل مكان، مؤمنين بأن الله ناصر من نصره، ومؤيد من أيّده، اللهم ثبت أئمتنا الصادقين على قول الحق، واهدِ من ضلّ السبيل، وانصر إخواننا المستضعفين في غزة، وهيّئ لهم من أمرهم رشداً. آمين.    


موعظة لأدعياء السلفية: اتقوا الله في إخوانكم المسلمين

يا من تدعون السلفية وتسعون لاتباع منهج السلف الصالح من صحابة رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اتقوا الله في إخوانكم من المسلمين، إن منهج السلف منهج رحمة ورفق، وليس منهج غلظة وتشدد يفرق بين المسلمين ويهدم الأواصر.

كونوا لإخوانكم على طاعة الله، خاصة من تصفونهم بالمنحرفين أو الضالين، و اعلموا أن من أصول منهج السلف عدم تكفير من يقول "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، فكيف تتجرأون على تكفير مسلم يشهد الشهادتين؟ إن التكفير عظيم وخطير، ولا يبيحه إلا دليل قاطع من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، إن منهج السلف يقوم على الدعوة والمجادلة بالتي هي أحسن، تذكروا قوله تعالى: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ". فهل يليق بمن يدعي السلفية أن يكون سبابا أو لعانا أو مقاطا لإخوانه المسلمين؟ إن السبيل إلى هداية الناس هو الرفق واللين، لا القسوة والجفاء.

يا من تدعون السلفية، كيف تفرّطون في صلة الأرحام، خاصة الأرحام المحتاجين، والذين قد يجمعكم بهم بيت واحد، وخاصة الأخوات من أب وأم؟ إن صلة الرحم من أعظم القربات إلى الله، وقطيعتها من كبائر الذنوب، فكيف يغفل عنها من يدعي اتباع السلف الصالح؟ إن حق القريب عظيم، خاصة إن كان محتاجا، وحق الأخوات من الأب والأم لا يخفى على من كان له قلب سليم.

نجد منكم من يطيل لحيته ويقصر ثوبه، فإذا ألقيت عليه السلام لم يرده، بحجة أنه لايعرفك، إن هذا ليس من هدي السلف الصالح، بل هو على خلاف ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أفضل الإسلام أن تُطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف". فكيف يمتنع من يدعي السلفية عن رد السلام، وهو من حقوق المسلم على أخيه المسلم؟ إن السلام مفتاح القلوب، وبادئة للوصل والمودة، فكيف يمتنع عنه من يدعو إلى الخير؟

تسيرون في طريق الخلافات والنزاعات، مع أن رسولنا صلى الله عليه وسلم أمرنا وقت الاختلاف، لقد أمرنا الله تعالى بالاجتماع والاعتصام بحبل الله، ونهانا عن التفرق والاختلاف. فما بالكم تكثرون من الخصومات وتثيرون الفتن؟ إن الخلاف ليس مبررا للعداوة والبغضاء، بل يجب أن يكون محلاً للتفاهم والحوار البناء.

اتقوا الله يا أدعياء السلفية في أنفسكم وفي إخوانكم من المسلمين، راجعوا أنفسكم وتفكروا في حقيقة المنهج الذي تدعونه، إن السلفية الحقة هي اتباع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، وهي منهج رحمة وعدل، منهج يجمع ولا يفرق، منهج يداوي ولا يجرح.

فلنكن جميعا دعاة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ولنتناصح بالتي هي أحسن، ولنتجاوز عن زلات إخواننا، فإن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا.  


مسلم لالة الزهرة: كانت نور القرآن في تيمي

في قلب قصر أولاد إبراهيم بتيمي، أدرار، سطعت شمسٌ لم تكن لتغرب؛ شمسٌ من نور القرآن تجسدت في شخص "مسلم لالة الزهرة". لم تكن مجرد معلمة، بل كانت روحا وهبت بيتها وحياتها لكتاب الله، فكان كل ركنٍ في منزلها شاهدا على تلاوات خاشعة، وتدبر عميق، وأفئدة ارتوت من معين المعرفة.

زوجها، بلحسن مولاي أحمد، الذي عرفته بلدية تيمي أولاد إبراهيم أدرار، كان سندا وشريكا في هذه المسيرة المباركة. ومعا، نسجا لحافا من الإيمان والعلم غطى أرجاء قصرهم، فغدا منارة يقصدها طلاب القرآن، إن قامة كـ "مسلم لالة الزهرة"، رحمها الله لا يمكن وصفها بكلمات عادية؛ فهي من طينة الصحابيات الجليلات، وإن لم تعش في زمانهن، هي سليلة الدوحة النبوية الشريفة، من آل البيت الأطهار الأخيار، الذين اصطفاهم الله لحمل رسالة النور، وليس غريبا إذن أن تكون هذه الشجرة المباركة قد أثمرت معلمةً للقرآن، نذرت نفسها لتعليمه ونشر هديه، ففي عروقها تجري سلالةٌ نقية، وقلبها ينبض بحب الله ورسوله، وروحها تشع إيمانا لا يعرف الكلل.

لقد كانت "مسلم لالة الزهرة" نموذجا حيا للعطاء والتفاني، وشاهدا على أن العلم الحقيقي لا يقتصر على جدران المدارس والمعاهد، بل هو نورٌ ينبع من القلوب المخلصة، ويضيء الدروب لكل من يطلب الهداية، فسلامٌ عليها وعلى روحها الطاهرة، ونسأل الله أن يجعل عملها هذا في ميزان حسناتها، وأن يبارك في كل من اقتدى بها وسار على دربها في خدمة كتاب الله.    


غزة والفؤاد: صرخةٌ من أقصى الوجدان

في رحاب المساجد، وعلى عتبات البيوت، حيث تتلاقى القلوب وتصفو النفوس للدعاء، هناك مشهدٌ يتكرر يبعث على التأمل العميق، حين يشرع الداعي في مناجاة ربه، ترتفع أصوات التأمين خافتةً أحيانا، قويةً أحيانا أخرى، كصدى لرجاءٍ عامٍّ يصبو إليه ويتمناه الجميع،  و ما أن يُذكر اسم غزة العزة، أو يشار إلى فلسطين، حتى يتغير الحال، و ينتفض  الخامل والخامد و الكسلان، ويستيقظ النائم والذي أخذته سنة من نوم، وترتفع نبرات التأمين بشكلٍ كبير و كثير غير معهود، حتى يكاد يرتجّ ويرتعد المكان للتأمين، إنه ليس مجرد تأمين، بل هو صرخةٌ من أقصى وأعماق القلوب  الوجدان، إنها ردة فعلٍ لا شعورية، تحمل في طياتها دلالتين عميقتين تصفان حال أمتنا تجاه هذه البقعة المباركة:

أولا: إيثارٌ لا مثيل له، كأنما لم يعد هناك خيرٌ في الدنيا يرتجى إلا ما وصل منه إلى أهل الرباط، و تتجلى في هذه الانتفاضة القلبية تفضيلٌ لأرضٍ مباركة وأهلها على الأنفس، إحساسٌ بأن كل خير يناله المرء في حياته لا يكتمل إلا إذا شمل إخوانه المرابطين. إنها قمة الإيثار، أن ترى سعادتك مرهونة بسعادة من هم هناك، أن تشعر بأنك جزءٌ لا يتجزأ من معاناتهم وآمالهم، إن فلسطين ليست مجرد قضية، إنها جزءٌ من كينونتنا، تسري في عروقنا وتنبض بها قلوبنا.

ثانيا: إقرارٌ بالعجز واعتذارٌ ضمني، إن ارتفاع الأصوات بهذا الشكل المدينة و المزلزل، يحمل في طياته أيضا إقرارا ضمنيا بالعجز أمام المأساة التي تتكشف فصولها يوما بعد يوم إلى أخر، إنه اعتذارٌ صامت لمن خابت ظنونهم فينا، ولمن انقطع رجاؤهم منا،ط كأنما هذه الصرخة العالية المدوية، هي محاولةٌ لتكفير ذنبٍ، أو تعبيرٌ عن أسف لقلة الحيلة، فالله يعلم سرنا وعلانيتنا، ويعلم حجم الألم الذي يعتصر قلوبنا ونحن نرى إخواننا هناك يكابدون الويلات ويموتون جوعا هم وأبنائهم، إن هذا الصوت المرتفع هو محاولة لكسر قيود الصمت، وللتعبير عن تضامنٍ لا تحده الجغرافيا، ورغبةٍ في نصرةٍ لا تملك الأيدي وسيلة لها سوى الدعاء، يا أهل فلسطين، ويا أهل غزة العزة الصامدة، إن قلوب الأمة كلها معكم، إن هذه الأصوات التي ترتفع بالدعاء ليست مجرد كلمات، بل هي أنفاس تتصاعد من أرواحٍ تعشق ترابكم الطاهر، وتتمنى لكم النصر والعزة، إنكم لستم وحدكم، فدعاؤنا يحيط بكم، وآمالنا معقودة بصمودكم، ووجداننا يرتجف لكل ألم يصيبكم.

اللهم، يا من تعلم السر وأخفى، يا من بيدك ملكوت كل شيء، متّع أبصار المؤمنين والمسلمين واشف صدورهم بوابل نقمتك تنزلها عاجلا على كل من حاصر أو قتّل أو جوّع أو تآمر أو غدر أو دعم مايصيب أهل غزة من حزن وكرب ونصب أو استبشَر لما يحدث لهم.  



صرخة من غزة: هل يسمعها حاكم مصر؟

من تحت الركام، ومن بين أنقاض البيوت المهدمة، تخرج صرخة مدوية من غزة العزة، صرخةٌ تحمل في طياتها ألم الفقد، ومرارة الحصار، وقهر الظلم، هذه الصرخة ليست مجرد كلمات، بل هي نداءٌ إنسانيٌّ واستغاثةٌ أخوية، موجهةٌ إلى حاكم مصر، تُلخص مطلبا واحدا لا يقبل التأويل: افتحوا معبر رفح، وإلا فأنتم شركاء في قتل أبناء غزة العزة، أهل غزة الصامدون المجاهدون، الذين يدافعون عن شرف الأمة، وعن قدسية المسجد الأقصى، يتساءلون بحرقة: أليس لدى حاكم مصر إحساس بما يحدث لأهل غزة؟ ألا تُحرك فيه مشاهد الأطفال الذين يُنتشلون أشلاء من تحت الأنقاض، أو صور الجرحى الذين يلفظون أنفاسهم الأخيرة بسبب نقص الدواء والغذاء، أو صرخات الأمهات الثكلى التي تملأ الأفق؟ إن إغلاق معبر رفح في وجه المساعدات الإنسانية والطبية، وفي وجه الجرحى الذين يحتاجون إلى العلاج، وفي وجه كل من يبحث عن بصيص أمل، هو مشاركةٌ فعلية في تفاقم الكارثة، وتعميق الجرح، إن تاريخ الأمم يُسجل بمداد من نور وبمداد من ظلام، فهل يرضى حاكم مصر أن يسجّل التاريخ اسمه ضمن قائمة الذين خذلوا إخوانهم، وتخلوا عن واجبهم الإنساني والأخلاقي تجاه شعبٍ يُذبح على مرأى ومسمع العالم؟ ألا تخاف من لعنة التاريخ التي ستطارد كل من تواطأ أو صمت عن جرائم الاحتلال الصهيوني؟

ويا شعب مصر العظيم، يا من لكم تاريخٌ طويلٌ من النخوة والشهامة، ومن الوقوف إلى جانب الحق والعدل، أيرضيك ما يفعله حاكمك من خذلان لإخوانك في غزة وعموم فلسطين؟ هل تقبلون أن يُترك أطفال غزة يواجهون الموت جوعا ومرضا، بينما الجسر البري الذي يربطهم بكم مغلق؟ إن قلوبكم الطاهرة لا يمكن أن ترضى بهذا الصمت، ولا يمكن أن تقبل بهذا التقاعس، صوتكم هو الأمل، وضغطكم هو المفتاح لفتح معبر رفح، وإنقاذ الأرواح، إن اليهود الصهاينة الظالمين، مغتصبي أرض فلسطين، يعيثون فسادًدا في الأرض، ويُمعنون في قتل وتشريد شعبٍ أعزل، لا يرتدعون عن جريمة، ولا يتورعون عن سفك الدماء، لأنهم يجدون ضعفا وصمتا من حولهم.

يا رب، يارب لا نملك لأهل غزة وعموم فلسطين إلا الدعاء، يارب كن لهم عونا ونصيرا، وأبدلهم أمنا وعيشا رغيدا، وأهلك اليهود الصهاينة الظالمين وأعوانهم والمؤيدين لهم، وافتح يا رب قلوب الحكام ليروا حجم المعاناة، وتُلين عزائمهم ليتخذوا القرار الصائب، إن غزة تنادي، فهل من مجيب؟.   



الأستاذ بويه عبدالقادر قامة علمية وثقافية شامخة من عين صالح

يُعد الأستاذ بويه عبدالقادر رمزا للعطاء التربوي والثقافي في منطقة عين صالح خاصة والجزائر عامة، مسيرته حافلة بالإنجازات، التي بدأت من مسقط رأسه بالزاوية ( زاوية سيدي بلقاسم ) عين صالح، بدأ ينبغ كنموذجا يحتذى به في التفاني والاجتهاد، فتلقى الأستاذ بويه تعليمه بمختلف أطواره في عين صالح، حيث حصل على شهادة البكالوريا في جوان 1986، و لم ينتظر طويلا بعد ذلك، بل التحق مباشرة بجامعة الجزائر ليتخصص في التاريخ، وحاز على شهادة الليسانس في جويلية 1990، هذه الشهادة كانت بوابة دخوله لسلك التدريس، حيث بدأ مسيرته المهنية أستاذا لمادتي التاريخ والجغرافيا بثانوية عين صالح، واستمر في هذا الدور التربوي النبيل حتى عام 2015، بعد نجاحه في مسابقة التفتيش، و

من التدريس إنتقل إلى التفتيش، حيث بدأ مسيرته المهنية متألقة وبعد سنة تكوينية، عُين الأستاذ بويه مفتشا للتربية الوطنية بالمقاطعة 25، هذه المقاطعة كانت تضم ولايات تمنراست، عين صالح، وعين قزام، ما يعكس الثقة الكبيرة التي وضعتها السلطات التربوية و التعليمية في قدراته وكفاءته، وفي أكتوبر 2024، كُلف بمسؤولية جديدة في ولاية المنيعة بدلا من تمنراست وعين قزام، وهو ما يؤكد على مرونته واستعداده الدائم لخدمة القطاع التربوي و التعليمي في أي مكان يحتاج إليه، و يمكن أن يطلق عليه مؤرخ الصحراء الجزائرية لإهتمامه بهذا الجانب و رائد في توثيق التراث بفضل تخصصه في التاريخ، يولي الأستاذ بويه اهتماما خاصا بتاريخ تيدكلت  والصحراء وبتاريخ الجزائر عامة، هذا الشغف بالبحث والتوثيق أثمر عن مجموعة من الأعمال التأليفية القيمة التي أثرت المكتبة الجزائرية والتي تملثت في كتاب تحت عنوان :  "تيدكلت وثائق ومخطوطات"، وكان هذا الكتاب باكورة أعماله التأليفية، وقد تكفلت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بطباعته عام 2015 ضمن فعاليات "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، حيث طُبعت منه 3000 نسخة. وأعادت وزارة الثقافة طبعه عام 2020، مما يدل على أهميته وقيمته العلمية، وكتاب تحت عنوان : "صفحات من تاريخ الصحراء الجزائرية" كعنوان رئيسي  ويتضمن عنوان فرعي ( تيدكلت والهقار )،  صدر هذا العمل الهام بنسختين متتاليتين في عامي 2020 و 2022 عن دار المثقف العربي، ليقدم رؤى جديدة ونافذة على تاريخ المنطقة، وكتاب بعنوان : "أعلام وقامات من الصحراء الجزائرية": يعتبر هذا الإصدار الأخير للأستاذ بويه، وقد صدر بإشراف وزارة الثقافة والفنون عام 2024، مسلطا الضوء على شخصيات بارزة أثرت في تاريخ الصحراء الجزائرية، وبالإضافة إلى مسيرته التعليمية والتأليفية، يشغل الأستاذ بويه عبدالقادر حاليا منصب رئيس الجمعية الثقافية للمخطوط والبحث التاريخي، هذا الدور يؤكد التزامه بالحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي للجزائر، ويساهم في تعزيز البحث العلمي في هذا المجال الحيوي، إن الأستاذ بويه عبدالقادر ليس مجرد مفتش أو مؤلف، بل هو قامة تربوية وعلمية وثقافية حقيقية، كرس ولايزال ويكرس حياته لخدمة وطنه وتوثيق تاريخه الغني، ليترك بصمة واضحة وإرثا ثمينا للأجيال القادمة.  





الدكتور مبروك مقدم قامة علمية وسياسية من قلب الصحراء الجزائرية

من رمال أدرار الذهبية، بزغ نجم الدكتور مبروك مقدم، ابن الجزائر البار الذي نذر حياته للعلم والوطن، إذ يمثل الدكتور مقدم مزيجا فريدا من الأصالة والمعاصرة، فهو حافظ لكتاب الله منذ نعومة أظفاره، وعالم اجتماع مرموق، وسياسي محنك، ومؤرخ شغوف بتراث منطقته، له مسيرة تعليمية وبحثية حافلة، حيث بدأت رحلة الدكتور مقدم التعليمية في المدارس القرآنية، التي حفظ بها القرآن الكريم كاملا في عام 1964، و لم يتوقف طموحه عند هذا الحد، بل واصل دراسته ليحصل على شهادة التعليم المتوسط في جوان 1970 بقسنطينة، و بعد ذلك، اتجه نحو الدراسات العليا، حيث نال شهادة الليسانس في علم اجتماع العمل تخصص إنتاجية العمل عام 1976 من جامعة وهران، مما يعكس اهتمامه المبكر بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية، ولم يكتفِ الدكتور مقدم بهذا القدر من التحصيل العلمي، بل واصل مساره الأكاديمي المتميز، ليحصد شهادة الماستر في علم الاجتماع والإجرام عام 2015 من جامعة وهران أيضا، ثم توج مسيرته بنيل شهادة الدكتوراه من جامعة البليدة 2 في علم الاجتماع والعنف والعقاب عام 2020، و يظهر هذا التخصص عمق اهتماماته بالظواهر الاجتماعية المعقدة، لاسيما في مجال الوصم الاجتماعي وتفكيك البنيات الاجتماعية المتدرجة، وعضويته الفاعلة في مخبر الجريمة والانحراف بين الثقافة والتمثلات الاجتماعية بجامعة البليدة 2 تؤكد على مساهماته المستمرة في البحث العلمي، وتقلد الدكتور مبروك مقدم العديد من المناصب الإدارية الهامة، بدءا من نائب مدير المجاهدين لولاية أدرار اعتبارا من 22 فبراير 1981، ثم مفتش المجاهدين بالولاية من 1985 إلى 1990، و تميزت مسيرته الإدارية أيضا برئاسة عدة دوائر، بداية من دائرة أولف بولاية أدرار في 13 مارس 1991، وصولا إلى رئاسة دائرة مشرية بولاية النعامة من 2003 إلى 2007، و بعد تقاعده في عام 2007، لم يتوقف عن العطاء، بل انضم إلى جامعة التكوين المتواصل كأستاذ لمادة المنهجية منذ عام 2008 وحتى الآن، كما أنه أستاذ متعاون بجامعة وهران 2، حيث يشرف على مقياس النظريات الحديثة في علم الاجتماع، وإلى جانب المسيرة العلمية والإدارية، للدكتور مبروك مقدم تاريخ سياسي حافل يمتد منذ عام 1976، بدأ نشاطه كعضو في قسمة جبهة التحرير بأدرار، وشغل منصب أمين عام بمركز الأبحاث والدراسات التاريخية لولاية أدرار من 1984 إلى 1991، و كان له دور قيادي في العمل النقابي والسياسي، حيث شغل منصب أمين ولائي لاتحاد الاقتصاديين والاجتماعيين بأدرار منذ عام 1995، وأمين وطني مكلف بالدراسات الاقتصادية والاجتماعية بالاتحاد الجزائري للاقتصاديين والاجتماعيين بالجزائر العاصمة عام 1986، كما كان عضو مكتب محافظة جبهة التحرير الوطني بأدرار من 1988 إلى 1991، ومنسقا لحزب جبهة التحرير الوطني بولاية بشار من بداية 1988 إلى نهاية 1990، ويُعرف الدكتور مقدم باهتمامه العميق بتراث منطقة توات والمناطق المجاورة لها، فقد أثرى المكتبة الجزائرية بما يقرب من 55 مؤلفًا، يتعلق أغلبها بتراث هذه المنطقة العريقة، بالإضافة إلى مؤلفات في الفقه والشريعة. كما ساهم بفعالية في العديد من الكتب الجماعية. يمكن القول بحق إن الدكتور مبروك مقدم هو موسوعة علمية في مجال التراث، ورجل يجمع بين السياسة والثقافة وعلم الاجتماع، مما يجعله قامة وطنية تستحق التقدير والإجلال.
إن مسيرة الدكتور مبروك مقدم لهي خير دليل على أن الإصرار والعزيمة يمكن أن يرسمان طريقا مليئا بالإنجازات في مختلف ميادين الحياة، وما زال عطاؤه مستمرا، ليضيء دروب الأجيال القادمة بعلمه وخبرته.  

تعيين القايم حسان مدير للتربية بالولاية المنتدبة قصر الشلالة

تم خلال هذه الأيام تعيين القايم حسان مديرا للتربية بالولاية المنتدبة قصر الشلالة بولاية تيارت، و يمثل هذا التعيين خطوة هامة نحو تعزيز المنظومة التربوية بكفاءة وطنية بارزة، ويأتي هذه التعيين من طرف السلطات العليا في البلاد ليؤكد على الثقة في قدراته القيادية والإدارية، وينحدر السيد القايم حسان من قصر المرقب ببلدية تيمقطن ولاية أدرار، ويُعد من الكفاءات التربوية التي أثبتت تميزها وتفانيها في خدمة قطاع التعليم، و مسيرة السيد القايم حسان المهنية حافلة بالخبرات المتراكمة في مختلف مستويات المسؤولية، فقد بدأ مساره كـأستاذ للتعليم الثانوي، ثم تدرج ليصبح مديرا لثانوية، وهو ما منحه فهما عميقا للتحديات والفرص داخل المؤسسات التعليمية، ولم تتوقف مسيرته عند هذا الحد، بل توسعت لتشمل مناصب إدارية محورية، فقد تولى مسؤولية رئيس مصلحة المستخدمين والتفتيش بمديرية التربية لولاية أدرار، حيث اضطلع بدور حيوي في ضمان جودة الأداء الإداري والتربوي، والإشراف على الموارد البشرية، كما شغل منصب أمين عام بمديرية التربية لولاية إن صالح منذ عام 2022، وهو ما يعكس قدرته على القيادة والإشراف على الجوانب الإدارية واللوجستية للقطاع التربوي بكفاءة عالية، وعرف السيد القايم حسان بأدائه المتميز وتفانيه في أداء مهامه التربوية النبيلة في كل منصب شغله، ما يجعله نموذجا يحتذى به في التفاني والإخلاص لخدمة المدرسة الجزائرية، ويُعتبر تعيينه في هذا المنصب الجديد مكسب حقيقي للمنظومة التربوية في قصر الشلالة، وينتمنى له كل عرفه التوفيق والنجاح في مهامه الجديدة، وأن يواصل مسيرته في الارتقاء بمستوى التعليم وخدمة أجيال المستقبل. 


"البعد الأفرو-أمازيغي، فن وهوية": معرض الأستاذ ابليلة مسعود ينير أولف

تزهر مدينة أولف، بولاية أدرار، بفعالية فنية وثقافية مميزة بإنطلاق معرض الفنان الأستاذ ابليلة مسعود تحت شعار "البعد الأفرو-أمازيغي، فن وهوية"، ويُنظم الفنان هذا الحدث البارز بالتعاون الوثيق بين جمعية محمد البشير الإبراهيمي ومكتبة المطالعة العمومية بأولف، ليقدم نافذة فريدة على التراث الفني والهوياتي للمنطقة، وانطلقت فعاليات المعرض يوم السبت الموافق 26 جويلية 2025، وتستضيف فعالياته مكتبة المطالعة العمومية ببلدية أولف، التي تحولت إلى فضاء نابض بالإبداع والحوار، و لا يقتصر المعرض على عرض الأعمال الفنية فحسب للفنان ابليله، بل يتجاوز ذلك ليقدم برنامجا ثقافيا غنيا ومتنوعا يهدف إلى إثراء الزوار من مختلف الأعمار والاهتمامات، ويشمل البرنامج مجموعة من الدورات التكوينية التي تتيح للمشاركين فرصة اكتساب مهارات جديدة في الفنون، وندوات علمية تتناول بعمق موضوعات تتعلق بالبعد الأفرو-أمازيغي من منظور فني وثقافي وتاريخي، كما تم تخصيص ورشات رسم للأطفال، بهدف تنمية مواهبهم الفنية وتشجيعهم على التعبير عن أنفسهم من خلال الرسم، ما يضمن غرس حب الفن في الأجيال القادمة، ولم يغفل المنظمون عن فئة الشباب، حيث يتضمن المعرض ندوة تحسيسية لطلبة البكالوريا الجدد، هذه الندوة تهدف إلى توجيههم وإرشادهم في بداية مسيرتهم التعليمية الجامعية، وربما تعريفهم بآفاق دراسية أو مهنية مرتبطة بالفنون والتراث الثقافي، ويمثل هذا المعرض فرصة ذهبية للغوص في عمق الهوية الأفرو-أمازيغية من خلال عدسة الفن، فهو ليس مجرد عرض للأعمال الفنية، بل هو منصة للحوار والتفاعل والتعلم، يُجسد المعرض رؤية فنية تسلط الضوء على الأبعاد الجمالية والتاريخية والثقافية لهذه الهوية العريقة، ليؤكداعلى دور الفن في حفظ ونشر التراث، يُذكر أن جهود الأستاذ الفنان ابليلة مسعود، بالتعاون مع المؤسسات الثقافية المحلية، تُساهم بشكل فعّال في إثراء المشهد الثقافي بأولف وتوفير مساحة للإبداع والتفكير الجماعي، والدعوة موجهة لجميع المهتمين بالفن والثقافة والتراث لزيارة المعرض والاستفادة من فعالياته المتنوعة، هذا وقال الفنان التشكيلي ابليله مسعود أن مشروع المعرض ينظم تحت رعاية وزارة الثقافة والفنون وإشراف مديرية الثقافة والفنون لولاية أدرار، ويهدف إلى إظهار البعد الأفروأمازيغي من خلال التقاليد والعادات المشتركة لأربعة مناطق مختلفة ومن بسن التقاليد المشتركة الرقص والغناء والمعمار والقصة والخرافة، كما يهدف إلى إظهار هذه التقاليد والمحافظة عليها.      





المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 29 جويلية 2025، العدد 3320، في الصفحة 06






السبت، 26 يوليو 2025

مديرية التوزيع لسونلغاز أدرارتنظم أبوابا مفتوحة

تجسيدا لتعليمات السيد الرئيس المدير العام لمجمع سونلغاز وفي إطار المساعي الحثيثة لإدارة المجمع الرامية إلى انفتاح الشركة على محيطها المؤسساتي وزبائنها سيما من المتعاملين الاقتصاديين والشركاء الاجتماعيين في إطار الاستراتيجية المسطرة لتحسين الخدمة العمومية بما يتلاءم وتطلعات المواطن، تحضر مدرية التوزيع للشركة الجزائرية للكهرباء والغاز بولاية أدرار لتنظيم أبواب مفتوحة يوم 28 جويلية 2025، كما تنظم هذه الأبواب على مستوى كافة مديريات التوزيع عبر التراب الوطني، ويأتي تنظيم هذه الابواب المفتوحة قصد التعريف بالمجمع وشركاته، وسيستفيد الزوار من شروحات وافية من إطارات الشركة، مع توفير مطويات توضيحية ومناشير مطبوعة خاصة بالخدمات الرقمية الجديدة التي تقدمها سونلغاز للزبائن، وكذا نصائح حول الاستعمال الامن والرشيد للطاقة الغازية والكهربائية.  


المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 28 جويلية 2025، العدد 3319، في الصفحة 06



ثانوية جبايلي عبد الحفيظ بأولف تكرم الناجحين في بكالوريا 2025

في أجواء احتفالية بهيجة، كرمت ثانوية جبايلي عبد الحفيظ بمدينة أولف يوم 26 جويلية 2025، طلابها المتفوقين الناجحين في امتحان شهادة البكالوريا لدورة 2025؛ وقد شهدت الثانوية هذا العام نسبة نجاح بلغت 44.72% من إجمالي 161 مترشحا، مما يعكس جهود الطلاب والطاقم التربوي على حد سواء، وتصدرت التلمذة المتألقة هيباوي سجى قائمة الناجحين في الثانوية، حيث حققت أعلى معدل والذي بلغ 15.23، لتنال بذلك شرف المرتبة الأولى على مستوى المؤسسة وتكون قدوة لزملائها، ولم يقتصر التكريم على إدارة الثانوية فقط، بل جاء بمساهمة من جمعية أولياء التلاميذ والأساتذة وعدد من الفعاليات الأخرى التي آمنت بأهمية دعم وتشجيع هذه الكوكبة من الشباب الواعد، وقد حظي بعض الطلاب المتفوقين بتكريمات خاصة من أوليائهم وبعض أساتذتهم، في لفتة تعكس عمق العلاقة بين التلاميذ والأساتذة والأولياء، ويهدف تنظيم هذا الاحتفال السنوي إلى تشجيع الطلاب على بذل المزيد من الجهد والاجتهاد، وتحفيز الأجيال القادمة لتحقيق التميز العلمي، ويؤكد الإحتفال على الدور المحوري للمؤسسات التعليمية في بناء الأجيال وتطوير المجتمع.   


المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 28 جويلية 2025، العدد 3319، في الصفحة 06.