في موكب جنائزي مهيب ودعت يوم
الثلاثاء الموافق لـ 17 جويلية 2018 ، دائرة أولف بولاية أدرار ، واحدا من خيرت
شيوخها المعروف بالطالب الحاج احمد البوكادي ، الذي وافته المنية ليلة يوم الأحد 15
جويلية 2018 لصبيحة ليوم الاثنين 16 جويلية بالمؤسسة العمومية الإستشفائية بأولف ، بعد مرض ألزمه المستشفى لمدة أسبوع ، حيث
كرث الشيخ رحمه الله حياته لتعليم القرآن وعلوم الشريعة في العديد من مناطق جنوب
البلاد منها منطقة أولف مسقط رأسه ، وكان مما كتبه عنه البروفسور قدي عبد المجيد في كلمة قرئت
بعد الصلاة على جنازته في زاوية حينون التي وري في مقبرتها الثرى - وإذ جعل الله
عباده شهودا على خلقه ، فلا يسعنا إلا أن نقدم شهادة بين يدي المولى ولوجهه
الكريم في حق هذا الشيخ الهمام الذي تربى في حدائق القرآن فقطف من
أزهارها اليانعة ومن ثمارها الدانية وارتوى من معين آياتها فأشرب قلبه القرآن وانعكس ذلك في سلوكه ، فلم يكن التواضع يجافي جنبه
وتصرفاته ،
وكان حب العلم دأبه وديدنه والتمثل بأخلاق القرآن شأنه في
سائر أحواله.
لقد أدرك بإلهام الله له ، ثم بتنشئة آبائه وأشياخه له أن
الحياة مزرعة
الآخرة فسعى فيها حرثا وغرسا للهديين ( كتاب الله وسنة
رسول الله ) في نفوس الناشئة لعله يجد الحصاد وافرا. فكرس
حياته وجهده لقراءة القرآن وتحفيظه وتعليمه والوقوف على
أسراره وحكمه تفسيرا وفقها ، فلم ينظر إلى الدنيا الفانية إلا
بقدر ما يتقوى به على طاعة الله ، فكان حمامة المساجد ومرتاد مجالس الذكر
والعلم سواء في هذه المدينة المحروسة التي أبصر فيها النور أو سواء حيثما حل وارتحل ، فلم يكن أحبابه
وخلانه إلا من عمار بيوت الله وحراس كتابه.- كما قال فيه الشيخ عبدالرحمن البرعموري كلمة
وجيزة تغني عن كل قول ، لما طلبنا منه أن يقول كلمة في حقه ، كشيخ له مكانته في
المجتمع ، فقال : شهدنا له بحب القرآن الكريم وطيبة الأخلاق ، فتكفي
الشيخ المرحوم هذه الشهادة الوجيزة الثقيلة حب القرآن وطيبة الأخلاق ، وقد قال
رسولنا الكريم : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ، والمؤمنون شهداء الله في أرضه ، فرحمة الله
على الشيخ أحمد البوكادي ، وألهم الله ذويه الصبر والسلوان وجعل الفردوس الأعلى
سكنه في الجنة.
المصدر جريدة السلام اليوم ليوم19جولية 2018 ، العدد2194 الصفحة07 ، رابط التنزيل : http://essalamonline.com/ara/permalink/66628.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق