الاثنين، 25 أبريل 2016

بمناسبة اليوم العالمي للكتاب المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بأدرار تسطر برنامجا ثريا

بمناسبة اليوم العالمي للكتاب و المؤلف الذي يصادف 23 أفريل من سنة ، سطرت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بولاية أدرار ، برنامجا ثريا للاحتفال بالذكرى ، حيث انطلقت الاحتفالات بالذكرى حسب البرنامج المسطر منذ 23 من الشهري الحالي ( أفريل ) وتدوم إلى غاية 30 منه ، ومن خلال البرنامج  تمت برمجت يوما دراسيا ببلدية أولا عيسى التابعة للمقاطعة الإدارية بتميمون ، كما يقام معرضا بالمكتبة الرئيسية للكتب المقتناة والمطبوعة في إطار التظاهرة الوطنية ، ومن بين عناصر البرنامج زيارة العديد من المدارس للتعريف بهذا اليوم ، وكذلك إقامة ورشات للقراءة والمطالعة خاصة بالأطفال ،  هذا وكانت منظمة اليونسكو في مؤتمرها الذي أنعقد في باريس سنة 1995 ، قد اختارت يوم 23 أفريل من كل سنة يوما عالميا للكتاب والمؤلف ، تعبيرا عن تقديرها وتقدير العالم جميعا للكتاب المؤلف ، وتهدف من خلال هذا اليوم إلى تشجيع التأليف و القراءة والكتابة  لدى سكان المعمورة ( الأرض ) قاطبة ، وبشكل خاص  لدى الشباب ، وتشجيع استكشاف المتعة من خلال القراءة وتجديد الاحترام للمساهمات التي لا يمكن إلغاؤها لكل الذين مهدوا الطريق للتقدم الاجتماعي والثقافي للإنسانية جمعاء، كما أنشئت في مقابل لذلك جائزة اليونسكو في الأدب للأطفال والشباب خدمة للتسامح   ، وتختار المنظمة وفق للجنة الاختيار كل سنة مدينة من المدن العالمية لتكون عاصمة لهذا اليوم من 23 أفريل لسنة الحالية إلى غاية 23 منه في السنة المقبلة ، وكان قد تم الانطلاق في عملية مبادرة اختيار عاصمة الكتاب سنة 2000 .

المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 25 أفريل 2016

المصدرجريدة السلام اليوم ليوم 26 أفريل 2016

السبت، 23 أبريل 2016

مفهوم الحضارة عند مالك بن نبي

هذا المقال منقول
مفهوم الحضارة عند مالك بن نبي
ينبني
مفهوم الحضارة عند ابن نبي على اعتقاده الراسخ بأن "مشكلة كل شعب هي في 
جوهرها مشكلة حضارية، ولا يمكن لشعب أن يفهم أو يحل مشكلته ما لم يرتفع 
بفكرته إلى الأحداث الإنسانية، وما لم يتعمق في فهم العوامل التي تبني 
الحضارات أو تهدمها". 
وانطلاقا من هذا الاعتقاد الراسخ بأهمية الحضارة 
وضرورة "فقه" حركتها منذ انطلاقتها الأولى إلى أفولها يحاول ابن نبي إعطاء 
تعريف واسع للحضارة، يتحدد عنده في ضرورة "توفر مجموع الشروط الأخلاقية 
والمادية التي تتيح لمجتمع معين أن يقسم لكل فرد من أفراده في كل طور من 
أطوار وجوده منذ الطفولة إلى الشيخوخة المساعدة الضرورية له في هذا الطور 
أو ذاك من أطوار نموه". 
وعلى هذا فكل ما يوفره المجتمع لأبنائه من 
وسائل تثقيفية وضمانات أمنية، وحقوق ضرورية تمثل جميعها أشكالا مختلفة 
للمساعدة التي يريد ويقدر المجتمع المتحضر على تقديمها للفرد الذي ينتمي 
إليه. 
ويتبين من خلال هذا أن مفهوم الحضارة عند ابن نبي شــديد 
الارتباط بحركة المجتمع وفاعلية أبنائه؛ سواء في صعوده في مدارج الرقي 
والازدهار، أو في انحطاطه وتخلفه، وبالتالي فلا بد من فهم عميق، و"فقه 
حضاري" نافذ لكل من يريد دراسة المجتمعات دراسة واعية وشاملة؛ لأن حركة 
المجتمعات الحضارية ظاهرة تخضع كغيرها من الظواهر الإنسانية "لسنن" 
و"قوانين" اجتماعية وتاريخية ثابتة، لا بد من الإحاطة بها، وإدراك كنهها 
لكل من يريد أن يعيد لأمته مجدها الحضاري، ويحقق لها ازدهارها المنشود. 
وهذا ما أكده بقوله: "إن أول ما يجب علينا أن نفكر فيه حينما نريد أن نبني 
حضارة أن نفكر في عناصرها تفكير الكيماوي في عناصر الماء إذا ما أراد 
تكوينه؛ فهو يحلل الماء تحليلا علميا، ويجد أنه يتكون من عنصرين 
(الهيدروجين والأكسجين)، ثم بعد ذلك يدرس القانون الذي يتركب به هذان 
العنصران ليعطينا الماء، وهذا بناء ليس بتكديس" 
والعناصر الضرورية التي تتشكل منها كل الحضارات -حسب مالك- هي ثلاثة: الإنسان + التراب + الوقت.8 

الحضارة إبداع وتميز وليست تقليدا وتبعية
يدعو
مالك بن نبي في جل كتاباته إلى ضرورة إبداع بدائل فكرية ومناهج علمية 
مستقلة تتناسب مع البيئة الإسلامية بدل استيرادها كما هي من الغرب الأوربي.
ويلح على ضرورة الاستقلال الفكري في دراسة مشكلاتنا الحضارية والاجتماعية؛
لأنه يعتقد -كغيره من الدارسين للحضارات الإنسانية- أن هناك خصوصيات كثيرة
تتميز بها كل حضارة عن غيرها. "فلكل حضارة نمطها وأسلوبها وخيارها، وخيار 
العالم الغربي ذي الأصول الرومانية الوثنية قد جنح بصره إلى ما حوله مما 
يحيط به نحو الأشياء، بينما الحضارة الإسلامية عقيدة التوحيد المتصل بالرسل
قبلها، سبح خيارها نحو التطلع الغيبي وما وراء الطبيعة.. نحو الأفكار" 
ومن
أهم الخصوصيات التي ميزت نشوء الحضارة الإسلامية أن نشوءها سببه الوحي 
الرباني؛ مما جعلها حضارة خالدة خلود المبادئ والتعاليم التي تحملها وتدعو 
إليها، "فجزيرة العرب.. لم يكن بها قبل نزول القرآن إلا شعب بدوي يعيش في 
صحراء مجدبة يذهب وقته هباء لا ينتفع به؛ لذلك فقد كانت العوامل الثلاثة: 
الإنسان، التراب، والوقت راكدة خامدة، وبعبارة أصح: مكدسة لا تؤدي دورا ما 
في التاريخ؛ حتى إذا ما تجلت الروح بغار حراء -كما تجلت من قبل بالوادي 
المقدس، أو بمياه الأردن- نشأت بين هذه العناصر الثلاثة (الإنسان + التراب +
الوقت) المكدسة حضارة جديدة؛ فكأنها ولدتها كلمة "اقرأ" التي أدهشت النبي 
الأمي، وأثارت معه وعليه العالم" .
. ولهذا "فالحضارة" لا يمكن 
استيرادها من بلد إلى آخر رغم استيراد كل منتجاتها ومصنوعاتها؛ لأن 
"الحضارة" إبداع، وليست تقليدا أو استسلاما وتبعية كما يظن الذين يكتفون 
باستيراد الأشياء التي أنتجتها حضارات أخرى؛ "فبعض القيم لا تباع ولا 
تشترى، ولا تكون في حوزة من يتمتع بها كثمرة جهد متواصل أو هبة تهبها 
السماء، كما يهب الخلد للأرواح الطاهرة، ويضع الخير في قلوب الأبرار 
فالحضارة من بين هذه القيم التي لا تباع ولا تشترى.. ولا يمكن لأحد من باعة
المخلفات أن يبيع لنا منها مثقالا واحدا، ولا يستطيع زائر يدق على بابنا 
أن يعطينا من حقيبته الدبلوماسية ذرة واحدة منها"

الحضارة هي التي تلد منتجاتها
وبما
أن الحضارة إنجاز لا يمكن أن يوهب أو يشترى أو يستورد؛ فإن ابن نبي أولى 
كل اهتمامه لتحريك الإنسان المسلم الذي يمثل بالنسبة له جوهر الحضارة 
وعمودها الرئيسي نحو مواقع "الفعالية" و"العطاء" و"الإنتاج"؛ لأن "المقـياس
العام في عملية الحضارة هو أن الحضارة هي التي تلد منتجاتها"، وسيكون من 
السخف والسخرية حتما أن نعكس هذه القاعدة، حين نريد أن نصنع حضارة من 
منتجاتها" .
وعملية استيراد أشياء الغرب ومنتجاته، والاكتفاء بذلك سبيلا
للتقدم.. أشبه بالذي يحاول أن يعالج أعراض المرض ونتائجه البارزة الظاهرة 
للعيان، بدل أن يعالج أسبابه العميقة، وأصوله الباطنية؛ مما يظهر المرض في 
الظاهر كأنه قد اختفى، لكنه في الحقيقة لا يزال ينخر صحة المريض، ويستنزف 
قواه في الباطن. لهذا علينا في معاجلة تخلفنا -كما يرى أحد تلاميذه ابن 
نبي- ألا نتبع سبيل الاستيراد؛ فنحاول أن نصبغ من الخارج دارنا المتهدمة 
بلون الحضارة الغربية ونملؤها بأثاثها، ونقتنع بذلك كوسيلة تجعل دارنا 
المتهدمة المحطمة دارا قوية شديدة الأركان. فإن النظرة البسيطة تشير إلى أن
الدار تستدعي مهندسا يدرس أسباب الخلل الذي يوشك أن ينقض البناء، لا تاجرا
يملأ البيت بالأدوات والأثاث" 
وطالما بقي المجتمع الإسلامي عاجزا عن 
إيجاد البدائل الفكرية والمنهجية التي تنسجم مع عقيدته وواقعه؛ فهذا يعني 
أن هذا المجتمع ما زال يعاني من التبعية والتخلف، ولم ترقَ أفكاره بعدُ إلى
درجة الاستقلال والتحرر الشاملين، وهذا هو الذي يشكل خطرا على حاضر 
ومستقبل المسلمين في نظر ابن نبي؛ لأن "المجتمع الذي لا يصنع أفكاره 
الرئيسية لا يمكن على أية حال أن يصنع المنتجات الضرورية لاستهلاكه، ولا 
المنتجات الضرورية لتصنيعه، ولن يمكن لمجتمع في عهد التشييد أن يتشيد 
بالأفكار المستوردة أو المسلطة عليه من الخارج.. فعلينا أن نكتسب خبرتنا؛ 
أي أن نحدد موضوعات تأملنا، وألا نسلم بأن تحدد لنا بكلمة، علينا أن نستعيد
أصالتنا الفكرية، واستقلالنا في ميدان الأفكار حتى نحقق بذلك استقلالنا 
الاقتصادي والسياسي"

القابلية للاستعمار تكبل المجتمع وتحول دونه والإبداع
يرى
ابن نبي أن الاضطراب والفوضى والتناقض والغموض، وغير ذلك من السلبيات التي
تتصف بها بعض النتائج الفكرية في العالم الإسلامي إنما ترجع في جانب كبير 
منها إلى تلك "القابلية للاستعمار" التي تسكن نفوس أبناء هذا المجتمع، 
وتدفعهم من موقع الدونية والتقليد إلى تمثل أشياء الغرب وأفكاره دون أي 
دراسة دقيقة وواعية بالتمايز الحضاري الشاسع الموجود بين المجتمعات 
الإسلامية والمجتمعات الغربية14.
وبدل أن تساهم كتابات أولئك المغتربين 
في تشييد البناء الحضاري للأمة الإسلامية، نجدهم يلجئون إلى تكديس 
"المعارف"، والانجذاب إلى الإكثار من الألفاظ الرنانة، وتلويك المصطلحات 
الغربية التي فقدت الحياة بمجرد قلعها من بيئتها الحضارية الأصيلة في 
الغرب. وطبيعي أن هذا التكديس لا يؤدي إلى إنشاء حضارة؛ لأن "البناء وحده 
هو الذي يأتي بالحضارة لا التكديس، ولنا في أمم معاصرة أسوة حسنة.
إن 
علينا أن ندرك أن تكديس منتجات الحضارة الغربية لا تأتي بالحضارة.. 
فالحضارة هي التي تكون منتجاتها، وليست المنتجات هي التي تكون حضارة.. 
فالغلط منطقي، ثم هو تاريخي؛ لأننا لو حاولنا هذه المحاولة فإننا سنبقى ألف
سنة ونحن نكدس ثم لا نخرج بشيء". 
وهكذا نجد هؤلاء المغتربين 
والمتمثلين تقليديا لأفكار الغرب لا ينظرون إلى الحضارة الغربية إلا من 
خلال قشورها، ولا ينقلون منها إلا ما يسميه ابن نبي "بالأفكار الميتة" أو 
"القاتلة" التي ترمي بها إليهم هذه الحضارة عن طريق مراصدها الفكرية حتى 
يظلوا تابعين لا مبدعين، منفعلين لا فاعلين. وهذا عكس ما فعلته "النخبة 
المثقفة" في اليابان مثلا التي استطاعت في تعاملها مع الغرب أن تفرق بين ما
هو صالح للاقتباس، لا بد منه ولا ضرر يخشى منه، وما هو طالح وخاص بالقيم 
والأخلاق الغربية التي تتعارض مع قيم الإنسان الياباني وأخلاقياته. 

ابن نبي وضرورة استلهام التجربة اليابانية
شكلت
التجربة اليابانية لكثير من المفكرين والمهتمين بقضايا التنمية عموما في 
العالم الإسلامي نموذجا يختزل كثيرا من الدروس التي ينبغي استخلاصها للنهوض
وتحقيق التنمية المنشودة؛ ولهذا نجد ابن نبي في كثير من مؤلفاته يشيد 
بدوره بهذه التجربة؛ فقد كانت الانطلاقة الحديثة للمجتمع الإسلامي -في 
نظره- معاصرة لانطلاقة أخرى في اليابان؛ "فالمجتمعان قد تتلمذا سويا في 
مدرسة الحضارة الغربية، واليوم هاهي اليابان القوة الاقتصادية الثالثة في 
العالم. "فالأفكار الميتة" في الغرب لم تصرفها عن طريقها؛ فقد بقيت وفية 
لثقافتها.. لتقاليدها.. لماضيها". 

وفي مقابل هذا يرى الأستاذ أن 
المجتمع الإسلامي -رغم الجهود المبذولة من قبل رواد عصر النهضة- ما يزال 
مجتمعا متخلفا؛ لأنه مجتمع لم يستطع أن يتعامل مع الحضارة الغربية تعاملا 
علميا ونقديا، يقول: "الواضح أن المشكلة التي تطرح نفسها لا تتعلق بطبيعة 
الثقافة الغربية، بل بالطبيعة الخاصة بعلاقتنا بها. فالطالب المسلم الذي 
يلتحق بمدرستها هو بين نموذجين: الطالب المجد، والطالب السائح. وكلا 
الطالبين (المجد والسائح) لا يذهبان إلى منابع الحضارة، بل إلى حيث تتفطر 
فيها أو تلقي فيها نفاياتها" 16.
فالفرق شاسع إذن بين تعامل المسلمين مع
الغرب، وتعامل الإنسان الياباني معه؛ حيث إن هذا الأخير ترك القشور واهتم 
بالجوهر، فتمكن من استيعاب العلوم الغربية التي تمثل سر شموخ حضارتها. دون 
أن يؤدي به ذلك إلى فقدان هويته، والسقوط في التبعية والتقليد. "فإذا كان 
اليابان قد بنى مجتمعا متحضرا؛ فهو قد دخل الأشياء من أبوابها، وطلب 
الأشياء كحجة، درس الحضارة الغربية بالنسبة لحاجاته، وليس بالنسبة لشهواته.
فلم يصبح من زبائن الحضارة الغربية يدفع لها أمواله وأخلاقه، أما نحن فقد 
أخذنا منها كل رذيلة، وأحيانا نأخذ منها بعض الأشياء الطيبة التي قدرها 
الله لنا" .
وقد خصص ابن نبي مقالات عديدة للرد على هذه النخبة المغتربة
التي لا تفرق في اقتباسها واستلهامها لأفكار ومناهج الحضارة الغربية بين 
ما هو صالح للاقتباس وما هو خاص بحضارة معينة، لا يمكن نقله لأي بيئة 
حضارية أخرى مغايرة.

الدورة الحضارية عند ابن نبي
استخلص ابن نبي
من قراءاته المتعددة للتاريخ البشري وفلسفته، ولتاريخ الحضارة الإسلامية 
على وجه الخصوص أن مسيرة الأمم والجماعات تخضع لنـظام دوري، قلما تنجو أي 
أمة من الأمم من جريانه. وهذا في نظره هو الذي يجعل الأمة في فترة من فترات
تاريخها الحضاري تسجل مآثر عظيمة ومفاخر كريمة، تبقى خالدة في سجل تاريخها
وتاريخ البشرية من حولها، كما تسجل عليها في فترات أخرى انتكاسات وهزائم 
حضارية وعمرانية وعسكرية، وغير ذلك من الحالات المرضية التي تهوي بالأمة 
إلى مهاوي التخلف والانحطاط في آخر طور من أطوار دورتها الحضارية. 
وهكذا
تلعب الشعوب دورها، وكل واحد منها يبعث ليكون حلقته في سلسلة الحضارات، 
حينما تدق ساعة البعث، معلنة قيام حضارة جديدة، ومؤذنة بزوال أخرى"
ويرى
ابن نبي أن هذا القانون طبيعي جدا؛ لأنه يخضع لنفس النواميس التي تخضع لها
باقي مخلوقات الله في هذا الكون؛ فاليوم يبدأ بالشروق والزوال، ثم يتبعهما
الغروب الذي يسدل الظلام على الكون، والشهر كذلك يبدأ ببزوغ الهلال، ثم 
يستكمل تدريجيا دورته؛ لينتهي بعد ذلك إلى الزوال ليبدأ شهر آخر، واحدا بعد
الآخر في إطار سلسلة دورية مستمرة. انطلاقا من هذا يقول ابن نبي: "إذا 
نظرنا إلى الأشياء من الوجهة الكونية؛ فإننا نرى الحضارة تسير كما تسير 
الشمس؛ فكأنها تدور حول الأرض مشرقة في أفق هذا الشعب، ثم متحولة إلى أفق 
شعب آخر" 
ولا يعني هذا أن التاريخ يفرق هداياه، أو يوزع أمجاده لأي 
كان، كما تنشر الشمس أشعتها حينما تؤذن بالشروق، لكن التاريخ كتلة من السنن
والنواميس الإلـهية التي تتحكم في توجيه الأفراد والمجتمعات على السواء. 
وهذه السنن والقوانين لا بد من استيعابها، والسير على هداها لمن أراد 
النهوض والريادة الحضارية. أما الذين لا يحترمونها ولا يستوعبون عبرها 
ومراميها؛ فإن حركتهم تكون حركة مضطربة لا يحكمها ضابط ولا هدف؛ مما يؤدي 
إلى مصادمة السنن الهادية إلى البناء والدخول في فترة الخمول. و"من عادة 
التاريخ ألا يلتفت للأمم التي تغط في نومها، وإنما يتركها لأحلامها التي 
تطربها حينا، وتزعجها حينا آخر؛ تطربها إذ ترى في نومها أبطالها الخالدين 
وقد أدوا رسالتهم، وتزعجها حينما تدخل صاغرة في سلطة جبار عنيد" 
ولكي 
يخرج المسلمون مما هم عليه الآن من سبات حضاري وخذلان لا بد أن يستوعبوا 
سنن الله الثابتة في الكون التي يخضع لها الأفراد والجماعات؛ لأنهم بهذا 
الاستيعاب فقط يمكن أن تكون حركتهم في التاريخ حركة ثابتة وهادفة بدل أن 
تبقى كما هي عليه الآن حركة عشوائية تحكمها الصدف، وتوجهها الأهواء الفردية
والنزوات الشخصية. "فإذا ما حددنا مكاننا من دورة التاريخ، سهل علينا أن 
نعرف عوامل النهضة أو السقوط في حياتنا، ولعل أعظم زيفنا وتنكبنا عن طريق 
التاريخ أننا نجهل النقطة التي منها نبدأ تاريخنا، ولعل أكبر أخطاء القادة 
أنهم يسقطون من حسابهم هذه الملاحظة الاجتماعية، ومن هنا تبدأ الكارثة، 
ويخرج قطارنا عن طريقه؛ حيث يسير خبط عشواء" 
ويرى ابن نبي في هذا الصدد أن كل الحضارات الإنسانية خضعت لنفس هذا القانون الدوري المتحكم الذي تخضع له الحضارةالإسلامية بدورها. 


من أقوال بلوافي عبدالرحمن بن هيبة رقم 11

- يستحق لقب إنسان ، من يراعي حق كل كائن حي عليه ، بداية بحق نفسه ، طاعة لله ، ثم لرسوله.
علينا أن نسعى في تربية الأجيال من أجل أن يأخذوا من أمجاد الماضي ، ومن الحاضر ما يعصمهم من الزلل والانحراف ، ويوصلهم إلى طريق النجاة ، ويجعلهم فؤوس بناء لا معاول هدم.
الاقتصاد هو التصرف الحكيم للإنسان في الحياة عامة.
- العبودية لله إن لاتشرك به شيئ.
- إيماننا بالله ، يجعلنا نثق أنه لن يضيعنا ، مهما فعلنا ، إلا إذا أشركنا في عبادتنا له غيره ، قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا).
- من يريد أن يكرس في الجزائر ثقافة غير ثقافتها ، فهو مثل من يريد أن يجعل الحق باطل .
- يقصد بالعيد الذي يعود مرة في السنة أو الأسبوع وفيه عبادة مشروعة لله ، كالصلاة في العيدين وفي الجمعة ، وما وضعه الشرع فيهما من العبادات ، أما الذكرى أواليوم ، فالمقصد بهما التذكر والإعتبار ، لإخذ العبرة ، فنأخذ من ذلك ما ينفعنا ونترك ما يضرنا ، والله أعلم.
- الشيء المؤسف له حاليا لدى الكثير من التلاميذ والطلاب ، أنه ليست لهم عناية بالبحوث ، وإنما لم يكلف أحدهم بالبحث ، يذهب إلى أحد أصحاب مقاهي الانترنت ، ويعطيه العنوان ليجد البحث حاضرا ، ثم يقدمه للأستاذ ، ويتعثر عند إلقائه إذا طلب منه ذلك ، وفي بعض الحالات لا يطلب منه إلقائه وإنما تمنح له النقطة عليه ، والمؤسف له أكثر أن يقبل الأستاذ بهذا البحث وهو يعلم أن التلميذ لم يقوم هو بنفسه بالبحث ، وبهذه الطريقة لن يتعلم التلميذ ولا الطالب ، كيفية البحث ، وأرى أنه إذا أردنا كمربين أن نعلم التلميذ أو الطالب ، كيفية البحث أن نطلب منه ، أن يحضره على الأوراق العادية ومن الكتب ويستعين بالانترنت.
- هناك من يتعلم من أجل اكتساب العلم ، وهناك من يسعى من خلال وجوده على كرسي التعليم من أجل الحصول على وظيفة ، فيحصل الأول بإذنه على الاثنان بطريقة جيدة وممدوحة ، أما الطريقة الثانية فصاحبها لا يهمه كيف يكتسب العلم وإنما يهمه كيف يصل إلى الوظيفة ، فهو يستعمل كل الطرق من أجل ذلك غير مبالي بما يستفيد منه من علم ، ويفيد به غير فيما بعد.
تقاس ثقافة المثقفين بأهمية الموضوعات التي يتناقشون فيها ، ويجدون الحلول من خلالها للمشاكل المطروحة  ، في تلك الظروف الآنية.
علينا أن نبث الطمأنينة في قلوب الذين كانوا يرتكبون الرذائل وتابوا إلى الله توبة نصوحا ، ونعترف لهم أنهم أفضل حال منا ، لأن الله سبحانه وتعالى يقول : ( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ).
- إن الحرية التي يهدف الداعين لها إلى الضرب بالمبادئ الإنسانية عرض الحائط ، تؤدي إلى خلق الفوضى داخل المجتمعات.
- إحسانك للغير إحسانا لنفسك.
- الخسارة بداية النجاح للعظماء.
- تقليدك للغير نقصان من شخصيتك.
- الحسد جهل كبير مصاب به بعض من بني البشر.
- قد تغير كلمة سيئة حياة إنسان من سيئ إلى حسن.
- من يفكر إلا في نفسه سيكون تعيسا ، ومن يقوم بخدمة الآخرين ينسى همومه.
- إذا كنت ترى نفسك تعيسا في الحياة وأردت النجاح ، غير أسلوب تفكيرك من خلال الحالة الإيجابية التي تراها في تصرفاتك .
- مهما حاول أي شخص أن يقلد غيره من أجل أن يصبح مشهورا أو بارزا ، لن يتحقق له ذلك إلا إذا أنطلق من ذاته وأعتمد على القدرات التي لديه.
- الصحفيون الذين لا يلتزمون بإخلاقيات المهنة ، يفبركون الأخبار لصالح من يريدون تأييده ، والصحفيون الذين يلتزمون بإخلاقيات المهنة ينقلون الأخبار كما وردت لهم ، لكنهم قد يكونوا ضحية مصادرهم المنافقة الكاذبة المخادعة ، وبين هذا وذلك قد تكون هناك مصادرتعطي معلومات غير مثثبت بنية حسنة لكنها غير مدققة ، وينقلها الصحفي ويتبين فيما بعد إنها خاطئة ، فيظن البعض أن الصحفي يكذب ، وهو ليس كذلك ، فأحسن الظن وخاصة بمن تعرفونهم من الصحفيين.

قافلة لأطباء مختصين من الشمال تجري فحوصات تجري فحوصات لسكان تينركوك

بدعوة من جمعية كافل اليتيم بتينركوك وبالتنسيق مع المؤسسة العمومية للصحة الجوارية ، حلت بمنطقة تينركوك قافلة طبية تتكون من أطباء مختصين في إمراض الأنف والحنجرة والأذن ، حيث قام أطباء القافلة بإجراء فحوصات للعديد من المرضى يوم الخميس الماضي الموافق لـ 21 أفريل 2016 ، و شهدت العملية التضامنية حسب المتتبعين لها ، تنظيما محكما أشرف عليه أعضاء الجمعية ، والعديد من المتطوعين وعلى رأسهم رئيسة الجمعية ، و رئــيس لــجنة الصــحة للجــــمعية الســـيد : بـــولغيتي إسماعيل الذي أشاد الجميع بالدور الذي قام به ، إذ يعد حسب رئيسة الجمعية من الناس المحبين للعمل الخيري والمتفانين في أدائه ، كما تمت برمجة بعض العمليات الجراحية من طرف أطباء القافلة للذين تم فحصهم وتتطلب حالاتهم إجراء عمليات جراحية ، وتم في الأخير بعد عملية الفحوصات ، تكريم الأطباء والمشرفين على التنظيم من طرف الجمعية ،  وقد نظمت الفحوصات بقاعة حــبل الــدرين والقـــاعة الغــربية لفــاتيس ، و هذا و شهد العمل الخير على مستوى ولاية أدرار انتشارا واسعا في الآونة الأخيرة ، وخاصة منه ما تعلق بكفالة اليتامى والمعوزين.





























المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 24 أفريل 2016


المصدر جريدة السلام اليوم ليوم 25 أفريل 2016

























































































































الجمعة، 22 أبريل 2016

مختصرات عن تاريخ الجزائر

هذه المختصرات منقولة

مختصرات عن تاريخ الجزائر 

يمكن التعبير عن تاريخ الجزائر بانه كبير ويمكن اختصاره فى كلمات بالقول فتح المسلمون الجزائر في القرن السابع الميلادي لتعيش عصرها الذهبي وتشارك في انتشار الدعوة الاسلامية في بقية البلدان المجاورة والاقاليم الممتدة في افريقيا ثم تتابعت عليها الممالك والدويلات الى أن دخلت في حماية الدولة العثمانية في القرن السادس عشر الميلادي ثم جاء الاحتلال الفرنسي الغاشم عام 1830م وتم تشكيل جبهة التحرير الوطني التي استطاعت بعد سقوط أكثر من مليون شهيد جزائري اجلاء المستعمر الفرنسي عن أراضيها والاستقلال عام 1962م لكن تاريخ الجزائر كبير ونعتقد انه لو ملئنا بحور من الكلمات عن تاريخها لن يكفى و سنحاول الايجاز فى سرد المعلومات .

قبل الميلاد
في سنة 800ق.م. جاء الفينيقيون البحارة التجار من شرق البحر الأبيض المتوسط . واستوطنوا مدينة قرطاج (حاليا بتونس ) مؤسسين دولة شمال أفريقيا .وأثناء القرنين الثاني والثالث ق.م. وقعت مناوشات بين قرطاج وبين روما. و حكمها ماسينسا مابين سنتي203ق.م.و148ق.م. مؤسسا أول مملكة بالجزائر أطلق عليها مملكة نوميديا Numidia. وكان من البربر. وفي سنة 102 ق.م. خضغت لحكم روما . وكانت تنتج القمح وزيت الزيتون. وأطلق عليها الرومان صومعة قمح روما . وأقيمت الطرق العسكرية ووضعت الحاميات الرومانبة لحماية المدن والسكان من غارات القبائل البدوية . وبعض المدن اصبحت ذات طابع روماني.
إضمحلال الحكم الروماني
ولما إضمحلت روما عسكريا وسياسيا إنسحبت من الجزائر في القرن الثالث ميلادي عندما ظهرت حركة مذهب الدوناتية علي يد القديس الجزائري سانت أوجستين في القرنين الرابع والخامس وهو عبارة عن هرطقة مسيحية . إستولت قبائل الفندال الجرمانيون في القرن الخامس وطردهم البيزنطيون بعد قرن أيام الإمبراطور قسطنطين الذي كان يحلم بإستعادة مجد روما.
دخول الإسلام
قام العرب بالقرن السابع بفتح شمال أفريقيا ونشروا الإسلام هناك . لكنهم واجهوا مقاومة البربر علي يد الكاهنة وكوزالا .وخضعت الجزائر للحكم العربي الأموي لتصبح ولاية إسلامية. وأثناء الخلافة الإسلامية أسس الخوارج هناك ممالك ذات حكم ذاتي في الجزائر الوسطي كمملكتي رستم وطاهر .وفي القرن العاشر إستولي الفاطميون علي الجزائر وهم من الشيعة الإسماعيلية . ومابين القرنين 11و13 حكمها البربر المرابطون والموحدون. و كانت مدينة تلمسان يصنع بها المصنوعات اليدوية ومركزا ثقافيا ودينيا يدرس بها التعاليم الإسلامية في المدارس الدينية . وازدهرت موانيء الجزائر كعنابة وباجة بالتجارة مع الأوربيين حيث كانت تصدر الشمع والخيوال والجلود. وتقلص حكم الموحدين سنة 1269م. وظلت أسرة عبد الودود تحكم من تلمسان لمدة 300سنة حيث كانت السواحل والسفن تتعرضان للقرصنة البحرية.
الإحتلال الإسباني والسيطرة العثمانية
في القرن 16 إحتل الأسبان شواطيء شمال أفريقيا وكانت الجزائر تحت الحصار للإسطول الأسباني وتدفع الجزية. وطلب أهلها مساعدة الدولة العثمانية بالآستانة. فأرسلت إسطولها بقيادة الأخوين عروج وخير الدين بارباروسا. فردا الأسبان عام 1518 م. وتولي خير الدين حكم ولاية الجزائر العثمانية حكما ذاتيا وأصبح الباي كممثل للسلطان العثماني .واستطاع الجزائريون فرض سيطرتهم علي البحر الأبيض المتوسط وأصبحت إيطاليا وأسبانيا يدفعان الجزية لهم. وكان يوجد حامية تركية لتحقيق الإستقرار.
الإستعمار الأوروبي
في القرن 18 حيث كانت السلطنة العثمانية في أفول . وتكتلت القوي البحرية الأوربية لضرب سواحل الجزائر بالمدافع الحديثة عام 1815م.فضربها الأسطولان الإنجليزي الهولندي . لكن فرنسا إحتلتها عام 1830م وبدأت في السيطرة على أراضيها ، ففي 8 سبتمبر 1830 أعلنت كافة الأراضي الأميرية وأراضي الاتراك الجزائريين على أنها أملاك للدولة الفرنسية. وفي أول مارس 1833 صدر قانون يسمح بنزع ملكية الأراضي التي لا توجد مستندات لحيازتها، كما نشرت مراسيم ساعدت الفرنسيين على السيطرة على أملاك الأوقاف وتم السيطرة على الأراضي على نطاق شامل. وواجه الفرنسيون مقاومة عنيفة من القبائل عندما بدأت تتوغل للداخل. وكان الصوفيون من القادرية بقيادة عبد القادر الجزائري يحاربون الفرنسيين حتي عام 1847م. وظل البربر يواصلون مقاومتهم بشرق الجزائر وقاموا بثورتهم الدامية عام 1871 م ضد الحكم الفرنسي. وشجعت فرنسا الأوربيين للإستيطان وشراء الأراضي من الجزائريين المسلمين. وقاموا بنشاط زراعي وإقتصادي مكثف. وحاول الفرنسيون صبغ الجزائر بالصبغة الفرنسية والثقافة الفرنسية وجعلت اللغة الفرنسية اللغة الرسمية ولعة التعليم . لكن رغم فرنسة الجزائر نبعت الحركة الوطنية هناك تطالب بالإستقلال. ولاسيما بعد الحرب العالمية الأولي عام 1918. وطالب الوطنيون بمساواتهم بالأوربيين. واثناء الحرب العالمية الثانية نظم الوطنيون صفوفهم للمقاومة التي ظلت مستمرة حتي الإستقلال 1962.
الغزو الفرنسي والمقاومة الشعبية:
في 14 جوان 1830 نزلت القوات الفرنسية بشبه جزيرة سيدي فرج غرب العاصمة , بعد أن أعدت جيشا يضم 40 ألف جندي من المشاة والخيالة , مزودين بأحدث أدوات الحرب , وأسطولا يتكون من 700 سفينة . وقد اختار الفرنسيون هذا الموقع لحرصهم على مباغته مدينة الجزائر بالهجوم عليها برا , نظرا لصعوبة احتلالها من البحر , فقد صدمت طيلة قرون أمام الأساطيل الغازية.

بمجرد أن وطأت الجيوش الفرنسية ارض الوطن , هب الشعب الجزائري الرافض للسيطرة الأجنبية الى الدفاع عن أرضه , قائما الى الجهاد نادت إليه الحكومة المركزية , وطبقة العلماء والأعيان.

تركزت المقاومة الجزائرية في البداية على محاولة وقف عمليات الاحتلال , وضمان بقاء الدولة. لكن معظم هذه المحاولات باءت بالفشل نظرا لعدم توازن القوي , وتشتت الثورات جغرافيا أمام الجيوش الفرنسية المنظمة التي ظلت تتزايد وتتضاعف لديها الإمدادات.

وقد استمر صمود الجزائريين طوال فترة الغزو متمثلا في مقاومات شعبية تواصلت طيلة القرن التاسع عشر الى بداية القرن العشرين . ومن اهم الثورات المسلحة خلال هذه الفترة :

-
مقاومة الامير عبد القادر والتي امتدت من 1832 الى 1847 وشملت كل من المدية وبسكرة ومليانة ومعسكر وتلمسان.

-
الأمير عبد القادر مؤسس أول دولة جزائرية عصرية

-
مقاومة احمد باي من 1837 الى 1848 وشملت منطقة قسنطينة .

-
ثورة محمد بن عبد الله الملقب بومعزة , من 845 1الى 1847 بالشلف والحضنة والتيطري.

-
مقاومة الزعاطشة من 1848 الى 1849 بالزعاطشة ( بسكرة ) والاوراس. ومن اهم قادتها بوزيان ( بو عمار )

-
مقاومة الاغواط وتقرت من 1852 الى 1854 تحت قيادة الشريف محمد بن عبد الله بن سليمان.

-
ثورة القبائل من 1851 الى 1857 بقيادة لالة فاطمةنسومر والشريف بوبغلة.

-
ثورة اولاد سيدي الشيخ من 1864 الى 1880 بواحة البيض وجبل عمور ومنطقة التيطري , سور الغزلان وتيارت بقيادة سليمان بن حمزة , احمد بن حمزة , سي لتعلي.

-
ثورة المقراني من 1871 الى 1872 بكل من برج بوعريريج , مجانة , سطيف, تبزي وزو , دراع الميزان , باتنة, سور الغزلان, الحضنة.

-
مقاومة بن العربي بن تاج , المعروف ببو عمامة من 1881 إلى 1883 ,وشملت عين الصفراء, تيارت , سعيدة, عين صالح.

-
مقاومة التوارق من 1916 إلى 1919 بتاغيت, الهقار , جانت, ميزاب, ورقلة, بقيادة الشيخ أمود.

الحركة الوطنية
في بداية القرن العشرين , بلغت السيطرة الاستعمارية في الجزائر ذروتها رغم المقاومة الشعبية التي شملت كامل أنحاء الوطن , وبدا دوي المعارك يخف في الأرياف ليفتح المجال أمام أسلوب جديد من المقاومة التي انطلقت من المدن .
يعود الفضل في ذلك إلى ظهور جيل من الشباب المثقف الذي تخرج من جوامع الزيتونة والأزهر والقرويين, ومراكز الحجاز , وعمل على نشر أفكار الإصلاح الاجتماعي والديني, كذا دفعات من الطلاب الجزائريين الذين تابعوا تعليمهم باللغة الفرنسية , واقتبسوا من الثقافة الغربية طرقا جديدة في التفكير.
وقد حملت تلك النخبة من المثقفين على عاتقها مسؤولية قيادة النضال السياسي . وقد تميز أسلوبها بميزتين رئيسيتين وهما الاصالة والحداثة , مما أدى إلى بزوغ اتجاهين في صفوفها , احديهما محافظ والثاني مجدد . المحافظون ينادون بالاحتفاظ بقوانين المجتمع الجزائري والشريعة الإسلامية ويطالب الاصلاحيون بحق الشعب في الانتخابات البلدية والبرلمانية لتحسين ظروفه. وقد اعتمد كل من الاتجاهين أساليب جديدة في المقاومة تمثلت في الجمعيات والنوادي والصحف.
من جهة أخرى , نشطت الحركة الوطنية على الصعيد السياسي , فاتحة المجال أمام تكوين منظمات سياسية تمثلت في ظهور تيارات وطنية شعبية وتأسيس أحزاب سياسية من أهمها , حركة الأمير خالد , حزب نجم شمال إفريقيا (1926)

-
حزب الشعب الجزائري (1937 ) وجمعية العلماء المسلمين (1931) وقد عرفت مرحلتين هامتين:

-
مرحلة ماقبل الحرب العالمية الثانية: تميزت بمطالبة فرنسا بالتنازل عن الحقوق للجزائريين

-
مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية: اتجهت فيها الآراء إلى توحيد الجهود للمطالبة بالاستقلال.
أحداث 8 مـاي1945
غداة انتهاء الحرب العالمية الثانية بسقوط النظامين النازي والفاشي , خرجت الجماهير عبر كافة دول العالم تحتفل بانتصار الحلفاء . وكان الشعب الجزائري من بين الشعوب التي جندت إثناء المعارك التي دارت في أوروبا , وقد دفع العديد من الأرواح ثمنا للحرية, لكن هذه الأخيرة ( الحرية) اقتصرت على الدول الغربية, وعلى رأسها فرنسا التي نقضت عهدها مع الجزائريين بمنحهم الاستقلال مقابل مساهمتهم في تحررها من الاحتلال النازي .
فخرج الجزائريين في مسيرات تظاهرية سلمية لمطالبة فرنسا بالوفاء بالوعد. وكان رد هذه الأخيرة بالسلاح والاضطهاد الوحشي ضد شعب أعزل . فكانت مجزرة رهيبة شملت مدن سطيف و قالمة وخراطة , سقط خلالها ما يزيد عن 45.000 شهيد.
فأدرك الشعب الجزائري أنه لا حرية له ولا استقلال إلا عن طريق النضال والكفاح المسلح.
ثورة أول نوفمبر 1954
في 23 مارس 1954 تأسست اللجنة الثورية للوحدة العمل , بمبادرة قدماء المنظمة السرية , وبعض أعضاء اللجنة المركزية للحزب انتصار الحريات الديمقراطية , وقد جاءت كرد فعل على النقاش العقيم الذي كان يدور حول الشروع في الكفاح المسلح وانتظار ظروف أكثر ملائمة. باشر مؤسسوها العمل فورا , فعينوا لجنة مكونة من 22 عضوا حضرت للكفاح المسلح , وانبثقت منها لجنة قيادية تضم 6 زعماء حددوا تاريخ أول نوفمبر 1954 موعد الانطلاق الثورة التحريرية وأصدر بيانا يوضح أسبابها وأهدافها وأساليبها .
في ليلة الفاتح من نوفمبر من سنة 1954 شن ما يقارب 3000 مجاهد ثلاثين هجوما في معظم أنحاء الوطن , على المراكز الحساسة للسلطات الاستعمارية . وقد توزعت العمليات على معظم أنحاء التراب الوطني حتى لايمكن قمعها كما حدث لثورات القرن التاسع عشر بسبب تركزها في جهات محدودة .
وعشية اندلاع الثورة أعلن عن ميلاد " حزب جبهة الحرير الوطني" وتم إصدار بيان يشرح طبيعة تلك الأحداث ويحدد هدف الثورة , وهو استعادة الاستقلال وإعادة بناء الدولة الجزائرية.
هجوم 20 أوت 1955
يعتبر هجوم 20 أوت 1955 بمثابة نفس جديد للثورة , لنه ابرز طابعها الشعبي ونفي الادعاءات المغرضة للاستعمار الفرنسي , ودفع الأحزاب إلى الخروج من تحفظها والانضمام الى جبهة التحرير . إذ عمت الثورة العارمة جميع أجزاء التراب الوطني , واستجاب الشعب تلقائيا , بشن عمليات هجومية باسلة استمرت ثلاثة أيام كاملة كلفت تضحيات جسيمة في الأرواح, لكنها برهنت للاستعمار والرأي العالمي بان جيش التحرير قادر على المبادرة , وأعطت الدليل على مدى تلاحم الشعب بالثوار.
مؤتمر الصومام 20 أوت 1956
حققت جبهة التحرير الوطني في بداية نشاطها إنجازات هائلة , مما شجعها على مواصلة العمل التنظيمي.
فقررت عقد مؤتمر تقييمي لسنتين من النضال وذلك في 20 أوت 1956 في أغزر امقران بوادي الصومام . كرس المؤتمر مبدأ القيادة الجماعية , مع الأولوية للقيادة
العسكرية والنضال داخل التراب الوطني. كما قررت تمكين الجبهة من فرض نفسها كممثل شرعي للشعب الجزائري أمام دول العالم وهيأته و\لك عبر مؤسستين هامتين وهما:المجلس الوطني للثورة الجزائرية وهو الهيئة العلية التي تقوم مقام البرلمان ولجنة التنسيق على الشؤون السياسية والعسكرية وهيكلة جيش التحرير الوطني وتقسيم الجزائر إداريا إلى ست ولايات .
أحداث ساقية سيدي يوسف 08 فيفري 1958
شهدت الثورة الجزائرية خلال السنوات الثلاث الاولىمن اندلاعها تصاعدا معتبرا إلى تكثيف المحاولات العسكرية من طرف الاستعمار لإخماد المقاومة بشتى وسائل الدمار وقد تمثلت تلك المحاولات في القمع الوحشي للجماهير عبر الأرياف والمدن.
من بين العمليات الوحشية التي قام بها الجيش الفرنسي من اجل عزل المجاهدين وعرقلة وصول الأسلحة والمؤنة إلى داخل الوطن, قصف قرية سيدي يوسف التونسية الواقعة على الحدود الجزائرية يوم 08 فيفري 1958 حيث قامت القوات الاستعمارية بشن هجمات عنيفة بطائراتها الحربية تسببت في ابادة عشرات الأبرياء من المدنيين التونسيين والجزائريين .
لكن تلك الحادثة لم تنل من عزم الشعب الجزائري على مواصلة كفاحه , كما أنها لم تؤثر قط على أواصر الأخوة والمصير المشترك الذي كان لا يزال يربط بين البلدين والشعبين الشقيقين.
الحكومة الجزائرية المؤقتة 19 سبتمبر 1958
مواصلة للجهود التنظيمية للهيئات السياسية التي تقود الثورة , تم يوم 19 سبتمبر 1958 من طرف لجنة التنسيق والتنفيذ الإعلان عن تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية , كإحياء للدولة واستعاد للسادة , وقد يظهر جليا انه أصبح للشعب الجزائري ممثل شرعي ووحيد.
مظاهرات 11 ديسمبر 1960
صعد الشعب الجزائري مواقفه لتصبح علنية استجابة لنداءات جبهة التحرير الوطني منذ أول نوفمبر 1954 فقام باضطرابات ومظاهرات للتعبير عن رايه والتأكيد على وحدته ونضجه السياسي , وقد بدا ذلك جليا خلال مظاهرات 11 ديسمبر1960 التي شملت كافة التراب الوطني.
وقد انطلقت تلك المظاهرات الوطنية يوم 10 ديسمبر من حي بلكور الشعبي بالجزائر العاصمة , حيث خرج المتظاهرون يحملون الإعلام الوطنية ويهتفون
باستقلال الجزائر وشعارات مؤيدة لجبهة التحرير الوطني . فحاصرتهم القوات الاستعمارية محاولة عزل الحي عن الإحياء الأوروبية . وفي اليوم التالي تدخلت قوات المظليين فانطلقت النار على الجماهير مما أدى إلى خسارة في الأرواح .
ولكن ذلك لم يمنع المظاهرات من الانتشار إلى بقية إحياء العاصمة وبعدها إلى معظم المدن الجزائرية . حيث برهن الجزائريون خلالها على وقوفهم صفا واحدا وراء جبهة التحرير الوطني.
أحداث 17 أكتوبر 1961
تحتفظ الذاكرة الجماعية بتاريخ 17 أكتوبر 1961 , يوم خرج مئات الجزائريين بالمهجر في تظاهرات سلمية تلبية لنداء فيدرالية حزب جبهة التحرير الوطني بفرنسا , فوجهوا بقمع شديد من طرف السلطات الفرنسية .أدى إلى قتل العديد منهم , ويمثل هذا التاريخ اليوم الوطني لهجرة تخليدا لتلك الأحداث الراسخة على صفحات التاريخ الجزائري.
التفاوض ووقـف إطلاق النار:
أظهرت فرنسا التام لمبدأ التفاوض ثم أخذت تتراجع من جراء تزايد عنفوان الثورة وتلاحم الشعب مع الجبهة فجاء تصريح الجنرال بتاريخ 16 ديسمبر 1959 كمرحلة جديدة في موقف الاستعمار الفرنسي . اذا أنه اعترف بحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره.
عرفت المفاوضات في مراحلها الاولى عدة صعوبات بسبب المناورات الفرنسية , وتمسكها بوجهات نظر مخالفة تماما لثوابت الجبهة خاصة تلك التي تتعلق بالمسائل الحساسة , كالوحدة الترابية والشعبية للجزائر . لكن المفاوضين الجزائريين لم يتنازلوا عن أي شرطمن الشروط التي املوها لوقف اطلاق النار , حتى وان أدى ذلك الى استمرار الحرب لسنوات أخرى.
استمرت المفاوضات لعدة اشهر بين اخذ ورد اكدت خلالها الحكومة موقفها الثابت بمساندة شهبية هامة من خلال المظاهرات التي تنظمت في المدن الجزائرية وفي المهجر .
جرت اخر المفاوضات نصفة رسمية مابين 7 و 18 مارس 1962 بمدينة ايفيان السوسرية والاستفتاء حول الاستقلال وتوجت اخيرا بالتوقيع على اتفاقيات ايفيان ودخل وفق اطلاق النار حيز التنفيذ يوم 19* مارس 1962 على الساعة 12 ظهرا .
الاستقلال :
استمرت الثورة متحدية كل انراع القمع التي تعرضت لها في الارياف والمدن من اجل ضرب ركائزها .وتواصل الكفاح المسلح الى جانب العمل المنطم من احل جميع التبرعات المالية وشحن الادرية وتوزيع المناشير وغيرها .
بقي الشعب الجزائري صامدا طيلة سنوات الحرب يقاوم شتى انواع البطش من اعتقالات تعسفية وترحيل وغيرها مبرهنا بذلك عن ايمانه بحتمية النصر .
وفي الفاتح جويلية من عام 1962 تجلى عزم الشعب الجزائي على نيل الاستقلال عبر نتائج الاستقلال عبر نتائج الاستفتاء التي كانت نسبتها 99.7 بالمئة نعم .وتم الاعلان عن استفلال الجزائر يوم 3 جويلية 1962 واختير يوم 5جويلية عيد للاستقلال.