الأربعاء، 23 يوليو 2014

رمضان بأولف ولاية أدرار في الماضي والحاضر

 يتهيأ سكان أولف قبل رمضان من كان عام بالتحضير له من طرف السكان وخاصة منهم النساء حيث يقمن بطحن التوابل وإعداد الكسكسى وتجفيفه بطريق تسمى بالتبركيش ، تحضيرا للشهر الفضيل ، وهذا عادت أهل المنطقة منذ القدم ، وكان الناس في القديم يعتمدون في أغلب مأكولاتهم على ما ينتجونه في بساتينهم ، وهو ما يطلقون عليها في تراثهم بالجنة وتطلق هذه الكلمة على البساتين ، ومن بين المحصولات الزراعية التي لا تزال تستعمل إلى غاية يومنا هذا في إعداد الحريرة والتي يسمونها عندهم بالحساء ، محصول قمح زنبو وهو قمح اخضر يحصد ويوضع في النار لمدة زمنية فيبقى على لونه الأصلي ، ويتم طحنه بالرحى قبل حلول رمضان بأيام ، كي يكون جاهزا لإعداد شربة الحساء ، كما يتم تحضير السفوف وهو معد من التمر الجاف ، بعد دقه بالمهراس الكبير المصنوع من الشجر ، و تستعمل أكلت الفسوف في السحور مع  الكسكسى المختلط بالزبيب والدهن ، كما كانت تستعمل أكلت السفوف في القديم في غير موسم التمر في فطور المغرب ،  وتخلط السفوف بالبشنة والكليلة أن وجدت وفي بعض الحالات يضاف لها الدهن ،  لكن الكليلة أصبحت نادرة في السنوات الأخيرة ، وكانت تجلب من مالي والنيجر مع لحم البقر المجفف ،الذي يوضع في الحساء ،  وفي القديم كان يطهى به الكسكسى في عدم وجود اللحم ، ومن عادات السكان في القديم أنهم كانوا يذبحون لمن يصوم صومه الأول ويخصونه باللحم المشوي ، ويحذرونه من التهاون بالصيام فيقولون له ، إذا شربة في رمضان في صومك الأول لم تذق من كبش سيدنا شعيب يوم القيامة ،  وكان الناس في القديم وفي عدم وجود التيار الكهربائي قبل السبعينيات ، في ظل شدة الحرارة المرتفعة يعدون مروحة من سعف النخيل لترطيب الجو بها عن أنفسهم أو من الصوف أو الكرتون ، و كان اغلب الرجال وخاصة الشباب منهم  يقضون نهارهم في تجاويف أبار الفقارة ، ويعمرون المساجد في صلاة التراويح ورغم أن النساء في القديم كانوا لا يخرجن من البيوت لكن كان يسمح لهن بالخروج للمساجد لصلاة التراويح ، وكان الأمام لا يطيل في صلاة التراويح ، ويقرأ دائما في صلاة التراويح من صورة ألهاكم التكاثر إلى تبت يدا أبي لهب ، و يقرأون القرآن كله ليلة 27 من شهر رمضان ، مقسم على عدد من الحفاظ  حتى طلوع الفجر ، أما في الحاضر فقد أصبح السكان يعتمدون على قضاء حوائجهم من الأسواق ، لذلك تشهد الأسواق حركة كبير من قبل رمضان بأيام يشترون فيها ما يستحقونه في بداية رمضان ، وتتواصل هذه الحركة إلى غاية نهاية الشهر ، وتكون في أخر الشهر حركة كبير ، إذ تعج الأسواق ليلا بالنساء والرجال إلى غاية الساعة الثانية عشرة ليلا أو أكثر ، يشترون لباس العيد لهم و لأطفالهم ، وبالنسبة لصلاة التراوح فقد أصبحت تصلى بالأحزاب وبالترتيل  و تقام الدروس والمحاضرات في المساجد ، أما قبل صلاة التراويح أو بعدها ، ويتم الإعداد للمحاضرات والدروس ببرنامج مسطر قبل رمضان ، وتدخل فيه إحياء المناسبات كغزوة بدر التي تصادف السابع عشر من رمضان ، ومن ناحية قضاء القيلولة وقضاء نهار اليوم في ظل شدة الحرارة ، فإن أغلب الناس إن لم نقول كلهم يمتلكون المكيفات الهوائية ، يستعينون بها على شدة الحرارة ، ويقضون نهارهم داخل غرفهم ، كما أن المساجد مكيفة الأمر الذي سهل على الناس و أعانهم على الإكثار من قراءة القرآن في النهار والليل ، وهناك من يعتكف في المسجد في العشر الأواخر من رمضان ، وتعتبر اغلب هذه العادات مشتركة بين سكان الجنوب الغربي والشرقي متمثلة في ولايات أدرار و تمنراست . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق