الجزائر تفقد مجاهديها الأخر بعد
الأخر ولا يزال تاريخ الثورة الجزائرية لم يصل إلى التدوين و التوثيق الذي تطمح له
الدولة الجزائرية ومن خلالها أبناء شعبها الحرصين على معرفة تاريخ ثورتهم المجيدة
التي دفع من أجلها الشعب الجزائري مليون ونصف شهيد لانتزاع الاستقلال من المستعمر
الفرنسي ، الذي دام احتلاله للجزائر ما يصل
132 سنة ( من سنة 1830 إلى سنة
1962 ) ، عاث فيها فسادا وتخريبا وتدميرا ، وهاهي ولاية أدرار تفقد إحدى مجاهدي ثورة
التحرير المظفرة الذي الذين كافحوا وجاهدوا من أجل الاستقلال الوطني ، عن عمر يفوق
القرن من الزمن ، إنه أبن بلدية أولف المجاهد الحاج محمد بن عبدالله حدادي ، الذي
وافته المنية صبيحة يوم الجمعة الخامس من شهر رمضان 1437 هـجري الموافق
لـ 10 جوان 2016 ميلادي ، وهو مقيم منذ سنين عديدة ببلكور بالجزائر العاصمة ، حيث
وافته المنية هناك ، رحمه الله واسكنها فسيح جنته وألهم ذويه الصبر والسلوان ، وكان
الراحل أنضم للثورة في السنين الأولى من بدايتها في الحدود الشرقية من ناحية تونس
، وهو من مواليد 1908 ، هذا وكانت ولاية أدرار قد فقدت مجاهدا من مجاهديها في بداية شهر أفريل الماضي
، وهذين الاثنين من الذين علمنا بهم في غضون مدة لم تتعدى شهرين ، وربما يكون هناك
العديد من المجاهدين الذين انتقلوا إلى رحمة الله على مستوى أدرار خاصة ؛ وعلى
مستوى الوطن عامة ، وتاريخ بلادنا في صدورهم ، الأمر الذي يوجبوا على المؤرخين
والمتهمين بالتاريخ ، أن يهبوا إلى البحث عن هؤلاء في كل ربوع وطننا الشاسع لتدوين
شهاداتهم التاريخية ، قبل إن يلحقهم الموت الذي لابد لكل إنسان منه ، ويبقى
التاريخ في صدورهم إلى الأبد ، كما أنه مطلوب من الدولة مساعدة الباحثين والمؤرخين
من الناحية المادية والمعنوية وكذا تشجيعهم على ذلك ، ولا نشك في أن دولتنا تسعى في ذلك من خلال رجالها
المخلصين ، وكلامنا عن هذا من باب وذكر فأن الذكرى تنفع المؤمنين.
المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 13 جوان 2016.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق