السبت، 11 يونيو 2016

المجاهد حدادي الحاج محمد بن عبد الله في ذمة

الجزائر تفقد مجاهديها الأخر بعد الأخر ولا يزال تاريخ الثورة الجزائرية لم يصل إلى التدوين و التوثيق الذي تطمح له الدولة الجزائرية ومن خلالها أبناء شعبها الحرصين على معرفة تاريخ ثورتهم المجيدة التي دفع من أجلها الشعب الجزائري مليون ونصف شهيد لانتزاع الاستقلال من المستعمر الفرنسي ، الذي دام احتلاله للجزائر ما يصل  132 سنة  ( من سنة 1830 إلى سنة 1962 ) ، عاث فيها فسادا وتخريبا وتدميرا ، وهاهي ولاية أدرار تفقد إحدى مجاهدي ثورة التحرير المظفرة الذي الذين كافحوا وجاهدوا من أجل الاستقلال الوطني ، عن عمر يفوق القرن من الزمن ، إنه أبن بلدية أولف المجاهد الحاج محمد بن عبدالله حدادي ، الذي وافته المنية صبيحة يوم الجمعة الخامس من شهر رمضان 1437 هـجري الموافق لـ 10 جوان 2016 ميلادي ، وهو مقيم منذ سنين عديدة ببلكور بالجزائر العاصمة ، حيث وافته المنية هناك ، رحمه الله واسكنها فسيح جنته وألهم ذويه الصبر والسلوان ، وكان الراحل أنضم للثورة في السنين الأولى من بدايتها في الحدود الشرقية من ناحية تونس ، وهو من مواليد 1908 ، هذا وكانت ولاية أدرار قد فقدت  مجاهدا من مجاهديها في بداية شهر أفريل الماضي ، وهذين الاثنين من الذين علمنا بهم في غضون مدة لم تتعدى شهرين ، وربما يكون هناك العديد من المجاهدين الذين انتقلوا إلى رحمة الله على مستوى أدرار خاصة ؛ وعلى مستوى الوطن عامة ، وتاريخ بلادنا في صدورهم ، الأمر الذي يوجبوا على المؤرخين والمتهمين بالتاريخ ، أن يهبوا إلى البحث عن هؤلاء في كل ربوع وطننا الشاسع لتدوين شهاداتهم التاريخية ، قبل إن يلحقهم الموت الذي لابد لكل إنسان منه ، ويبقى التاريخ في صدورهم إلى الأبد ، كما أنه مطلوب من الدولة مساعدة الباحثين والمؤرخين من الناحية المادية والمعنوية وكذا تشجيعهم على ذلك ، ولا نشك  في أن دولتنا تسعى في ذلك من خلال رجالها المخلصين ، وكلامنا عن هذا من باب وذكر فأن الذكرى تنفع المؤمنين.



المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 13 جوان 2016.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق