كتبه الأستاذ لنصاري محمد لمين ( ابن تنزروفت )
لا تزال توات حبلى بالهم الثقافي ، كما كانت حاضنة الحضارة الإسلامية في شق من وهج التاريخ الإنساني النابض علما ومعرفة. غير أن عدم التوثيق الحيني حدا بالكثير من الأزمنة الزاهرة والتآليف العبقة إلى الانسحاب بشرف، في زمن لم يعد فيه للقيمة المعرفية من مكان ولا لحاملي العلوم من مكانة. ذلك ان كثيرا من الباحثين وأشباه الباحثين يعتمدون البضاعة الجاهزة دون سبر أغوار مخطوطات الخزائن وتحمُّل أتربتها واستنكاف استنشاق غبارها حال دون الظفر بالمطلوب. إضافة إلى استئثار بعض القائمين على خزائن العلم بما يكتنزون من نفائس الكتب وعدم تمكين الباحثين من الاستفادة منها إما تحقيقا أو دراسة أو مجرد اطــلاع، يعد من أحد أسباب إبراز مكامن البعد الثقافي التليد لهذا الإقليم الفسيح. هناك كتاب " توات والأزواد " للدكتور محمد حوتية في جزئين ، قدم له الأستاذ سعد الله ، وله أيضا " قبيلة كنتة في توات والأزواد " ، وهناك أيضا كتب للأستاذ عبد اللله حمادي الإدريسي ، الى جانب جهود البروفيسور أحمد أبالصافي جعفري والدكتور المغيلي المغيلي " خدير " والدكتور عبد الله كروم Abdellah Kerroum والدكتور ادريس بن خويا.. لكنها تبقى دون المبتغى مقارنة بالزخم الهائل من المخطوطات النفيسة التي تكتنزها الخزائن خاصة في اقليم توات الوسطى دون أن ننسى خزائن ضواحي قورارة وتيديكلت.. وفي هذا الصدد اوجه خالص الشكر لكل اولئك الباحثين الشباب الذين يولون اهمية بهذا التراث الدفين والمغمور مثل Benameur Amraoui خاصة في ظل سياسة الفهرسة والتصنيف الالكتروني المنتهجة من طرف المركز الوطني المخطوطات ومخبر المخطوطات في غرب افريقيا تحت رئاسة البروفيسور احمد جعفري. والسؤال الذي يبقى مطروحا بالحاح هو : الى متى يتصالح ارباب الخزائن مع الباحثين ويفتحون لهم ابوابها للتحقيق والدراسة خاصة بعد استحداث ميادين في الجامعة تختص بالدراسة ما بعد التدرج بالمخطوطات ؟ الى متى يعي ارباب الخزائن باهمية ادراج مخطوطاتهم ضمن السجل الوطني ؟ الى متى تصب جهود الباحثين الشباب من ابناء المنطقة على دراسة المخطوطات في قسم الادب والتاريخ بدل اختيارهم لمسائل قتلها البحث وتعتبر في نظري اجترار لما سبق ؟ وليعلم هؤلاء بانهم هم سفراء تاريخهم وانجادهم وان لم يخرجوها بطريقة اكاديمية ستبقى في الظل عرضة للارضة والعوامل الطبيعية الى ان ياتي عليها الدهر... توقيع : ابن تنزروفت
لا تزال توات حبلى بالهم الثقافي ، كما كانت حاضنة الحضارة الإسلامية في شق من وهج التاريخ الإنساني النابض علما ومعرفة. غير أن عدم التوثيق الحيني حدا بالكثير من الأزمنة الزاهرة والتآليف العبقة إلى الانسحاب بشرف، في زمن لم يعد فيه للقيمة المعرفية من مكان ولا لحاملي العلوم من مكانة. ذلك ان كثيرا من الباحثين وأشباه الباحثين يعتمدون البضاعة الجاهزة دون سبر أغوار مخطوطات الخزائن وتحمُّل أتربتها واستنكاف استنشاق غبارها حال دون الظفر بالمطلوب. إضافة إلى استئثار بعض القائمين على خزائن العلم بما يكتنزون من نفائس الكتب وعدم تمكين الباحثين من الاستفادة منها إما تحقيقا أو دراسة أو مجرد اطــلاع، يعد من أحد أسباب إبراز مكامن البعد الثقافي التليد لهذا الإقليم الفسيح. هناك كتاب " توات والأزواد " للدكتور محمد حوتية في جزئين ، قدم له الأستاذ سعد الله ، وله أيضا " قبيلة كنتة في توات والأزواد " ، وهناك أيضا كتب للأستاذ عبد اللله حمادي الإدريسي ، الى جانب جهود البروفيسور أحمد أبالصافي جعفري والدكتور المغيلي المغيلي " خدير " والدكتور عبد الله كروم Abdellah Kerroum والدكتور ادريس بن خويا.. لكنها تبقى دون المبتغى مقارنة بالزخم الهائل من المخطوطات النفيسة التي تكتنزها الخزائن خاصة في اقليم توات الوسطى دون أن ننسى خزائن ضواحي قورارة وتيديكلت.. وفي هذا الصدد اوجه خالص الشكر لكل اولئك الباحثين الشباب الذين يولون اهمية بهذا التراث الدفين والمغمور مثل Benameur Amraoui خاصة في ظل سياسة الفهرسة والتصنيف الالكتروني المنتهجة من طرف المركز الوطني المخطوطات ومخبر المخطوطات في غرب افريقيا تحت رئاسة البروفيسور احمد جعفري. والسؤال الذي يبقى مطروحا بالحاح هو : الى متى يتصالح ارباب الخزائن مع الباحثين ويفتحون لهم ابوابها للتحقيق والدراسة خاصة بعد استحداث ميادين في الجامعة تختص بالدراسة ما بعد التدرج بالمخطوطات ؟ الى متى يعي ارباب الخزائن باهمية ادراج مخطوطاتهم ضمن السجل الوطني ؟ الى متى تصب جهود الباحثين الشباب من ابناء المنطقة على دراسة المخطوطات في قسم الادب والتاريخ بدل اختيارهم لمسائل قتلها البحث وتعتبر في نظري اجترار لما سبق ؟ وليعلم هؤلاء بانهم هم سفراء تاريخهم وانجادهم وان لم يخرجوها بطريقة اكاديمية ستبقى في الظل عرضة للارضة والعوامل الطبيعية الى ان ياتي عليها الدهر... توقيع : ابن تنزروفت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق