الاثنين، 10 أبريل 2017

هل تعرفون ثمن صوتي

صوتي هو أنا ، صوتي هو ضميري ، صوتي هو مشاعري وإحساسي ووجداني وكياني ، صوتي غالي لا أحد يستطيع أن يشتريه ، لكنني قد  أمنحه هدية ، هدية لمن يعرف معنى الهدية فيقدرها حق قدرها، وأنا أكتب هذه الكلمات تذكرت أمي رحمها الله ، فقلت: لو كانت أمي على قيد الحياة منحته لها، فهي جديرة به ولن أوفيها حقها به ، ولو أعطيته لها سوف تعيده لي وذلك من حنان الأم ، ثم تذكرت أبي رحمه الله ، فهو الأخر جدير به ، هو كذلك سوف يعيده لي ، وذلك من عطف الأبوة.
هذه رسالة قد لا يفهمها كثيرون ؛ وقد يفهمونها ولا يبالون بمحتواها ، يقول الله تعالى: (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ).
صوتي لا يقدر بثمن ، وبعد قليل قلت : في نفسي هناك من يبيعون أصواتهم، فهممت بذلك. قال الله تعالى : (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ). لكنني تراجعت ، وقلت :لا أحد يبيع صوته، ثم تفكرت قليلا وقلت : بل هناك من يبيعه و لا يدرك انه قد باعه ، تلك  هي المشكـلة.
عندما  تمنح صوتك لمترشح  لأنه ذات يوما منحك مبلغ من المال ، فتمنحه صوتك من اجل ذلك ، لقد بعته صوتك لان البيع - مقابلة الشيء بالشيء - وقس على ذلك )) إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى )) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
إن صوتي لا يقدر بثمن،لأنه نفسي وروحي ، والأرواح لا تقدم إلا في سبيل الله ، ومن يقدم نفسه فداء لوطنه فهو في سبيل الله ، صوتي هدية لوطني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق