التلميذة غولام فاطمة كانت تحمل
مشروع مجتمع في عقلها ، وقد علمنا بهذا المشروع من الكلمات التي خطتها بيدها ، في
أخر أيامها قبل أن تسقط شهيدة بسبب حادث مرور ، وهي متوجة للجزائر العاصمة ،
لتشارك في مسابقة مشروع تحدي القراءة العربي ، حيث قالت في تلك الكلمات : أريد أن
أتفوق من أجل نفسي ، لأن المتفوق يصل بسرعة على ما يريد ، ومن أجل أبي وأمي ، لأن
نجاحي سببا في شعورهما بالسعادة ، من أجل مجتمعي ، لأن المجتمع يحتاج على
المتفوقين والناجحين ، من أجل المسلمين ، لأن المسلمين اليوم يحتاجون بشدة إلى
متفوقين ، كلمات بحق تعبر عن مشروع بناء مجتمع ، يبدأ فيه الشخص بنفسه ، ثم
بالمحيطين به ، ليصل بذلك إلى تكوين مجتمع بالعلم الذي هو نور الحياة ؛ و الذي نور
لا يختلف فيه اثنان ، إذ يقول الشاعر : العلم يبني بيوتا لا عماد لها ، والجهل
يهدم بيوت العز والشرف ، فبالعلم يتم رقي
وتقدم الأمم ، وبالجهل يكون الهوان والذل والصغار على الأمم التي لم تأخذ به.
التلميذ فاطمة رحمها الله ، كرمت بعد
موتها من خارج الجزائر ؛ كرمت من طرف حاكم دبي ، الذي أرسل ممثل عنه إلى عائلتها
بولاية أدرار، أقصى الجنوب الجزائري ، تكريما لها على مجهوداتها وحبها للعلم وتحقيقا لأمنيتها بسعادة والديها ، ونجاحها في
مسابقة تحدي القراءة العربي عن ولاية أدرار ، لتمثل الولاية هي وتلميذة أخرى
وتلميذ ، وقد وصل ممثل حاكم دبي إلى منزل عائلة المرحومة ، يوم 04 ماي 2017 ، رفقة
ممثل وزيرة التربية الوطنية وقدم واجب العزاء لعائلة التلميذة غولام فاطمة ، ومنح مبلغ قدره عشرة الآف دولار لعائلة شهيدة مسابقة تحدي القراءة العربي ، وهو مبلغ الجائزة الأولى مضاعف حسب ما
صرح ممثل حاكم دبي لإذاعة الجزائر من أدرار ، ووعد بفتح عشرة مكتبات بإسمها
دشن الأولى منها بثلاثة الآف كتاب ، بثانوية بلكين الثاني بأدرار في ذات
اليوم ، وهي الثانوية التي كانت تدرس بها التلميذة.
الصور من صفحة أدرار نيوزووحدة من صفحة أخرى
المصدر اليامة نت
المصدر اليامة نت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق