فقدت الجزائر يوم الأحد الموافق لـ
26 نوفمبر 2017 أحد قاماتها العلمية ، البروفسور المؤرخ ، الأستاذ الدكتور بوصفصاف
عبدالكريم ، عن عمر يناهز 72 سنة قضاها منذ بداية طفولته في العلم والتعلم والبحث
والكتابة والتأريخ ، فهو رجل عالم وعلامة ، هذه السطور التي سنكتبها عنه ، قد لا
نفيه حقه بها ، بل لن نفيه ذلك لأنه رجل من الرجال القلائل الذين قدرهم عظيم
وعطائهم وفير ، وجهدهم كبير ، بذل النفس والنفيس ، وعلى هذا العطاء والبذل والجهد
، فقد كرمته جامعة أدرار التي كانت من بين الجامعات التي درس فيها ونالت ونال
طلبتها من بحر علومه وبحوثه وأخلاقه ، أن عقدت يوم 19 أفريل 2017 يوما دراسياً عن
شخصيته تحت عنوان : الأستاذ الدكتور عبدالكريم بوصفصاف 43 سنة من العطاء للجامعة
الجزائرية ، والذي جاء في ديباجته : - لا
تقاس أعمار الرجال بالسنوات ، و لا بما ملكوا وما كبسوا ، ولكن تقاس بما عملوا وخلفوا وورثوا من علم ومؤلفات
ضمنوها أرائهم الفكرية والفلسفية ، وما كونوا من أطر أكاديمية وجامعية ، وما
ساهموا به في نشر الوعي والثقافة في أوساط العامة ، وبما ألفوا ودونوا ، فما أكثر
الرجال ، ولكن ما أقل رجال العلم والمعرفة ، وما أكثر المؤلفات ، ولكن ما أقل
الكتابات الجادة . شق الأستاذ الدكتور عبدالكريم بوصفصاف ، طريقه نحو المستقبل ،
فمن المدرسة الابتدائية بفج مزالة إلى مدارس حزب جبهة التحرير الوطني إلى جامعة
قسنطينة طالباً فأستاذاً ، وصولاً إلى جامعة أدرار ، تمتد مسيرة الكفاح والنضال ،
التي قضاها متنقلا بين أعمال بيداغوجية وعلمية وإدارية ، فكان محاضرا مفوها
ومسيراً مقتدراً ، وقلماً سيالاً مبدعاً ، فألف عشرات المؤلفات ، وأصدر عدداً من
الدوريات ، وعلم وتخرج على يديه ، آلاف المتخرجين من مختلف أنحاء الوطن ، وكرم بوسام رئيس الجهورية عام 2004 .
كتب البروفسور في التاريخ والفكر
والسياسة ، وعاش رحالة متنقلا بين جامعات : قسنطينة ، قالمة ، أم البواقي ، خنشلة ، باتنة ،
وصولاً لأدرار، كما زار العديد من البلدان العربية ، وتردد على جامعاتها ومكتباتها
، مشاركاُ في الملتقيات الدولية ، وأقام صدقات مع عشرات الأساتذة في المشرق
والمغرب ، فكان سفير للجامعة الجزائرية ، ووجهها المستنير ، وكرم بدرع إتحاد
المؤرخين العرب الشوامخ بالقاهرة عام 2007 ، ويعتبر المرحوم البروفسور بوصفصاف ،
أحد وجوه ورواد الساحة الثقافية والأكاديمية في الجزائر ، خاصة في مجال الدراسات
الإنسانية ، فمن مدرجات الجامعة ، إلى أقبية الإدارة وكواليسها ، إلى الصالونات
والملتقيات العلمية ، تمتد مسيرة رجل عصامي عبر خمسة عقود من الزمن قضاها في
التدريس والتأطير والتأليف والتسيير ، ليكون إلى جانب مجموعة أخرى من الأكاديميين
، من رواد المدرسة التاريخية الجزائرية – و إذ تعزي جامعة أدرار عن بكرة أبيها
عائلة المرحوم ، و ترى في فقدناه الأستاذ العظيم والأب الناصح والأخ الكريم ، فرحمة
الله عليه بالأمس ورحمة الله عليها اليوم ورحمة الله عليه غدا ، وسكناه الجنة إن
شاء الله في الدار الآخرة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وللعلم فإن
المرحوم البروفسور بوصفصاف عبدالكريم بن
مختار من مواليد 19 أوت 1944 بفرجيوه ولاية ميلة ، وخلف ورائه سبعة أطفال ، حائز
على شهادة ليسانس في التاريخ من جامعة قسنطينة
في 30 جوان سنة 1974 ، شهادة المنهجية في البحث من جامعة الجزائر في 6 جوان سنة 1975، دبلوم الدراسات المعمقة في 14
ديسمبر سنة 1978 بتقدير مشرف جداً ، شهادة ماجستير في 25 جانفي
1984 بتقدير مشرف جداً ، شهادة دكتوراه الدولة في التاريخ الحديث والمعاصر في
15 ديسمبر سنة 1997 بتقدير درجة الشرف الأول ، و للأستاذ مساهمات وأعمال إدارية وبيداغوجية وعلمية كثيرة ،
عبر العديد من الجامعات الوطنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق