الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017

الجزائر تفقد أحد قاماتها العلمية البروفسور بوصفصاف عبد الكريم في ذمة الله

فقدت الجزائر يوم الأحد الموافق لـ 26 نوفمبر 2017 أحد قاماتها العلمية ، البروفسور المؤرخ ، الأستاذ الدكتور بوصفصاف عبدالكريم ، عن عمر يناهز 72 سنة قضاها منذ بداية طفولته في العلم والتعلم والبحث والكتابة والتأريخ ، فهو رجل عالم وعلامة ، هذه السطور التي سنكتبها عنه ، قد لا نفيه حقه بها ، بل لن نفيه ذلك لأنه رجل من الرجال القلائل الذين قدرهم عظيم وعطائهم وفير ، وجهدهم كبير ، بذل النفس والنفيس ، وعلى هذا العطاء والبذل والجهد ، فقد كرمته جامعة أدرار التي كانت من بين الجامعات التي درس فيها ونالت ونال طلبتها من بحر علومه وبحوثه وأخلاقه ، أن عقدت يوم 19 أفريل 2017 يوما دراسياً عن شخصيته تحت عنوان : الأستاذ الدكتور عبدالكريم بوصفصاف 43 سنة من العطاء للجامعة الجزائرية ،  والذي جاء في ديباجته : - لا تقاس أعمار الرجال بالسنوات ، و لا بما ملكوا وما كبسوا ، ولكن  تقاس بما عملوا وخلفوا وورثوا من علم ومؤلفات ضمنوها أرائهم الفكرية والفلسفية ، وما كونوا من أطر أكاديمية وجامعية ، وما ساهموا به في نشر الوعي والثقافة في أوساط العامة ، وبما ألفوا ودونوا ، فما أكثر الرجال ، ولكن ما أقل رجال العلم والمعرفة ، وما أكثر المؤلفات ، ولكن ما أقل الكتابات الجادة . شق الأستاذ الدكتور عبدالكريم بوصفصاف ، طريقه نحو المستقبل ، فمن المدرسة الابتدائية بفج مزالة إلى مدارس حزب جبهة التحرير الوطني إلى جامعة قسنطينة طالباً فأستاذاً ، وصولاً إلى جامعة أدرار ، تمتد مسيرة الكفاح والنضال ، التي قضاها متنقلا بين أعمال بيداغوجية وعلمية وإدارية ، فكان محاضرا مفوها ومسيراً مقتدراً ، وقلماً سيالاً مبدعاً ، فألف عشرات المؤلفات ، وأصدر عدداً من الدوريات ، وعلم وتخرج على يديه ، آلاف المتخرجين من مختلف أنحاء الوطن  ، وكرم بوسام رئيس الجهورية عام 2004 .

كتب البروفسور في التاريخ والفكر والسياسة ، وعاش رحالة متنقلا بين جامعات :  قسنطينة ، قالمة ، أم البواقي ، خنشلة ، باتنة ، وصولاً لأدرار، كما زار العديد من البلدان العربية ، وتردد على جامعاتها ومكتباتها ، مشاركاُ في الملتقيات الدولية ، وأقام صدقات مع عشرات الأساتذة في المشرق والمغرب ، فكان سفير للجامعة الجزائرية ، ووجهها المستنير ، وكرم بدرع إتحاد المؤرخين العرب الشوامخ بالقاهرة عام 2007 ، ويعتبر المرحوم البروفسور بوصفصاف ، أحد وجوه ورواد الساحة الثقافية والأكاديمية في الجزائر ، خاصة في مجال الدراسات الإنسانية ، فمن مدرجات الجامعة ، إلى أقبية الإدارة وكواليسها ، إلى الصالونات والملتقيات العلمية ، تمتد مسيرة رجل عصامي عبر خمسة عقود من الزمن قضاها في التدريس والتأطير والتأليف والتسيير ، ليكون إلى جانب مجموعة أخرى من الأكاديميين ، من رواد المدرسة التاريخية الجزائرية – و إذ تعزي جامعة أدرار عن بكرة أبيها عائلة المرحوم ، و ترى في فقدناه الأستاذ العظيم والأب الناصح والأخ الكريم ، فرحمة الله عليه بالأمس ورحمة الله عليها اليوم ورحمة الله عليه غدا ، وسكناه الجنة إن شاء الله في الدار الآخرة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وللعلم فإن المرحوم  البروفسور بوصفصاف عبدالكريم بن مختار من مواليد 19 أوت 1944 بفرجيوه ولاية ميلة ، وخلف ورائه سبعة أطفال ، حائز على شهادة ليسانس في التاريخ من جامعة قسنطينة  في 30 جوان سنة 1974 ، شهادة المنهجية في البحث من جامعة الجزائر في  6 جوان سنة 1975، دبلوم الدراسات المعمقة في 14 ديسمبر سنة 1978 بتقدير مشرف جداً ، شهادة ماجستير في  25 جانفي  1984 بتقدير مشرف جداً ، شهادة دكتوراه الدولة في التاريخ الحديث والمعاصر في 15 ديسمبر سنة 1997 بتقدير درجة الشرف الأول ، و للأستاذ مساهمات وأعمال إدارية وبيداغوجية وعلمية كثيرة ، عبر العديد من الجامعات الوطنية.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق