تصرفات باتت واقعة في مجتمعنا يندى
لها الجبين ، وقائع كنا نسمع بها أو نشاهدها في وسائل الإعلام أو نقرئها في الجرائد والمجلات ، أو نطالعها من
خلال المواقع والمدونات في الانترنت ، آفات إجتماعية ( تدخين ، مخدرات ، خمر ، ... ) ، زنى بكل أنواعه بما في ذلك زنى
المحارم ، نعوذ بالله من ذلك ومن الفتن ما
ظهر منها وما بطن ، سرقة قتل طرد للأبناء من طرف أبائهم وأماتهم من المنزل ، وطرد
للوالدين من طرف أبنائهم وبناتهم من المنزل أو وضعهم في ديار العجزة والمسنين ،
تقاتل للأقارب إخوة أو بني عمومة ، أو تقاتل بين الجيران ، من أجل أرض أو مال ؛ أو
باختصار غرض من الدنيا قليل ، خطف للأطفال والاعتداء عليهم جنسيا وقتلهم والتنكيل
بجثثهم ، الكذب والخداع وإخلاف الوعد والإقتداء بالأدنى ؛ القائم بالفعل الخاطئ في
العمل أو غير ، وترك الاقتداء بالملتزم المتفاني في عمله أو غيره من الأعمال
الصالحة والتضييق عليه والسخرية منه ، لا إخلاص في العمل إلا من رحم ربك ، دور
الأسرة يتلاشى في المجتمع ، ودور الأشخاص في المجتمع يطعن فيه من الأسرة ، أغلب
المربين تخلوا عن دورهم سواء كانوا أولياء تلاميذ أو مربين أو أساتذة بالمدارس
القرآنية والنظامية ، من أجل ماذا كل هذا ، ونحن سنترك ما جمعنا من مال وما وهبنا
الله من بنين وبنات وزينة في هذه الحياة ، فهل هذا الواقع المر من الإسلام ؟ وهل
نستطيع أن نقول بعد هذا نحن في أمان ؟
وبعد تفشي هذه الأمراض الاجتماعية فينا فهل يمكننا أن ننسبنا أنفسنا
للإسلام ؟
هذه التصرفات أصحابها بعيدين عن دين الإسلام ،
لآن الإسلام يأمرنا أن نحترم بعضنا البعض
وأن لا نظلم وأن يحترم الصغير الكبير ، ويعطف الكبير على الصغير ، وأوصنا بأولي
الأرحام عموما والوالدين خصوصا ، والجار
حتى لو لم يكن مسلم ، وأوصانا بأداء الحقوق إلى أصحابها وترك الظلم ، وهل بعد
تكرار خطف الأطفال والاعتداء عليهم بأنواع من الظلم وقتلهم والتنكيل بجثثهم ، حتى
أضحى اغلب الأولياء يحتم عليهم الواقع
مرافقة الأبناء للمدارس ذهابا وإيابا ، فهل نحن في أمان؟ إننا في زمن بدأت فيه الأخلاق
في الانهيار ، والعلم في الاضمحلال إلا من أجل غرض دنيوي ، لذلك فإن ما يقع في
المجتمعات سببه تخلى اغلب بني البشر عن
دورهم الحقيقي في الحياة ، واشتغالهم بما خلق لهم ، عما خلقوا لأجله لآن كل ما في
الدنيا خلقه الله من أجل الإنسان ، وخلق الإنسان لعبادته الله ، وهو غني عنه ، إن
ما يحدث في مجتمعنا من انحراف عن جادة الصواب ومشاكل وأزمات وضنك في العيش سببه
ضعف الإيمان بالله وعدم تقوى الله ، لان المؤمنين بالله حق الأيمان والمتقين له ،
يرزقهم الله من فوقهم ومن تحت أرجلهم كما ورد ذلك في القرآن الكريم وسنة رسولنا محمد
عليه وعلى أله أفضل الصلاة والسلام ، ولا
عزة للإنسان إلا بإتباع الفطرة التي فطره
الله عليه من مكارم الأخلاق ، ومكارم الأخلاق تقتضي التعامل بالحسنى بين كل الناس
والعفو والصفح فيما بينهم ، كي تسمو أرواحهم في عليين ويعم الأرض السلام والأمان.
المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 13 سبتمبر 2018 ،العدد1440الصفحة 16
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق