الثلاثاء، 11 سبتمبر 2018

هل نحن في إسلام وأمان


تصرفات باتت واقعة في مجتمعنا يندى لها الجبين ، وقائع كنا نسمع بها أو نشاهدها في وسائل الإعلام  أو نقرئها في الجرائد والمجلات ، أو نطالعها من خلال المواقع والمدونات في الانترنت ، آفات إجتماعية  ( تدخين ، مخدرات ،  خمر ، ... ) ، زنى بكل أنواعه بما في ذلك زنى المحارم  ، نعوذ بالله من ذلك ومن الفتن ما ظهر منها وما بطن ، سرقة قتل طرد للأبناء من طرف أبائهم وأماتهم من المنزل ، وطرد للوالدين من طرف أبنائهم وبناتهم من المنزل أو وضعهم في ديار العجزة والمسنين ، تقاتل للأقارب إخوة أو بني عمومة ، أو تقاتل بين الجيران ، من أجل أرض أو مال ؛ أو باختصار غرض من الدنيا قليل ، خطف للأطفال والاعتداء عليهم جنسيا وقتلهم والتنكيل بجثثهم ، الكذب والخداع وإخلاف الوعد والإقتداء بالأدنى ؛ القائم بالفعل الخاطئ في العمل أو غير ، وترك الاقتداء بالملتزم المتفاني في عمله أو غيره من الأعمال الصالحة والتضييق عليه والسخرية منه ، لا إخلاص في العمل إلا من رحم ربك ، دور الأسرة يتلاشى في المجتمع ، ودور الأشخاص في المجتمع يطعن فيه من الأسرة ، أغلب المربين تخلوا عن دورهم سواء كانوا أولياء تلاميذ أو مربين أو أساتذة بالمدارس القرآنية والنظامية ، من أجل ماذا كل هذا ، ونحن سنترك ما جمعنا من مال وما وهبنا الله من بنين وبنات وزينة في هذه الحياة ، فهل هذا الواقع المر من الإسلام ؟ وهل نستطيع أن نقول بعد هذا نحن في أمان ؟  وبعد تفشي هذه الأمراض الاجتماعية فينا فهل يمكننا أن ننسبنا أنفسنا للإسلام ؟
 هذه التصرفات أصحابها بعيدين عن دين الإسلام ، لآن الإسلام  يأمرنا أن نحترم بعضنا البعض وأن لا نظلم وأن يحترم الصغير الكبير ، ويعطف الكبير على الصغير ، وأوصنا بأولي الأرحام  عموما والوالدين خصوصا ، والجار حتى لو لم يكن مسلم ، وأوصانا بأداء الحقوق إلى أصحابها وترك الظلم ، وهل بعد تكرار خطف الأطفال والاعتداء عليهم بأنواع من الظلم وقتلهم والتنكيل بجثثهم ، حتى أضحى  اغلب الأولياء يحتم عليهم الواقع مرافقة الأبناء للمدارس ذهابا وإيابا ، فهل نحن في أمان؟ إننا في زمن بدأت فيه الأخلاق في الانهيار ، والعلم في الاضمحلال إلا من أجل غرض دنيوي ، لذلك فإن ما يقع في المجتمعات سببه تخلى اغلب  بني البشر عن دورهم الحقيقي في الحياة ، واشتغالهم بما خلق لهم ، عما خلقوا لأجله لآن كل ما في الدنيا خلقه الله من أجل الإنسان ، وخلق الإنسان لعبادته الله ، وهو غني عنه ، إن ما يحدث في مجتمعنا من انحراف عن جادة الصواب ومشاكل وأزمات وضنك في العيش سببه ضعف الإيمان بالله وعدم تقوى الله ، لان المؤمنين بالله حق الأيمان والمتقين له ، يرزقهم الله من فوقهم ومن تحت أرجلهم كما ورد ذلك في القرآن الكريم وسنة رسولنا محمد عليه وعلى أله أفضل الصلاة والسلام ،  ولا عزة  للإنسان إلا بإتباع الفطرة التي فطره الله عليه من مكارم الأخلاق ، ومكارم الأخلاق تقتضي التعامل بالحسنى بين كل الناس والعفو والصفح فيما بينهم ، كي تسمو أرواحهم في عليين ويعم الأرض السلام والأمان.


المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 13 سبتمبر 2018 ،العدد1440الصفحة 16



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق