صدر هذه الأيام عن دار النشر، بيت الأفكار بالجزائر العاصمة كتابا للأستاذ أمحمد جعفري، تحت عنوان : ( معجم المصطلحات الفكرية )، موجه لتلاميذ طوري التعليم المتوسط والثانوي، ويحتوي الكتاب على 207 من الصفحات، و حسب المؤلف، جاء تأليف الكتاب انطلاقا من تجربته المتواضعة في الحقل التربوي واحتكاكه بمختلف الفاعلين، والتي استشعر من خلالها مدى حاجتهم الماسة وتعطشهم لمعرفة معاني العديد من المصطلحات الفكرية والعلمية التي تطرق آذانهم أثناء العملية التعليمية التعلمية ، ومن ضرورة الوعي بقيمة المصطلح ودوْرِه الحاسمِ والقطعِيٍّ في تطور المعارف والعلوم، وتنمية القدرات والمواهب الفكرية للتلاميذ، ما يجعل الحالة ماسة إلى ضبط المصطلح في شتى حقول المعرفة العربية، بُغيةَ تحقيق جملة من الأهداف والتي منها تمثيلا لا حصرا، إثراء الرصيد اللغوي للتلاميذ، باعتبار السواد الأعظم منهم يعانون من أزمة توظيف المصطلحات ووضعها في موضعها الملائم، و تنمية الثروة الفكرية للتلاميذ والرفع من قُدراتهم التعبيرية وتحسين وتطوير مستواهم في اللغات الأجنبية، وقال الأستاذ أن المصطلحات الفكرية متعددة المشارب والمناهل والأصول، فمنها المفاهيم ذات الأصول ) اليونانية، الفارسية، التركية، اللاتينية )، ولابد من تضيق هوة الاختلاف الفكري و الإيديولوجي بين التلاميذ وغيرهم، ولأن أغلب الخصومات والمناظرات الفكرية تكون نتيجة لعدم تحديد وضبط المفاهيم ضبطا دقيقا، ولهذا يقول الفيلسوف الفرنسي فولتير : " إذا أردت أن تتحدث معي، فحدّد مصطلحاتك " كما يهدف تأليف الكتاب كذلك إلى جعل التلاميذ قادرين على قراءة وفهم مختلف الكتابات والخطابات والنصوص العلمية والمعرفية، واعتمد المؤلف في إعداد هذا المعجم على الترتيب الأبجدي، من الألف إلى الياء، مُستعينا بما توفر لديه من معاجم وقواميس منها، لسان العرب لابن منظور، معجم مصطلحات علم الفلك ليحيى محمد نبهان، والمدخل إلى علم المصطلح لأبي الحسن علي بن احمد، وغيرهم على حسب ما ذكره في المقدمة، وقال الأستاذ أمحمد جعفري في مقدمة الكتاب، أن لكل أمة مصطلحاتها ومفاهيمها الخاصة بها الدالة على حضارتها وتاريخها وهويتها، فليس من السهل والميسور حصر كافة المصطلحات الفكرية، فهي متعددة المناهل والمشارب، ولكن ما لا يُدركُ كُلهُ لا يترك جُلُّهُ، و يضم المعجم مصطلحات فكرية من مجالات متنوعة ( قرآنية، سنية ، فقهية، نفسية، اجتماعية، فلكية، سياسية فلسفية.... )، ذات أصول مختلفة ( عربية ، يونانية، فارسية ، تركية....... )، ومن أمثلت المصطلحات الواردة في الكتاب ( بيداغوجيا، الأحبار، الاستشراق، التكنوقراطية، الزندقة، الاليغارشية، الراديكالية، الرهبانية ، السرمد ).وللعلم المؤلف أمحمد جعفري أستاذ مكون في التعليم الثانوي، وله 20 سنة من الخبرة التربوية، وله مؤلفان سابقان وهما، الأمين في الفلسفة السنة الثالثة ثانوي آداب، حاصل على شهادة تقدير من قبل وزارة التربية سنة 2016، وكتاب النور في الفلسفة، ولديه مشاركات في العديد من الملتقيات الوطنية والدولية ونشر مقالات علمية في مجلات، ومتحصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ المعاصر في سبتمبر سنة 2020، وقدم أطروحته تحت بعنوان : الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لتدكلت خلال القرن التاسع عشر الميلادي الثالث عشر الهجري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق