مقدمة
: العدوان ظاهرة عالمية تشترك فيه كافة الكائنات الحية على وجه الأرض وإن بدرجات متفاوتة، فهو موجود في المملكة النباتية ولكن بدرجة
أقل مما هو عليه في حدود المملكة
الحيوانية، والذي يمكن تفسيره وتبريره بحاجات بيولوجية
ونزوع
الحيوان إلى إشباع تلك الحاجات وفي مقدمتها الحاجة إلى الطعام والحاجة إلى الأمن والحفاظ على النطاق أو المجال الحيوي
للحيوان في المحيط البيئي الخاص بمنطقة
نفوذه المتعارف عليها،ويتصف العدوان الإنساني بخصائص العدوان لدى النبات والحيوان
إلى جانب خصائص أخرى فريدة تتعلق بتمايز النوع
البشري عن باقي الكائنات، أهم هذه الخصائص امتلاك الإنسان
للعقل والإرادة الحرة في الاختيار في حالات العدوان
الواعي وليس
المرضي والذي يمكن تفسيره نتيجة لقصور في بعض العمليات
النفسية أو
الفسيولوجية ، والسلوك العدواني من المظاهر الشائعة بين البشر ، فمنه ما يقع بين
الأفراد و ما بين الجماعات والدول ، وله أشكال وأساليب مختلفة ، قد يكون لفظيا
بكلام تهكمي أو بذيء ، أو جسديا كالاعتداء
بالضرب حتى الجرح وربما قد يصل للقتل، أو بطرق
أخرى كالمكر والخديعة ، وقد عرف الإنسان العدوان منذ عصوره الأولى على الأرض ، إذ
كان أول عدوان وقع على الأرض وفي اكبر صورة له التي هي القتل ، هو قتل ابن آدم
قبيل لأخيه هابيل ، و يتكون العدوان لدى الإنسان من حب الذات وإيثارها على الغير .
مفهوم
السلوك العدواني : هو الإيذاء المتعمد أو المقصود من فرد إلى فرد أخر ، أو هو سلوك
يقصد به المعتدى إيذاء الآخرين وقد عرف العدوان من قبل العديد من علماء النفس وتطلق صفة العدوان على أشكال محددة من السلوك (كالضرب )
أو على أشكال معينة من الحوادث الانفعالية
أوكليهما معا أو على الظواهر المرافقة
للحوادث
الاجتماعية (كالغصب والكره) ، و هو أيضا
مظهر سلوكي للتنفيس الانفعالي لما يعانيه شخص من أزمات انفعالية حادة .
العوامل
المهيأة للسلوك العدواني : هناك العديد العوامل المساعدة في نشأة العدوان لدى الإنسان، من أهمها :
ــ
ينشأ العدوان نتيجة لحرمان الطفل من الإشباع العاطفي والحب والمساعدة والقبول
الاجتماعي .
ــ
ينشأ العدوان نتيجة لإحباط محاولات البحث عن اللذة أو تجنب الألم .
ــ
تقليد أمثلة عدوانية .
ــ
العجز الجسدي .
ــ
عدم توفر العدل في معاملة الأبناء في البيت ، ومعاملة المربين للتلاميذ .
ــ المشاكل الأسرية .
ــ
قلة التربية الروحية أو ضعف الوازع الديني .
ــ
محاولة إثبات الذات .
ــ
الإحباط والإخفاق في الدراسة أو في أشياء أخرى.
أساليب
الوقاية والعلاج : لابد لكل مرض أو حالة اجتماعية
أو نفسية من علاج ، وأساليب الوقاية والعلاج للظواهر ، تختلف من حالة لأخرى
ومن أساليب الوقاية والعلاج لظاهرة السلوك العدواني :
ــ
تعليم الشخص العدواني وخاصة إذا كان طفلا الطرق المقبولة في التعامل .
ــ
منح الإنسان العدواني ، إحساسا بأن له
قيمة في المجتمع .
ــ
تغيير ظروف المحيطة بالفرد التي أدت إلى عدوانيته .
ــ
تعليمه كيف يتغلب على الإحباط .
ــ
إرشاده إلى الدور الذي يجب أن يقوم به في الحياة .
ــ
احترام ممتلكاته الخاصة .
ــ
التسامح معه .
ــ
القدوة الحسنة حتى وإن أساء الغير .
الخاتمة
: سلوك الإنسان هو مجموعة من التصرفات
سواء كانت إيجابيا أو سلبية ،والتي تتكون من خلال التربية والتأثر بالمجتمع ،
وبالثقافة والمبادئ والقيم السائدة في المجتمع ، وسلوك الشخص في المجتمع قد يكون
مقبول ، وقد يكون غير مقبول ، فما كان منه مقبول فهو سلوكا سويا ، وما كان غير
مقبول لابد من تصحيحه وترشيد صاحبه حتى يسلك الطرق السوي في السلوك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق