الاثنين، 5 يونيو 2017

رسالة المسجد

المسجد بيت الله ، يجب أن يكون مكان للجمع بين الناس ، وليس للتفرقة بينهم ، قال الله تعالى : ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً( ، والمسجد هو مكان العبادة ، وطلب العلم ، واللقاء بين المسلمين، وهو مكان لإعداد الرجال وبناء الفرد والأسرة بغرض تكوين مجتمع متضامن ومتماسك، و من خلاله تبنى عقيدة المسلم ونفسه وكينونته ومنهجه، فهو دار للعبادة ومعهد للتعليم والتربية والثقافة، ومركزا للشورى بين المسلمين ، ومجلس للضيافة ومأوى لأبن السبيل، ومكان للحوار والتحاور بالتي هي أحسن بين جميع الناس ، وبمعنى أشمل هو مركز للدولة، وهكذا كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى أله وسلم، وفي عهد خلفائه الأربعة : ( أبوبكر وعمر وعثمان وعلي )، و للمسجد دور كبير في بناء المجتمع  ، وكان أول عمل قام به رسولنا محمد ، بعد هجرته للمدينة المنورة بناء المسجد، وشارك في بنائه بنفسه ، إذ يعد المسجد في دين الإسلام مركز إشعاع وبناء،  ودين الإسلام الذي يعد المسجد أول نواته، هو دين النصيحة و المعاملة ودين الاجتماع ، لا دين التفرقة ، ودين الالتزام بالمبادئ السمحة والأخلاق الفاضلة، والتعاون والأخذ والعطاء، وصلة الرحم، والتواد والتفاهم بين جميع المسلمين، و على هذا شيد رسولنا محمد صلى الله عليه وأله وسلم مسجده بالمدينة المنورة، فهذه المواصفات التي ذكرت وتوجد مواصفات غيرها، تلك هي الصفة التي يجب أن يكون عليها  المسجد ورسالته الحقيقية، أما في عصرنا الحالي لم تبق في أغلب الحالات للمسجد مكانته التي يجب أن يكون عليها، فقد أضحى الناس  يتباهون ببناء المسجد وزينتها، ولا يعمرونها إلا قليل، ولا حرمة بين أكثر الناس لها، و لا احترام في بعض الحالات حتى لأئمتها، وقد ورد في الحديث : ( لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس ببناء المساجد ) ، أو كما قال عليه الصلاة والسلام، والتباهي ببنائها وزخرفتها في عصرنا الحالي هو السائد وتعميرها قليل إلا في الجمعة، وقيل أن التباهي ببنائها وزخرفتها من علامات الساعة،  وقد أصحبت بعض المساجد مكان للخصومات، وبنائها قد يحدث فتنة بين بعض الناس، قال الله تعالى : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )، فمن كانت هذه حالهم في تعمير المسجد وبنائه، فعليهم أن يقاوموا أنفسهم بالحق كي تعود إلى رشدها، وعليهم أن يختلوا بأنفسهم، ويفكروا بعقولهم هل هم على صواب أم على ضلال، بل لا يشك عاقل سوي مسلم مؤمن حقيقيا  أن من كان حاله في المسجد زرع الشقاق والفتنة تحت أي غطاء كان، هو إنسان منحرف عن الطريق المستقيم، لأن ديننا الإسلامي يجمع ولا يفرق، ويوحد ولا يشتت، وهو دين الحوار والانتصار للحق لا للنفس والباطل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق