السبت، 7 مارس 2020

الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في ظل متناقضات يشهدها التعامل معها وتعاملها مع نفسها

يحتفل العالم يوم 08 مارس من كل سنة باليوم العالمي للمرأة، فكيف جاء هذا اليوم؟  في 1856 خرج آلاف النساء في شوارع مدينة نيويورك الأمريكية، محتجين على الظروف اللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل في ظلها، فقابلتهن الشرطة بطريقة وحشية لتفريقهن، ونجحت عملية احتجاجهن في دفع المسؤولين من السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية، وفي 8 مارس 1908عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك وحملن هذه المرة قطعاً من الخبز اليابس وباقات من الورود واخترن لحركتهن الاحتجاجية شعار (خبز وورود )، وطالبن بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع، وأظهرت الاحتجاجات بداية تشكل حركة نسوية داخل الولايات المتحدة بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى المطالبات بالمساواة والإنصاف ورفعن شعارات تطالب بالحقوق السياسية وعلى رأسها الحق في الانتخاب، وبدأ الاحتفال بالثامن من مارس كيوم للمرأة الأمريكية تخليداً لخروجها في مظاهرات نيويورك 1909، وقد ساهمت النساء الأمريكيات في دفع الدول الأوربية إلى تخصيص الثامن من مارس كيوم للمرأة وقد تبنى اقتراح الوفد الأمريكي بتخصيص يوم واحد في السنة للاحتفال بالمرأة على الصعيد العالمي بعد نجاح التجربة داخل الولايات المتحدة، لكن تخصيص يوم الثامن من مارس كيوم عالمي للمرأة لم يتم إلا بعد سنوات طويلة من ذلك، لأن منظمة الأمم المتحدة لم توافق على تبني هذا اليوم إلا سنة 1977 عندما أصدرت المنظمة الدولية قراراً يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس، وتحول بالتالي ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة في العالم.
ورغم ما حصلت عليه المرأة من حرية من خلال نضالها، لا تزال لم تصل إلى حقوقها التي كفلها لها الإسلام وخاصة في الدول العربية والإسلامية، إما لتفريط المجتمع فيها أو لتفريطها هي في نفسها، فهي تستعبد بطرق خفية بإسم الحرية التي تريدها، أو وبإسم التمدن والحضارة وغيرهما من الشعارات، أو تستعبد نفسها للغير بتصرفاتها وتعاملاتها، وتستعبد بإسم الحرية بتحررها من واجبها الأصلي الذي هو تربية الأولاد فالكثير من الأمهات تخلين على تربية أولادهن أو أهملن ذلك، بسبب ظروف العمل أو انشغال أخر، وبإسم التمدن والحضارة بغرض النيل من كرمتهن وشرفهن من خلال إيقاعهن في مهاوي الرذيلة بالاستمالة تارة وبالعنف أخرى؛ بالعنف الظاهر وبالعنف الخفي، فالعنف الظاهر معروف و العنف الخفي هو استمالتها للرذيلة من أجل حق تريده كالعمل أو غيره من الحقوق التي كفلها لها الإسلام والمواثيق كشقيقة للرجل في كل شيء حسب تركيبتها البشرية ، واستعبادها لنفسها من خلال تزينها الزائد الذي يدعو الذئاب البشرية للتعرض لها في الطرقات الوقوع معها في الرذيلة، ناهيك عن البائعات لشرفهن بعرض من الدنيا قليل، ونحن ندون هذه الكلمات  لا نعمم بعض التصرفات البعيدة عن الفطرة التي فطر الله المرأة عليها،على كل النساء فنهاك إناث أفضل من الذكور، بل هن بمثابة رجال، فهن اللواتي عرفن قيمتهن في المجتمع ودورهن الذي يجب أن يتحملانه في المجتمع، فتحية لهن من هذا المقام اليوم وغدا وبعد غد ومن قبل، وقد أعطى الإسلام المرأة حقوق لم تمنحها لها أي شريعة أو مواثيق، فأمر بالإحسان لهن ومعاشرتهن بالمعروف وأعطاهن حق التصرفات في أملاكهن، وليس للأب أو الأخ أو الزوج أن يأخذ من مالها أو ما تملك إلا برضاها وتكرما منها، ولو كانت غنية وهو فقير أو عاملة وهو دون عمل، وجعل الله رضاه في رضى الأم عن أبنائها وسخطه في سخطها، وورد في شريعتنا ( ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم )، أو كما قال عليه الصلاة والسلام، وقال عز وجل : ((  وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ))، لكن ما يندى له الجبين وتتحسر له القلوب ونحن نحيي هذا اليوم، أن نسمع أن فلان ضرب أمه، وآخر ضربته أخته أو زوجته، وثالث طرد أمه أو أخته من البيت، فيصبحن متشردات في الشوارع لا مأوى لهن، أو هي خرجت من البيت بسبب ضغوطات، أو أنها أصبحت تحب فلان ولم تعد ترغب في زوجها، إذ لا تزال المرأة تتعرض أو تعرض نفسها للكثير من الاعتداءات في البيت والشارع والعمل، الأمر الذي يدعوا الدولة إلى ضرورة سن قوانين تحميها من الغير ومن نفسها طباقا لما كفله لها الإسلام من حقوق وواجبات، مع ضرورة التزام المجتمع قبل ذلك بإعطائها حقوقها حسب ما جاء في شريعة الإسلام، كما عليها أداء واجبها تبعا لذلك.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق