في مبادرة ثقافية متميزة، أهدى الأستاذ دحاج عباس، مفتش التربية والتعليم للغة الفرنسية، كتابيه الجديدين دعماً لرصيد المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بولاية أدرار، مساهمة منه في إثراء الساحة التربوية والفكرية بإنتاج علمي يعالج قضايا التعليم والتقويم؛ الكتاب الأول، بعنوان "المراقبة تقتل المدرسة"، هو قراءة نقدية عميقة لعدد من أعمال الخبراء التربويين، وعلى رأسهم بنيامين بلوم، و كتب الأستاذ داحاج هذا العمل بين عامي 2016 و2023، وقد حظي بتقديم الخبير الدولي للتقويم لدى منظمة اليونسكو السيد آلان بولون، ويتناول الكتاب، في 14 فصلاً، مواضيع جوهرية في ميدان التربية، منها التقويم، الرقابة، أنواع التقويم ومراحله، وظائف التقويم، إضافة إلى عرض لنموذج برنارد ري ثلاثي المراحل، كما خصص المؤلف مساحة واسعة لمناقشة دور المعلم، الكفاءة، ودعم ممارسات الفصل الدراسي، وصولاً إلى شبكات التقويم، وفي هذا العمل، وجّه المؤلف نقداً لتصنيف بلوم الشهير، واقترح تصنيفاً بديلاً حمل اسم "أفكر"، مع إبراز بعض الممارسات والعيوب التي تعرفها المدرسة اليوم، داعياً إلى تقليص الرقابة المفرطة لصالح تقويم حقيقي وفعّال.
أما الكتاب الثاني، المعنون "رؤية لمدرسة الغد"، فهو عمل مكمل للكتاب الأول، سعى من خلاله الأستاذ داحاج إلى إزالة اللبس الذي شاب مفهوم "المدارس النوعية" الذي تطرق إليه سابقاً، والكتاب قدمه كذلك الخبير الدولي آلان بولون، ويضم أكثر من 14 فصلاً مدعماً بعدد كبير من الصفحات التكوينية، ويُعد مرجعاً مهماً لدعم المعلمين وتحفيز التفكير حول مستقبل التعليم، ويركز المؤلف في هذا العمل على أهمية التدريس وفق مهارات القرن الواحد والعشرين، سواء بالاعتماد على المهارات الثمانية الضرورية أو الأربعة الأساسية، موضحاً الفرق بينهما، ويبرز الأستاذ عباس دحاج دور التواصل كعنصر محوري في عملية التعلم، مشدداً على أن المدرسة الحديثة يجب أن تتمحور حول المتعلم، وأن يكون المعلم بمثابة الرفيق والمرشد الذي يقود طلابه لاكتساب المعرفة واستخدامها بشكل فعّال، وفي شرح تفصيلي لتصنيف "أفكر"، يوضح المؤلف أن التقييم يجب أن يكون محورياً، مع تنقل المتعلم بين مجالات مختلفة حسب احتياجاته الخاصة، مستلهماً بذلك من نظرية "منطقة التطور القريب" لليف فيجوتسكي، ويتضمن الكتاب عرضاً لـ 23 خريطة ذهنية، وضعها رهن إشارة الباحثين وطلبة الجامعات لاستغلالها في أعمالهم البحثية المستقبلية، وبهذه المبادرة، يؤكد الأستاذ دحاج عباس إيمانه الراسخ بأهمية تطوير المدرسة ودعم المعلمين، مساهمًا في إرساء لبنات مدرسة الغد التي تضع المتعلم في صلب اهتماماتها، وكانت هذه المعلومات مماكتبه عن الكتابين مدير المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بولاية أدرار الأستاذ بن زيطة مصظفى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق