الأحد، 24 يناير 2016

كنتاوي سيدي علي بن محمد من الرجال كألف

كنتاوي سيدي علي بن محمد من الرجال كألف              أدرار : بلوافي عبدالرحمن

كنتاوي سيدي علي بن محمد من مواليد خلال 1965 بأولف ، مسقط رأسه قصر تمقطن بلدية تمقطن دائرة أولف ولاية أدرار ، نشأ كما ينشأ عادة أطفال المناطق الريفية بين أحضان أبائهم وأمهاتهم ويتلقون من التربية ما يجعلهم يقاومون مصاعب الحياة ومشاكلها ، إذ كان حتى أبناء المجتمع في القديم من الكبار في زمنه يحيطون الصغار بالرعاية و يتعهدونهم بالتوجيه حتى ولو كانوا من غير فلذات أكبادهم ، لذلك لا غرابة أن ينشأ هو وأمثاله من أقرانه على حب العمل والتفاني في أدائه و الإخلاص في القيام به ، فهو رجل من الرجال الذين لم تتغيير طينتهم  بتغير الزمن ، وهو من الرجال الذين يمكن أن نقول عليهم ، أنه رجل كألف ، في أخلاقه وفي عمله وفي تعامله ،  بدأ تعليمه القرآني في المدرسة القرآنية ( أقربيش )  بمسقط رأسه بقصر تمقطن  ، ثم ألتحق بالمدرسة النظامية لقصره في الموسم الدراسي 1976-1977 وأنهى دراسته بها سنة 1981 وتحصل على مستوى السنة السادسة ابتدائي ، إذ لا يزال يحتفظ بكراسه للسنة الثانية ابتدائي ، ويتذكر سيدي علي ، المعلمين الذي درسوه في الابتدائي فيقول درسني  خيراوي محمد من قصر تمادنين برقان العربية ، وبحماوي أحمد من تيطاوين العربية ، ويواصل سيدي علي كنتاوي حديثه لنا ، أما من درسني الفرنسية من الذين أذكرهم المعلم حسني بوجمعة من بشار الذي هو الآن متقاعد وكان آخر أيامها قبل التقاعد موظف بفرع تعاضدية عمال التربية لولاية أدرار. أدى سيدي علي واجب الخدمة الوطنية في الفترة ، من ماي 1985 إلى أفريل 1987 ، حيث بدأ عمله المهني في 05 نوفمبر 1991 بمتوسطة مولاي هيبة بإينر بلدية تمقطن كعامل مهني من الفئة الثالثة ، ثم نقل إلى متوسطة اسماعيلي الشريف بأولاد الحاج لما فتحت أبوابها في السنة الدراسية 2001-2002 منبثقة من متوسطة مولاي هيبة لضرورة الخدمة التي تحتم ذلك ، ولو ذلك لما تركه مدير متوسطة مولاي هيبة ينتقل إلى متوسطة اسماعيلي الشريف ، نظرا لتفانيه في العمل ومواظبته عليه ، إذ كان و لا يزال أول من تطأ قدماه المتوسطة عندما كان في متوسطة مولاي هيبة ولما أصبح في متوسطة اسماعيلي ، و لا يخرج  إلا بعد إتمام الساعات المخصصة له في العمل وربما يزيد عليها ، كان و لا يزال كذلك ، يقوم بأي عمل يطلب منه دون كلل ولا ملل ، إلا أن تطلب منه خدمة لا يعرفها ويخاف أن لا تكون متقنة وتتسبب في حوادث ، وهذا من صدقه في العمل ، يعدونه رجل كألف من الرجال في المثال ، يأبى أن تلتقط له صورة في عملة إلا وهو يرتدى لباس عمله ، وفي المكان المتواجد فيه دون أن ينتقل لمكان أخر، إنه الإخلاص والتفاني وحب العمل ، ترقى سنة 2012 إلى عامل مهني من الفئة الثانية ، وقد أشير له بالترقية لعدة مرات قبل ذلك لكنه لم يرغب فيها بسبب ظروفه العائلية والرعاية التي يحيط بها أبنائه ، لان الترقية كانت من حظه على إن ينتقل لمكان أخر للعمل به ، ولم يرد أن يتغرب عن أبنائه ، ولم جاءه الحظ في 2012 على أن يبقى في منصبه بمتوسطة اسماعيلي التي يعمل بها تقبل ذلك ، فأي رجل من الرجال ، أيها الرجل البطل المناضل المكافح من أجل والديك وأبنائك ، أنت بحق تستحق وسام الأخلاق والصدق والطهارة و العزة والعفة والرجولة ؛ أنت بحق من الذين قال الله فيهم : ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) ، ختم الله لك بالسعادة الأبدية.
صورة كنتاوي سيدي علي    








                         المصدرجريدة السلام اليوم ليوم 27 جانفي 2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق