السبت، 15 يوليو 2017

زواية مولاي الطيب والجمعية الفلكلورية أولاد توات تحتفلان بالذكرى السنوية للشيخ مولاي الطيب بالتنسيق مع الحركة الوطنية للتواصل والتنمية بتلمسان

 تعتبر الزاوية الطيبية من الزوايا الضاربة جذورها في أعماق التاريخ في منطقة شمال إفريقيا ، وخاصة في المغرب والجزائر كما تمتد إلى تونس وليبيا ، ويعود تأسيسها إلى الشيخ مولاي الطيب بن سيدي مولاي أمحمد بن مولاي عبدالله الشريف الوزاني  نسبة إلى منطقة وزان بالمغرب الأقصى والمعروفة كذلك بدار الضمان وهو الإسم المتداول لها بين مريدي الطريقة بالمغرب وبمنطقة توات بالجزائر ، وقد بذل الشيخ مولاي عبد الله الشريف جهودا كبيرة في سبيل إنشاء الطريقة الطيبة ، وجاء إنشائها بالنسبة للشيخ في مرحلة مهمة من حياته تميزت بتصوفه وغزارة علمه وسعت اطلاعه وكثرة زهده ونسكه فبعد ولادته "بتازروت" بجبل العلم غير بعيد عن ضريح  الوالي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش و دراسته للعلم بفأس وتطوان وملازمته لشيخه سيدي علي بن احمد الصرصري وتعبده بمدشر "شكره" بمصمودة تفرغ  لتأسيس الزاوية الطيبية الوزانية ، والمعروفة بالزاوية الوزانية والطريقة الطيبية ، فتسميتها بالوزانية نسبة إلى وزان ، والطيبية نسبة إلى الشيخ مولاي الطيب ، وتعد الطريقة الطيبية من تراث المغرب الأقصى المنتقل للجزائر وتونس وليبيا وحتى إلى مصر حسب بعض المعلومات ، وقد توفى مؤسس  الطريقة الطيبية مولاي عبدالله الوزاني حوالي سنة 1678 ، ليخلفه الشيخ سيدي أمحمد ، وينتقل ويمتد نشاط الزاوية بعد ذلك إلى منطقة توات  ، التي يعد من أعلام الزاوية بها بقصر تيطاف ببلدية تامست بولاية أدرار ، الوالي الصالح الشيخ مولاي التهامي الذي يوجد ضريحه بالقصر وتسمى المقبرة بإسمه وتقام  له زيارة سنوية ( وعدة ) يوم 23 أفريل من كل سنة ، وقد توسع نشاط الطريقة الطيبية ، ليصل إلى تلمسان وقسنطينة  ووهران ، وكذا البيض  الذي توجد به  جمعية تحمل إسم ، جمعية الشيخ مولاي الطيب ، ومناطق أخرى من الوطن الجزائري ، ومن العوامل التي ساعدت على انتشار الطريقة الطيبية في نظر البعض إنتماء شيخ الزاوية إلى آل البيت الطاهرين ، حيث ينتهي عمود نسب مؤسس الطريقة إلى سلالة الإشراف الأدارسة ، كما كان للطريقة الفضل في نشر العلم وإكرام الضيف ، والربط بين العلماء في الجزائر وخارجها ، ورغم أن العلاقة لم تكن طيبة في بعض الحالات بين الحكام العثمانيين و بعض شيوخ الطريقة ، فقد وجد في بعض الوثائق  أن  باي الغرب أوقف دارا للزاوية بتلمسان ، أشتراها  بستين مثقالا ذهبيا ،  والطريقة الطيبية التي تنتمي للزاوية الطيبية ، تعد من أشهر الطرق الصوفية ، التي أسسها الوالي الصالح مولاي عبدالله الشريف الوزاني ، وبمناسبة الذكرى السنوية للشيخ مولاي الطيب ، تقيم زاوية مولاي الطيب بحي سيدي الزواوي بأولاد ميمون بتلمسان و الجمعية الفلكلورية أولاد توات بذات المنطقة بالتنسيق مع الحركة الوطنية للتواصل والتنمية بتلمسان ، احتفالية من 20 إلى 22 جويلية ،  تتم فيها تلاوة القرآن وتقام فيها المواعظ والإرشادات والمدائح والأذكار، باَلإضافة إلى أنشطة فلكلورية ستشارك فيها فرق فلكورية من ولاية أدرار وربما حتى من ولايا ت أخرى من الوطن ، حيث إن هذه الفرق الفلكلورية ، أغانيها في مجملها ذكر لله ، بطريقة إنشادية ، متمثلة في رقصة البارود.
وعلى هامش المناسبة ، سيقوم أعضاء الحركة الوطنية للتواصل والتنمية التي يرأسها السيد محمد مباركي بتلمسان ، بإضافة تشاط ثقافي في اليوم الأخير من الاحتفالية يتمثل في أناشيد دينية مواعظ ، ويكرمون المؤسسين الأوائل لاعتماد الزاوية ، منهم الشيخ اليمين مباركي ومجموعة من رفاقه.

والجدير بالذكر فإن هذه الزاوية وأمثالها من الزوايا ، الموجودة عبر تراب وطننا الجزائري ، كانت ولتزال اغلبها رمزا للحفاظ على الهوية الوطنية ، و تماسك المجتمع وتضامنه مع بعضه البعض ، كما تعد منبر للعلم وموطن للحنفية السمحة وإشعاعا للوسطية الإسلامية ، وملاذا ومأوى لعابر السبيل ، ومقرا لإكرام الضيف.



المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 15 جويلية 2017


هناك تعليق واحد:


  1. بارك الله فيكم ، عرفتنا برافد من روافد العلم والتربية رحم الله المشايخ الذين بجهدهم حملوا لنا هذا الخزاىءن العلمية كما انتم تسيرون على الدرب
    اعانكم الله.

    ردحذف