الاثنين، 28 مايو 2018

رمضان بأولف في الماضي والحاضر


يتهيأ سكان أولف بولاية أدرار قبل رمضان من كل عام ، بالتحضير له من طرف السكان وخاصة منهم النساء حيث يقمن بطحن التوابل وإعداد الكسكسى وتجفيفه بطريق تسمى بالتبركيش ، تحضيرا للشهر الفضيل ، وهذه عادات أهل المنطقة منذ القدم ، وكان الناس في القديم يعتمدون في أغلب مأكولاتهم على ما ينتجونه في بساتينهم ، وهو ما يطلقون عليها في تراثهم بالجنة وتطلق هذه الكلمة على البساتين . ومن بين المحصولات الزراعية التي لا تزال تستعمل إلى غاية يومنا هذا في إعداد الحريرة والتي يسمونها عندهم بالحساء ، محصول قمح زنبو وهو قمح اخضر يحصد ويوضع في النار لمدة زمنية فيبقى على لونه الأصلي ، ويتم طحنه بالرحى قبل حلول رمضان بأيام ، كي يكون جاهزا لإعداد شربة الحساء ( الحريرة ) ، وبعد ما كان زنبو في القديم يطحن بالرحى أصبح في وقتنا الحاضر يطحن بالمحركات المخصصة لطحن القمح والذرة وغيرها من أنواع القمح الأخرى ، كما يتم تحضير السفوف وهو معد من التمر الجاف ، بعد دقه بالمهراس الكبير المصنوع من الشجر ، و تستعمل أكلت الفسوف في السحور مع  الكسكسى المختلط بالزبيب والدهن ، كما كانت تستعمل أكلت السفوف في القديم في غير موسم التمر في فطور المغرب ،  وتخلط السفوف بالبشنة والكليلة أن وجدت وفي بعض الحالات يضاف لها الدهن ،  لكن الكليلة أصبحت نادرة في السنوات الأخيرة  بالمنطقة ، وكانت تجلب من مالي والنيجر مع لحم البقر المجفف ،الذي يوضع في الحساء ،  وفي القديم كان يطهى به الكسكسى في عدم وجود اللحم ، ومن عادات السكان في القديم أنهم كانوا يذبحون لمن يصوم صومه الأول ويخصونه باللحم المشوي ، ويحذرونه من التهاون بالصيام فيقولون له ، إذا شربة في رمضان في صومك الأول لم تذق من كبش سيدنا شعيب يوم القيامة ، و لا تزال عملية الذبح في بداية رمضان وفي وسطها عادة قائمة لدى الكثير من سكان المنطقة ، كما كان الناس في القديم وفي عدم وجود التيار الكهربائي قبل السبعينيات ، و في ظل شدة الحرارة المرتفعة يعدون مروحة من سعف النخيل لترطيب الجو بها عن أنفسهم أو من الصوف أو الكرتون ، و كان اغلب الرجال وخاصة الشباب منهم  يقضون نهارهم في تجاويف أبار الفقارة ، حتى أن بعض منهم  كانوا يبقون نائمين في تجاويف وقد فاتهم المغرب بسبب ما يجدون من برودة في المكان ، مما يضطر أهلهم للبحث عنهم بعد تأخرهم عن موعد الإفطار ، ويعمر السكان المساجد في صلاة المغرب والعشاء والتراويح ورغم أن النساء في القديم كانوا لا يخرجن من البيوت لكن كان يسمح لهن بالخروج للمساجد لصلاة التراويح ، وكان الأمام لا يطيل في صلاة التراويح ، ويقرأ دائما في صلاة التراويح من صورة ألهاكم التكاثر إلى تبت يدا أبي لهب ، و يقرأون القرآن كله ليلة 27 من شهر رمضان ، مقسم على عدد من الحفاظ  حتى طلوع الفجر ، أما في الحاضر فقد أصبح السكان يعتمدون على قضاء حوائجهم من الأسواق ، لذلك تشهد الأسواق حركة كبير من قبل رمضان بأيام يشترون فيها ما يستحقونه في بداية رمضان ، وتتواصل هذه الحركة إلى غاية نهاية الشهر ، وتكون في أخر الشهر حركة كبير ، إذ تعج الأسواق ليلا بالنساء والرجال إلى غاية الساعة الثانية عشرة ليلا أو أكثر ، يشترون لباس العيد لهم و لأطفالهم ، وبالنسبة لصلاة التراوح فقد أصبحت تصلى بالأحزاب وبالترتيل  و تقام الدروس والمحاضرات في المساجد ، إما قبل صلاة التراويح أو بعدها ، ويتم الإعداد للمحاضرات والدروس ببرنامج مسطر قبل رمضان ، وتدخل فيه إحياء المناسبات كغزوة بدر التي تصادف السابع عشر من رمضان ، وفي النهار تقدم الدروس في أغلب المدارس القرآنية ، ومن بين الدروس التي تقام في النهار في المدارس والزوايا الدينية ، شرح أمهات كتب الحديث كمؤطا الأمام والبخاري ومسلم ، وتختم خلال شهر رمضان ، وهي عادات متوارثة منذ القدم بالمنطقة ، ومن ناحية قضاء القيلولة وقضاء نهار اليوم في ظل شدة الحرارة ، فإن أغلب الناس إن لم نقول كلهم يمتلكون المكيفات الهوائية ، يستعينون بها على شدة الحرارة ، ويقضون نهارهم داخل غرفهم ، كما أن المساجد مكيفة الأمر الذي سهل على الناس و أعانهم على الإكثار من قراءة القرآن في النهار والليل ، وهناك من يعتكف في المسجد في العشر الأواخر من رمضان ، و قد شهد الجو نقص في درجة الحرارة  في الأيام الأولى من رمضان هذه السنة  أستبشر بها السكان خيرا ، لكنها لم تدوم وعاد الجو لحالة المتميز بشدة الحرارة ، و يعلن عن وقت  السحور بالمنطقة بما يسمى تكركبة ، حيث يضرب أحد الأشخاص على دف يحمله يجوب به أزقة القصور والأحياء السكنية وقت السحور ليعلم الناس بأنه حان وقت السحور ، وتعتبر اغلب هذه العادات مشتركة بين سكان الجنوب الغربي والشرقي متمثلة في ولايات أدرار و تمنراست.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق