بمناسبة اليوم الوطني
للصحافة وحرية التعبير ، الذي يصادف 22 أكتوبر من كل سنة ، نقف عند قضية حرية
التعبير ، ونطرح سؤال : ما معنى حرية التعبير ؟ فنقول إن حرية التعبير ليس أن تقول
ما تشاء وتكتب ما وقع في صدرك وجال في عقلك وفكرك ، دون أن يكون هناك ضابطا يضبط
هذا الأمر ، بل لابد أن تكون لحرية التعبير قاعدة ننطلق منها بنية خير وفعل الخير
للإنسانية جميعها ، بغض النظر عن الإيديولوجيات و الديانات والمعتقدات والتوجهات
لبني البشر ، هذا من الناحية العامة ، أما من الخاصة ونقصد بها ، الانتماء الوطني
لدولتنا الجزائر ، فإنه وفي إطار حرية التعبير فإن دولتنا الجزائر، قد وضعت لذلك
ضوابط يجب علينا احترامها والامتثال لها ، وبدون انحراف عنها أو خروج من إطارها ،
فأنه من واجب الإعلاميين ، خدمة المصلحة العامة للمجتمع ، والمحافظة على
سلامة الوطن والمواطن ، وتحري إيصال المعلومات للرأي العام بما يفيده ويساهم
في تقدم وتطور وتنمية دولتنا ، كما انه مطلوب من الصحفي أن يسخر قلمه وكل عمل يقوم
به في مجال الإعلام سواء كان مكتوبا أو مسموعا أو مرئيا ، فيما من شأنه أن يعود
على الدولة والمواطن بالخير والسلام والأمن و الأمان ويحافظ على وحدة الجزائر من
كل الأخطار وفي كل الظروف ، وخاصة في الظرف الراهن ، و عليه أن يعمل
جاهدا أن لا يخرج عن القوانين التي يسنها التشريع في دولتنا ونحن نتكلم
عن الصحافة علينا أن نتذكر أن أول جريدة صدرت في بلادنا
هي كوكب أفريقيا عام 1907 وكانت أول جريدة عربية يصدرها جزائري ، ثم تلتها جريدة تحت عنوان الجزائر وكان كاتبها ورئيس تحريرها
والرسام فيها الفنان عمر راسم سنة 1908 ثم جريدة الحق أصدرها محفظ القرآن الشيخ عمر
بن قدور الجزائري الذي يعتبر من الرواد الأوائل للصحافة في الجزائر ونحن نتكلم عن
الصحافة في يومها علينا أن نذكر كذلك من سمي بعميد الصحافة الجزائرية الشيخ
إبراهيم بن عيسى حمدي المشهور بأبو اليقظان ، حيث وصفه الشيخ عبدالحميد بن باديس - رحمهما الله - في تعريفه بأعضاء المجلس
الإداري
لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة 1938 بقوله ( والشيخ أبو اليقظان المعتذر عن الحضور لقيامه بأعمال ضرورية في نواحي الجنوب ، ذلك
الكاتب القدير والصحافي البارع الذي ما أصدر صحيفة إلا ختمت أيامها بالتعطيل ) ، وكان ذلك إبان الإستدمار الفرنسي للجزائر ، أخيرا
تمنياتي لكل الصحفيين أينما كانوا وحيث ما أوجدوا بمزيد من العطاء والتألق في مجال
الفن الإعلامي بكل أنواعه ، وكل عام وهم بخير ، و ليفوتني بهذه
المناسبة أن أتوجه بالشكر الجزيل والامتنان العميق للذين يساعدون
الصحفيين على أداء مهمتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق