الخميس، 22 أكتوبر 2015

تحت عنوان التربية والتعليم بولاية أدرار واقع وأفاق حوارمع العقيد بن دحو عضو سابق للمجلس الأعلى للتربية أدرار

سيدي الكريم ، مرحبا بكم ، بداية أرجوا منكم أن تعطونا تعريف وجيز عن شخصكم ، أو بعبارة أخرى  من هو العقيد بن دحو ؟
العقيد بن دحو أستاذ العلوم الفيزيائية للتعليم المتوسط تخرجت  سنة 1985، ترقية إلى رتبة مدير متوسطة سنة 1988وكنت عضو بالمجلس الأعلى للتربية الذي كان يترأسه الوزير السابق السيد :عمر صخري ، وأنا واحد من المثقفين لولايات الجنوب حيث تحصلت على عدة تكريمات وتحفيزات ، كما ورد اسمنا في العديد من الموسوعات الأدبية والعلمية الثقافية الجزائرية ,و ورد مؤخرا في كتاب ضخم لصاحبه الدكتور : علي ملاحي الأديب الناقد ، في كتاب عنوانه :أقلام على الدرب حيث حازت أعمالنا الأدبية حصة الأسد ، بالفصل الأول تحت عنوان :العقيد بن دحو الأسطورة,نسبة لاشتغالي بالأسطورة اليونانية والرومانية .
قبل أن نخوض في الحديث عن التربية والتعليم ، حدثنا عن الثقافة والمثقف بولاية أدرار ؟
العالم المتحضر يدرك الوعي القومي والوطني الإستراتيجي الذي تقدمه الثقافة ،كما أن الثقافة اعتبرت عند العديد من الأقوام الحضارية كعامل إنقاذ للمجتمع , أما حديثنا عن الثقافة.بالولاية فإنها لم تصل إلى المستوى الذي ينبغي أن تكون عليه ،  ويعاني الجنوب يعاني تصحرا ثقافيا لم يسبق له مثيل, بسبب استحوذت فئة غير مثقفة على المؤسسات الثقافية ، ولذا طلبنا من العديد من الهيئات أن تجري امتحانات داخلية وخارجية كما تفعل وزارة التربية في أطرها الذين يسمون الى تولي مهام تربوية أو ثقافية عليا ، ولذلك نرى أن الثقافة غريبة عن أهلها ، إن لم نرجع الثقافة للمثقفين والتربية للمربيين ،أو ما لله ، لله وما لقيصر لقيصر .
نتائج التعليم في الامتحانات الرسمية والتعليم عموما في الولاية هل هي في تقدم أو تأخر؟
 أدرار في ذيل الترتيب وإذا لم نتخذ إجراءات في ذلك ، سنظل على ما نحن عليه .
ما هي الطرق التي من خلالها يمكن معالجة التدني الذي يقول كثيرون أنه موجود في نتائج التلاميذ ، والتي يتم بها الرفع من مستوى التلاميذ؟
لقد قدمت بحثا تربويا رفقة بعض مفتشي التربية للإدارة  من أجل أن  نولي وجوهنا شطر النشاط الثقافي والرياضي ، بحيث عندما ندرس التلميذ نشاطا ثقافيا وتربويا يكسب التلميذ عمرا عقليا عن عمر سنوي للتمدرس :ثلاث سنوات....بمعنى التلميذ الذي يدخل في سن 11سنة للتعليم المتوسط يكسب عمرا عقليا 14سنة أي إضافة 3سنوات ,وهذا هو المفقود في مدرستنا الحالية حتى الساعة...هو كيف نجول العمر الزمني السنوي الى العمر العقلي ، ناهيك عن حرية الإبداع والحرية والمساواة في حدود انتشار التسامح .
كيف تنظرون لواقع التربية والتعليم بالولاية ؟ نرجو أن تعطونا من خلال الإجابة على هذا السؤال ، تقييمكم لوضعية التربية ، ثم لوضعية التعليم ؟
التربية والتعليم بالولاية ينقصهما الكثير ليست الإمكانات المادية وإنما المعنوية ، يجب أن نحدث تواصلا تربويا جديدا بين كافة أعضاء الجماعة التربوية التي يحكمها القرار التربوي رقم : 778 وسائر الجماعات المحلية وبقية المؤسسات الخاصة والعامة ، على المستوى المحلي ،وقد نكون في حاجة إلى ذلك التواصل وطنيا ايضا ، وأقول لجميع أهل الثقافة والفن بالوسط التربوي  ، سوف تجدون ثمرة ذلك التواصل .
كنتم عضو في المجلس الأعلى للتربية ، فهل لكم أن تحدثونا ، وعن دوره في النهوض بالقطاع ؟
خلال تواجد في المجلس الأعلى للتربية ، دعوت إلى إحداث مجلس أعلى للثقافة ، لأن الثقافة في حاجة الى ثقافة المثقف ، والتربية في حاجة الى ثقافة التربوي، ولابد من أنسنة الثقافة ؛ و أنسنة التربية ، وأزمتنا التربوية والثقافية تكمن في وصول أشباه المربين وأشباه المثقفين الى دواليب الأطر التي تسير مؤسساتنا الثقافية والتربوية على المستوى المحلي ، ما جعل المثقف الحقيقي والمربي الحقيقي في غربة .
ما قولكم عن الأستاذ بالأمس  والأستاذ اليوم ، خاصة بولاية ادرار؟
الأستاذ هو الأستاذ ,سواء بالأمس أو اليوم , ويبقى الضمير والوازع الأخلاقي هو الفيصل والتكوين الجاد الهادف ,المواكب للعصرنة ، وإن الدراسة بالأهداف لتحقيق الهدف من الدرس أو من التربية عامة هو التدريس بالمقاربة بالكفاءات لتحقيق كفاءة معينة ، الذي يجب يعرفه كل أستاذ ومربي .
 هناك من يقول أن أسباب تدني مستوى التربية والتعليم بالولاية وفي الجزائر عامة ، يشترك فيه ، الأسرة والأستاذ   والوزارة ، في حين يرى آخرون أن السبب في ذلك الوزارة ، لأنها لم تعط الأستاذ حقوقه ، في الوقت الذي سنت فيه حقوق للتلميذ تضر بمصلحته ، فما تعلقكم على ذلك؟
الإبداع والثقافة والحرية هي الحل , فليعطوا ما لله لله و ما لقيصر لقيصر ، وليدعوا الأستاذ يعمل بسلام ، وعلى المدير أن يترك  الجدران الاربع ، ويخرج للساحة يعمل جنبا إلى جنب مع المستشار والمساعد التربوي والأستاذ والعمل المهني ، خدمة للتلميذ ، و إذا لم يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب ستظل النتائج كما هي ، واقترح أن يخضع تعيين مدير التربية  لضوابط مدروسة ومعلنة بعيدة عن الكواليس وما تحت الطاولات ، ولم لا يخضع حتى الى امتحانات داخلية وخارجية  من أجل فرز النخبة التي تسير مؤسساتنا الثقافية والتربوية .

تأتي ولايات الجنوب في ذيل الترتيب في الامتحانات الرسمية ومنها ولاية ادرار ، من المتسبب في ذلك في نظركم ؟
ليست درجة الحرارة , ولا أحوال الطقس كما يزعم البعض , السبب الرئيسي هو الإنسان , ونحن في حاجة الى أطر انسانية يتعاملون بأنسنة القطاع ، وإذا أردنا أن يتقدم التربية والتعليم إلى الأفضل علينا ،  إحداث  مديريات جهوية للتربية ، ومديريات جهوية للثقافة ، كما عينا أن نعمل على  تفعيل دور الأستاذ الباحث والمفتش الباحث والمدير الباحث ، ونقوم بالتكوين المستمرة لجميع أطر التربية ، ونعيد النظر في القوانين التي تسير قانون الجماعة التربوية  , ونعيد النظر في تصنيف أسلاك التربية ، وكذا أعادة النظر في العديد من الدواليب التي تسير قطاع التربية بما في ذلك الجانب البيداغوجي والمالي والمادي ، من تخطيط وتنظيم ومراقبة ومتابعة ومعالجة واتخاذ قرار جادة تتعلق  بالتقييم والتقويم.
هل لكم من كلمة أخيرة أو نصيحة توجهونها للأساتذة والمربين بمن فيهم ألأسرة في البيت ، وكذلك الإداريين  ؟
أن. الحل لجميع مشاكلنا التربوية والثقافية , يكمن في تفعيل ذاك التنسيق الكلاسيكي ، التقليدي الذي كان قائما بين الوزارات الثلاث ( وزارة التربية – وزارة الثقافة – وزارة الشباب والرياضة  ) , وأن نفعل مكتب المسرح المدرسي الذي كان قائما بوزارة التربية في فترة  السبعينيات من القرن الماضي وكان يشرف عليه  المسرحي ( المرحوم مصطفى كاتب ) ، وضرورة فصله عن المكتب النشاط الثقافي والرياضي والخدمات الاجتماعية ، وفي الأخير أقول على الجهات الوصية أن تمنح الفرصة للجميع وتعطي الفرصة للأطر التربوية والثقافية خاصة وسوف نرون بعد ذلك ما تقر به أعيننا .
نشكركم سيدي الكريم على إتاحتكم الفرصة لنا لأجراء هذا الحور معكم .
                               صورة العقيد بن دحوعضو سابق للمجلس الأعلى للتربية بالجزائر         


                                                  المصدر جريدة السلام اليوم ليوم 28 أكتوبر 2015


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق