السلام عليكم ورحمة الله اليوم
كلامنا اليوم على الدين ( السلف ) ، حيث أن كثيرون من الأشخاص يستلفون النقود أو
غيرها ، وخاصة النقود ثم لا يردونها لأصحابها ، وكذلك الأشخاص الذين لديهم مقاولات
أو شركات ويعمل لديهم أشخاص ، ثم لا يعطونهم آجرهم ، ويبقى ذلك دينا عليهم
للعاملين عندهم ، إذ يعتبر الوفاء بالدين ( السلف) من أعظم الحقوق التي يجب على
ألإنسان الوفاء بها لإخية الإنسان ، وحسب ما ورد في السنة النبوية فإن الشهيد يغفر
الله كل شيء إلا الدين ، لأنه من حقوق الأشخاص مابين بعضهم البعض .
روى مسلم ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ ( يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إِلَّا الدَّيْنَ ) .
وروى مسلم كذلك عن ابن عَبَّاسٍ
قَالَ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ : " لَمَّا كَانَ يَوْمُ
خَيْبَرَ أَقْبَلَ نَفَرٌ مِنْ صَحَابَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَالُوا : فُلَانٌ شَهِيدٌ فُلَانٌ شَهِيدٌ ، حَتَّى مَرُّوا عَلَى
رَجُلٍ فَقَالُوا فُلَانٌ شَهِيدٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كَلَّا ، إِنِّي رَأَيْتُهُ فِي النَّارِ فِي بُرْدَةٍ
غَلَّهَا أَوْ عَبَاءَةٍ ) ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : ( يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ! اذْهَبْ فَنَادِ فِي النَّاسِ أَنَّهُ لَا
يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ ) قَالَ : فَخَرَجْتُ فَنَادَيْتُ : أَلَا
إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ " .
فهذان حديثان صحيحان ، رواهما مسلم
رحمه الله في صحيحه ، وليس بينهما بحمد الله اختلاف : فالحديث الأول يدل على أن
الشهيد يغفر له كل ذنب عمله فيما بينه وبين ربه ، إلا الدين ؛ فإنه لا يغفر له ؛
لتعلقه بحقوق الآدميين ، فحقوق الآدميين لا تكفرها الشهادة .
وقد أراد رسول الله صلى الله عليه
وسلم الامتناع عن الصلاة على أحد الأشخاص لأن عليه دين ، ولو لم يكن أمر الدين
ذنبا عظيما لمل أراد الرسول ، الامتناع عن الصلاة على الذي عليه دين .
جاء في البخاري عن سلمة بن الأكوع ((
أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بجنازة ليصلي عليها , فقال : هل عليه من دين ؟
قالوا : لا , فصلى عليها . ثم أُتي بجنازة أخرى , فقال : هل عليه من دين ؟ قالوا :
نعم . قال : صلوا على صاحبكم . قال أبو قتادة : عليَّ دينه يا رسول الله ، فصلى
عليه )) .
روى الشافعي وأحمد والترمذي وحسنه ،
عن أبي هريرة مرفوعاً : ( نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه ) .. ( كل ذلك ) أي
قضاء الدين وإبراء ذمته .
وما يؤكد ضرورة الإسراع بأداء الدين
الذي على الميت ، حديث أبي قتادة رضي الله عنه في الصحيح، فإنه لما جيء برجل إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال عليه الصلاة والسلام: ( هل ترك ديناً؟ ) قالوا
: دينارين.
فقال: ( هل ترك وفاء ؟ ) .
قالوا : لا .
قال : ( صلوا على صاحبكم ).
فقال أبو قتادة : هما علي يا رسول
الله! فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، قال أبو قتادة : فلم يزل يلقني ويقول :
( هل أديت عنه ؟ ) ، فأقول: لا بعد.
حتى لقيني يوماً ، فقال : ( هل أديت
عنه ؟ ) .
قلت : نعم .
قال : ( الآن بردت جلدته ) فهذا يدل
على عظم أمر الدين ، فينبغي المبادرة بقضاء الديون وسدادها ، خاصة ديون الوالدين
فالأمر في حقهم أكد .
فاعتبروا يا أولي الأبصار ، والسلام
عليكم ورحمة الله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق