يعتبر نظام السقي بالفقارة من أنظمة
السقي الضاربة جذور ها في أعماق التاريخ في
مناطق توات وتيدكلت وقورارة بولاية إدرار
، إذ أعتمد السكان عليه في سقي المنتجات الزراعية ، و لا يزال هذا النظام متواصل
إلى غاية اليوم ، لكنه بدأ في الاندثار ، بسبب عدم الاعتناء بالفقارات والتي أندثر
منها الكثير ولم يبقى له أثر، لمن لا يعرفها ، هي سلسلة أبار مرتبطة ببعضها البعض
، بأنفاق تدعى أنفاد ، تظهر من أعماق الأرض إلى سطحها مشكلة ما يسمى بالساقية ،
التي يتم من خلالها توزيع الماء على البساتين الزراعية أو ما يعرف باسم الجنة
بالمنطقة بنظام سقي محكم ، لكن هذه الفقاقير والتي كانت تعد في المنطقة بالآف
أندثر العديد منها ولم يبقى له أثر كما
ذكرنا سابقا ، وبسبب اندثارها أتلفت العديد من واحات النخيل بالمناطق السابقة
الذكر بالولاية ، لأن الفقارات التي كانت تسقيها غمرتها الرمال أو سقطت أبارها
بفعل العديد من العوامل الطبيعية ، وفي أحيان أخرى بسبب عدم قدرة مالكيها الاعتناء
بها بسبب التكاليف الباهضة التي تتطلب لصيانتها ، الأمر الذي لا يزال يتسبب في
هلاك واحات النخيل والمناطق الزراعية ، وفي
هذا الإطار يناشد السكان عموما السلطات المحلية بداية من البلدية إلى أعلى هرم
بالدولة الجزائرية ، تخصيص مبالغ مالية كبيرة من أجل صيانة هذا الموروث التاريخي
والحضاري للمنطقة ، كما يناشد في الوقت الحاضر وفي إطار مستعجل ، أصحاب واحات
النخيل الذين تسقي بساتينهم فقارة تورفين المنهارة ببلدية أولف السلطات في الولاية
وعلى رأسهم والي الولاية ، النظر بعين الاعتبار للوضعية التي لا تزال عليها هذه الفقارة.
المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 09 ماي 2016.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق