الثلاثاء، 26 يوليو 2016

بروفسور بولاية أدرار يتواضع في زمن التعالي والاحتقار

التواضع بمعناه الحقيقي ؛ التواضع الذي غاب لدى أكثر المسؤولين كبارا وصغارا ، بات صفة معروفا بها لدى العام والخاص عبر موقع التواصل الاجتماعي ولدى الطلاب والعمال وعامة الناس ، المدير السابق لجامعة أدرار البروفسور صالح حمليل  الذي كان حسب ما قاله ، يدعوا الله من أجل الإعفاء من مهمة رئاسة جامعة أدرار ،  واستجاب الله دعائه ،  وأقترح خلفا له  الأستاذ الدكتور بحاوي عبد الله ، الذي يشغل نائب المدير للتخطيط  ؛  البروفسور صالح حمليل ، الرجل الذي كان و سيبقى مثال في شفافية العمل ؛ ومثال في التفاني في العمل والوقوف إلى جانب العمال في العمل ، حيث برهن على ذلك من خلال وقوفه جنبا إلى جنب إلى مع خلية التسجيل بالجامعة ، السنة الماضية وهذه السنة ، مرتديا اللباس الذي يرتديه الإداريين والعمال أثناء التسجيل ، واقفا يعطي توجيهاته ويقوم بعمله دون كلل أو ملل صابرا محتسبا ومتواضعا خافضا جناحه للعمال والطلاب وأوليائهم ، فيا حبذا لو اقتداء المسؤولين في هذا القطاع وغيره من قطاعات الدولة بفعله الجميل والحسن ،  هذا الفعل الحميد ،الذي لاشك سوف نتوصل من خلاله إلى الثقة التي فقدت بين الرئيس والمرؤوس وبين الرعي والرعية ، بسبب تعاليهم وتصرفات الكثير منهم  الغير مسؤولة ، وقد كتب بن أبا جلول ، مدير أحد مراكز التكوين بمقر الولاية أدرار ، على صفحته في الفيس ، متأثرا بما كان يقوم به البروفسور حمليل ، يقول مخاطبا له : - ماذا عسانا أن نقول عن شخصية متواضعة كشخصكم الكريم ... اثبت للجميع بأنك لست ممن تغرهم المناصب السامية ولا الكراسي الفخمة ... شهد لكم الكل بطيبتكم وحسن أخلاقكم وعلو مقامكم الكريم ... لم تتغير ولم تتبدل وحافظت على طبعك ومعاملتك النابعة من تربية أصيلة ؛ أصالة عرقك النبيل ... وها أنت في عز الصيف تتزين بلباس العمال كفرد بسيط يستقبل ويوجه أبناءه ، الحاصلين على شهادة البكالوريا كأخر عمل لك تعطينا به درسا من دروس ، التواضع والإحساس بالمسؤولية ... و عسى خيرا أستاذنا العزيز ، وتأكد بأنك تركت بصمة لم ولن تنسى ، مثلما ندعوا الله عز وجل أن يوفقك في باقي حياتك – كما كتب أستاذ التنمية البشرية أبليلة عفيف على صفحته يزكيه قائلا :  تحية إكبار و إجلال أزفها للبروفيسور صالح حمليل:"مدير جامعة أدرار " السابق ، ومما أشهد له به و ما رأيته بعيني و ليس ما سمعته عنه ، فما رأيته أكبر بكثير مما سمعته عنه ... حسن الخلق ، التواضع ، الحلم ،  الصبر ، التفهم ، لين الجانب ، غزارة العلم ، حب الانتماء للوطن ، التحلي بالروح والثقافة الإسلامية ، الحكمة ، معاملته الطلبة كأنهم أبناءه ، التحكم في الوسائط التعليمية و مكانيزمات الاتصالات الحديثة ، الحرص على نشر وفعل الخير، وما خفي كان أعظم ، وواصل يقول مخاطبا له : عاشرت الكثيرين من مدراء الجامعات و لم أرى فيهم مثلما رأيت فيك ، غادرت عنا و لم ندر ما السبب بالرغم من انك قلت أن هذه كانت رغبتك ، و لا نقول إلا ما يرضي الرحمن ، و إنا على فراقك لمحزنون و نسأل الله العلي القدير ان يبدلنا خيراً منك ، و أن يوفقك في باقي مشوارك العلمي و التعليمي و مواصلة البحث و أمدك الله بموفور الصحة و الهناء و بمزيد من الرفاه و البنين ،  و الله إنني أحببتك في الله و سأظل أحبك في الله – وكتب الأستاذ عبدالله كروم وهو أستاذ بجامعة أدرار على صفحته كذلك يقول : رسالة إلى الدكتور صالح حمليل .. سلام عليك يوم وليت...وسلام عليك يوم حكمت..وسلام عليك يوم تنحيت  ..لقد كنت نعم المسؤول والمدير والأستاذ والباحث والموظف ..فقد بلغت. الرسالة العلمية ..ووصلت الأمانة الإدارية ..وتساميت بالأخلاق العالية..وكل واحد له رسالة تقرأ بعد حقبته في المسؤولية بإيجابياتها وسلبياتها  عادة ما تنقص المسؤوليات من الصداقات والثناءات وتترك في بورصة السمعة للشخص جروحات وعدوات إلا أنك يا دكتور استطعت أن تحقق بمنصب مدير الجامعة صعودا كبيرا في أسهم الرفعة والسمعة والثناء لا يظفر بها كثير من المسؤولين لدى خروجهم من منصب سام تقلدوه، كل ذلك بسبب تواضعك وتواصلك مع الأساتذة والطلبة والعمال..محاولا ألا ترد طلبا ولو كان متعذرا، وأحيانا محالا..
إن في المسؤولية - تولية وعزلا وتنحية برغبة كما في حالتك - للعبرة للناس جميعا..فهذا المنصب دول ولا يدوم فيه أحد ..وقد أدركت ذلك منذ الوهلة الأولى من تعيينك فسخرته في خدمة من مارست عليهم السلطة السلمية ..وفتحت الجامعة للمجتمع المدني وكل الناس بغض النظر عن تقييم هذا الانفتاح، فهو مكسب للجامعة يفتحها على محيطها الخارجي، ولاسيما في شقه الاجتماعي، عكس سنوات كانت فيها الجامعة منغلقة على نفسها تخشى التغيير والتجديد والانفتاح..
قال الحكماء كل مسؤول عليه أن يتذكر: " الموت، العزل، التنحي " فليعمل لحياة بعدها يستأنف مسيرة حياته عاديا..ويستطيع التواصل مع الناس بمحبة واحترام ..ونشهد أنك خرجت منها مرفوع الهامة ، مصون الكرامة، منتصب القامة..تستأنف مسيرتك العلمية بكل أريحية ..ولدماثة خلقك نرفع القبعة ونشهد بعلو كعبك في فهرسة الأخلاق..
لقد رسخت في الجامعة قيم التواضع والمحبة والتواصل وهي قيم جديرة ببعث أو خلق فضاءات الحوافز والدوافع للبحث العلمي والأكاديمي والإبداع العلمي والجمالي..
تك القيم الأخلاقية والصور المثالية هي عبء ثقيل لمن سيحمل الأمانة من بعدك..وأظن أنك ستتعب المسؤولين من بعدك..شكرا جزيلا دكتور ...برافو ..برافو..برافو... أخوك الأستاذ عبدالله كروم جامعة أدرار-
وكان و سوف يبقى بإذن الله ، البروفسور صالح حمليل ، مثال للتعامل في التواضع والأخلاق  والشفافية ، التي برزت من خلال منشوراته على الفيس بوك ، وتعامله في الواقع مع الطلاب والأساتذة والعمال ، حسب العديد من الذين كان لهم تعامل معه ، من الطلاب والأساتذة وغيرهم ، لقد نقلنا شهادات حية منها شاهد من الجامعة ، الأستاذ عبدالله كروم  ، وشاهد من إطارات وسط أدرار وهو مدير التكوين المهني بن أبا جلول ، وثالث من دائرة أولف وهو الأستاذ والمهندس والمختص في التنمية البشرية أبليلة عفيف ، والمؤمنون شهداء الله في أرضه كما ورد في الأثر ،  وستكتب شهادتهم ويسألون.
وبهذا يكون  صالح حمليل  ، قد سن سنة حسنة ستتعب خلفائه من بعده ، في التسابق لفعل الخيرات ، التي تجلب لهم الثناء في الدنيا إن شاء الله ، و تعود عليهم بالآجر الكثير في الآخرة ، فهل سيكون من سيخلفه مثله أو أفضل منه ، من خلال تعامله في مهمته الجديدة مع رعيته بجامعة أدرار ومع محيطه خارج الجامعة ، هذا ما ستكشفه الأيام القادمة.
                                     









                                                  المصدر جريد السلام اليوم ليوم 30جويلية 2016







































                         

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق