الثلاثاء، 8 أغسطس 2017

ندرة الخبز تضرب دائرة أولف من جديد

لم يكن الخبز المصنوع بالفرن الحديث  في الزمن البعيد بولايات الجنوب ، بالشيء الضروري بالنسبة للوجبات اليومية ، إذ كان الناس في أغلب ولايات الجنوب وخاصة في ولاية أدرار ، وبالتحديد عبر قصورها العتيقة يعتمدون ، في الوجبات الغذائية على ما تنتجه بساتينهم ( حقولهم الزراعية ) من القمح والشعير ، ولم يكن للخبز بطريقة صنعه  الحديثة وجود بالمنطقة ، إلا ما يصنع من خبز تقليدي وبوسائل تقليدية ، وبتطور الوسائل وتخلي العديد من السكان عن بساتينهم بسبب نقص المياه واندثار العديد من الفقاقير التي لم تتم العناية بها من طرف مالكيها بسبب ظروفهم المادية ومتطلبات الحياة المتزايدة ، وعدم العناية بها من طرف المسوؤلون والجهات الوصية رغم القوانين التي وضعتها الدولة لها بغرض حمايتها والإعانات التي منحتها في غياب الرقابة  لم يجدي ذلك شيئاً ، و الفقاقير لمن لا يعرفها بهذا الجمع ومفردها فقارة ، هي عبارة عن سلسلة من الآبار المتصلة ببعضها عن طريق ما يسمى بانفاد لتظهر في الأخير على سطح الأرض مشكلة ما يسمى بالساقية ، والتي كانت مصدر تزويد البساتين من المياه لسقيها ،  لكن مادة الخبز بطريقتها الحديثة أصحبت تشكل أغلب الوجبات اليومية وخاصة منها وجبة فطور الصباح ، إذ أصبح لا غنى لأي عائلة عنها ، وأصبحت ندرتها وعدم وجودها تشكل منغصناً للعائلات ، وخاصة أيام الموسم الدراسي ، فيتخذها بعض التلاميذ عذراً في تأخرهم عن الدراسة ما ينعكس سلبا على تحصيلهم الدراسي ، وها هي ندرة الخبز تعود هذه الأيام من جديد لتضرب دائرة أولف بولاية ادرار ، لتزيد من معاناة المواطن اليومية ، إذ أن هناك من يقطع أزيد من 15 كلم من اجل الحصول على الخبز وقد لا يجده ، ولم يبق من العديد من المخابز إلا ثلاثة مخابز في خدمة الموطن ، وهنا يتساءل الموطن عن السبب في ذلك ، ولا يجد الإجابة الشافية لذلك ، وتتواصل المعاناة ويبقى المواطن يدفع فاتورة أخطاء يرتكبها آخرون وليس له دخل فيها في غياب الرقابة ، وعدم معرفة الأسباب التي تعطلت بسببها المخابز، ويرى المواطنين ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة ، ضد أصحاب المخابز المتسببين في أزمة الخبز بأعذار غير مقبولة ، وفي ظل هذه الندرة يطالب السكان السلطات الوصية بضرورة التدخل لوضع حد لهذه الأزمة  التي تصيب المنطقة بسبب النقص الفادح في مادة الخبز.

                                المصدر جريدة السلام اليوم ليوم 08 أوت 2017.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق