لم يكن الخبز المصنوع بالفرن
الحديث في الزمن البعيد بولايات الجنوب ،
بالشيء الضروري بالنسبة للوجبات اليومية ، إذ كان الناس في أغلب ولايات الجنوب
وخاصة في ولاية أدرار ، وبالتحديد عبر قصورها العتيقة يعتمدون ، في الوجبات الغذائية
على ما تنتجه بساتينهم ( حقولهم الزراعية ) من القمح والشعير ، ولم يكن للخبز
بطريقة صنعه الحديثة وجود بالمنطقة ، إلا
ما يصنع من خبز تقليدي وبوسائل تقليدية ، وبتطور الوسائل وتخلي العديد من السكان
عن بساتينهم بسبب نقص المياه واندثار العديد من الفقاقير التي لم تتم العناية بها
من طرف مالكيها بسبب ظروفهم المادية ومتطلبات الحياة المتزايدة ، وعدم العناية بها
من طرف المسوؤلون والجهات الوصية رغم القوانين التي وضعتها الدولة لها بغرض
حمايتها والإعانات التي منحتها في غياب الرقابة
لم يجدي ذلك شيئاً ، و الفقاقير لمن لا يعرفها بهذا الجمع ومفردها فقارة ، هي
عبارة عن سلسلة من الآبار المتصلة ببعضها عن طريق ما يسمى بانفاد لتظهر في الأخير
على سطح الأرض مشكلة ما يسمى بالساقية ، والتي كانت مصدر تزويد البساتين من المياه
لسقيها ، لكن مادة الخبز بطريقتها الحديثة
أصحبت تشكل أغلب الوجبات اليومية وخاصة منها وجبة فطور الصباح ، إذ أصبح لا غنى
لأي عائلة عنها ، وأصبحت ندرتها وعدم وجودها تشكل منغصناً للعائلات ، وخاصة أيام
الموسم الدراسي ، فيتخذها بعض التلاميذ عذراً في تأخرهم عن الدراسة ما ينعكس سلبا
على تحصيلهم الدراسي ، وها هي ندرة الخبز تعود هذه الأيام من جديد لتضرب دائرة
أولف بولاية ادرار ، لتزيد من معاناة المواطن اليومية ، إذ أن هناك من يقطع أزيد
من 15 كلم من اجل الحصول على الخبز وقد لا يجده ، ولم يبق من العديد من المخابز
إلا ثلاثة مخابز في خدمة الموطن ، وهنا يتساءل الموطن عن السبب في ذلك ، ولا يجد
الإجابة الشافية لذلك ، وتتواصل المعاناة ويبقى المواطن يدفع فاتورة أخطاء يرتكبها
آخرون وليس له دخل فيها في غياب الرقابة ، وعدم معرفة الأسباب التي تعطلت بسببها
المخابز، ويرى المواطنين ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة ، ضد أصحاب المخابز
المتسببين في أزمة الخبز بأعذار غير مقبولة ، وفي ظل هذه الندرة يطالب السكان
السلطات الوصية بضرورة التدخل لوضع حد لهذه الأزمة التي تصيب المنطقة بسبب النقص الفادح في مادة
الخبز.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق