الأربعاء، 9 يناير 2019

بحضور وفد وزاري رفيع المستوى أدرار تودع العلامة سيدي الحاج سالم بن إبراهيم في موكب جنائزي مهيب

ودعت مساء اليوم ولاية أدرار الشيخ العالم العلامة سيدي الحاج سالم بن إبراهيم في موكب جنائزي مهيب حضره جمع كثير من ساكنة المنطقة ومن ربوع الوطن و السلطات المحلية للولاية و وفد وزاري رفيع المستوى  ، عن عمر يناهز 92 بعد مرض ألزمه الفراش ، و الشيخ الراحل يعد واحدا من أبرز علماء المنطقة الذين كرسوا جهود حياتهم في سبيل طلب العلم و تدريسه في العديد من مجالات علوم الدين الإسلامي الحنيف وأسس لذلك مدرسة قرآنية هي الآن عامرة بطلاب العلم  وكانت ولتزال قبلة للطلبة بالولاية ، وربما حتى للطلبة من مختلف جهات الوطن ، وكان الشيخ سيدي الحاج سالم منذ صغره متميز بالفطنة  والنبوغ اللذان مكناه من حفظ القرآن الكريم في وقت مبكر ليلتحق في مرحلة مبكرة من عمر وهي مرحلة المراهقة التي كثير ما ينحرف فيها بعض الأطفال عن جادة الصواب ، بركب العلم للمرحوم الشيخ العالم العلامة سيدي محمد بلكبير  حين افتتح أول مدرسة قرآنية له بمدينة تيميمون سنة  1943 ، و حرص الفقيد الشيخ سيدي سالم على ملازمة شيخه وحضور دروسه التعليمية والتربوية ، حسبما أوضح الباحث والمهتم بتاريخ المنطقة وسيرة علمائها ، البروفيسور أحمد جعفري عميد كلية الآداب واللغات ومدير مخبر المخطوطات الجزائرية بغرب إفريقيا بجامعة أدرار ، و قد استقبل الشيخ سيدي محمد بلكبير بفرح وسرور في ذلك الوقت حسب ما علم من بعض المصادر رغبة سيدي الحاج سالم بانضمامه رسميا إلى مدرسته القرآنية نظرا لتفوقه العلمي و حرصه الشديد في طلب علوم الدين و تميزه في ذلك عن أقرانه ما أهله فيما بعد لخلافة شيخه سيدي محمد بلكبير في مدرسته خلال رحلته الطويلة داخل وخارج الوطن ، وقد تولى العلامة سيدي الحاج سالم سنة 1950 إمامة جامع سيدي مولاي عبد القادر الجيلالي في قلب مدينة أدرار بتوجيه من شيخه سيدي محمد بلكبير وأعيان المنطقة ليواصل فيه حمل شعلة ومسيرة العلم و التنوير والتعليم للطلبة و إقامة حلقات الدروس الدينية.
 وفتح سنة 1954 أول مدرسة داخلية له بمسكنه لاستقبال وفود طلبة العلم ليستمر بعزيمة وجد ونشاط في تقديم سلسلة دروسه الدينية ، و كانت المدرسة مقرا لتلقين العديد من العلوم الدينية والشرعية و تكريس النهج الوسطي و صون المرجعية الدينية للجزائر ، متبع في ذلك المنهج التعليمي والتربوي لشيخه سيدي محمد بلكبير، وتقلد الفقيد سيدي الشيخ  العلامة الحاج سالم بن إبراهيم العديد من المهام في سلك الشؤون الدينية والأوقاف ، فترقى من معلم للقرآن الكريم إلى رتبة إمام مدرس ، ثم مفتش للشؤون الدينية ، ومفتش جهوي للشؤون الدينية لولايات أدرار وبشار و تندوف ، ثم ناظرا للشؤون الدينية و عضو بالمجلس الإسلامي الأعلى ، و لم تشغله المهام التي أسندت له عن مواصلة ما يراه من واجباته التعليمية والتربوية ، ليصل بفعله  إلى قلوب واحترام العديد من طلبته و مريديه الوافدين إليه من داخل الوطن وغيره ، هذا وقدر عرف وأشتهر العلامة المرحوم  سيدي الحاج سالم بن إبراهيم في ولاية أدرار وما جاوروها بالطالب سالم.                                               


المصدرجريدة التحرير الجزائرية ليوم 10جانفي2019 ، العدد1615 ، الصفحة 02 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق