الأربعاء، 7 فبراير 2024

تعريف موجز بالفقيه الحاج محمد المودني

 تعريف موجز بالفقيه الحاج محمد  المودني 

هو الحاج محمد بن محمد بن علي المودني الملقب ب"السي جدي" ينتسب لأسرة عريقة في العلم والتدريس والفتوى يتصل نسبها بالمولى إدريس الأول بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي كرم الله وجهه (مؤسس دولة الأدارسة بالمغرب سنة 172هجرية) 

ولد بمدينة جده "مولاي إدريس" بمنطقة "دار بن عبد الله" سنة 1900م 1317هجرية وبها تلقى تعليمه الأولي على يد والده الفقيه محمد بن علي، وعلى يده أيضا حفظ القرآن الكريم، قبل أن يلتحق بجامعة القرويين التي تخرج منها بداية العشرينيات من القرن الماضي. 

من أبرز من تلقى عنهم بالقرويين، الفقيه الطاهري، الذي بقي على اتصال به إلى أن توفي بداية الثمانينات. ومن أبرز تلامذته الفقيهان والمستشاران الملكيان  أحمد بن سودة  وعبد الهادي بوطالب.  

زاول التدريس بالقرويين ما شاء الله من الزمن ثم بالمدرسة الشراطية بفاس. ومن العلوم التي باشر تدريسها علم الفلك والفقه وعلوم اللغة، وذلك إلى حدود الأربعينيات؛ حيث التحق بمكناس مكلفا بالفتوى إلى جانب الفقيه الزريهني. وكان مقره ب"حمام العود" وسكنه بدرب "العبابسة".

 تفرغ الفقيه محمد المودني لخدمة القرآن الكريم اختيارا، بعد أن وجد أثر الاستعمار مستفحلا في الناس وظهر له هجران كتاب الله شائعا بينهم؛ فأحيى العمل بمجموعة من الكتاتيب القرآنية بمولاي إدريس ومكناس وأسس "رابطة الكتاتيب القرآنية" التي أسند إليها متابعة عملية تحفيظ  القرآن الكريم بالمدينة. 

ويعتبر الفقيه محمد المودني أحد أبرز رموز التصوف بمكناس وكان يؤم مسجده ب"زقاق القرموني" المئات من المريدين والأتباع من المدينة ونواحيها، وخصوصا من قبائل الشراردة.

وكان رحمه الله يعقد المجالس لمدارسة البخاري كل سنة ويسنده في ذلك عدد من فقهاء المدينة وخاصة أخواه الفقيهان عبد السلام وعبد الرحمن. كما كان يلتزم حضور مجلسه عدد من الأعيان، منهم الحاج العرائشي والحاج ابن سليمان والحاج التراب وغيرهم كثير. وممن كان يحضر مجالسه أيضاً السيدة بهية القطبية التي توفيت مؤخرا واشتهر ذكرها.

اشتهر من ذرية الفقيه ابنه الأكبر عبد الله المودني المزداد سنة 1940م وهو أستاذ متقاعد برابطة العالم الإسلامي ببروكسيل وخطيب سابق بالمركز الإسلامي بها، وأحد الدعاة المعروفين بمدينة مكناس (شافاه الله) ومن أبنائه أيضا الدكتور محمد شاكر المودني المزداد سنة 1970، وهو عضو سابق بالمكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، وخطيب جمعة بمدينة مكناس وواعظ بمساجدها ( أدام الله عليه الصحة والعافية). 

لم يترك الفقيه محمد المودني تراثا مكتوبا، ولكنه ترك أثرا واضحا في الناس بعلمه وتربيته، ومن ثمرات تربيته، الفقيه عبد الرحمن المودني الذي رعاه بعد وفاة والدهما.

والجدير بالذكر أن الفقيه الذي نترجم له، كان زاهدا في المناصب لا يقبل الخدمة داخل المؤسسات الدينية مع انفتاحه الكبير على الجميع. وكان معروفا بلسانه الذاكر ولطفه الكبير مع الناس. 

هو أكبر إخوته، ومن إخوته العلماء الفقيه ح عبد السلام المودني والفقيه ح عبد الرحمان المودني اللذان نعرض لنتف من حياتهما باقتضاب في منشور لاحق.

  توفي رحمه الله تعالى سنة 1987م وشيع في جنازة مهيبة حيث دفن بمقبرة سيدي عمرو بمكناس. رحمه الله تعالى رحمة واسعة.

هذا المقال منقول من صفحة الدكتورة مونيه الطراز على الفيس وبإذن منها.   


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق