الأربعاء، 7 فبراير 2024

تعريف موجز بالفقيه سيدي عبد السلام المودني

 تعريف موجز بالفقيه سيدي عبد السلام المودني (أخ الفقيه الحاج محمد المودني): 

هو الفقيه سيدي عبد السلام بن محمد بن علي المودني، ينتسب لأسرة عريقة في العلم والتدريس والفتوى يتصل نسبها بالمولى إدريس الأول بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي كرم الله وجهه (مؤسس دولة الأدارسة بالمغرب سنة  172هجرية).

 ولد بمدينة جده مولاي إدريس بمنطقة ظهر بن عبد الله، سنة 1910م 1328هجرية، وبها تلقى تعليمه الأولي على يد والده الفقيه محمد بن علي، وعلى يده حفظ القرآن الكريم، وحفظ المتون "الرسالة" و"ابن عاشر" و"الألفية" على عادة المؤهلين للدراسة بالقرويين.

 شهد الفقيه سيدي عبد السلام فترة الإصلاحات المنهجية التي طرأت على جامعة القرويين، وقد تلقى منها العلوم الشرعية على يد  عدد من كبار علمائها، وممن درس على أيديهم، الفقيه المصلح مولاي العربي العلوي، الذي تأثر بأفكاره وبأسلوبه في الإصلاح.

 سنة 1947م حصل الفقيه سيدي عبد السلام على شهادة العالمية(بكسر اللام) فالتحق بأخيه الفقيه الحاج محمد المودني بمكناس، وهناك باشر التدريس متطوعا بالمعهد الإسلامي، رفقة زميله في الدراسة الفقيه سيدي أحمد بن الخياط  الزرهوني، قبل أن يدمجا رسميا بهيأة التدريس،  فكانت كراسيهما بالمسجد الأعظم بمكناس ثم  بمسجد الزيتونة ثم بثانوية الإمام مالك للتعليم الأصيل والتي تقاعد منها سنة 1981م. ومن العلوم التي باشر تدريسها علم الحديث والتفسير والأصول والعقيدة وعلم المنطق وغيرها من العلوم، ولكنه اشتهر بعلم الفرائض حتى اقترن اسمه بها. 

كان رحمه الله عالما بالفروع، ويحفظ مختصر خليل عن ظهر قلب، كما كان له اهتمام بعلم الحديث أيضا، وممن أجازه في الرواية صديق العائلة، المحدث الحافظ سيدي أحمد بن الصديق الطنجاوي رحمه الله. وقد كان للفقيه سيدي عبد السلام رحمه الله باع أيضا في علم القراءات، إذ عرف بضبطه لرواية ورش عن نافع وبإتقانه لرواية حمزة.

وعلى غرار إخوته، كان فقيهنا زاهدا في المناصب، ميالا للتدريس، منفتحا على الناس، وكان يسند أخاه الفقيه الحاج محمد المودني في مهامه التربوية والتأطيرية من خلال الحلقات العمومية التي كانت تجمع بين الوعظ والذكر وتلاوة القرآن بزاوية زقاق القرموني.

شاع ذكره الطيب رحمه الله بين طلبته، فقد اشتهر بعلمه وضبطه وجديته، فنال إعجاب وتقدير طلبة العلوم الشرعية، مثلما نال اعتراف أقرانه من العلماء، كما نال وسام الرضى من طرف الراحل الملك الحسن الثاني رحمه الله، تقديراً لجهوده وخدماته الجليلة في التعليم الشرعي.

  وافته المنية رحمه الله سنة 1985 ودفن بمقبرة الزيتون (الروى) رحمه الله تعالى رحمة واسعة وبارك في ابنيه سيدي محمد المودني وسيدي عبد الحميد المودني.

هذا المقال منقول من صفحة الدكتورة مونيه الطراز على الفيس بوك وبإذن منها.     


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق