تنظم
الوعدة السنوية ( أو ما يسمى في عرف
الجنوب بالزيارة ) للوالي الصالح الشيخ سيدي مولاي أحمد الخنوسي يوم 28 أفريل من
كل سنة بقصر أخنوس ببلدية تمقطن دائرة أولف ولاية أدرار ، والمميز بالنسبة للزيارة
هذه السنة أن السلطات الولائية بأدرار وجهت دعوة لوسائل الإعلام لتغطية حدث الوعدة
، ما يعنى ذلك أن السلطات الولائية هذه السنة قد تشرف اليوم على انطلاق فعالياتها
من خلال حضورها للحدث بإسم الزاوية الإدريسية الموجود مقرها بقصر المرقب بذات
البلدية والتي يعد الشيخ دريسي محمد شيخها
، والمعروف في الأوساط الشعبية بسي محمد دريسي
، وهو أحد أحفاد الوالي الصالح الشيخ سيدي مولاي أحمد الخنوسي ، وتتم فعاليات هذه الزيارة على مدى يومين من كل سنة يومي 27
و28 افريل ، وتقام هذه الزيارة لروح الوالي الصالح منذ أكثر ثلاثة قرون لوفاته ،
ويعتبر فصلى الربيع والخريف بالنسبة لمنطقتي تديكلت وتوات موسم لإقامة مناسبات
الزيارات بالمنطقتين وما جاورهما من المناطق ، وما يسمى بالزيارة بمنطقتي تديكلت و
توات ، هو ما يطلق عليه في مناطق أخرى من الوطن بالوعدة ، وكان في القرون الماضية
يشوب هذه الزيارات نوع من مظاهر الشرك ، كطلب بعض الأشياء من الوالي الصالح والتي
لا تطلب إلا من الله ، وقد تصدى لهذه المظاهر علماء المنطقة ، من بينهم
المرحوم الشيخ العالم العلامة محمد باي بلعالم ، والمرحوم العلامة حفصي عبدالرحمن
، ومنهم من ليزال على قيد الحياة وهو الشيخ بن مالك أحمد المعروف بالطالب أحمد و
كان المرحوم الشيخ باي قد أدخل في برنامج الاحتفال بالزيارة المواعظ الدينية
التي تدعوا إلى عبادة الله وحده والابتعاد عن الإشراك بالله وبعض المظاهر الأخرى
التي ليس لها أي صلة بالدين ، أو محرمة من خلال النصوص الشرعية ، وربما لا تزال
بعض مظاهر الشرك قائمة لدى البعض من العامة بخصوص الاعتقاد في الأولياء ، في حين
كان يقام في هذه المناسبات في أغلب الحالات الضرب على الدف ورقصات البارود وغيرها
من الفلكلور المحلي ، وقد أدخل تعديل أخر على برنامج الزيارة سنة 2013 من طرف
أحفاد الوالي ، إذ أصبحت تقام بمناسبة الزيارة حفلات زفاف الأعراس وعقود قران
الأزواج وختان الأطفال ، ويعتبر الوالي الصالح الشيخ سيدي مولاي أحمد الخنوسي من
القبائل الذين يعرفون بالشرفاء بمنطقة تديكلت وتوات و الهقار ، وهو من الشرفاء
البلغيثيين نسبة إلى عبد الواحد المكنى أبي الغيث ، وينتهي نسبه إلى الحسن بن علي
بن أبي طالب ، وشجرة نسبه من الشجرات المحفوظة والمعروف بمنطقة توات و تديكلت ،
فشجرته حسب نسبه المتصل بالسلالة النبوية الطاهرة ، هو الشيخ سيدي مولاي أحمد ، بن
مولاي عبد الله بن مولاي هبة الله بن مولاي عبد الواحد المكنى أبي الغيث بن يوسف المكنى أبي
الجمال بن علي ( المشهور بمولاي علي الشريف ) بن الحسن بن محمد بن الحسن الداخل بن
القاسم بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن أبي محمد بن عرفة بن الحسن بن
أبي بكر ابن علي بن الحسن ابن احمد بن إسماعيل ابن القاسم ابن الإمام محمد ذو النفس الزكية ابن
عبد الله الكامل ابن الحسن المثنى ابن الحسن السبط ابن مولانا علي ابن أبي طالب ، وزوجته مولاتنا
فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وعلى أله وسلم ، ويلتقي الشيخ في نسبه
مع الوالي الصالح الشيخ مولاي عبد الله الرقاني الذي تقام فعاليات زيارته في اليوم
الأول والثاني من شهر ماي من كل سنة في جده المشهور بمولاي علي الشريف. وفي الوقت الذي يرى فيه البعض أن الزيارة تعتبر من البدع
التي لابد من القضاء عليها ، يرى آخرون أنها عادة
فقط ، يلتقي فيها الناس ويتعارفون بينهم كما يعتبرونها ملتقى لتجدد اللقاء
بين الأحبة والأصدقاء وذوي الأرحام ، وهي من التراث الذي يجب المحافظة عليه ، خاصة
وأن العالم أجمع يدعوا إلى المحافظة على التراث باعتباره إرثا إنسانيا للشعوب
يستمدون منه ذاكراتهم وشخصيتهم وتواصلهم
مع أجدادهم ، ويعد البعض حضور السلطات في
هذه المناسبات نزولا عند رغبة شيوخ الزوايا ومحافظة على التراث ، الذي تدعوا
قوانين الدولة للمحافظة عليه كباقي دول العالم ، هذا ويأتي تنظيم فعاليات هذه
الزيارة وزيارات أخرى مثل زيارة الرقاني تزامنا مع تنظيم فعاليات شهر التراث التي
انطلقت منذ 23 أفريل وتختتم يوم 23 ماي بولاية أدرار ، وقد أعدت السلطات الولائية
برنامج عمل بهذه المناسبة سيقوم من خلاله والي أدرار الوفد المرافق له ، بمعاينة
مشروع إنجاز تكسية المعلب بالعشب الاصطناعي ، ومشروع إنجاز تهيئة عمرانية بزاوية مولاي
هيبة على مستوى بلدية تمقطن ، وعلى مستوى بلدية أولف معاينة مشروع إعادة الاعتبار
للملعب البلدي ، ومشروع مقر الدائرة الجديد ، والوقوف على مشروع إنجاز أقسام
بالزاوية الخيرية سيدي مولاي بزاوية حينون.
المصدرجريدة التحرير الجزائرية ليوم28أفريل 2019 العدد 1705الصفحة 06
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق