عندما يقال للمحسن أساءت ؛ وللمسي
أحسنت . في أي زمن نحن؟ ، ولم يقال للكاذب صدقت وللصادق كذبت وللخائن أمين وللأمين
خائن ، فأي دين يتبع من يقول هذا؟ ، وعندما يخلف الوعد وينقض العهد وتباع الذمة
والشرف،وتصبح الرشوة طريقة للتعامل ،ويكثر التبرج وينزع الحياء من النساء والرجال
، فهل هذا من الأخلاق؟ ، و عندما يكرم اللئيم ويهان الكريم ، وتسمى بعض الأشياء
بغير مسمياتها ؛ من أجل تحليل حرمتها، فهل هذه التصرفات من دين الإسلام ؟، ولم
يترك المجرم حرا طليقا ويسجن المعتدى عليه بغير بينة ولا دليل ، فهل هذا هو
العدل؟، وعندما يعجب كل إنسان برأيه ويتبع هواه ، ويرى أن قوله صحيح وقول غيره خطأ
، هل رأيه هذا سليم؟ ، ولم تكثر الفاحشة والظلم والطغيان وشهادة الزور ، ويسود
منطق البقاء للقوي ، أيمكن أن يكون هذا من المبادئ الإنسانية؟ ، وعندما يرفع من
شأن المتعلم ، ويخفض شأن المعلم ، فهل بقي للتعليم قيمة ؟ ولم يسمى المظلوم ظالم ؛
والظالم مظلوم ، ويعد الاعتداء رجولة والعفو تخاذل والإحسان إساءة ، والإساءة إحسان، فهل يعد هذا من الفطرة ؟ ولم ترفع راية الباطل
والنفاق والخداع وكتمان الشهادة ؛ وتخفض راية الحق وقول الحق والحقيقة والصدق
والإخلاص ، فهل ورث الأرض المفسدون ؟ ، وإن شاع كل ذلك فإن الأرض لله يورثها من
يشاء من عباده والعاقبة للمتقين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق