كلمة باطل يريدون تحقيق حق من ورائها
، ظنا منهم أنها صواب ، وهي قد تكون الباطل الذي ليس هناك باطل أكبر منه ، هي هذه الجملة ( نتحالف حتى مع الشيطان من اجل كذا ) ، كثر ترديد هذه
الجملة ، ممن ينسبون للسياسية أو ينسبون أنفسهم لها ، هذه الجملة وإن كان أصحابها يقصدون بها المبالغة
في الحفاظ على شيء ما
يريدون الحفاظ عليه ، فيقولون نتحالف مع الشيطان من أجل
كذا .
إذا ردد هذه الجملة غير المسلم ، يمكن لنا أن لا نجعل
لذلك اعتبارا ، أما أن يقولها المسلم أو المسلمة ، فذلك ما لا يقبله في تقديرنا العقل ولا المنطق ولا الشرع
، لآن الإنسان محاسب بما يقول ، كم ورد في
الحديث ، يقول عليه الصلاة والسلام : ( إن الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ
بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا
بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ
لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ )) ، رواه البخاري عن أبي
هريرة رضي الله عنه . لذلك علينا عند
نتكلم أن لا نتكلم إلا بكلمة طيبة ، قال الله تعالى : ﴿
مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء ﴾، و نبتعد عن الكلمة الخبيثة ،
قال الله تعالى : ﴿ وَمَثَلُ
كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ
فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ﴾،
يقول الشاعر:
احذر لسانَك أيُّــها
الإِنســـــــــانُ *** لا يلدغنَّك إنـه ثُـــعـــبــانُ
كم في المقابرِ من قتيلِ
لســــانِه *** كانت تهاب لقاءَه الشجعانُ
والكلمة الطيبة صدقة كما ورد
في الحديث ، قال صلى الله عليه وسلم: «وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ» متفق
عليه ، ألم يحين لنا بعد هذه الآيات والأحاديث النبوية ، أن نترك هذه
الجملة وأمثالها من الكلمات ؟ ، أما هي ، كلمة باطل يراد بها حقا ، أما
أن الذين يرددونها ، يريدون أن يظهرون أنهم أشد حبا للوطن من غيرهم ،
وهم يخفون من التلفظ بها غير ذلك ، قال الله تعالى : (
كبرت كلمة تخرج من أفواههم أن يقولون إلا كذبا ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق