الأربعاء، 6 ديسمبر 2017

كلمة باطل يراد بها حق

كلمة باطل يريدون تحقيق حق من ورائها ، ظنا منهم أنها صواب ، وهي قد تكون الباطل الذي ليس هناك باطل أكبر منه ، هي هذه الجملة ( نتحالف حتى مع الشيطان من اجل كذا ) ، كثر ترديد هذه الجملة ، ممن ينسبون للسياسية أو ينسبون أنفسهم لها ، هذه الجملة وإن كان أصحابها يقصدون بها المبالغة في الحفاظ على شيء ما يريدون الحفاظ عليه ، فيقولون نتحالف مع الشيطان من أجل كذا .
إذا ردد هذه الجملة غير المسلم ، يمكن لنا أن لا نجعل لذلك اعتبارا ، أما أن يقولها المسلم أو المسلمة ، فذلك ما لا يقبله في تقديرنا العقل ولا المنطق ولا الشرع ، لآن الإنسان محاسب بما يقول ، كم ورد في الحديث ، يقول عليه الصلاة والسلام : ( إن الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ )) ، رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه . لذلك علينا عند نتكلم أن لا نتكلم إلا بكلمة طيبة ، قال الله تعالى : ﴿ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء ﴾، و نبتعد عن الكلمة الخبيثة ،
قال الله تعالى : ﴿ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ﴾،
يقول الشاعر:
احذر لسانَك أيُّــها الإِنســـــــــانُ *** لا يلدغنَّك إنـه ثُـــعـــبــانُ
كم في المقابرِ من قتيلِ لســــانِه *** كانت تهاب لقاءَه الشجعانُ
والكلمة الطيبة صدقة كما ورد في الحديث ، قال صلى الله عليه وسلم: «وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ» متفق عليه ، ألم يحين لنا بعد هذه الآيات والأحاديث النبوية ، أن نترك هذه الجملة وأمثالها من الكلمات ؟ ، أما هي ، كلمة باطل يراد بها حقا ، أما أن الذين يرددونها ، يريدون أن يظهرون أنهم أشد حبا للوطن من غيرهم ، وهم يخفون من التلفظ بها غير ذلك ، قال الله تعالى : ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم أن يقولون إلا كذبا ).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق