الاثنين، 11 مارس 2019

المسيرات السلمية ومطالب الشعب الجزائري

في إطار الحراك الشعبي السلمي الذي يطبع المسيرات السلمية التي بدأها الجزائريون الرافضون للعهدة الخامسة والمطالبون برحيل الكثير من الوجوه السياسة التي يرون أنها كانت سبب ، في الأزمة التي تعصف بالجزائر ، من العديد من الجوانب ، وفي طليعتها الأزمة الاقتصادية ، التي تضرب البلاد رغم ما تنعم به الجزائر من خيرات وثروات باطنية ، وتراث شعبي وحضاري وثقافي وعلمي ، يمكن استغلاله في مجال السياحة بديلا عن الثروة البترولية التي يتنبأ البعض بزوالها أو تدهور أسعارها ،  ويرى الكثير من المتتبعين للحراك أن المستهدف في الأصل من هذا الحراك ، ليس الرئيس بوتقليقة ، ولكن المستهدف من يرى أغلب الشعب أنهم حكموا باسم فخامة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ، منذ أن قال في خطابه في 2012 طاب جناني ، وأراد تسليم المشعل لجيل الاستقلال وكان خطابه واضحا  لاغبار عليه ،  إذ برزت في العهدة الرابعة الكثير من الوجوه  التي لم تكن معروفة لدى الشعب الجزائري ، في مظهر  ثراء فاحش ، وطبع الكثير من المعاملات الرشوة والمحسوبية وانعدام الضمير الإنساني والأخلاقي في شتى المعاملات لدى كثيرون ممن تقلدوا الوظائف السامية في الدولة ، ولم يبق لهم ضمير إلا الثراء على حساب الشعب المغلوب على أمره بشتى الوسائل ، فكثيرون ظهر ثرائهم باستنزاف البنوك من خلال القروض باسم مشاريع واستعمالها في مشاريع أخرى ، وتعطلت العديد من المشاريع ، وكان السبب في ذلك الأثرياء الجدد ، على حساب أموال الشعب وممتلكاته وخيرات أرض الجزائر الباطنية والظاهرية بكل أنواعها ، وفي ظل تواصل الحراك السلمي الذي يقوم به الشعب دون تدخل أي جهة ،  ولا يريد الشعب أن تتبناه أي جهة باسمها مهما كانت صفتها ، يؤكد الجميع على أن يكون هذا الحراك سلميا حتى تستجيب الجهات الحاكمة إلى ما يريده الشعب من تطلعات مستقبلية لبناء الجمهورية الثالثة ، إذ يرى البعض أن الجمهورية الأولى كانت من ستة 1962 إلى سنة 1988 ، والجمهورية الثانية من 1988 إلى 2019 ، لتبدأ الجمهورية الثالثة على أسس قوية ومتينة مستمدة قوتها من مبادئ ثورة نوفمبر والقيم الإسلامية التي ناد بها بيان ثورة أول نوفمبر المجيد 1954  ، والتي بفضل الله ثم بفضل تضحيات أبناء وبنات الجزائر المخلصين الذين  ( منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) ، أخذت الجزائر استقلالها من يد المستدمر الفرنسي الظالم وحلفائه ومؤيديه ،  ويذكر الشعب في هذه المسيرات السلمية بعضه البعض أنها سلمية من أجل جزائر حرة ديمقراطية ؛ تكون السيادة والكلمة فيها للشعب من خلال اختيار ممثليه على أساس القدرة و النزاهة وتحمل المهمة الملاقاة على عاتق من سلمت له بأمانة وإخلاص وتفاني  منتظرا الثواب من الله ولا يخاف في الحق لومت لائم أو تقول قائل أو إدعاء مغرض ،  كما يؤكدون جميعهم على ضرورة عدم استعمال العنف بأي شكل من الأشكال أو طريقة من الطرق ، وتجنب الكلمات السيئة والعبارات الفاحشة ، التي قد يستعملها البعض  بغير قصد ، ويتلقفها مغرضون وحاسدون وناقمون من الثلة القليلة التي لا يسرها أن ترى الجزائريون في صف واحد وتحت راية واحدة ؛ وكلمة واحدة ضد العابثين بأمن الجزائر واستقرارها ووحدتها وتلاحم وتكاتف أبنائها وبناتها في الشدائد وعند المحن ، ولا يشك أحد أن الجزائريون سيقولون للمخطئين بعد نيل ما يرجونه وما يتطلعون له ، عفى الله عما سلف ، ولنبدأ صفحة جديدة لمستقبل زاهرا تسوده الطمأنينة وزيادة والأمن والأمان والسلم والسلام في كنف الحرية التي يراعى فيها الإنسان لأخيه الإنسان حقه ، ولا يعتدي عليه ويكون متسامح معه ، فيما لابد فيه من التسامح ، وفي كنف الحرية والتسامح ، وذكر الحسنات والتغاضي عن السيئات ، يرى البعض أن على  الشعب أن ينظر إلى الرئيس بوتفليقة على أنه مجاهد قدم بالأمس واليوم  ويصفح له عن أخطائه التي أرتكبها أو ارتكبت باسمه ، وهذا الموقف ليس غريبا أن يقف عنده الشعب الجزائري ، فإنه شعب كريم ومتسامح ويعفو ويشد بعضه بعضا عند الشدائد ، وليس غريبا عليه أن يعفوا حتى على الذين أجرموا في حقه وكانوا سببا في تجويعه وسلب حريتها لسنين طوال ، إلا أنه قد لا يضع ثقته فيهم لتقد أي منصب في الجمهورية الثالثة.       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق