أدرار لها علمائها وسياسييها ومثقفيها ، ومن
تواضعها ومكانتها وعلمها تسمع للناصح ،
ومن كرمها تكرم الضيف وتضعه في مكانه ، من علمائها الشيخ محمد بن عبد الكريم
المغيلي ، وبن أب محمد الولفي الزموري ، والشيخ سيدي محمد بلكبير والقائمة طويلة
تشهد بها الأزمنة والتواريخ والأمم ، وتاريخها وتاريخ علمائها وكرمها مدونة في
الكتب ، علمه من علمه وجهله من جهله ، فحين تسمع للناصح تأخذ من نصحه ما ينفعها
وتترك له ما لا فائدة فيه وتصحح ما ظن أنه صواب في نظره ، وعرفت أنه خطأ ، فسكان
أدرار ، ليسوا كلهم أبناء عقبة كما يظن البعض أو يريد من خلاله حاجة في نفسه ،
فأبناء عبقة معروفين عندها ويعرفون هم أنفسهم ، وليسوا الذين ذكرهم الناصح في
نصيحته ، ومن أراد أن يعرف أبناء عقبة
فعليها بالكتب التي تتكلم عن ذلك ومنها الكتاب المؤلف حديثا والذين عنوانه : (
النفحات البهية في أفنان الشجرة الكنتية ) ، وقبل ذلك أدرار تعلم أنها عربية مسلمة
، عرب الكثير من سكانها والذين منهم الأمازيغ الإسلام وجمع بينهم على اختلاف
أجناسهم .
و تلاحم سكانها فيها موجود من أقدم العصور ، بين من
كانوا فيها وما ممن قدموا لها من نواحي أخرى من بقاع الأرض وهم وحدة موحدة ، جمعت بينهم أمهم الجزائر ، فلا وطن لهم غيرها
ولا سبيل لهم إلا العمل من أجل ازدهاره و المحافظة على وحدته وأمنها وسلامته من كل
الأخطار التي تحدق به من خونة الدخل وأعداء الخارج ، و أدرار من سكانها ، أبناء علي
بن أبي طالب الذي لم تولى الخلافة أبو بكر الصديق أراد البعض من المنافقين وسوسته
حتى لا يبايعه ، فرد عليهم : (( رضيه رسول
الله صلى اله عليه واله وسلم لديننا فكيف
لا نرضاه لدنيانا )) ، وسكانها كذلك من أبنه الحسن الذي تنازل عن الخلافة لمعاوية
أبن أبي سفيان حقننا لدماء المسلمين ، والقائمة في ذكر أجناسها تطول ، فعلمائها
وساستها ومثقفيها يقرئون التاريخ ويسجلون الأحداث ، ويعرفون من كانت أحزابهم
بالأمس من الأحزاب الداعية لتوقيف المسار الانتخابي في سنة 1992 ودخلت بذلك الجزائر في مأساة دامت أكثر من عشرة سنوات
فالتاريخ لا يرحم ، كما تعرف الأحزاب التي لم تقدم للشعب أي خدمة والأحزاب التي
طغت عليها المصالح الشخصية ، وتعرف كذلك الفرانكفونيين والتغريبيين والمساندين
لبرنامج وزيرة التربية السابقة ، الذي لا يريده الشعب ، ويرى فيه اعتداء على
ثوابت الأمة الجزائرية ، فهي لن تكون مع هؤلاء أو مع أولئك ، فهي تريدها جمهورية
جزائرية كما جاء في أول نوفمبر 1954 ، فشكرا للناصح ومرحبا بالضيف ، من أجل
الجزائر واحدة موحدة ، يساهم في بنائها الجميع ، بترك ما اختلافنا فيه والعمل فيما
اجتمعنا عليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق