انطلقت بولاية أدرار يوم الأربعاء 29 أكتوبر 2025، فعاليات إحياء الذكرى الواحدة والسبعين لاندلاع ثورة أول نوفمبر 1954، ببرنامج رسمي حافل يمتد لأربعة أيام، ويجمع بين التكريم التاريخي والمكاسب التنموية، ويهدف الإحتفال إلى ترسيخ قيم نوفمبر الخالدة في نفوس الأجيال، وتؤكد هذه الاحتفالات على التزام الولاية بالجمع بين استذكار عظمة التضحيات في الماضي ومواصلة مسيرة البناء والتنمية في الحاضر، تجسيداً لرسالة بيان أول نوفمبر.
الأربعاء، 29 أكتوبر 2025
فرقة البحث والتدخل بأمن تندوف تقبض على مروج مخدرات
تمكنت فرقة البحث والتدخل (BRI) التابعة لأمن ولاية تندوف من توجيه ضربة موجعة لشبكات ترويج المخدرات، حيث ألقت القبض على مشتبه به خطير ينشط في الاتجار غير المشروع في المؤثرات العقلية والكيف المعالج في الوسط الحضري، وتعود حيثيات القضية إلى استغلال دقيق لمعلومات أشارت إلى نشاط المشتبه به، المدعو (ت. إ) والبالغ من العمر 41 سنة، الذي كان يستغل مسكنه الخاص كقاعدة لنشاطه الإجرامي، وبعد عمليات متابعة وترصد، نجحت عناصر الضبطية القضائية في توقيفه عند خروجه من مسكنه، وأسفرت عملية التوقيف والتفتيش عن ضبط كمية كبيرة من السموم، أبرزها 38 مشطا بإجمالي 570 كبسولة من نوع بريغابالين 300 ملغ، كانت بحوزة المشتبه به لحظة توقيفه، وبتنسيق مع النيابة المختصة، تم تفتيش مسكن المعني، حيث عُثر بداخله على 103 غرام من الكيف المعالج، بالإضافة إلى أدوات تستعمل في تجهيز الطلبيات للترويج، شملت أداة تقطيع (كيتار) وأسطوانة تغليف (سيلوفان)، وعلى إثر ذلك، تم إنجاز ملف جزائي ضد المشتبه به، الذي أحيل بموجبه أمام الجهات القضائية المختصة بمحكمة تندوف، وذلك بتهمة الحيازة والاتجار غير المشروعين بالمخدرات والمؤثرات العقلية، وجاءت هذه العملية في إطار المجهودات الممنهجة التي تبذلها مصالح الأمن الوطني بتندوف لمكافحة الجرائم بشتى أنواعها وتطهير الأحياء من هذه الآفات الخطيرة.
والي أدرار يُطلق الموسم الرياضي المدرسي ويدعم حملة المليون شجرة
أشرف والي أدرار صباح يوم السبت 25 أكتوبر 2025، على انطلاق فعاليات الموسم الرياضي المدرسي للسنة الدراسية 2025/2026، من ثانوية أبي حامد الغزالي بمدينة أدرار، وقد شكل هذا الافتتاح إشارة البدء لسلسلة من الأنشطة الرياضية التي تعزز اللياقة البدنية والروح التنافسية لدى التلاميذ، ويأتي تدشين الموسم الرياضي المدرسي ليؤكد على أهمية الرياضة في المنظومة التربوية، ودورها كعامل أساسي في بناء شخصية التلميذ المتوازنة والمنتجة، لما لدورتفعيل الأندية والجمعيات الرياضية المدرسية في إكتشاف المواهب وصقلها، وحضر حفل الافتتاح عدد من المسؤولين المحليين، وممثلون عن قطاع التربية والشباب والرياضة، بالإضافة إلى إطارات ومؤسسات تربوية، وفي سياق آخر، شارك والي أدرار في دعم جهود الحملة الوطنية للتشجير، وذلك من خلال المساهمة في حملة المليون شجرة بمناسبة اليوم الوطني للشجرة، وقد تمت هذه المساهمة على مستوى الورشة المفتوحة التابعة لمؤسسة السجون بأدرار، وتندرج هذه المبادرة البيئية ضمن البرنامج الوطني الرامي إلى توسيع الرقعة الخضراء ومكافحة التصحر، وتُبرز الدور الفعال لمؤسسات الدولة والمجتمع المدني في حماية البيئة وتعزيز الوعي البيئي، هذه الخطوة تؤكد التزام الولاية بالبرامج التنموية الشاملة التي تولي اهتماماً خاصاً للجانب البيئي إلى جانب الأنشطة التربوية والرياضية، وكان هذا اليوم حافلاً بالأنشطة التي تجمع بين تنشيط الحركة الرياضية في المدارس وتعزيز المسؤولية البيئية، مما يعكس استراتيجية الولاية لتنمية الإنسان والمكان معاً.
أولياء تلاميذ متوسطة أولاد الحاج يطالبون بمتوسطة جديدة
شهد محيط متوسطة سماعيلي الشريف بأولاد الحاج ببلدية تمقطن دائرة أولف ولاية أدرار، صباح يوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025، وقفة لأولياء التلاميذ، طالبوا خلالها بتشييد متوسطة جديدة، وذلك كون المتوسطة الحالية مُحولة من مجمع مدرسي، مما جعلها غير مؤهلة لاستقبال الأعداد المتزايدة من التلاميذ، وقد أدى هذا الوضع إلى اكتظاظ كبير داخل الأقسام، مع وجود أقسام طوبية لم تعد تستوعب الأعداد الحالية، وبالإضافة إلى مشكلة الاكتظاظ، يعاني التلاميذ من نقص في المرافق الحيوية اللازمة للتمدرس العصري، منها قاعة الإنترنت والمدوامةوالمكتبة، ومن النقائص اهتراء المعلب الرياضي وضيق المطعم، الذي لم يعد قادراً على استيعاب التلاميذ، هذا الوضع اضطر الإدارة إلى إرسال فوجين من التلاميذ لتناول وجبة الغذاء في مطعم المدرسة الابتدائية القريبة، ويشكل تنقلهم لتناول الوجبات في مطعم الابتدائية خطراً حقيقياً، حيث يضطر التلاميذ إلى قطع الطريق، في ظل نقص المشرفين التربويين لتأمين عبورهم، ويناشد أولياء التلاميذ السلطات الوطنية والولائية والمحلية التدخل العاجل وإدراج مشروع متوسطة جديدة في أقرب الآجال، لضمان بيئة تعليمية آمنة وذات جودة لأبنائهم.
إذاعة تحيي الذكرى السنوية لبسط السيادة على اذاعة والتلفزيون
أحيت إذاعة أدرار الجهوية، صباح اليوم الثلاثاء الموافق 28 أكتوبر 2025، الذكرى السنوية لبسط السيادة الوطنية على مؤسستي الإذاعة والتلفزيون، وهو حدث وطني مفصلي في تاريخ الإعلام الجزائري، ونظمت فعاليات الاحتفال، بمقر الإذاعة بأدرار، بحضور السلطات المحلية وإشرفها على إنطلاق الحفل، مع حضور عدد من ممثلي القنوات التلفزيونية والصحافة اليومية، و تميزت بداية الحفل بمراسم رفع العلم الوطني، تأكيداً على التضحيات التي أدت إلى استرجاع السيادة الإعلامية، وأكدت إذاعة أدرار، من خلال تنظيم هذا الحدث، على الأهمية الرمزية لهذا التاريخ في مسار بناء الدولة الجزائرية المستقلة، وعلى ضرورة الحفاظ على رسالة الإعلام الوطني الحُر والمُلتزم.
جمعية السلسبيل البراءة والطفولة بأولف تنظم المهرجان الثاني للطفولة
تستعد مدينة أولف بولاية أدرار لافتتاح المهرجان الثقافي الثاني للطفولة لعام 2025، وذلك في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الحادية والسبعين لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، وتنظم الجمعية هذه الفعاليات تحت الرعاية والإشراف المباشر لمديرية الشباب والرياضة بأدرار، وتحت شعار "معاً لترسيخ الثورة في حياة أطفالنا"، وهو ما يؤكد على الأهمية البيداغوجية والوطنية لهذا الحدث الذي يسعى لغرس قيم الثورة والتاريخ الوطني في نفوس الأجيال الصاعدة، ومن المقرر أن يُقام حفل افتتاح المهرجان يوم الخميس 30 أكتوبر 2025 على الساعة الخامسة والنصف مساءً، وتنظم الجمعية المهرجان بالتنسيق مع المندوب المحلي للشباب ببلدية أولف، وبمشاركة فعالة من المركب الرياضي الجواري أولف، ودار الشباب قاصدي مرباح أولف، وبيت الشباب أولف، لتوفير فضاءات متنوعة لاحتضان أنشطة المهرجان المختلفة، ويهدف تنظيم المهرجان في طبعته الثانية إلى الجمع بين الترفيه والفائدة، من خلال تقديم برنامج ثقافي وفني غني يُجسّد تاريخ الثورة ويُعزّز الروح الوطنية لدى البراعم والأطفال.
السبت، 25 أكتوبر 2025
رحيل الشاعر الكريم إبن الكرماء لحسين محمد بن بريكة
في صمتٍ مُدَوٍّ، وفي يوم الأربعاء، 22 أكتوبر 2025، طويت صفحةٌ مُضيئةٌ من سجلّ الشعر الشعبي الأصيل في الجنوب الجزائري، برحيل القامة الشعرية الشامخة، لحسين محمد بن بريكة، عن عمرٍ ناهز الأربعة والثمانين عاما قضاها فنا وإلهاما، ولقد أسدلت قرية "عين بلبال" الهادئة، التابعة لبلدية تمقطن بدائرة أولف بولاية أدرار، ستار الحزن على قصرها العتيق الذي احتضن قيد الحياة شاعرا كريما من طينة نادرة، لم يكن مجرد ساكن، بل كان روح المكان وذاكرته النابضة، رحل الشاعر الكريم ابن الكرماء، وهو يحمل اسمه ونسبه وصفته في آن واحد؛ لحسين محمد بن بريكة، سليل الكرم والجود، ووارث المجد والسخاء، الذي عاش شامخا كالنخيل الباسق في واحات عين بلبال خاصة وأدرار عامة، ولم يكن فقده خسارة لـعين بلبال وحدها، بل هو فقدٌ لمَعلمٍ ثقافي وإنساني كان يمثل حجر الزاوية في تراث المنطقة وما جاورها، إذ عُدَّ عن حقٍ أحد كبارها، بصوته الشعري وكرمه، إن رحيل شاعر شعبي بحجم لحسين محمد بن بريكة ليس مجرد خبر عابر في سجل الوفيات؛ إنه انطفاء لشعلةٍ ظلّت تُضيء دروب المحبين، وتوقُّف لنبضٍ كان يختزن أسرار السهل والواحة، و كان شعره مرآةً صادقةً تحمل، صفاء سريرته، وتمسكه بقيم و الأصالة والضيافة. لقد نسج من مفردات الحياة اليومية لحنا خالدا، يتغنى بالجمال والنقاء ودفء الأهل، وعظمة الصبر، ليُصبح صوت القبيلة والذاكرة المتنقلة لها، فكم من سهرةٍ تليت فيها أشعاره، وكم من مجلسٍ تَنَاهى فيه صوته الشجي، حاملا معه عبق التاريخ ودفء الصحراء، فكانت قصائده تُروى كالأمثال، وتُحفَظ في الأيام، لما فيها من جزالة المعنى وعمق الرؤية، لقد كان بحق يُعطي للكلمة وزنها وقدسيتها، وفي مشهدٍ مهيب يعمه الحزن، أُورِيَ جسمان الفقيد الطاهر الثرى يوم الأربعاء، 22 أكتوبر 2025، ليرقد بسلامٍ حيث أرواح الأولين والصالحين، و لم يكن الدفن نهاية المطاف، بل هو بداية الخلود؛ فكيف يموت من ترك وراءه كنزا لا يفنى من الكلمات التي تحمل بصمته وتخلّد سيرته؟ إذا لقيت من يعاني بها ويخرجها في ديوان شعري، لقد رحل الجسد، لكن الشعر باقٍ، والعبارة خالدة، والذكرى ستبقى محفورة في وجدان محبيه وعشاق فنّه، و سيظل اسمه مقرونا بالكرماء والشعر الأصيل، وستظل قوافيه رنينا في قاعات العارفين، وداعا يا لحسين محمد بن بريكة، نم قرير العين في مثواك الأخير، فما دامت النخيل باسقة في تمقطن، وما دام الشعر يُتلى في أدرار، فإن روحك ستبقى تُحلّق بين أرجاء عين بلبال، شاهدةً على أن الشعر الشعبي الأصيل لا يموت، بل يُخلَّد في صحائف المجد، رحم الله الشاعر الكريم، وأسكنه فسيح جنانه، وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون.
الصورة من صفحة تمقطن تيفي .
عميري عبد القادر: جندي الخير الصامت وحارس رسالة العطاء
إن فيض العطاء لا يُقاس بضجيج الإعلان، ولا يُوزن بموازين الشهرة، بل يُعرف بصدق النية، وعمق الأثر، وثبات المواقف في زمن التقلبات، وفي زاوية من زوايا ولاية أدرار المتربة بالخير، وتحديداً في بلدية بودة، يبرز اسم عميري عبد القادر، ليس كشخص عادي، بل كقيمة حية، وكنموذج للعطاء المتجرد الذي يستظل بظل الآية الكريمة: {ستكتب شهادتهم ويسألون})؛ شهادة حق تُسجلها الأنفس قبل السجلات، وتُثبتها الأفعال في مواجهة السكوت والخذلان.
لقد جبلت النفوس على التوثيق، ومالت الأقلام إلى التمجيد، ولكن التمجيد الحقيقي يكمن في شهادة من عاش مرارة التجربة، وعانى وعثاء الطريق، وهنا تأتي شهادة البروفيسور دليل سميحة، المختصة الأرطوفونية، لتلقي الضوء على منارة خير ظلّت ساطعة على مدى خمسة عشر عاماً كاملة، هذه الخمسة عشر عاماً لم تكن سنوات هدوء وسكينة، بل كانت ميداناً للصعاب، وجبهة للرفض، وساحة للظلم الذي يواجه كل صاحب رسالة نبيلة، وكان القوم في سعي حثيث لخدمة شريحة عزيزة على قلوبنا ووطننا، هم ذوي الاحتياجات الخاصة، تلك الفئة التي تحتاج إلى يد حانية، وعون متين، ومن يدافع عن حقها في الوجود والاندماج، وفي خضم هذا الصراع النبيل، حيث تعالت جدران الرفض، وتخاذلت بعض النفوس، كان الحاج عميري عبد القادر هو "الوحيد في قطاع الصحة" الذي استبسل في موقفه، ووقف كالجبل الأشمّ سداً منيعاً دون انكسار هذه الرسالة، إذ لم يكن دوره عابراً، بل كان دعماً متواصلاً، وتوفيراً للأرض الخصبة التي احتضنت هذه الخدمات الإنسانية، هو الرجل الذي "وفّر الأرض لها وسخّره الله لذلك"، فتحوّل مكتبه أو موقعه إلى محراب للعطاء، وإلى نقطة انطلاق لجهود استهدفت خدمة أبناء وطننا و ولايتنا.
هذا الثبات، وهذه الروح المتجردة، تذكرنا بقول إخوة يوسف: {وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين}؛ إننا نشهد بما علمنا ورأينا من عمل وجهد، وشهادتنا هنا ترفع قامة هذا الرجل إلى مصاف "جندي الخفاء" الذي يعمل في صمت، بعيداً عن أضواء الشهرة الزائفة، إن الأفعال العظيمة هي تلك التي تُبذل دون انتظار مقابل، ولا يُرجى من ورائها جزاء إلا من خالق الأرض والسماء.
إن الحاج عميري ليس مجرد اسم، بل هو رمز لجيل من الرجال الذين آمنوا بأن الخدمة للوطن ليست بالخطب الرنانة، بل بالجهد الملموس في الميدان، هو نموذج للجندي الصامت الذي يستحق أن تُرفع لأجله الدعوات في ظهر الغيب فعلاً، لأن خدماته كانت بمثابة الجسر الذي عبرت عليه رسالة الرحمة والإنسانية.
ولم تقف مكارم هذه العائلة الكريمة عند الحاج عبد القادر، بل امتدت لتشمل شقيقه الحاج مبارك، الذي التُقي به في تونس. فكان اللقاء شهادة أخرى على أصالة المعدن، وسمو الأخلاق، حيث لم يُرَ منه "إلا كل خير وكرم". وكأن هذه الأسرة المباركة قد اتخذت من العطاء نهجاً، ومن الكرم خُلقاً، ومن نصرة المظلومين والمحتاجين رسالة.
فيا عميري عبد القادر، ويا جندي الخير الصامت، ويا حارس الرسالة، إن كلمات الشكر تبدو هزيلة أمام عظمة الفعل، فليكن الله خير حافظ لك، وخير مجازيك، وصدقاً نقول: {جزاه الله كل خير وحفظه من كل شر}، إن أدرار فخورة بأبنائها الذين يسطرون بجهدهم قصصاً خالدة في سجل الإنسانية.
هذه شهادتنا وقد يرى غيرنا بحق أو بغير حق، غير ذلك.
شهادةٌ في سِجِل الكِرام: باهتي عبد الله وميراث الخير في رِقَان
"ستُكتَبُ شهادَتُهُمْ ويُسألون"، صدق الله العظيم. في محكمة الحقائق، وميزان الأفعال، تقف الكلمات شهوداً لا تخون، تسرد سير الرجال الذين جعلوا من حياتهم منارة، ومن بيوتهم مأوى، ومن أيديهم جسراً للخير، إنها دعوة صادقة للشهادة بـ "ما علمنا" و"ما شهدنا" في حق رجلٍ كريمٍ، ابنِ كِرام، سليلِ مجدٍ وكرمٍ ضاربٍ في عمق صحراءنا: السيد باهتي عبد الله.
ليست الشهادة مجرد حروف تُرتل، بل هي إقرارٌ بحقيقة ساطعة، كالشمس في كبد السماء. وكما قال الله تعالى على لسان إخوة يوسف: "وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين"، فنحن اليوم نشهد بما رأينا، وبما لمسنا من أثرٍ طيبٍ لا يُمحى، في حق هذا الرجل النبيل وعائلته الكريمة.
منذ أن ارتقى اسم "رقان" ليصبح مركزاً لإجراء امتحانات البكالوريا المصيرية، تلك المرحلة التي تُعد عنق الزجاجة في حياة كل طالب، لم يكن الأمر مجرد تجهيز للمدارس والقاعات، بل كان الأمر يتطلب قلوباً مفتوحة وبيوتاً رحبة، هنا بالذات، تجلّت صورة التكافل بأبهى حللها، حيث قررت عائلة باهتي، بمبادرة تجسد روح الشهامة الأصيلة، أن تفتح أبواب بيتها لا كفندقٍ عابر، بل كحِصنٍ دافئ، وملاذٍ آمنٍ للطلاب الوافدين من مختلف المناطق.
هذا ليس مجرد كرم ضيافة عابر؛ بل هو فلسفة حياة، إنه إدراكٌ عميقٌ لمعنى المسؤولية الاجتماعية التي تتجاوز حدود الجدران الشخصية لتلامس آمال وطموحات جيل كامل، إنهم يدركون أن قلق الامتحان لا يحتمل قلق المأوى أو جوع البطن، فإذا كان الطالب يقاتل في معركة العلم والشهادة، فإن عائلة باهتي قد أعلنت تطوعها لـ"جبهة الإمداد" والدعم اللوجستي الروحي والمادي.
تخيّلوا المشهد: طالبٌ غريبٌ، أنهكه السفر والخوف، يجد أمامه بيتاً مفتوحاً على مصراعيه، لا يُسأل عن اسمه أو دينه أو قبيلته، بل يُستقبل كفردٍ من العائلة، يُقدَّم له الطعام الذي يقوّي الجسد والروح، ويوفر له المبيت الهادئ الذي يساعد على التركيز والمراجعة، هذه اللفتة الإنسانية ليست مجرد صدقة، بل هي استثمار في المستقبل؛ استثمار في كرامة الطالب، وفي نجاحه، وفي بناء الوطن، إن كل درجة يتفوق بها طالبٌ نامَ آمناً في كنف هذه العائلة، هي في ميزان حسناتهم.
السيد باهتي عبد الله ليس إلا القائم الأمين على هذا الميراث العظيم، إنه الوجه المعاصر لتقاليد أصيلة، لتقاليد تعلّمت في مدرسة الصحراء أن الماء والطعام والظل ليست مجرد سلع، بل هي مبادئ بقاء وتكافل. إن هذا الكرم المتجذّر يوضح لنا بأن الخير في هذه العائلة ليس طارئاً ولا موسمياً، بل هو نبعٌ متدفقٌ لا يجف، يتوارثونه جيلاً بعد جيل.
يا باهتي عبد الله، يا ابن الكرماء، إن شهادتنا في حقك وحق عائلتك ليست مجاملة، بل هي اعترافٌ بالفضل، لقد أقمتم دليلاً ساطعاً على أن القيم النبيلة لم تزل حية، وأن البيوت لا تُبنى فقط بالحجر والطين، بل تُقام بالرحمة والكرم والجود. إنكم لستم مجرد مضيفين، بل أنتم شركاء في صناعة النجاح، وفي غرس الثقة في نفوس الأجيال.
لتُكتَب هذه الشهادة بأحرف من نور، لتُروى قصتكم للأجيال القادمة كنموذجٍ يُحتذى به في التضحية والعطاء غير المشروط، فمثلُ هذه الأفعال هي ما يبني الأوطان، ويُعلي شأن المجتمعات، إننا نشهد بما علمنا، ونؤكد بأن اسم باهتي عبد الله وعائلته، سيظلُ مقروناً بكلمة "الخير" في سجل "رقان" وفي قلب كل طالبٍ وجد في بيتهم ملاذاً ودفئاً خلال ليالي الامتحان الصعبة.
فجزى الله الكرماء خيراً، وجعل عملهم الصالح شهادةً لهم في الدنيا والآخرة.
انطلاقة حملة نحو المليون شجرة بلدية تمقطن تزرع الأمل الأخضر في قلب الصحراء
في مشهد يعكس التزام الشعب الجزائري بمستقبل بيئي مستدام، احتضنت بلدية تمقطن بدائرة أولف، يوم السبت 25 أكتوبر 2025، انطلاق فعاليات "اليوم الوطني للشجرة". هذه المناسبة لم تكن مجرد تقليد سنوي، بل محطة حيوية ضمن الحملة الوطنية الطموحة التي تسعى لـ "غرس مليون شجرة من أجل جزائر خضراء"، مؤكدة أن الصحراء لن تكون عقبة أمام نشر الرقعة الخضراء، وتحت الشعار الجامع "الجميع مدعو للمشاركة"، شهدت بلدية تمقطن توافداً من مختلف شرائح المجتمع، حيث تكاتفت الجهود الرسمية والشعبية في تناغم مثالي، يتقدمه رئيس المجلس البلدي لبلدية بن الطيب مصطفى، والشباب المتطوع والمنخرطون في الجمعيات المحلية هم القوة الدافعة للعملية، حيث شوهدوا وهم يجهّزون الأدوات الزراعية وشتلات الأشجار، مؤكدين جاهزيتهم للمساهمة الفعلية في عملية التشجير، ولم يقتصر العمل على الغرس فقط، بل شمل جهوداً موازية للنظافة البيئية، في تأكيد على أن حماية البيئة تبدأ بالتشجير وتنتهي بإزالة الملوثات، وتهدف هذه المبادرات في المقام الأول إلى مكافحة التصحر، وتثبيت التربة الرملية، وخلق واحات بيئية جديدة تسهم في تحسين المناخ المحلي وتوفير مصدات طبيعية للرياح، وتعتبر هذه الانطلاقة من بلدية تمقطن نموذج يحتذى به لكل بلديات الوطن، وتؤكد أن تحقيق هدف المليون شجرة ممكن متى اجتمعت الإرادة الشعبية والدعم الرسمي، فالجزائر الخضراء التي يحلم بها الجميع تبدأ من بذرة تُزرع اليوم، لتصبح غداً مظلة للأجيال القادمة.
جمعيتا تكافل و بشائر الخيرات التضامنيتان بأولف ترسمان البهجة على 69 طفل
في ليلة خير وبركة سادها التعاون والتآزر، شهدت بلدية أولف بولاية أدرار مبادرة تضامنية متميزة تمثلت في تنظيم حفل ختان جماعي لـ 69 طفلاً، وذلك بمجهود مشترك بين جمعية تكافل التضامنية وجمعية بشائر الخيرات التضامنية، وعطاء المحسنين، واحتضنت جمعية الزاوية الخيرية دار سيدي مولاي بزاوية حينون فعاليات هذا الحفل المبارك ليلة الجمعة 24 أكتوبر 2025، لتتحول ساحاتها إلى فضاء للاحتفاء بالأطفال وعائلاتهم، وتأتي هذه المبادرة الإنسانية والاجتماعية في إطار سعي الجمعيتين لتخفيف العبء عن الأسر المعوزة وذات الدخل المحدود في البلدية، وتجسيداً لقيم التكافل الاجتماعي المتأصلة في المجتمع الجزائري، وشملت الفعاليات صبيحة اليوم الموالي تقديم عملية الختان المجانية تحت إشراف طاقم طبي متخصص، وأكد منظمو الحفل أن اختيار دار سيدي مولاي بزاوية حينون لاستضافة الحدث لم يكن عشوائياً، بل جاء تقديراً لدورها في المنطقة كمعقل من معاقل الخير، ولالتزام جمعية الزاوية الخيرية بمد يد العون الدائم للمبادرات التضامنية، وقد ثمنت العائلات المستفيدة هذه الالتفاتة الكريمة من طرف الجمعيات، مشيرين إلى أن مثل هذه الأعمال تساهم في تعزيز الروابطه الاجتماعية وغرس ثقافة التراحم بين أفراد المجتمع، متمنين استمرار مثل هذه المبادرات التي تعكس صورة مشرقة للعمل الخيري في منطقة أولف.






















































































