في رحاب واحات أدرار الساحرة، حيث تتمازج زرقة السماء بذهبية الرمال، وتتجسد عراقة التاريخ في كل حبة رمل، يبرز اسم الرقاني مولاي امحمد بن سيدي محمد بن سيدي مولاي، كـمنارة للخير والكرم، وشعلة تضيء دروب المحتاجين، إنه ليس مجرد اسم يُذكر، بل هو عنوان لمسيرة عطاء متجذرة في أعماق الأصالة والنسب الطاهر.
زاوية حينون: موطن العطاء ومنبع الأصالة
تقف زاوية حينون ببلدية أولف، التابعة لدائرة أولف بولاية أدرار، شامخة كرمز للعلم والروحانية، ومقراً لـجمعية زاوية دار سيدي مولاي الخيرية، وفي قلب هذه الزاوية المباركة، ينشط الرقاني مولاي امحمد كشيخٍ ورجلٌ من رجال الخير، حيث ينسج بيده وقلبه خيوط المودة والإحسان، محافظاً على إرث عظيم من جده إلى أبيه.
لقد ورث مولاي امحمد عن أبيه سي محمد ولد سيدي مولاي، كما عن أجداده الكرام، صفاتٍ تليق بسليل الطهارة، فهو جامع للخير، متجسد فيه الخير والكرم، وراسخ فيه الخلق الحسن الذي يستمده من نبع صافٍ لا ينضب، فما أشدّ طيب أصله، وما أعظم جوده.
نسبٌ يتوّج سماء المجد: سليل آل البيت الأطهار
تزداد مكانة هذا الرجل الفذّ، حين نعلم أنه سليل آل البيت الأطهار، من بني الحسن بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسولنا محمد -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-. هذا النسب الشريف ليس مجرد شجرة عائلة، بل هو تاج يتوّج سمو خلقه، وميثاق يلزمه أن يكون قدوة في كل فضيلة.
كيف لا يكون ذو خلقٌ رفيع وهو ينتمي إلى هذه الدوحة المباركة؟ إن الشجاعة لديه ليست مجرد صفة، بل هي ميراث؛ والكرم ليس مجرد سلوك، بل هو سجية؛ والخير ليس مجرد فعل، بل هو هوية، إنه يحمل في دمه نور الرسالة، وفي قلبه حب العطاء، مقترناً بـتواضع العارفين وهمة الصالحين.
دعاءٌ يتردد في الآفاق
حقّ لمن رأى هذا التفاني في خدمة المجتمع، وذاق طعم هذا الكرم الأصيل، أن يرفع أكفّ الضراعة إلى السماء، داعياً لهذا الرجل الفاضل ولأسرته الكريمة وأهل بلدته الطيبين.
"اللهم بارك فيه وله، واجعله ذخراً لأمته، واحفظه بعينك التي لا تنام، وبارك في إخوانه، واجعل البركة والخير عميماً في أهل بلدته."
إن الرقاني مولاي امحمد، بشهادة أفعاله، هو نموذج حي يُحتذى به لربط المجد الروحي بـالعمل الخيري الدنيوي، إنه رسالة حب مكتوبة بخط الإحسان، وموجهة إلى كل من يسعى لأن يجعل من حياته جسراً يعبر عليه الخير إلى قلوب الناس. فليستمر هذا النور في التلألؤ، وليبقى صوت الخير مدوياً في صحراء أدرار الواعدة.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق