الاثنين، 17 نوفمبر 2025

أمن أدرار يواصل التحسيس من مخاطر المخدارت ويحس على السلامة المرورية

تواصل مصالح أمن ولاية أدرار  نشاطاتها الجوارية والتوعوية، مستهدفة هذه المرة الوسط المدرسي، في حملة واسعة تهدف إلى بناء جدار وقائي ضد الآفات الاجتماعية وتعزيز الوعي بقواعد السلامة المرورية، وجاءت هذه المبادرات في إطار مقاربة تشاركية فعالة، حيث تتعاون الشرطة عن كثب مع مختلف الفاعلين في القطاع التربوي والجمعيات المدنية لضمان وصول الرسائل التحسيسية إلى أكبر شريحة من التلاميذ والأولياء، حيث ت​شهدت المؤسسات التعليمية في أدرار سلسلة من الأنشطة التفاعلية والندوات تتعلق بالتحسيس من مخاطر المخدرات والآفات الاجتماعية على رأس الأولويات، وتركز فرق مختصة من الأمن على شرح الأضرار التي لا تقتصر فقط على الجانب الصحي، بل تمتد لتشمل التفكك الأسري والملاحقات القانونية، ​و أستخدمت الشرطة عروض وحوارات مفتوحة لتشجيع التلاميذ على طرح الأسئلة وتبديد الغموض حول هذه الظواهر الخطيرة، مؤكدة على ضرورة الإبلاغ الفوري عن أي سلوك مشبوه أو محاولات إغراء أو ترويج للمخدرات داخل أو في محيط المؤسسات التعليمية، وفي سياق أخر تقدم فرق الشرطة المتخصصة في أمن الطرق نصائح وإرشادات دقيقة للتلاميذ حول كيفية التصرف الآمن خارج وداخل المدرسة، وشملت هذه الإرشادات توجيهات مفصلة بشأن إجبارية استخدام ممرات المشاة، وكيفية الصعود والنزول من الحافلات المدرسية والعمومية بأمان، و أهمية الالتزام بالإشارات الضوئية واللافتات المرورية كسلوك حضاري ومسؤول، هذا ​ويُشيد الفاعلون التربويون بهذه الجهود التي تترجم الدور الحقيقي للأمن الوطني في بناء المجتمع وحماية أفراده، وتؤكد شرطة أدرار أن هذه الحملات التحسيسية ليست موسمية، بل هي برنامج عمل دائم ومستمر يهدف إلى ترسيخ ثقافة أمنية ومرورية لدى الجيل الصاعد، وضمان بيئة مدرسية خالية من أي مخاطر تهدد مستقبلهم.   



تكريم حفظة القرآن وإحياء ذكرى عالم جليل بمدرسة مولاي أحمد الطاهري بأولف

في أجواء روحانية مفعمة بالإيمان والتقدير، شهدت المدرسة القرآنية "مولاي أحمد الطاهري الإدريسي" بحي المجاهد حمدي بوغرارة ببلدية أولف، ولاية أدرار، يوم السبت الموافق 15 نوفمبر 2025، حدثا مزدوجا وبارزا تمثل في تكريم كوكبة من حفظة القرآن الكريم، وإحياء الذكرى السنوية لوفاة الشيخ المرحوم العلامة محمد باي بلعالم، ونظم بالتعاون مع المحسنين في المجتمع هذه الفعاليات الشيخ محمد لقصاصي، شيخ المدرسة وأحد رموز التعليم القرآني بالمنطقة، وأقامت المدرسة نزور بالمناسبة مع حفلا بهيجا لتكريم طلبتها الذين أتموا حفظ كتاب الله العزيز، وقد عمت الفرحة أرجاء المكان  والحي ابتهاجا بهذا الإنجاز العظيم، وأحيت المدرسة في ذات الوقت الذكرى السنوية لرحيل الشيخ المرحوم العالم العلامة محمد باي بلعالم، وتأتي هذا الالتفات وفاءً وعرفانا لما قدمه الفقيد من خدمات جليلة للعلم والدين في المنطقة وخارجها، وتخليدا لذكراه العطرة في نفوس الأجيال،  و​يؤكد هذا الحدث الهام على الدور المحوري الذي تلعبه المدارس القرآنية في أولف، كحاضنات للحفظة ومنابع للعلم والمعرفة، ومحافظة على الذاكرة العلمية والتاريخية للمنطقة.  




رئيس دائرة أولف يترأس إجتماع للجنة التقنية الموسعة للاستصلاح الفلاحي

ترأس السيد طالب علي عبد الكريم، رئيس دائرة أولف، صباح اليوم الأربعاء 12 نوفمبر2025، اجتماع للجنة التقنية الموسعة للاستصلاح الفلاحي بالدائرة، بهدف متابعة الملفات الهامة المتعلقة بالعقار الفلاحي وضمان انطلاق ناجح للموسم الفلاحي 2025/2026، و​شهد الاجتماع حضوراً لمختلف الهيئات المعنية بالقطاع الفلاحي، وضمّ كلاً من الأمين العام للدائرة، ورؤساء المجالس الشعبية البلدية، ورؤساء الأقسام الفرعية للفلاحة والري، ورئيس مفتشية أملاك الدولة، وممثلين عن اتحاد الفلاحين ومصالح مسح الأراضي والحفظ العقاري، بالإضافة إلى المندوب البلدي للفلاحة والإطار المكلف بالملف بالدائرة، و​تم خلال الاجتماع استعراض ومناقشة النقاط المحورية المدرجة في جدول الأعمال، والتي تمثلت في؛ ​متابعة عملية تسوية العقار الفلاحي في ضوء المنشور الوزاري المشترك رقم 02 المؤرخ في 01 جوان 2025، وعرض ودراسة نتائج الخرجات الميدانية للمحيطات في إطار عملية تطهير العقار الفلاحي، ومتابعة وتقييم وضعية الحرث والبذر للموسم الفلاحي 2025 / 2026، في ختام الاجتماع، شدّد السيد رئيس الدائرة، طالب علي عبد الكريم، على الضرورة القصوى لالتزام جميع الفاعلين في ملف الاستصلاح الفلاحي بتنفيذ الإجراءات القانونية المطلوبة بدقة وفعالية، كما دعا إلى تكثيف عمليات التنسيق والمتابعة بين مختلف المصالح والهيئات المشاركة من أجل ضمان تسريع وتيرة العمل وتحقيق الأهداف المرجوة من تسوية العقار الفلاحي وتعزيز الإنتاج في الموسم الفلاحي الجديد، وجاء هذا الاجتماع في إطار الجهود المتواصلة لسلطات دائرة أولف الرامية إلى تنظيم وتأمين العقار الفلاحي وتحسين الظروف الإنتاجية لدعم التنمية الفلاحية المحلية.  




الأحد، 16 نوفمبر 2025

باية الزهير المشهور بباية السعيد في ذمة الله

من "تيليملي" إلى "تمقطن"... مسيرةُ وِدادٍ وعطاء، كانت بدايتهُ في حيٍّ ينبضُ بالحياة، "تيليملي" في الجزائر العاصمة، حيث نشأ وترعرع حاملاً في جيناته روح العاصمة الصاخبة، لكنَّ القدرَ خطَّ له مساراً آخر، مساراً ارتبطَ بالجذور والوفاء، ففي بداية الثمانينات، آثر "باية الزهير" الرحيل إلى حيثُ الأصالة، إلى قصر ڤوڤو ببلدية تمقطن، مُستجيباً لنداء الأرض التي احتضنتْ جدَّه "مولاي السعيد". وكأنما كان هذا الانتقال ليس مجرد تغييرٍ لمكان الإقامة، بل كان عودةً إلى المَهْد، وإتماماً لدائرة الحياة التي تبدأ من حيثُ تبدأ الأصول.

​في "تمقطن"، لم يكن الفقيد عابراً، بل كان وتداً راسخاً، تجلّت فيه صفةُ "الرجل الطيب المسامح" كأبهى ما تكون، لقد اختار لنفسه في وقت من حياته مهمةً بسيطةً في ظاهرها، عظيمةً في مضمونها: النقل بين بلدية تمقطن وبلدية أولف، تلك المهمة، التي تبدو للكثيرين عملاً يومياً رتيباً، كانت في يديه رسالةً وخدمةً، كان هو الشريان الذي يربطُ القلوب، و الجسر الذي يصلُ المحتاج بمراده، والحامل الأمين للركاب وبضائعهم. كم من قصةٍ سمعها، وكم من همٍّ خففه بكلمةٍ طيبة، وكم من طريقٍ سهّله في دروب الصحراء القاسية، لقد خدمَ المجتمع من خلال تلك المهنة بصدق، وترك بصمته في ذاكرة الطرقات والوجوه.

وداعُ الشمس في "أخنوس"... رحيلٌ بلا ضجيج

​وها هو اليوم، الأحد، السادس عشر من نوفمبر 2025، عند الساعة الخامسة مساءً، تُختتم فصولُ هذه المسيرة، حيث شُيِّعت جنازة الفقيد الطاهر في مقبرة "أخنوس"، في مشهدٍ مهيبٍ يليق بمسيرته الهادئة، فلم يكن وداعاً صاخباً، بل كان وداعاً يحملُ في طياته خشوعَ الإيمان وهدوءَ الرضا، تحت سماء "بلدية تمقطن"، وبجوار من سبقه، سُجِّيَ الجسدُ الطاهر، ليعود إلى ترابها الذي أحبَّه واحتضنه.

​"باية الزهير"، المعروف بباية السعيد أو باية مولاي السعيد  الذي عاش مسامحاً طيب القلب، ترك خلفه إرثاً لا يُقاس بالمال، بل يُوزنُ بميزان العِشرة الطيبة، والكلمة الحسنة، والعمل الصالح الذي سار به بين الناس.

​أيُّها الراحلُ الكريم... إنَّ الذاكرة لَتَعجزُ عن نسيانِ أثرك، وإنَّ القلوبَ لتشهدُ بصدقِ خُلُقِك، فنم قريرَ العين في جوار ربٍّ غفورٍ رحيم، فقد أتيتَهُ بقلبٍ سليم، وبمسيرةٍ بيضاء.

​في هذا المقام الأخير، لا نملك إلا أن نرفع أكفَّ الضراعة، مستذكرين قوله تعالى: {( إنا لله وإنا إليه راجعون )}.

​فادعوا له بالرحمة والمغفرة، والعتق من النار، وأن يبدله الله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وأن يُجزيه عن إحسانه إحساناً، وعن إساءته عفواً وغفراناً.

​اللهم آمين، للعلم باية الزهير أو باية السعيد ولد سي محمد، هو الأخ الأكبر لباية ناصر والذي هو كذلك زوال مهنة النقل في نفس الخط من بلدية تمقطن إلى بلدية أولف.  


السبت، 15 نوفمبر 2025

والي أدرار يقف على وضعية سوق المواشي ويلتقي فعاليات المجتمع المدني

قام والي ولاية أدرار، السيد فضيل ضويفي، بزيارة ميدانية عاجلة إلى سوق المواشي ببلدية أولاد أحمد تيمي يوم الجمعة الموافق 14 نوفمبر 2025، وذلك بعد أخبار التي تم تداولها على صفحات التواصل الاجتماعي حول الوضعية المزرية لسوق المواشي ببلدية تيمؤ، وتمت الزيارة رفقة وفد رسمي ضم قائد المجموعة الإقليمية للدرك الوطني، ورئيس أمن الولاية، والمفتش العام، ورئيس الديوان، وأعضاء الهيئة التنفيذية، ورئيس دائرة أدرار، ورئيسي المجلس الشعبي لبلديتي أدرار وأولاد أحمد تيمي، حيث وقف الوالي والوفد على الظروف آل إليها السوق، ​والتقى الوالي خلال الزيارة بمواطني الأحياء المجاورة للسوق، الذين أعربوا عن امتعاضهم الشديد من ظاهرة رمي المخلفات العشوائي وما تسببه من انبعاث للروائح الكريهة التي تؤثر على بيئتهم وصحتهم، و​على إثر هذه الزيارة التفقدية، أصدر الوالي فضيل ضويفي جملة من التعليمات والتوجيهات الفورية والحاسمة، كان أبرزها، ​منع تربية الحيوانات داخل النسيج العمراني و إصدار قرار ولائي يمنع منعا باتا تربية كافة أنواع الحيوانات داخل الأحياء والمناطق السكنية الحضرية، وتسريع مشروع السوق الجديد باتخاذ الإجراءات اللازمة لاستكمال أشغال إنجاز السوق الجديد الذي هو قيد التنفيذ، لنقل النشاط إلى مرفق مستوفٍ للشروط، وتفعيل مخطط النظافة اليومي وتفعيل خطة نظافة يومية شاملة على مستوى السوق الحالي، مع تسخير جميع المصالح المعنية لضمان نجاح عملية رفع وإزالة كافة النفايات والأوساخ بشكل منتظم، ​وفي سياق آخر يعكس اهتمام الولاية بالإصغاء والمشاركة المجتمعية، التقى والي ولاية أدرار يوم السبت الموافق والي أدرار يقف على وضعية سوق المواشي ويلتقي فعاليات المجتمع المدني بفعاليات المجتمع المدني، وجاء هذا اللقاء، الذي كان قد أعلن عنه مسبقا، بغرض الاستماع المباشر إلى انشغالات واقتراحات سكان الولاية، في مسعى يهدف إلى تفعيل دور الشراكة المجتمعية ودفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، وتؤكد هذه الخطوات التزام السلطات الولائية بمعالجة النقائص البيئية والتنظيمية العالقة، وتعزيز الحوار مع المواطنين وممثليهم، كركيزة أساسية لتحقيق بيئة حضرية مستدامة وتنمية شاملة.  




المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 15 نوفمبر2025، العدد 3398 في الصفحة06


تنظم فعاليات إعلاميةبأدرار تحت عنوان يوم الغاز

نظمت وحدة البحث في الطاقات المتجددة في الوسط الصحراوي بأدرار،  يوم الخميس 13 نوفمبر 2025، فعاليات إعلامية تحت عنوان: ( يوم الغاز )، وذلك بالتعاون مع الجمعية الجزائرية لصناعة الغاز (AIG)، وقد شكلت هذه التظاهرة منصة هامة لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين المؤسسات البحثية والفاعلين الاقتصاديين الرئيسيين في سلسلة القيمة لقطاع الغاز الوطني، و​أُقيمت هذه الفعالية الإعلامية بهدف توضيح أهمية البحث العلمي في تطوير القطاع الطاقوي، وشهدت حضورا نوعيا من قبل ممثلي المؤسسات الأعضاء في الجمعية الجزائرية لصناعة الغاز، بما في ذلك، ​مجمع سوناطراك وشركاته لخدمات قطاع الطاقة، و​الوكالات الوطنية الثلاثة، الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات (ALNAFT)، لجنة ضبط الكهرباء والغاز (CREG)، وسلطة ضبط المحروقات (ARH)، ​ويُبرز هذا التعاون المشترك الدور المحوري الذي تلعبه وحدة البحث بأدرار في دعم الابتكار وتوفير الحلول التقنية المبتكرة التي تحتاجها الشركات العاملة في الوسط الصحراوي، و​تضمنت فعاليات "يوم الغاز" تنظيم سلسلة من المحاضرات النوعية التي تناولت التطورات في تكنولوجيا الغاز وأهمية البحث العلمي في تحقيق الكفاءة الطاقوية والاستدامة البيئية وركزت المداخلات على كيفية استثمار نتائج الأبحاث في تطوير الصناعة الغازية، خاصة في مجال التكامل مع مشاريع الطاقات المتجددة التي تعد مجال التخصص الرئيسي للوحدة في المنطقة.   


المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 15 نوفمبر2025، العدد 3398 في الصفحة06


اختتام ناجح لفعاليات الخيمة الوطنية للشعر الشعبي في طبعتها الـ 13 بأدرار

أختتمت مساء يوم 13 نوفمبر 2025 فعاليات الخيمة الوطنية للشعر الشعبي في طبعتها الثالثة عشرة، التي نظمتها دار الثقافة "الشهيد شيباني محمد" بولاية أدرار، من 11 إلى 13 نوفمبر الجاري، في أجواء احتفالية مكللة بالنجاح والتألق، ​وشهدت هذه التظاهرة الثقافية الهامة، التي تعد من أبرز المواعيد الشعرية على المستوى الوطني، حضورا نوعيا ومشاركة واسعة من الشعراء والمثقفين والمهتمين بالأدب الشعبي الأصيل من مختلف ولايات الوطن، وأكد اللمشاركون أن الطبعة الثالثة عشرة تميزت بنجاحها الكبير على المستويين الفني والتنظيمي، حيث حرصت دار الثقافة على توفير كل الظروف الملائمة لإثراء التبادل الثقافي والمعرفي بين المشاركين، وقد نوه الحضور بالجهود المبذولة لإبراز مكانة الشعر الشعبي كجزء أصيل من التراث الثقافي الجزائري، وتضمنت الأيام الختامية قراءات شعرية مميزة، أظهرت عمق التجربة الشعرية لدى المشاركين وتنوع الأساليب والأغراض في الشعر الشعبي، وفي ختام الفعاليات، تم تكريم الشعراء والمساهمين في إنجاح التظاهرة، إلى جانب الإشادة بالدور الفعال لدار الثقافة في دعم وحماية الموروث الثقافي، ​هذا النجاح يؤكد مجددا على الاهتمام المتزايد بالشعر الشعبي في المنطقة، ويبرز الدور المحوري لمدينة أدرار كحاضنة للإبداع والثقافة الأصيلة.  


المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 15 نوفمبر2025، العدد 3398 في الصفحة06


وداعا فارس زاوية كنتة كنتاوي سالم بن أحمد

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وبعيون دامعة تروي حكاية الفقد الأليم، تلقّينا نبأ رحيل أحد الأبناء البررة لـ "الأسرة الرقّادية الكنتية" بزاوية كنتة، ورجل الخير والعلم والتقوى والصلاح، الفقيد سالم بن أحمد كنتاوي.

​لقد اختاره المولى عز وجل إلى جواره بعد وعكة صحية مفاجئة، انطفأ على إثرها نورٌ أضاء دروب الثقافة والإعلام في المنطقة، عن عمر ناهز الـ 54 عاما، تاركا خلفه سيرة عطرة وصدى جميلا سيبقى يتردد بين جنبات أدرار وزاوية كنته المباركة.

رجلٌ بأناقة الروح وعمق الثقافة

​لم يكن سالم كنتاوي مجرد اسم عابر، بل كان فارسا بأناقة المظهر وجمال الجوهر، ففي شهادة مؤثرة، قال عنه البروفيسور حاجة أحمد الصديق المكنى بالزواني: "عَرفتُ محمد السالم شخصا أنيقا، طموحا، على قدر مقبول من ثقافة عصره...". وهذه الكلمات ليست مجرد مدح، بل هي وصف دقيق لشخصية جمعت بين الهمة العالية والذوق الرفيع والثقافة الواسعة التي استمدها من أصالة أسرته وعراقة زاويته، حيث كان يمثل الجسر الواصل بين عُمق التراث وبصيرة الحداثة، يسعى دائما للأفضل، حاملا رسالة الوعي والارتقاء.

صوت زاوية كنتة الذي غاب عن الأثير

​الراحل سالم بن أحمد كنتاوي، سيبقى في ذاكرة الأسرة الإعلامية رمزا للإخلاص والتفاني، حيث كان مراسلا سابقا لـ إذاعة أدرار من زاوية كنتة، وبإسهاماته الإعلامية والثقافية والتراثية المختلفة، لم يكن مجرد ناقل للخبر، بل كان ضمير المنطقة النابض، بعباراته الرصينة وصوته المتميز، نقل هموم الناس وأفراحهم، وسلّط الضوء على كنوز التراث المحلي، ساعيا لتوثيق تاريخ أهله وعلمائهم،

 حيث  قد يرى البعض، أنه كان جندي الكلمة الذي حارب لأجل إبقاء الشعلة التراثية متقدة، وعرّف بأهمية زاوية كنتة كمنارة للعلم والصلاح.

​خسارة موجعة لأسرة العلم والصلاح

​إن رحيل "كنتاوي سالم بن أحمد" هو مصابٌ جللٌ ليس للأسرة الكريمة فحسب، بل هو فقدٌ يترك فراغا في صفوف أهل الخير والتقوى والصلاح، حيث هناك من يرى أن كان الفقيد مثالا يُحتذى به في برّه وتواضعه، وفي صلاحه وإقباله على الخير. واليوم، تودع زاوية كنتة رجلا من رجالاتها، كان خير سفير لها في المحافل، وخير داعم للعلم والمعرفة.

​تعزية من صميم الوجدان

​وإثر هذا المصاب الجلل، تتقدم الأسرة الإذاعية، وكل من عرف الفقيد وأحبّه، بخالص التعازي والمواساة إلى عائلة المرحوم سالم كنتاوي، وتدعو الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، وأن يتقبله القبول الحسن في الفردوس الأعلى مع الصديقين والشهداء والصالحين.

​"يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي."

صدق الله العظيم

​لا نملك أمام قضاء الله إلا أن نقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون." نسأل الله أن يلهم أهله وذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان، وأن يجعل البركة في ذريته وخلفه، وأن تكون حياة الفقيد الطيبة خير شافع له يوم لقائه.

​رحم الله سالم كنتاوي، وداعا يا أيها الأنيق، يا ابن العائلة الرقّادية الكنتية، سيبقى أثرك نورا، وصوتك صدىً، وسيرتك عطرا لا يزول. 


الجمعة، 14 نوفمبر 2025

أدرار بين مطرقة المصالح وسندان التنمية.. هل يُعيد الوالي الجديد البوصلة؟


تزخر ولاية أدرار بمقومات هائلة تضعها في مصاف القلاع الاقتصادية المحتملة في الجنوب الجزائري، فإمكانياتها الزراعية الشاسعة، وثرواتها الطاقية الكامنة، وموقعها الجغرافي الاستراتيجي الحيوي، كلها عوامل ترسم لوحة لمستقبل مزدهر. ومع ذلك، تبقى هذه الولاية العريقة، في نظر الكثيرين، أسيرة معضلة مستمرة تُعيق انطلاقتها، ومنها الصراع الخفي والمكشوف بين تطلعات السكان نحو التنمية الشاملة، وتأثير النخب والشخصيات النافذة التي لا همّ لها سوى خدمة مصالحها الخاصة، دون اكتراث لحقوق الآخرين أو وازع من ضمير أو خوف من الله، والحديث عن أدرار هو حديث عن قوة ضغط اجتماعي وسياسي يُمارس ببراعة، وغالبا ما يتخذ ستارا خادعا. من خلال إستغلال النفوذ القبلي، أو المالي الذي هو سلاحا لـ"جماعات المصالح" للضغط  على رأس الجهاز التنفيذي في الولاية - الوالي - لتمرير قرارات وتوجيهات لا تخدم البتة، المصلحة العامة، هذه التحركات، التي تسعى لخلق غطاء من الشرعية أو القبول الشعبي المزيّف، غالبا ما تتشابك خيوطها في دهاليز الفساد والإهمال، هذا المشهد يُبرز الحاجة الماسة إلى كسر هذا الحجر العثر الذي يُعرقل كل خطوة نحو الأمام، إن الحركات الأخيرة في سلك الولاة، ومن ضمنها تعيين والٍ جديد لأدرار، يجب أن تُقرأ على أنها محاولة لـتكسير هذه الحلقة المفرغة من النفوذ المقنّع، وفتح صفحة جديدة قوامها النزاهة والشفافية.

إن تطلعات المواطنين تضع الوالي الجديد أمام مسؤولية تاريخية، هي أن يكون سدا منيعا أمام أصحاب المصالح، وأن يرفع سقف المواجهة مع كل من يحاول استغلال منصبه أو نفوذه، والمطلوب اليوم هو الانفتاح الحقيقي على المجتمع المدني الفاعل والمخلص، الذي يعمل لرفعة الولاية، وليس على "المجتمع المدني الموالي" الذي لا يُجيد سوى خلق غطاء للمصالح المشبوهة، و المواطنون يراهنون على أن يكون التغيير في سلك الولاة هو إشارة واضحة من السلطات العليا بأن ملف أدرار سيبقى محل اهتمام وتركيز للقضاء على مظاهر الفساد واستغلال النفوذ، وللدفع التنمية إلى امام باب من يقظة المجتمع والتزام الصحافة، إذ لا يمكن لـ أي والٍ أن ينجح بمفرده في مواجهة هذا التحدي، وإن تنمية أدرار الحقيقية وقطع الطريق أمام الفساد تعتمد، بالدرجة الأولى، على ثالوث من اليقظة والنزاهة، يتمثل في يقظة المجتمع المدني المخلص الذي يعسى لإزدهار الولاية وأن يكون المجتمع صوتا قويا ومستقلاً يرفض الإغراءات ويقف في وجه الضغوط، وأن تكون الصحافة المحلية النزيهة هي العين الساهرة، والمرآة العاكسة للواقع، ومن واجبها تسليط الضوء على مكامن الخلل وفضح الممارسات الملتوية بصدق ومهنية، وأن يكون المواطنون الشرفاء هم خط الدفاع الأخير، بقدرتهم على التبليغ عن الفساد بصدق ونزاهة، وتقديم الدليل، هي الضمانة لعدم تحول أدرار إلى مرتع للمستغلين.

إن صمود أدرار وقدرتها على تحقيق التنمية المستدامة، رغم إغراءات المصالح الخاصة، تتوقف على قوة هذا التلاحم. فالرهان ليس على شخص الوالي بقدر ما هو على إرادة التغيير الجماعية التي تضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار. أدرار تستحق أن تتحرر من قيود الماضي وتنطلق نحو مستقبل يتناسب مع حجم إمكانياتها الهائلة.  


المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 16 نوفمبر2025، العدد 3399 في الصفحة06



هداج عبدالرحمان بن أحمد شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في الأجيال

في قلب الجنوب الجزائري، وتحديداً في قصر قصبة الجنة ببلدية تمقطن ولاية أدرار، تتلألأ سيرة رجل لم يعش لنفسه قط، بل أفنى عمره كالشمعة، يذوب ليضيء دروب الآخرين. إنه القامة التربوية، الأستاذ والمدير والمربي الفاضل هداج عبدالرحمان بن أحمد، ليست مسيرته مجرد سيرة وظيفية، بل هي قصة عهد ووفاء، وتاريخ من البذل النقي الذي ارتقى بالتربية إلى مصاف الرسالة المقدسة.

​قَسَمُ العطاء: أكثر من ثلاثة عقود في محراب التعليم

​في زمن تتقلص فيه معاني الرسالة أمام مغريات المادة، وقف هداج عبدالرحمان شامخاً كالنخلة، متجذراً في أرض العطاء لأكثر من 32 عاماً، كانت هذه العقود الثلاثة أو أكثر، جسرا ممتداً من الإخلاص والتفاني؛ بدأها أستاذا يغرس الحرف في العقول والهمّة في النفوس، ثم اعتلى سلم القيادة مستشارا ومنها إلى مديراً، ولم تكن الإدارة لديه سلطة، بل مسؤولية وخدمة.

​في كل مرحلة من مساره المهني، من فصل دراسي بسيط إلى إدارة مؤسسة كاملة، كان يجسد نموذجاً للرجل الذي يؤمن بقداسة ما يقوم به، وك كان وقوده الدائم هو التفاني والإخلاص المطلق، يرى في كل تلميذ مشروع أمة، وفي كل درس أساساً لمستقبل وطن.

رجل الإصلاح: الأخلاق قبل العلوم

​ما ميّز هداج عبدالرحمان بن أحمد لم يكن حنكته الإدارية فحسب، بل عمق رؤيته التربوية، كان رجل التربية والأخلاق الحسنة، يعي أن بناء الإنسان يبدأ من إصلاح دواخله، لقد كانت غايته العليا إصلاح المجتمع، مستخدماً سلاح العلم ونور القيم.

​في مواجهة تقلبات الحياة وتحدياتها، كان يتمتع بشجاعة المصلحين وصدق العارفين، فلم يكن يخشى في قول الحق والمبدأ لومة لائم، وكان صوته دوماً هو صوت الضمير الحي، يرشد، يصحح، ويدفع باتجاه الفضيلة، جاعلاً من المؤسسة التعليمية التي قادها منارات حقيقية للوعي والالتزام.

 تخرجت على يديه أجيال.. فكان الإرث الخالد

​وفي عام 2023، أسدل الستار على مسيرته الوظيفية بإحالته على التقاعد، ولكنه لم يغادر الساحة قط؛ فإرثه هو الأبقى والأخلد، كيف لرجل أفنى عمره في البذل أن يغيب؟

​لقد تخرجت على يديه كوكبة من الأجيال، أصبحت اليوم عِماد مؤسسات الدولة الجزائرية وخارجها، فهم:

​الطبيب والممرض الذين يداوون الجسد.

​المهندس الذي يعمّر الأرض.

​الأستاذ الذي يواصل شعلة العلم في جميع الأطوار وربما في الجامعات (التعليم العالي).

​المدير الذي يقود دفة المؤسسات بالكفاءة والأمانة.

​إن كل نجاح يحققه طالب تخرج من مدرسته هو إهداء غير مباشر لروحه ودروسه، لقد زرع فجنى ثماراً باسقة، لا تُحصى ولا تُعد، وهي أعظم شهادة تكريم تُمنح لأي مربي.

هداج عبدالرحمان.. قصة نقاء 

​إن اسم هداج عبدالرحمان بن أحمد سيبقى محفوراً بمداد من نور في ذاكرة بلدية تمقطن وولاية أدرار، وسيبقى يتردد كرمز للمربي الأصيل الذي لم يطلب جزاءً ولا شكوراً إلا رؤية التلاميذ في أعلى المراتب، حاملين راية العلم والأخلاق.

​تحية إلى هذا القائد التربوي الذي أخلص في دوره كـمربي للأجيال، وترك وراءه إرثاً لا يُقدر بثمن: أجيالاً صالحة، تخدم وطنها وتعتز بقيمها. فسلامٌ عليه في مسيرته، وسلامٌ على الأثر الذي تركه خالداً بيننا.

كلمة وفاء وتقدير وعرفان

​إلى القامة التربوية الفاضلة، الأستاذ والمدير والمربي: هداج عبدالرحمان بن أحمد 

​تحية إجلال تُزفّ إليكم من قلوب الأجيال التي زرعتم فيهم الخير والنور، من أولف إلى سائل وغيرهما، بمشاعر التقدير الصادق والاعتراف العميق بالجميل، نقف اليوم إجلالاً لمسيرة عطاء امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، سُطرت بمداد الإخلاص والتفاني في أنبل الميادين: ميدان التربية والتعليم، يا ابن بلدية تمقطن الأبية، وشعلة أدرار المنيرة.

​لقد كنتم في كل موقع شغلتموه – أستاذا، ثم مديرا، ومربيا – رمزًا للذي جسّد المعنى الحقيقي لـ**"الرسالة"** قبل "الوظيفة"،  لم تكن فصولكم مجرد قاعات للدراسة، بل كانت مدارس حقيقية للأخلاق والقيم، حيث كنتم تسعون جاهدين لإصلاح الفرد كخطوة أولى نحو إصلاح المجتمع بأكمله، غير آبهين بصعوبة الطريق أو لومة لائم.

​لقد أفنيت يا أستاذنا الكريم زهرة شبابك وخلاصة فكرك في خدمة أجيال تلو أجيال، وها هي الثمار تُقطف اليوم، حيث نرى خريجيكم يتبوأون أرفع المناصب: الطبيب، والمهندس، والأستاذ، والمدير، في مؤسسات دولتنا الجزائرية، حاملين بين جنباتهم شهادة علم، وقبلها شهادة أخلاق، غرسها فيهم هداج عبدالرحمان بن أحمد.

​إن إحالتكم على التقاعد في عام 2023 هي إغلاق لسجل وظيفي حافل، لكنها افتتاح لمرحلة جديدة من الرمزية والقدوة، فالمربي لا يتقاعد أبدا عن بث نوره في نفوس محبيه وتلاميذه.

​باسم كل تلميذ، وكل زميل، وكل فرد استفاد من حكمتكم وعطائكم:

​نرفع إليكم أصدق عبارات الشكر والثناء، لقد تركت خلفك إرثا أعظم من أي منصب: أجيالاً تضيء المستقبل.

​تحياتنا الخاصة أيها المدير الفاضل، مع خالص الدعاء لكم بدوام الصحة والعافية في ظل أسرتكم الكريمة.  









سيرة المعلم دحماني سي محمد قصة أكثر من 32 عاما من العطاء

في رحاب بلدية سالي الهادئة، تحت سماء ولاية أدرار الواسعة، تقف سيرة الأستاذ دحماني محمد شاهدة على معنى التفاني والعطاء الحقيقي، ليست مجرد سيرة معلم، بل هي حكاية رجل نذر حياته لرسالة، فكان نَسَبُه الطاهر وعمله المخلص أساسا لبناء أجيال من أبناء الوطن.

سليل النبوة وأخلاق الرسالة

​الأستاذ دحماني محمد، سليل الدولة النبوية الطاهرة، لم يرث النسب الشريف فحسب، بل ورث معه أرقى صور الأخلاق والتربية الحسنة، فشخصيته في حد ذاتها منهجا دراسيا، كان يُعلم طلابه قبل الحروف الأمانة، وقبل الرياضيات الاستقامة، وقبل العلوم الإنسانية قيمة العمل الصالح، وكان حضوره في الصف والمدرسة يتجاوز كونه مُلقّنا؛ كان مربيا بالقدوة، ومعلما بالبصيرة، وأستاذا بوقار المسؤولية.

​أكثر 32 عاما من عمره أفنيت في محراب التربية

​لقد أفنى هذا الرجل أكثر من اثنتين وثلاثين سنة من عمره في خدمة التربية والتعليم، وهي مدة ليست مجرد أرقام في سجل الخدمة، بل هي سجل حافل باللحظات الفارقة التي غيرت مسار حياة الآلاف، كان ديدنه التفاني والإخلاص المطلق؛ لا ينتظر ثناءً ولا يبتغي أجرا إلا الأجر الأخروي ورؤية بذوره وقد أينعت ثمارا يانعة.

​إن كل يوم قضاه الأستاذ والمربي دحماني سي محمد كان بمثابة حجر أساس في صرح هذا الوطن، لقد غرس في النفوس حب المعرفة، وفتح أمام العقول آفاق التفكير، وعلم القلوب معنى الانتماء، كان مدرسة متحركة، يفيض علما وحكمة، ويحتضن هموم الأجيال وأحلامهم.

​حصاد البذرة الطيبة: أجيال في القمة

​أما عن ثمار هذا العطاء، فهي اليوم تزين كل قطاع في الجزائر، لقد تخرج على يديه كوكبة من الأبناء الذين حملوا راية المسؤولية في أرقى المجالات:

​هذا طبيب يسهر على صحة الناس، وتلك ممرضة تخفف عن الآلام، وكلاهما يذكر فضل معلمه الأول في غرس الرحمة والإتقان.

​وهناك مهندس يشيد البنى التحتية، وكل زاوية في عمله تشهد على دقة تعلمها على مقاعد دراسته.

​وتلك أستاذة في مختلف الأطوار، وربما وصل بعضهم للتدريس في التعليم العالي، يحملون مشعل العلم الذي أضاءه لهم الأستاذ سيدي محمد دحماني.

​كل واحد من هؤلاء يمثل امتدادا حيا لجهد هذا المعلم العظيم، وكل نجاح يحققونه هو ورقة في سجل فخر "منارة سالي". لقد أثبت أن المعلم المخلص هو الصانع الحقيقي للمستقبل، وأن التربية الحسنة هي البنية التحتية الأهم لأي أمة.

​كلمة وفاء في حق صانع الرجال

​يا صاحب الفضل، يا أستاذنا دحماني سيدي محمد، إن العبارات لتقف عاجزة أمام عظمة ما قدمت، لم تكن مجرد معلم، بل أرى أنك كنت أبا روحيا، وسفينة نوح التي عبرت بالأجيال من ظلام الجهل إلى نور العلم، فليبارك الله في عمرك وعملك، وليجعل كل طبيب شفي مريضا، وكل مهندس أقام صرحا، وكل أستاذ علم جيلا، في ميزان حسناتك، فما زرعته بالأمس، نحصده اليوم مجدا وعزّة.  


بين عبق النخيل ونداء الوطن: سيرة قائد تربوي مهاجر فلاني محمد القاسم

تحت سماء الجنوب الدافئة، وبين رمال أدرار الذهبية التي تلفظ أصالة الأرض وتاريخها، تُرسم مسارات الرجال الذين يضيئون دروب الأجيال، واليوم نقف وقفة إجلال أمام قصة رجل سليل العلم والتربية والأخلاق والتفاني والإخلاص في أداء الواجب المهني، تسامت روحه مع رسالة التربية والتعليم، هو الدكتور/ فلاني محمد القاسم، مسيرةٌ ليست مجرد وظيفة، بل هي رحلة قيادة، وحكمة، وبصمة لا تُمحى على جبين المؤسسات التربوية.

​أولف: حيث غرست الحكمة بذورها
​لم تكن متوسطة "النوني" بأولف مجرد محطة عابرة في سجل الدكتور محمد القاسم، بل كانت فصلاً مضيئا في كتاب مسيرته، حيث كتب عنه البروفيسور الرقاني محمد على صفحته في الفيس بوك، لقد كنا شهودا على أننا أرسلنا إلى "دائرة الألفة والمحبة" إطارا من الإطارات الرقانية الفذة، مزودا بأثمن الأسلحة: حكمة الراسخين، وعلم المثابرين، وأخلاق الأتقياء، وإدارة الحازمين.
​لقد عهدنا إليه قيادة، فوهبها روحا؛ عهدنا إليه مسؤولية، فجعل منها رسالة، ورغم قصر فترة قيادته لمتوسطة النوني، فإن الأثر لا يُقاس بطول المدى، بل بعمق البصمة، و الكَمّ في الكيف، وليس الكم في العدد.
كان وجوده كـ "الومضة" التي تُشعل مصابيح لم تكن لتُضاء لولاه، مُحوّلاً الأروقة إلى منابر للعلم، والصفوف إلى رياض للتربية، والمؤسسة إلى خلية نحل تضج بالنشاط والحياة، لقد قدّم لمتوسطة النوني وأهلها الكرام في أولف الكثير، وكانت واثقين تمام الثقة بأن الأمانة أُودعت في يد أمينة، وأن الغرس أثمر يانعاً في واحة النوني.
رقان: نداء الجذور والمسؤولية
​ها هي الجذور، جذور مدينة الأصالة والعراقة، رقان، تنادي ابنها البار، تستحثه للعودة، لا ليأخذ قسطا من الراحة، بل ليُضيف فصلا جديدا من العطاء في سجلها التعليمي، إنه نداء الوطن الصغير، نداء الأرض التي منها انطلق، والمؤسسات التي تحتاج إلى خبرته المتراكمة وطاقته المتجددة.
​لقد استجاب الدكتور فلاني محمد القاسم لنداء الواجب، فبمطلع الأمس القريب، غادر أولف حاملا معه دعوات المحبين، ليحط الرحال مديرا لـ متوسطة 13 فبراير برقان، هذه ليست مجرد حركة إدارية، بل هي "هجرة" نبيلة، هجرة الكفاءة التي تسعى لتعمير القلوب قبل الأقسام، وبناء العقول قبل الجدران.
​إن انتقاله من "النوني" إلى "13 فبراير" هو تأكيد صارخ على أن الكفاءات لا تعرف الحدود الجغرافية، بل تتبع نداء الحاجة أينما كانت، وأن الإطار الحقيقي هو من يُحسن القيادة في أي موقع يوضع فيه، فليست المتوسطة هي التي تُكسبه الشرف، بل هو من يُضفي عليها شرفا بوجوده وعمله المتقن.
وداع العرفان واستقبال الأمل
​يأهل و محبي العلم و العلماء وأهل التربية في أولف، لقد أوفيتم، ولقد أوفى معكم، وداعكم له ليس وداع فراق، بل هو وداع عرفان وجميل، وشهادة فخر تسكن ذاكرة النوني للأبد. إن القائد عندما يرحل، يبقى صداه في أرجاء المكان، وتستمر حكمته في توجيه الخطوات، فلترحل الأجساد، وتبقى الآثار شامخة.
​يأهل في رقان، إنكم تستقبلون اليوم قائدا وإبنا محنكا، ومديرا مُلهِما، ترى في نفسه أنه سيُحوّل التحديات إلى فرص، وسيرتقي بـ "13 فبراير" إلى مصاف المؤسسات التي يُشار إليها بالبنان.
​وفي الختام، نقف بخشوع أمام هذه المسيرة النبيلة، رافعين أكف الضراعة:
​"اللهم بارك الخطو والخطوات، وأجعل التوفيق حليفا لسعيه، و احفظ الراحل والمرتحل، وبارك في أثره ومآثره، واجعل قيادته نورا يُضيء طريق أبنائنا وبناتنا." في كل قبعة من ولاية أدرار، ​فليستمر العطاء، وليستمر محمد القاسم في نسج خيوط المجد التربوي، قائدا مُلهِما بين أولف ورقّان وغيرهما، وسفيرا للحكمة أينما حلّ وارتحل.

كتبت هذا المقال إعتمادا على معلومات من صفحة البروفيسور الرقاني محمد ( ولد مولاي علي  )، وبمساعدة الذكاء الإصطناعي والمعلومات التي أدخلتها له وما طلبت منه.  


الخميس، 13 نوفمبر 2025

أولف الكبير ببلدية تمقطن وتودع الرجل الطيب قاسمي دحمان

تتوقفُ الكلماتُ خجلاً أمامَ عظمةِ الرَّحيلِ، وتَتَلَعْثَمُ الحُروفُ حينَ تُحاولُ أَنْ تَرسمَ صورةَ رجلٍ كانَ أَكْبَرَ مِنْ مُفْرَدَاتِ الوَصْفِ، لتَشْهَدُ أولف الكبير على حقيقةٍ مُؤْلِمَةٍ، لقد غَابَ عَمُودُهَا الرَّاسِخُ، وابنُها البَارُّ الذي كانَ يُمَثِّلُ الْخَيْرَ المُتَجَسِّدَ في أَبْهَى صُوَرِهِ، لقد رحلَ قاسمي دحمان، ذلكَ الاسمُ الذي لَمْ يَكُنْ مُجَرَّدَ عَلَامَةٍ لِشَخْصٍ، بَلْ كَانَ بَوْصَلَةً أَخْلاقِيَّةً بالمُجْتَمَعُ في أولف الكبير وماخولها، وعَلَمًا خَفَّاقًا لِأَصَالَةِ النَّفْسِ الفاضلة الذكية، وماجَعَلَ هذا الرَّجُلَ يَخْتَرِقُ نُفُوسَ النَّاسِ بِهَذَا العُمْقِ؟ إنَّهُ التَّجْرِيدُ الأَخْلَاقِيُّ مِنْ شَوَائِبِ الدُّنْيَا، حيث كانتْ حَيَاتُهُ بِأَكْمَلِهَا مَشْروعًا لِإِثْبَاتِ أَنَّ قِيْمَةَ الإِنْسَانِ تَتَجَاوَزُ أَلْوَانَهُ ووَضْعَهُ وَمَالَهُ، لقد كانَ قاسمي دحمان يُطَبِّقُ مَفْهُومَ المُسَاوَاةِ كَـعَقِيدَةٍ لا تَقْبَلُ التَّفَاوُتَ، و كانَ مِيزَانُهُ الإِلَهِيُّ يَرَى النَّاسَ سَوَاسِيَةً كَأَسْنَانِ المُشْطِ.

​لَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ هَذَا وذَاكَ، فَالصَّغِيرُ لَهُ نَصِيبُهُ مِنْ التَّوْقِيرِ كَالْكَبِيرِ، والضَّعِيفُ لَهُ نَصِيبُهُ مِنْ النُّصْرَةِ كَالْقَوِيِّ، والفَقِيرُ لَهُ مَكَانَةُ الغَنِيِّ فِي قَلْبِهِ، كَانَتْ هذهِ المَعَادَلَةُ لَهُ سُلُوكًا مُؤَصَّلاً، لَيْسَ تَكَلُّفًا، بل أَدْرَكَ بِفِطْرَتِهِ النَّقِيَّةِ أَنَّ جَوْهَرَ الرِّسَالَةِ الأَبَدِيَّةِ يَقُومُ عَلَى كَرَامَةِ الإِنْسَانِ دُونَ شَرْطٍ أَوْ قَيْدٍ، ولهذا كانَ يُوقِّرُ الكَبِيرَ بِاعْتِبَارِهِ مَوْرِثًا لِلْحِكْمَةِ ويَرْحَمُ الصَّغِيرَ بِاعْتِبَارِهِ رَجلا لِلْغَدِ، و

​إِنَّ سِرَّ هذهِ المَعَامَلَةِ السَّامِيَةِ التي كان يعامل بها الناس يَكْمُنُ فِي المَنْبَعِ النُّورَانِيِّ الذي اسْتَقَى مِنْهُ، أذ أن قَاسِمِي دَحْمَان لَمْ يَبْنِ أَخْلَاقَهُ عَلَى عُرْفٍ بَشَرِيٍّ يَتَغَيَّرُ، بَلْ عَلَى مَا جَاءَ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، لَقَدْ كَانَ مِنارة لِهَذِهِ القِيَمِ الرُّوحِيَّةِ، يَتَجَوَّلُ بِهَا فِي أَزِقَّةِ أُولْف الكبير كَدَاعِيَةٍ صَامِتٍ.

​فَيَا لَهُ مِنْ إِرْثٍ، إِرْثٌ لَا يُقَدَّرُ بِالْمَالِ، بَلْ بِمَدَى نَفَاذِ الكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ ووَقْعِ الفِعْلِ الحَسَنِ، كانَ حَيَاءً مُتَوَاضِعًا، وَصَدْقًا بَلِيغًا، وَتَضْحِيَةً فِي صَمْتٍ.

​إِنَّ الأَوْطَانَ لَا تُبْنَى بِالْحِجَارَةِ فَقَطْ، بَلْ بِالرِّجَالِ الذينَ يَحْمِلُونَ ذَاكِرَةَ الأُمَّةِ عَلَى أَكْتَافِهِمْ، لقد ولد قاسمي دحمان، لِيَعِيشَ عُمْرًا كَامِلاً، عَاصَرَ الأَجْدَادَ والآبَاءَ والأَبْنَاءَ، هذهِ النُّدرةُ فِي تَرَابُطِ الأَجْيَالِ هي سِرُّ مَحَبَّتِهِ العَامَّةِ، فهو يعْرِفُهُ الجَدُّ الذي حَكَى عَنْهُ، والأَبُ الذي صَافَحَهُ، والابْنُ الذي تَعَلَّمَ مِنْهُ، بَلْ وَيَعْرِفُهُ الْخَالُ والْخَالَةُ والْعَمُّ والْعَمَّةُ، كانَ نَقْطَةَ وَصْلٍ مُقَدَّسَةٍ تَلْتَقِي عِنْدَهَا أَطْرَافُ الْعَائِلَةِ والمُجْتَمَعِ، لَمْ يَكُنْ مُجَرَّدَ مُجَامِلٍ، بَلْ كانَ مُشَارِكًا حَقِيقِيًا فِي نَبْضِ الحَيَاةِ بِأَكْمَلِهِ، فكانَ حَاضِرا بِقَلْبِهِ لا بِجَسَدِهِ فِي كُلِّ مَوَاسِمِ الْفَرَحِ، يُضَاعِفُ السَّعَادَةَ، وفي كُلِّ مَشَاهِدِ الْحُزْنِ، يُوَاسِي ويَجْبُرُ الْخَاطِرَ.

​لَقَدْ كَانَ يُثْنِي عَلَى النَّاسِ فَيَزْرَعُ فِيهِمْ حُبَّ الْخَيْرِ، وهُمْ يُثْنُونَ عَلَيْهِ رَدًّا لِجَمِيلِ الِاحْتِرَامِ الذي بَذَلَهُ.

​في سجل الرِّجَالِ العُظَمَاءِ، الْمَوْتُ لَيْسَ غِيَابًا قَاطِعا، بَلْ هُوَ تَحَوُّلٌ مِنْ حَيَاةِ الجَسَدِ إِلَى خُلُودِ الذِّكْرَى.

​نَعَمْ، غَيَّبَهُ المَوْتُ عن عيوننا التي أَحَبَّتْهُ، ولكِنَّ ذِكْرَاهُ لَنْ تُغَيَّبَ. كَيْفَ لِـنُورٍ سَرَى فِي النُّفُوسِ أَنْ يَنْطَفِئَ؟

​سَتَبْقَى ذِكْرَاهُ فِي كُلِّ فَرْحٍ يَحِلُّ، حَيْثُ يُصْبِحُ مَقْعَدُهُ الْخَالِي شَاهِدا صَامِتا عَلَى مَا كَانَ يفعله ويُضْفِيهِ مِنْ بَهْجَةٍ ويستر من عيب، وَسَتَبْقَى حَاضِرَةً فِي كُلِّ حُزْنٍ، حَيْثُ نَفْتَقِدُ لَمْسَتَهُ الحَانِيَةَ وَكَلِمَتَهُ الصَّادِقَةَ التي تُلَمْلِمُ الجِرَاحَ، إِنَّ تَوَاضُعَهُ المُتَرَسِّخَ وَعَدْلَهُ المُطْلَقَ هُمَا النَّهْجُ الذي سَيَبْقَى مَنْحُوتًا فِي وِجْدَانِ أَهْلِ أولف الكبير وما خولها لِأَبَدِ الآبِدِين.

​وَلَيْسَ لَنَا فِي هَذِهِ اللَّحَظَاتِ سِوَى أَنْ نَرْفَعَ التَّضَرُّعَ إِلَى مَوْلَانَا، رَاجِينَ ومُتَوَسِّلِينَ:

​اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، وَاجْعَلْ قَبْرَهُ رَوْضَةً مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ. اللَّهُمَّ أَسْكِنْهُ الفِرْدَوْسَ الأَعْلَى، مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ والصالحين، واجْعَلْهُ فِي مَكَانَةِ الرِّجَالِ الذينَ جَعَلُوا حَيَاتَهُمْ نَمُوذَجا سَامِيا لِلْإِحْسَانِ فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ.

​إِنَّا لِلَّهِ  وإن إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.  




الاثنين، 10 نوفمبر 2025

وزير الصناعة يزور ولاية أدرار ويطلق مشاريع ودعم قوي للإستثمار

يقوم وزير الصناعة بزيارة عمل وتفقد لولاية أدرار،  يومي الإثنين والثلاثاء 10 و 11 نوفمبر 2025، وإسكان موت الزيارة محطة هامة لبعث وإطلاق عدد من المشاريع الصناعية والزراعية الكبرى، في إطار استراتيجية الحكومة لدعم الاستثمار المنتج وتعزيز الحركية الاقتصادية في ولايات الجنوب، و​شهد يوم الاثنين 10 نوفمبر 2025 من الزيارة، التركيز على قطاعي البناء والصناعات التحويلية الأساسية، حيث استهل الوزير جولته بتفقد مصنع الأجر التابع لمجمع GICA في بلدية فنوغيل، كما زار و الوفد المرافق المزرعة الفلاحية الصناعية لإنتاج القطن التابعة لمجمع أقروديف في بلدية تمقطن، وجاءت هذه الزيارة في إطار تسريع وتيرة الإنتاج لضمان مدخلات الصناعات النسيجية الوطنية، ​وكانت أبرز محطات اليوم الأول هي إعطاء إشارة انطلاق أشغال مشروع إنجاز الطريق المؤدي إلى مصنع الإسمنت على مسافة 12.5 كلم، وهو مشروع حيوي لفك العزلة وتسهيل نقل المواد، واختتم اليوم الأول بزيارة تفقدية لمصنع الإسمنت، و ​سيكون اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر، على موعد مع التركيز على دعم القطاع الخاص وتعزيز الإنتاج الغذائي ببلدية أدرار،  من خلال تفقد الوزير والوفد المرافق له وحدات صناعية متنوعة تتعلق بالقطاع الخاص، ما يعكس أهمية الشراكة الخاصة في تنمية قطاع الصناعة، ومن المتوقعة أن يعطي  الوزير خلال جولته في اليوم الثاني جملة من التعليمات الصارمة لرفع العراقيل الإدارية والتقنية التي تواجه المستثمرين، ليؤكد على ضرورة وضع المشاريع المتوقفة حيز الخدمة في الآجال المحددة، ويشدد على أهمية الدور الذي تلعبه أدرار كقطب فلاحي وصناعي واعد في مساهمتها لتحقيق التنمية الاقتصادية الوطنية.


جمعيات من المجتمع المدني بأدرار تطالب الرئيس تبون بإدماج عمال المناولة في سوناطراك

وجهت جمعيات المجتمع المدني بولاية أدرار نداءً عاجلاً إلى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، تُلتمس فيه تدخله الفوري لإنصاف عمال الشركات المناولة لدى الشركة الأم سوناطراك وإدماجهم بشكل دائم، وجاء هذا الطلب إثر موجة تسريحات طالت عمالاً ذوي خبرة طويلة، خاصة في مجمع رقان للغاز (GRN)، وذلك بحجة تطبيق سياسة توظيف جديدة تقوم على تعويضهم بالموظفين الجدد الناجحين في مسابقة سوناطراك الأخيرة، وقالت الجمعيات في التماسها على أن هذه الإجراءات تمثل إجحافًا في حق الكفاءات، وتتعارض مع وعد الرئيس الانتخابي الذي ذكره في ورقلة، والقاضي بإدماج عمال شركات المناولة لدى سوناطراك، ​واعتبرت الجمعيات أن التضحية بعمال ذو خبرة لصالح موظفين جدد لا يصب في مصلحة الشركة الوطنية ولا يتوافق مع سياسة الدولة الرامية إلى تحقيق الاستقرار الاجتماعي، و​تطالب هذه الجمعيات، بالإدماج الفوري لكافة العمال المتضررين في مناصب عمل قارة ومستقرة ضمن الشركة الأم سوناطراك، ​وأكدت الجمعيات أن قرار الإدماج هو قرار سيادي يعزز الاستقرار ويحفظ كرامة العامل الجزائري، معبرةً عن أملها الكبير في تدخل الرئيس لإنهاء أزمة هذه الفئة.   








66


المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 13 نوفمبر2025، العدد 3397 في الصفحة06



أدرار تُشيّع جثمان المجاهد الحاج عبدالقادر أرجيلوس

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وبعزيمة يملؤها الاعتزاز والفخر بمسيرة بطل، ودّعت ولاية أدرار اليوم أحد أبرز رجالاتها الأوفياء، المجاهد المرحوم الحاج عبدالقادر أرجيلوس، الذي وافته المنية صباح يوم الأحد 09 نوفمبر 2025، ليُسدل الستار على حياة حافلة بالجهاد والعطاء والتضحية في سبيل الوطن، و​شهدت مقبرة قصر أولاد أونقال ببلدية أدرار، مساء نفس اليوم، مشهداً مهيباً يليق بمقام المجاهد الراحل، حيث احتشد جمع غفير من المواطنين، إلى جانب وفد رسمي رفيع المستوى، للمشاركة في صلاة الجنازة وتشييع جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير، و​ترأس الوفد الرسمي السيد ضويفي فضيل، والي الولاية، مرفوقاً بالسيد خاي محمد، رئيس المجلس الشعبي الولائي، والسيد شريد رشيد، الأمين العام للولاية، والسيد مدير المجاهدين بالولاية، وممثلين عن الأسرة الثورية، مؤكدين بذلك على المكانة العظيمة التي يحتلها المجاهدون في ذاكرة الأمة ووجدانها، وبعد انتهاء مراسيم التشييع ودفن الجثمان، وفي لفتة وفاء وتقدير، قدّم السيد الوالي ومرافقوه واجب العزاء لأبناء الفقيد، و كانت اللحظة الأكثر تأثيراً هي تسليم العلم الوطني لأبناء المرحوم، ليظل رمزاً للتضحية والجهاد الذي قدمه الحاج عبدالقادر أرجيلوس، وشهادة حية على إخلاصه للجزائر. هذا العلم ليس مجرد قطعة قماش، بل هو قصة بطل، وعهد على صون الأمانة، و​برحيل الحاج عبدالقادر أرجيلوس، تفقد ولاية أدرار والجزائر قامة وطنية من طراز فريد، كان شاهداً على صفحات مشرقة من تاريخنا، ومشاركاً فاعلاً في صناعة فجر الحرية، وإن كانت السنين قد أنهكت جسده، فإن روحه ستبقى حية تُلهم الأجيال بضرورة التمسك بالقيم والمبادئ التي ضحّى من أجلها الأحرار، و لا يسعنا إلا أن نردد ما قاله الله تعالى: "...إنا لله وإنا إليه راجعون..."، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، رحم الله بطلنا، وجعل ما قدمه للوطن في ميزان حسناته.      






المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 12 نوفمبر2025، العدد 3396 في الصفحة06



السبت، 8 نوفمبر 2025

المؤسسة العمومية الصحة الجوارية بأولف تستكمل تركتب أجهزة طبية

في خطوة استراتيجية غير مسبوقة لتعزيز شبكة الرعاية الصحية الجوارية، قامت المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بدائرة أولف ولاية أدرار  باستكمال عملية توزيع وتركيب عتاد طبي حديث ومتطور في قاعات علاج تابعة لها على مستوى دائرة و من هذه القاعات؛ فاتني العملات في عين بلبال ومطريون، وتهدف هذه المبادرة إلى تجنيب سكان هذه المناطق النائية عناء السفر لمسافة تقدر بـ 120 كيلومتراً للحصول على خدمات التشخيص والعلاج المتقدمة، و​أشرف على عملية التوزيع وبشكل مباشر السيد الغوث الياس، مدير المؤسسة، الذي أكد أن هذا الإجراء يمثل تجسيداً لـ "التزام المؤسسة الراسخ بتقريب الخدمات الصحية النوعية من المواطن"، وأشار المدير إلى أن نجاح العملية تم بفضل التنسيق الفعال والمباشر مع مديرية الصحة بالولاية، بهدف دعم جهود الدولة في توفير خدمات ذات جودة عالية في كل نقطة من الولاية، و​شملت قائمة العتاد الموزع أجهزة متخصصة لرفع مستوى الخدمة في مجالات التشخيص المخبري والإشعاعي والرعاية الأولية حيث تم تركيب جهاز الأشعة الرقمي، لضمان تشخيصات سريعة ودقيقة محلياً، بالإضافة إلى أجهزة المخبر المتطورة لتحليل الدم، في قاعة مطريون،  وفيما يتعلق بقاعة عين بلبال، تم تزويدها بـ جهاز الإيكو غراف لتشخيص ومتابعة الحمل، إلى جانب جهاز الأسنان وجهاز قياس نبضات القلب، لتوفير رعاية شاملة، ولتحسين البنية التحتية تم تزويد القاعتين بـ جهازين للتعقيم لضمان السلامة الصحية، وجهازين للإضاءة للفحوصات، بالإضافة إلى منقولات طبية حديثة تمثلت في أسرة وكراسي متحركة، لتحسين راحة المرضى وتسهيل عمل الطاقم، وجاء هذا الدهن النوعي للقاعات  ليعكس جهود السلطات الصحية في الولاية، تحت إشراف مديرة الصحة لولاية أدرار، حمو فاطمة الزهراء، في الارتقاء بمستوى العلاج والمتابعة في جميع المراكز الصحية، ومن المتوقع أن تدعم هذه التجهيزات الطاقم الطبي بشكل كبير لتقديم رعاية موثوقة ومستدامة للمرضى في المناطق الأشد بعداً.  





المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 10 نوفمبر2025، العدد 3394 في الصفحة06


رئيس دائرة أولف يشرف على جلسة عمل لمتابعة ملف الفلاحة

أشرف طالب علي عبد الكريم، رئيس دائرة أولف بولاية أدرار، مساء يوم الأربعاء 22 أكتوبر 2025، على جلسة عمل هامة خصصت لمتابعة وتقييم ملف الفلاحة بالمنطقة، و​عُقدت الجلسة بمقر الدائرة وبحضور رئيس القسم الفرعي الفلاحي، وتركز جدول الأعمال بشكل أساسي على محورين رئيسيين، يتعلاقان بمتابعة مدى تنفيذ توصيات اللجنة الولائية المكلفة بالتطهير، و تم خلال الجلسة استعراض الخطوات المتخذة لتنفيذ التوصيات الصادرة عن اللجنة الولائية المتعلقة بتطهير القطاع الفلاحي، وتقييم التقدم المحرز في هذا الشأن، وتناولت النقطة الثانية في الجدول، التحضير للاجتماع الموسع للجنة التقنية للاستصلاح الفلاحي،  لوضع اللمسات الأخيرة على التحضيرات اللازمة لعقد الاجتماع الموسع والمقبل للجنة التقنية المعنية بملف الاستصلاح الفلاحي، والذي يُعول عليه في دفع عجلة التنمية الزراعية بالدائرة، وجاءت هذه الجلسة في إطار سعي دائرة أولف المتواصل لتوفير الإطار المناسب لدعم وتشجيع النشاط الفلاحي، وضمان الاستغلال الأمثل للأراضي المستصلحة، بما يخدم التنمية المحلية ويرفع من مردودية القطاع الفلاحي بالمنطقة.


المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 09 نوفمبر2025، العدد 3393 في الصفحة06



الأربعاء، 5 نوفمبر 2025

المكتب المحلي للجمعية الجزائرية للطب العام بأدرار ينظم يومين دراسيين حول داء السكري

يستعد المكتب المحلي لولاية أدرار للجمعية الجزائرية للطب العام لتنظيم يومين دراسيين هامين بمناسبة اليوم العالمي لداء السكري الذي يُصادف يوم 14 نوفمبر من كل عام، وسيُعقد هذا الحدث العلمي يومي الجمعة والسبت الموافق 07 و 08 نوفمبر 2025، و​يأتي تنظيم هذا اليوم الدراسي قبل أيام قليلة من الاحتفال الرسمي باليوم العالمي لداء السكري، مسلطاً الضوء على خطورة انتشار هذا المرض المزمن وضرورة التوعية بطرق الوقاية والعلاج وإدارة المرض، ويعتبر هذا التوقيت استغلالا أمثل للمناسبة العالمية لتعزيز الوعي الصحي لدى الأطباء والمرضى والجمهور في منطقة أدرار، وهدف التنظيم إلى تحديث المعارف الطبية للأطباء العامين والمختصين في المنطقة حول أحدث البروتوكولات العلاجية لداء السكري ومضاعفاته، ورفع مستوى الوعي لدى سكان الولاية بأهمية الكشف المبكر والالتزام بنمط حياة صحي للحد من الإصابة بالمرض، وإلى تبادل الخبرات بين المهنيين الصحيين وإثراء النقاش حول التحديات التي تواجه علاج ومتابعة مرضى السكري في الجنوب الجزائري، و​يدعو المكتب المحلي للجمعية الجزائرية للطب العام بأدرار جميع الأطباء، وشبه الطبيين، وطلبة الطب، وعامة الجمهور للمشاركة الفعالة في فعاليات هذين اليومين الدراسيين الهامين، للمساهمة في مكافحة داء السكري وتحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى.   


المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 06 نوفمبر2025، العدد 3392 في الصفحة06


مديرو الابتدائيات يتلقون تكويناً لمواجهة التسممات الغذائية وتسربات الغاز بأدرار

في خطوة استباقية لتعزيز معايير السلامة والصحة العامة في المؤسسات التعليمية، انطلقت صباح يوم الثلاثاء 04 نوفمبر 2025، فعاليات الأيام التكوينية للحد من التسممات الغذائية وتسربات الغاز، وذلك بثانوية الدين بحوص بفنوغيل، و​شهدت هذه المبادرة الهامة حضوراً نوعياً لمدراء الإبتدائيات من دائرتي فنوغيل وزاوية كنتة، ما يبرهن على الاهتمام البالغ بتحصين البيئة المدرسية، وجاء تنظيم هذه الأيام التكوينية ثمرة تعاون وتنسيق محكم بين عدة جهات رسمية، وتشرف عليها مديرية التجارة بالولاية بالتنسيق مع مديرية التربية، وبمشاركة فعالة من مصالح سونلغاز والحماية المدنية، هذا التكاتف المؤسساتي يضمن تغطية شاملة للمحاور المتعلقة بسلامة الغذاء وكيفية التعامل مع مخاطر الغاز، ويهدف تنظيم  هذه الأيام إلى تنظيم حملات تحسيسية واسعة النطاق، لا تقتصر على المدراء فقط، بل تستهدف جميع المشرفين والأطراف الفاعلة في منظومة الإطعام المدرسي والتشغيل الداخلي، وهم ​مدراء المؤسسات التربوية والمقتصدون، و​مفتشو التغذية، و​أمناء المخازن عبر كامل مؤسسات التربية بالولاية، و​من المتوقع أن يساهم هذا التكوين في رفع مستوى الوعي لديهم بأفضل الممارسات للوقاية من تلوث الأغذية، بدءاً من التخزين السليم وصولاً إلى التقديم، وكذلك تعزيز الإجراءات الوقائية والتعرف على علامات وأساليب التعامل السريع والآمن مع أي حوادث محتملة لتسرب الغاز، و​تؤكد هذه الجهود التزام سلطات الولاية بضمان بيئة تعليمية صحية وآمنة، مما يشكل خطوة نوعية نحو الحفاظ على صحة وسلامة التلاميذ . 


المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 06 نوفمبر2025، العدد 3392 في الصفحة06


تنصيب الوالي الجديد لولاية أدرار في إطار الحركة الجزئية لسلك الولاة

أشرف وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل، السيد السعيد سعيود، مساء يوم الثلاثاء 02 نوفمبر 2025، على مراسم تنصيب الوالي الجديد لولاية أدرار، السيد فضيل ضويفي، وقد احتضنت قاعة المحاضرات بمقر الولاية فعاليات حفل التنصيب الرسمي، بحضور السلطات المحلية والمنتخبين المدنيين والعسكريين وممثلي المجتمع المدني،

​وجاءت هذه الخطوة الهامة في إطار الحركة الجزئية الأخيرة التي أقرها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في سلك الولاة والولاة المنتدبين، والتي تهدف إلى ضخ دماء جديدة في الإدارة المحلية وتعزيز الحوكمة الرشيدة على مستوى التراب الوطني، و​خلال كلمته بالمناسبة، أكد وزير الداخلية على أهمية الدور المنوط بالولاة الجدد في تجسيد برنامج فخامة رئيس الجمهورية، خاصة فيما يتعلق بتحسين الإطار المعيشي للمواطنين، والدفع بعجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتبسيط الإجراءات الإدارية، من جهته عبّر الوالي الجديد لولاية أدرار، السيد فضيل ضويفي، عن تشرفه بالثقة التي وضعت فيه من قبل رئيس الجمهورية، مؤكداً التزامه بالعمل الجاد والمخلص لخدمة الولاية وسكانها، مشدداً على أن باب الحوار والتعاون سيبقى مفتوحاً أمام كل الفاعلين المحليين لتحقيق التطلعات التنموية المنشودة، ​ويُنتظر أن يساهم تعيين السيد ضويفي، ذي الخبرة والكفاءة، في إعطاء دفع جديد لمشاريع التنمية في ولاية أدرار، خاصة في قطاعات الفلاحة والطاقات المتجددة والسياحة الصحراوية، بما يخدم مصلحة المواطن والمنطقة ككل. 


صور والي أدرار الجديد ضويفي فضيل




الاثنين، 3 نوفمبر 2025

صانع الأجيال ورمز الوفاء: الأستاذ الفاضل بلوافي محمد بن المهدي المشهور بحمو المهدي سيرة من نور وتفانٍ

في قصر أولف الكبير ببلدية تمقطن، دائرة أولف، بولاية أدرار الشامخة، تنبع قصص العظماء من رحم التضحية والعمل الصامت، ومن بين تلك القصص الخالدة، تبرز سيرة المربي الفاضل والقامة التربوية الشامخة، الأستاذ بلوافي محمد بن المهدي، المعروف بـ "حمو المهدي". إنها سيرة لم تُرسم على ألواح الشهرة الزائفة، بل خُطَّت بمداد الإخلاص والتفاني على صفحات القلوب وعقول الأجيال.

هيبة الوقوف خلف السبورة

​لقد بدأ الأستاذ حمو المهدي مسيرته في محراب التربية والتعليم كأستاذ لمادة الرياضيات، تلك المادة التي تحتاج إلى عقل منظم وروح صبورة إذلم يكن "حمو المهدي" مجرد أستاذ يلقن الأرقام والمعادلات الجبرية؛ بل كان مهندسا للعقول، وبانيا للمنطق، و كان يرى في القسم فضاءً مقدسا للرسالة، حيث يؤدي عمله بإخلاص يتجاوز حدود الواجب الوظيفي ليلامس مرتبة العبادة والإتقان، ولهذا أصبح اسمه يُضرب به المثل في الوفاء لمهنة التعليم، فكان تلاميذه لا يتذكرون منه قسوة المنهج بقدر ما يتذكرون منه دفء الإرشاد وقوة المنهجية.

تصاعد في مراتب المسؤولية

​لم يكن الإخلاص في عمله ليظل حبيس جدران الفصل؛ فكان التدرج في المناصب اعترافا مستحقا بكفاءته ونبل مقصده. من أستاذ ملهم، ارتقى إلى منصب ناظر، حيث اتسعت دائرة تأثيره لتشمل الإشراف والتوجيه، محافظا على الجودة التي طالما عُرفت في عمله، ثم بلغت مسيرته ذروتها بتعيينه مديرا لثانوية.

​في هذا المنصب القيادي، لم يحد عن مبادئه الراسخة، لقد قاد المؤسسة التربوية بنفس روح التفاني والإخلاص التي عُرف بها في القسم، ولم يكن المدير المتسلط، بل كان القائد الأب الذي يرى في كل طالب مشروع مستقبل، وفي كل أستاذ شريكا في بناء هذا المستقبل. لقد كانت إدارته مثالا يُحتذى به في الانضباط، والنزاهة، والرؤية التربوية الثاقبة، حتى ساعة إحالته على التقاعد.

أخلاق فاضلة وكنز لا ينضب

​إن قيمة "حمو المهدي" لا تقاس فقط بعدد السنوات التي قضاها في الخدمة، ولا بحجم المناصب التي تقلدها، بل بجوهر الرجل والمربي الفاضل الذي سكنه، هو رجل ذو أخلاق حسنة تزين سيرته وتلمع في ذاكرة كل من عرفه، تلك الأخلاق التي صنعت منه قدوة، وجعلت محبته محبة صادقة، وشهادته شهادة حق لا يمكن لأحد أن ينكر بصمته النبيلة، إلا جاحد عماه الإنكار عن رؤية النور الصافي.

​بلوافي محمد بن المهدي لم يتقاعد من الحياة؛ بل انتقل من مرحلة العطاء الرسمي إلى مرحلة العطاء بالقدوة والتاريخ المشرّف، لقد ترك وراءه كنزا لا يفنى: أجيالا متعلمة، وقيما مغروسة، وذكرا حسنا يتردد صداه في أروقة تمقطن وأولف.

​فتحية إجلال وتقدير لـ "حمو المهدي"، رمز الإخلاص في زمن قلّ فيه الأوفياء.