الجمعة، 26 ديسمبر 2025

الإعلام المسؤول: ميثاق البناء وأمان الأوطان

في عالمٍ باتت فيه الكلمة أسرع من الضوء، وأقوى من الرصاص، يبرز الإعلام المسؤول ليس كمهنةٍ فحسب، بل كرسالةٍ وجودية وقاعدة ارتكاز تستند إليها نهضة الشعوب، و إن الكلمة التي نخطُّها بأقلامنا هي بذرة؛ إما أن تنبت سلاماً يظلل القلوب، أو شوكاً يمزق نسيج المجتمعات.

​حِبرُنا سلام.. وكلمتُنا بناء

​حين نقول "ليكن حِبرُنا سلاماً"، فنحن نختار بوعيٍ أن نطفئ نيران الفتن، وأن نغلب لغة العقل على ضجيج العواطف الزائفة،  وإن الإعلامي الحق هو من يدرك أن مداد قلمه أمانة، وأن كل حرفٍ يخطه هو لبنة في جدار الوطن، فبالكلمة الطيبة والمصداقية العالية، نبني جسور الثقة بين أطياف المجتمع، ونحول الاختلاف إلى ثراء، والنزاع إلى حوار.

​بوعي الإعلام تحيا الأوطان

​لا تستقر المجتمعات بحد السيف قدر ما تستقر بوعي الكلمة. الإعلام المسؤول هو الحارس الأمين الذي:

​يكشف الحقائق دون تزييف، ليمنح المواطن رؤية واضحة.

​يزرع الأمل في القلوب، ويبرز النماذج المضيئة التي تحفز على العمل والإنتاج.

​يتصدى للشائعات التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار وتفتيت العضد.

​الكلمة أمانة.. والمسؤولية وطن

​إن بناء الأوطان لا يقتصر على تشييد الحجر، بل يبدأ بصناعة الفكر، وعندما تتوحد جهودنا ليكون إعلامنا مرآةً للصدق ومنبراً للبناء، فإننا بذلك نحصّن مجتمعاتنا ضد عواصف الفوضى، إنها دعوة لكل صاحب قلم وصوت: اجعل من حبرك برداً وسلاماً على وطنك، ومن كلمتك منارةً تضيء دروب الاستقرار.

​الخلاصة: إن الإعلام الذي يحمل همّ الوطن هو الإعلام الذي يدرك أن "الحرية" لا تعني الفوضى، بل هي "مسؤولية" اختيار الكلمة التي تُعمّر ولا تُدمر.  


صيحة المظلوم: حين يغيب العدل وينطق الانفجار

عندما تسقط موازين القسط، وتُباع الحقوق في أسواق المصالح، ويصبح القانون عصاً في يد القوي وسياطاً على ظهر الضعيف، فإن العالم لا يقف عند حدود الصمت، بل يبدأ في كتابة الفصل الأول من فصول الكارثة، إن الحرمان من العدالة ليس مجرد سلبٍ للماديات، بل هو طعنة في كرامة الروح، وجرح غائر في وعي الإنسان بوجوده.

​غياب العدل.. موقد النيران

​العدالة هي الخيط الرفيع الذي يربط الفرد بالمجتمع، وهي العقد غير المكتوب الذي يمنح الناس الطمأنينة، فإذا ما انفرط هذا العقد، ساد قانون الغابة، و إن الضغط الذي يولده الظلم لا يتبخر في الهواء، بل يتراكم في سراديب القهر، ليتحول مع مرور الوقت إلى طاقة مدمرة لا تخضع لمنطق، ولا تستجيب لنداء العقل.

​انفجار بلا حدود

​عندما يصل المظلوم إلى نقطة "اليأس من الإنصاف"، فإنه يتخلى عن تعقيدات الحكمة وقواعد التعايش، و هنا ينفجر البركان الذي لا يعترف بحدود العقل؛ لأن العقل نفسه يقوم على التوازن، والظلم هو قمة الاختلال، و في لحظة الانفجار تلك، لا يبحث المظلوم عن حلول وسطى، بل يندفع لاسترداد كينونته بأي ثمن، محطماً في طريقه كل السدود التي عجزت عن حمايته.

​الحكمة المغيبة

​إن المجتمعات التي تظن أنها تعيش في أمان بينما تئن تحت وطأة المظالم، هي مجتمعات تنام فوق فوهة بركان، فالأمن الحقيقي ليس في قوة الأجهزة، بل في قوة الحق،  وصرخة المظلوم قد تبدأ هامسة، لكنها في النهاية تهز أركان العروش والقوانين الجائرة، مؤكدةً أن من زرع الظلم لا يحصد إلا العواصف.

​"إن العدل هو الركيزة التي يقوم عليها استقرار الكون، وبدونه، يتحول الوجود إلى فوضى عارمة لا تبقي ولا تذر."

​خاتمة

​إن الحرمان من العدالة هو إلغاء للإنسان، والإنسان الملغى لا يملك ما يخسره، ومن لا يملك ما يخسره هو أخطر القوى على وجه الأرض، لنتذكر دائماً أن حماية العدالة هي حماية للعقل من الجنون، وللسلم من الانفجار.  


الوفاء من أخلاق النبلاء وعطر الأرواح النقية

جوهر الأخلاق الإنسانية الوفاء وهو ليس مهارة تُكتسب، بل  يسكن في عمق الروح، وعطرٌ يفوح من القلوب التي لم تلوثها الماديات، في زمنٍ أصبحت فيه العلاقات تمر عبر موازين "الربح والخسارة"، يبرز الوفاء كعملة نادرة لا يتداولها إلا الأنقياء، الوفاء يا صديقي ليس درساً يُحفظ في بطون الكتب، ولا محاضرة تُلقى في المحافل، بل هو نداء "الأصل" وصوت "القلب" حين تصمت كل المصالح.

​القلوب النقية.. محاريب الانتماء

​الذي يملك قلباً نقياً، يرى في "العشرة" عقداً مقدساً لا يقبل الفسخ بالنسبة له، والصداقة ليست صحبة طريق تنتهي بانتهاء الرحلة، وليست مصلحة مؤقتة تذوب مع أول شروقٍ للمنفعة، إنها مسؤولية أخلاقية، واحترام يتجاوز الكلمات، وتقدير يمتد لما وراء الغياب.

​دستور الأوفياء: حفظ الجميل

​الإنسان الوفي هو ذاك الذي يمتلك ذاكرة قوية للفضل، وضعيفة لكل ما رديئ. هو الذي:

​لا يرفع صوته على الماضي: حتى لو انقطعت السبل، يظل يذكر الأيام الخوالي بأدب الصمت وهيبة الامتنان.

​يظل واقفاُ في الظل: يساند من كان يوماً معه، حتى لو باعدت بينهما دروب الحياة، فالمسافات لا تقتل الجميل في قلبٍ يعرف معنى الصداقة والزاد.

​لا ينكر الفضل: يؤمن بأن اليد التي امتدت إليه يوماً لتسنده، لا تُجازى إلا بالدعاء والذكر الطيب، مهما جار الزمان.

​الوفاء هو "الأصل"

​في نهاية المطاف، الوفاء هو الفرق الجوهري بين من يعبرون في حياتنا كالغبار، ومن يرسخون فيها كالأشجار المثمرة، فهو التزامٌ صامت يُثبت أن صاحبه "ابن أصول"، لا يغيره استغناء، ولا يكسره احتياج.

​"إن الوفاء هو الذاكرة الوحيدة التي لا تصيبها الشيخوخة، والجميل لا يضيع عند الكريم، بل ينمو كشجرةٍ يظللها الوفاء ويغذيها نبل القلب."


فرقة "BRI" بأدرار تحجز 140 قرص "إكستازي" وتوقف مروجاً

نجحت فرقة البحث والتدخل (B.R.I) بأمن ولاية أدرار، في عملية أمنية نوعية، من خلال وضع حد لنشاط مروج للمخدرات الصلبة، حيث أسفرت العملية عن توقيف شخص مشتبه فيه وتفكيك مخطط لترويج سموم ذات منشأ أجنبي، ​وحسب مصالح الأمن، فقد مكنت هذه العملية من حجز 140 قرص مهلوس من نوع "إكستازي"، و​مبلغ مالي قدره 34,000 دج يرحج أنه من عائدات الترويج، و​هاتف نقال كان يستخدم في التواصل مع الزبائن، ​وبعد استكمال الإجراءات القانونية، تم إعداد ملف قضائي ضد الموقوف وتقديمه أمام الجهات القضائية المختصة، وذلك في إطار جهود أمن ولاية أدرار  في محاربة الجريمة المنظمة وحماية الصحة العمومية. 


​مديرية النشاط الاجتماعي بأدرار تواصل التحسيس على العنف ضد المرأة

في إطار البرنامج الوطني الذي سطرته وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، تواصل مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن لولاية أدرار سلسلة خرجاتها الميدانية التحسيسية الموجهة لفائدة النساء، تزامناً مع الحملة الدولية لمكافحة العنف ضد المرأة التي انطلقت شهر نوفمبر الماضي، ولم تتوقف جهود المديرية عند المراكز الحضرية فحسب، بل شملت القصور والبلديات النائية بالولاية، حيث تهدف هذه الخرجات إلى الوصول إلى أكبر عدد من النساء في مناطق الظل، وتعمل القوافل التحسيسية، بالتنسيق مع الخلايا الجوارية للتضامن، على التقرب من النساء والاستماع لاهتماماتهن وتوعيتهن بحقوقهن القانونية والاجتماعية، و​ركزت الحملة في محطاتها الأخيرة على التعريف بالآليات الحديثة التي وضعتها الدولة لحماية المرأة، وعلى رأسها المنصة الرقمية "حمايتي"، وفي هذا الصدد، صرحت السيدة عرامة فيروز، الإطار بمديرية النشاط الاجتماعي لأدرار، مؤكدة على أهمية هذه الوسيلة التكنولوجية في تسهيل التواصل، ومن خلال هذه الخرجات إلى يوم الشعب إلى تشجيع النساء اللواتي يتعرضن لأي شكل من أشكال العنف على كسر حاجز الصمت، من  خلال منصة : (حمايتي) التي هي فضاء آمن يتيح لهن طرح انشغالاتهن وإيصال أصواتهن للمديرية، لضمان التكفل النفسي والاجتماعي اللازم عبر الخلايا الجوارية، وحسب السيدة السابق. الذكرى تلعب الخلايا الجوارية دوراً محورياً في هذا المخطط، حيث تعمل كحلقة وصل مباشرة بين الضحايا والإدارة المركزية، مما يضمن سرعة الاستجابة وخصوصية التعامل مع الحالات المسجلة، وتهدف هذه المبادرة في جوهرها إلى خلق بيئة اجتماعية ترفض العنف وتدعم استقرار الأسرة والمجتمع.    


  

المؤسسة الإستشفائية بأولف تنجح في الرابط بالشبكة الوطنية للصحة

نجحت المؤسسة العمومية الاستشفائية بأولف في إتمام عملية الربط بالشبكة الموسعة الوطنية لقطاع الصحة، لتكون بذلك من أوائل المؤسسات المرجعية على المستوى الوطني التي تنهي هذه العملية بنجاح، وجاءت هذه الخطوة تنفيذاً لتعليمات وزارة الصحة الرامية لعصرنة القطاع، واستكمالاً لدور المؤسسة كنموذج مرجعي ضمن 31 مؤسسة مختارة وطنياً، وقد تم تفعيل عملية الربط عقب استلام وجاهزية نظام الحماية (Firewall) المرسل من الوزارة الوصية، ويهداف المشروع، إلى رقمنة الخدمات لتوحيد وتبادل بيانات الملف الطبي الإلكتروني وطنياً، وتحسين التكفل بالمريض ودعم سرعة اتخاذ القرار الطبي، وتعزيز حماية البيانات الصحية للمواطنين، ​ورغم التحديات التقنية التي واجهت العملية، إلا أن الإشراف المباشر لمدير المؤسسة والتنسيق الفعّال بين المصالح الإدارية والتقنية مكن من تذليل الصعوبات وتحقيق هذا الإنجاز في وقت قياسي، ​ويضع هذا النجاح مستشفى أولف في موقع متقدم ضمن استراتيجية الدولة لرقمنة المرافق العمومية، وتجسيداً لتوجيهات السلطات العليا للبلاد وعلى رأسها رئاسة الجمهورية، الرامية إلى تحسين نوعية الخدمة العمومية المقدمة للمواطن عبر التحول الرقمي الشامل.   





الخميس، 25 ديسمبر 2025

بين جمر الثأر وبرودة الشاشات: حين تغدو الكرامة خبراً عاجلاً

في هذا العالم الذي يتقن فن "التفرّج"، لم يعد الموت هو الفاجعة الكبرى، بل الفاجعة الحقيقية هي اعتياد الفاجعة، نحن اليوم لا نرفع أصابع الاتهام في وجه من ينتفض ليسترد كرامته المهدورة، بل نوجهها إلى عالمٍ أصم، اختزل أوجاع الستضعفين في شريط أحمر أسفل الشاشة، يمرّ سريعاً كأنه لم يكن.

​ثمن الكرامة ليس للعرض

​عندما تُستباح الأرض وتُهدر الكرامة، يصبح "الثأر" ليس خياراً بل ضرورة أخلاقية لوقف الانهيار الإنساني، إن الذين يلومون الضحية على ردة فعلها، يتناسون أن القهر حين يتراكم، يتحول إلى بركان لا يعترف بقوانين "ضبط النفس" الزائفة. نحن لا ندين من يرفض الذل، بل نبجّل تلك الروح التي أبت أن تنحني في زمنِ الانحناء الجماعي.

​الشاشة: المقبرة الباردة للحقيقة

​لقد تحول العالم إلى "سيرك" إعلامي، حيث تُباع دماء المستضعفين في مزاد المشاهدات.

​الموت بـ "الجملة": تحولت أرواح البشر إلى مجرد أرقام إحصائية.

​الخبر العاجل: صار مجرد فاصل إعلاني بين برنامج ترفيهي وآخر، يمر بسلام وهدوء على قلوب المشاهدين خلف الزجاج البارد.

​صناعة الصمت: هذا العالم لم يعد يدين القاتل، بل يدين "الضحية الصاخبة" التي تزعج هدوءه المصطنع.

​الإدانة الحقيقية

​إن الإدانة الحقيقية لا ينبغي أن تُوجه لمن يحمل جرحه بيده ويحاول مداواته بالعزة، بل لهذا المجتمع الدولي الذي يرى الأشلاء فينتقد "جودة الصورة"، ويرى النزوح فيقلق على "استقرار الأسعار". إننا ندين هذا النظام العالمي الذي جعل من دمائنا المستضعفين "حبراً" يكتب به تقاريره الجوفاء، ومن صرخاتهم "موسيقى تصويرية" لنشرات الأخبار.

​الخلاصة: إن الكرامة لا تُستجدى من شاشات التلفاز، ولا تُطلب من أروقة المنظمات الصامتة، الكرامة تُنتزع انتزاعاً، والذين قرروا أن يثأروا لوجودهم، هم وحدهم الذين أدركوا أن هذا العالم لا يحترم إلا من يرفض أن يكون مجرد "خبر عاجل".  


صرخة من قلب الركام: عندما يسقط حق العالم في محاسبة الضحية

هذه الكلمات تنضح بالألم والقهر، وتعبّر عن لسان حال من بلغت به المعاناة حداً جعل من "الإدانة" ترفاً لا يملكه الغرقى، وواجباً سقط عن كاهل الضحايا.
​نحن الذين لم يتبقَّ من أجسادنا سوى الندوب، ومن بيوتنا سوى الغبار، ومن أحلامنا سوى صور تُبثُّ على الهواء مباشرة ليشاهدها عالمٌ أدمنَ دور المتفرج، نحن المذبوحون ببرودة، المقصوفون بلا رحمة، الجوعى الذين يقتاتون على الصبر، والغرقى الذين لفظتهم البحار حين ضاقت بهم الأرض.
​نحن خارج دائرة العتاب
​كيف يجرؤ "العالم" – بكل عجز مؤسساته وتواطؤ قواه – أن يطلب منا "إدانة"؟ الإدانة فعلٌ يمارسه من يملك رفاهية الأمن، ومن ينام في بيتٍ له سقف، ومن يضمن لأطفاله لقمة العيش وسلامة الجسد. أما نحن، فقد انتُزعنا من سياق البشرية التي تضع القوانين وتتحدث عن "الانضباط".
​إنّ من يرى دمه يُسفك في بثٍّ حيّ، وصوته يضيع في صدى الصمت الدولي، لم يعد مديناً لأحدٍ بتفسير أو اعتذار. 
​عبء الحساب يقع على الصامتين
​إذا ما انفتقت جراحنا يوماً، فانفعل مكلومٌ أو ثار منتقمٌ لقطرةٍ من بحر ما نزل بنا، فليس من حق أحد أن يرفع في وجهه سبابة اللوم، سواء أصاب أو أخطأ، أحسن الفعل أو أساء التقدير؛ فصوت الرصاص الذي يقتلنا هو من صنع الصمت الذي يلفكم.
​من يزرع القهر: لا يحق له أن يطالب بحصادٍ مهذب.
​من يتواطأ بالصمت: عليه أن يتحمل ضريبة الانفجار.
​من يعجز عن حماية طفل: لا يملك الأخلاق لتقييم غضبة رجل فقد كل شيء.
​ختاماً: الغضبة التي لا تُعذر
​على هذا العالم العاجز والمشارك في مأساتنا أن يدرك أن "العقل" و"الانضباط" هما أول ما يحترق في نيران الإبادة، لا تنتظروا من الضحية أن تكون حكيمة بينما السكين على رقبتها، بل تحملوا غضبة الذين لم يعد لديهم ما يخسرونه،
​نحن لا ندين أحداً يثأر لكرامتنا المهدورة، بل ندين هذا العالم الذي جعل من موتنا مجرد "خبر عاجل" يمر بسلام على شاشات التلفاز.  

كلمة في الملتقى السادس لنصرة خاتم الانبياء الذي تنظمه منصة أريد

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

​السَّادَةُ الْحُضُورُ الْكَرِيمُ، مَعَ حِفْظِ الْأَلْقَابِ وَالْمَقَامَاتِ وَالْمَهَامِّ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.

​أَتَوَجَّهُ بِتَحِيَّةٍ مِلْؤُهَا التَّقْدِيرُ لِـمُؤَسَّسَةِ "أُرِيدُ" الرَّائِدَةِ، وَلِلْقَائِمِينَ عَلَى مِنْصَّتِهَا الْمُتَمَيِّزَةِ لِلْعُلَمَاءِ وَالْخُبَرَاءِ وَالْبَاحِثِينَ النَّاطِقِينَ بِالْعَرَبِيَّةِ، كَمَا أُحَيِّي كَافَّةَ الْمُنَظِّمِينَ وَالْمُؤَطِّرِينَ لِهَذَا الْمَحْفِلِ الْمُبَارَكِ: "مُلْتَقَى الْعُلَمَاءِ لِنُصْرَةِ خَاتَمِ الْأَنْبِيَاءِ" فِي نُسْخَتِهِ السَّادِسَةِ.

​فِي رِحَابِ هَذِهِ الْمُنَاسَبَةِ الْعَزِيزَةِ عَلَى قُلُوبِنَا جَمِيعاً، نُؤَكِّدُ أَنَّ نُصْرَتَنَا الْحَقِيقِيَّةَ لِنَبِيِّنَا الْكَرِيمِ ﷺ تَتَلَخَّصُ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ: "الِاتِّبَاعُ". إِنَّ النُّصْرَةَ لَا تَكْتَمِلُ إِلَّا بِالتَّمَسُّكِ الصَّادِقِ بِمَا جَاءَ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، وَالِاجْتِهَادِ فِي تَطْبِيقِ هَدْيِهِ فِي تَفَاصِيلِ حَيَاتِنَا، وَالثَّبَاتِ عَلَى نَهْجِهِ وَإِنْ حَادَ عَنْهُ الْآخَرُونَ، لِيَبْقَى الرَّسُولُ ﷺ هُوَ الْقُدْوَةَ وَالْمَنَارَ فِي كُلِّ قَوْلٍ وَعَمَلٍ.

​وَإِنَّهُ لَشَرَفٌ عَظِيمٌ يُطَوِّقُ عُنُقِي، أَنْ أَنْتَسِبَ لِهَذَا الْبَيْتِ الطَّاهِرِ، مِنْ سُلَالَةِ الْإِمَامِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا)، سَائِلًا اللَّهَ أَنْ نَكُونَ خَيْرَ خَلَفٍ لِخَيْرِ سَلَفٍ.

​خِتَاماً، أُجَدِّدُ شُكْرِي لِإِدَارَةِ الْمُلْتَقَى عَلَى إِتَاحَةِ هَذِهِ الْفُرْصَةِ الْكَرِيمَةِ، وَأَشْكُرُكُمْ جَمِيعاً عَلَى حُسْنِ الْإِصْغَاءِ وَطِيبِ الْمُتَابَعَةِ.

​وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.

​كَانَ مَعَكُمْ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ الْمُشْرِفُ التَّرْبَوِيُّ وَالْبَاحِثُ وَالْإِعْلَامِيُّ بَلْوَافِي عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ هَيْبَةَ مِنَ الْجَزَائِرِ.  


رسالة من القلب: الفصل الأول محطة وليس نهاية الطريق

أبنائي التلاميذ، بناتي التلميذات..

​مع انقضاء الفصل الدراسي الأول، أقف معكم وقفة فخر بكل مجهود بُذل، ووقفة أمل لكل طموح لم يتحقق بعد، لقد ظهرت النتائج، وبين أيديكم الآن حصاد الفترة الماضية؛ فمن وجد خيراً فليحمد الله وليستزد، ومن وجد غير ذلك فلا يبتئس، فما هي إلا جولة في معركة النجاح الطويلة.

​إلى الفائزين بالمعدل وما فوق

​مبارك لكم هذا التميز، ومبارك لنا ولأهاليكم هذا النجاح، إن تفوقكم اليوم هو ثمرة سهركم واجتهادكم، لكن تذكروا دائماً أن "الوصول إلى القمة صعب، لكن الحفاظ عليها أصعب". اجعلوا من هذا المعدل دافعاً للوصول إلى الأفضل، ولا تركنوا إلى الراحة، فالعلم بحر لا يرتوي منه إلا الصابرون.

​إلى الذين لم يحالفهم الحظ في المعدل

​يا أبنائي، لا تتركوا لليأس طريقاً إلى قلوبكم، ولا تجعلوا من "الرقم" قيداً يحطم أحلامكم، فالسنة الدراسية ما زالت في بدايتها، وأمامكم فصلان كاملان قادران على قلب الموازين.

​حتى وإن كان معدلك "سبعة"، اعلم أن هذا الرقم ليس قدراً محتوماً، بل هو جرس إنذار يدعوك للاستيقاظ، والنجاح لا يحتاج إلى معجزات، بل يحتاج إلى:

​الثقة بالله أولاً: فهو المعين لمن استعان به.

​الثقة بالنفس: آمنوا يقيناً في قلوبكم أنكم "تستطيعون"، فالإرادة تصنع المستحيل.

​الجد والاجتهاد: استبدلوا الكسل بالعمل، والتردد بالعزيمة.

​"العثرة ليست سقوطاً، بل هي بداية النهوض بقوة أكبر".

​قصة للأمل والاعتبار

​أتذكر جيداً في سنوات مضت، تلميذة في السنة الثالثة متوسط، كانت صدمتها كبيرة حين حصلت في الفصل الأول على معدل سبعة بفاصلة، ظن الجميع أنها لن تنجح، لكنها لم تستسلم لليأس، اتخذت من ذلك المعدل الضعيف وقوداً للاجتهاد، واتبعت النصائح التي وجناها للتلاميذ، وبذلت أقصى طاقتها في الفصلين الثاني والثالث، وكانت النتيجة أنها انتقلت إلى السنة الرابعة بإعتزاز وفخر.

​يا أبنائي..

النجاح ينتظر من يطرق بابه بقوة لا تنظروا إلى ما فات، بل انظروا إلى ما هو آت, اجعلوا من الفصل الثاني صفحة بيضاء تكتبون فيها قصة نجاحكم بإرادتكم الصلبة.

​بإذن الله، وبفضل كدّكم، سنحتفل جميعاً بنجاحكم في نهاية السنة.  


كشف النقاط.. ميثاقٌ غليظ بين البيت والمدرسة، فأين الحاضرون؟

لقد كان يوم الخميس، الثامن عشر من ديسمبر 2025، أكثر من مجرد موعدٍ روتيني لتوزيع أوراق صماء تحمل أرقاماً؛ كان "يوم الميثاق" بين الأسرة والمدرسة، ومحطةً للوقوف على جني الثمار، وتقييم سلوك الأبناء وبحث مدى تجاوبهم مع أساتذتهم و المربين في الصرح التعليمي، وبينما كان أغلب الأساتذة والمربين ينتظرون بشغفٍ لقاء شركائهم في التربية، لكن في هذا اليوم سعيد غياب أغلب الأولياء، وحضورٌ خجول لبعض التلاميذ الذين جاءوا لاستلام كشوفهم بأنفسهم، وكأن الأمر لا يعني سوى "الورقة" لا "الإنسان". والأدهى من ذلك، أولئك الذين اكتفوا باتصال هاتفي أو إرسال أبنائهم نيابة عنهم، ضاربين عرض الحائط بالقيمة المعنوية والتربوية لهذا اللقاء.

​إن حضور الولي إلى المؤسسة التربوية والنعليمية، ليس مجرد إجراء إداري، بل هو:

​رسالة دعم نفسية لأنه عندما يراك ابنك مهتماً بالحضور، يدرك أن دراسته وسلوكه أولوية قصوى في حياتك، مما يرفع من تقديره لذاته وللمدرسة، و المطلوبة من الأولياء فهم ما وراء الأرقام، لأن الكشف يعطيهم النتيجة، لكن الأستاذ يعطيهم "التشخيص"، فقد يكون تراجع النقطة ناتجاً عن خجل، أو تشتت، أو سلوك عابر، وهو ما لا تخبر به الأرقام الصماء في كشف النقاط، ولابد من ​تجسيد مبدأ "المربي الشريك": الأستاذ ليس "خادماً" للمعلومة، بل هو مربٍ يحتاج لمد يدك أيها الوالي لتصحيح الاعوجاج قبل فوات الأوان.

​إن غياب أغلب الأولياء عن هذه المواعيد هو غيابٌ عن لحظات البناء الحقيقية في شخصية أبنائهم، فما الفائدة من توفير المأكل والمشرب، إذا غاب "الاحتضان التربوي"؟ إن التلميذ الذي يستلم كشفه بنفسه دون رقيب أو مشجع، يشعر بيتمٍ تربوي وسط أهله، ويفقد تدريجياً الحافز للتفوق أو الالتزام بالسلوك القويم.

​"إن المدرسة تبني العقول، لكن اهتمام الولي هو الذي يبني الروح ويشعل فتيل الطموح."

​ختاماً:

ليكن يوم 18 ديسمبر 2025، درساً لنا جميعاً. الأبناء أمانة، والتعليم رحلة مشتركة، فلا تتركوا أبناءكم يواجهون تحديات الدراسة وحدهم، فالحضور هيبة، والمتابعة عزيمة، والنجاح ثمرة تعاون بين المدرسة والبيت، فالمدرسة يمثلها الأساتذة والمربين والإداريين والبيت يمثله الأولياء، فليكن الجميع يدا واحدة من أجل مصلحة التلميذ.  


الأربعاء، 24 ديسمبر 2025

خلف أسوار الغفلة: حينما يتحول "غياب الأب" إلى جسرٍ لعبور الذئاب

في أدبيات التربية القديمة، كان يُنظر إلى الأب على أنه "عمود الخيمة"؛ تعبيرٌ بسيط في كلماته، لكنه عميق في دلالاته. فإذا مال العمود، سقط السقف على رؤوس الجميع. واليوم، ونحن نشهد تصدعاً في بنية الكثير من الأسر، تبرز أمامنا صورة رمزية مرعبة: ذئبٌ يتحين الفرصة، وفردٌ يميل عن الطريق، وراعيٍ غافلٍ غلبه النعاس أو الانشغال. إن هذا الثالوث ليس مجرد صدفة قدرية، بل هو معادلة هندسية لانهيار المجتمع، تبدأ حلقاتها من داخل "المنزل".

​الذئاب الرقمية.. حين يصبح الخطر داخل غرف النوم

​لم يعد "الذئب" اليوم كائناً يعيش في الفلوات أو يتربص خلف الشجيرات، بل أصبح "ذئباً رقمياً" عابراً للقارات، يخترق جدران المنازل المحصنة عبر شاشات الهواتف. إن كل فكر منحرف، وكل مروج للسموم، وكل متربص بالبراءة، هو ذئب جائع ينتظر تلك اللحظة التي يشعر فيها الابن أو الابنة بـ "الفقد العاطفي" أو "التيه الفكري". الذئاب المعاصرة لا تنهش الأجساد، بل تنهش القيم والهوية، وهي تدرك تماماً أن مدخلها الوحيد هو تلك "النعجة" التي انحرفت عن سياج الرقابة الأسرية بحثاً عن اهتمام زائف أو انتماء مفقود.

​انحراف النعجة.. صرخة احتجاج لا يبصرها أحد

​خروج الابن عن مسار الأسرة أو "انحرافه عن القطيع" ليس دائماً رغبة في الشر، بل هو في الغالب "نتيجة" لا "سبب". عندما يشعر الفرد داخل الأسرة بأنه مجرد رقم في كشف المصاريف، وليس روحاً تحتاج إلى احتواء، يبدأ بالبحث عن بديل. هذا الانحراف الصغير في بدايته —سواء كان انطواءً، أو تغيراً في السلوك، أو تمرداً على المبادئ— هو صرخة استغاثة موجهة للراعي. لكن المأساة تقع عندما يواجه الراعي هذه الصرخة بـ "العمى الاختياري"، متجاهلاً أن الشروخ الصغيرة في جدار البيت هي التي تسمح للرياح العاتية بالدخول.

​خطيئة الراعي: هل الأبوة مجرد "صراف آلي"؟

​إن أخطر ما يواجه مجتمعاتنا اليوم هو تحويل دور الأب إلى "راعي مالي" فقط. يظن الكثير من الآباء أنهم يؤدون أماناتهم على أكمل وجه بمجرد توفير الرفاهية المادية، متناسين أن "الرعاية" في أصلها هي "الولاية" و"الحماية".

​إن "غفلة الراعي" هنا ليست بالضرورة نوماً حقيقياً، بل قد تكون انشغالاً بالنجاح المهني على حساب البناء الإنساني، أو ثقة مفرطة في غير محلها، أو هروباً من المسؤولية التربوية وإلقائها على عاتق الأم وحدها أو المدرسة. عندما يغفل الأب عن لغة العيون، وعن نبرة الصوت المكسورة، وعن غياب الابن الروحي وهو جالس على المائدة، فإنه في الحقيقة يفتح أبواب الحظيرة للذئاب، ويمنحها "الشرعية" للافتراس.

​المجتمع تحت المجهر: الانهيار يبدأ من الداخل

​لا ينبئنا التاريخ بأن مجتمعاً انهار بسبب قوة أعدائه الخارجية فحسب، بل كانت نقطة الانهيار دائماً هي "تفكك الخلية الأولى". الأب هو صمام الأمان؛ فإذا استيقظ الراعي، تماسك القطيع، وإذا تماسك القطيع، تكسرت أنياب الذئاب على أسوار وحدته.

​إن الواقع المؤلم الذي نعيشه اليوم، من تصاعد في معدلات الجريمة، والانحلال الأخلاقي، وضياع الهوية لدى الشباب، هو نتيجة حتمية لـ "لحظة غفلة" طالت أكثر من اللازم. إننا بحاجة إلى ثورة وعي تعيد للأب دوره كـ "قائد استراتيجي" للأسرة، لا مجرد "ممول" لها.

​الخاتمة: الاستفاقة قبل فوات الأوان

​إن الكارثة التي نتحدث عنها ليست قدراً محتوماً، بل هي تنبيه لكل أب لا يزال يملك فرصة الإصلاح. إن استيقاظ الراعي اليوم، وانتباهه لتلك "النعجة" التي بدأت تبتعد، وتأمين السور ضد "الذئاب" المتربصة، هو السبيل الوحيد لإنقاذ المجتمع من الانهيار.

​تذكروا دائماً: إن الذئب لا يهاجم أبداً قطيعاً يقف خلفه راعيٍ عينه لا تنام، وقلبه لا يغفل، ويده تمتد بالحب قبل الحزم.  


​مثلث السقوط: حين يفتح "الراعي الغافل" أبواب الجحيم

 هذا المقال يتعلق بدق ناقوس الخطر في ضمير المجتمع:


​مثلث السقوط: حين يفتح "الراعي الغافل" أبواب الجحيم

​في قانون الغابة، لا يُلام الذئب إذا جاع، لكن يُلام الراعي إذا غفل. هذه القاعدة الفطرية تبدو اليوم كأنها المرآة التي تعكس واقعاً مجتمعياً مأزوماً، حيث لم تعد الكوارث تأتي من الخارج بقدر ما تنبت من ثنايا الإهمال الداخلي والتفكك القيمي. إننا أمام "مثلث سقوط" مرعب، أضلاعه: متربصٌ لا يرحم، وتائهٌ لا يدرك المصير، ومسؤولٌ غاب عنه الشعور بالأمانة.

​الفرد والقطيع.. فخ "الاستقلال الزائف"

​تبدأ المأساة دائماً بخطوة واحدة خارج "النسق". في علم الاجتماع، يُعد خروج الفرد عن قيم مجتمعه وهويته "انحرافاً عن القطيع"؛ ليس بالمعنى القطيعي السلبي، بل بمعنى فقدان الحماية الجماعية. هؤلاء الذين يظنون أن التمرد على المبادئ الثابتة هو نوع من التحرر، يجدون أنفسهم فجأة في العراء، بلا سند ولا غطاء، ليصبحوا الهدف الأسهل لـ "ذئاب" الفكر المتطرف، أو الاستغلال المادي، أو السقوط الأخلاقي.

​"الذئاب" لا تأتي من العدم

​إن "الذئب" في عصرنا ليس كائناً خرافياً، بل هو تجسيد لكل خطر يهدد تماسكنا. هو الفساد الذي ينهش مؤسساتنا، وهو المروج الذي يستهدف شبابنا، وهو المحرض الذي يقتات على الفرقة. هذا الذئب يتمتع بحاسة شم قوية، فهو لا يهاجم القوي المتماسك، بل يتربص بالثغرات، وينتظر تلك اللحظة التي يبتعد فيها الفرد عن الوعي الجمعي ليبدأ هجومه الكاسح.

​المسؤولية الضائعة: نوم الرعاة

​لكن، يظل الضلع الأخطر في هذه المعادلة هو "الراعي". إن غفلة المسؤول —سواء كان رئيساً في عمله، أو أباً في منزله، أو قائداً في مجتمعه— هي الثغرة التي تحول الخطر المحتمل إلى كارثة محققة. عندما يغرق "الراعي" في تفاصيله الخاصة، أو تأخذه سِنة من النوم عن مراقبة المخاطر المحيطة بـ "رعيته"، فإنه بذلك يقدم دعوة مفتوحة لكل المتربصين.

​إن الإدارة ليست مجرد منصب، بل هي "سهر" دائم على الثغور. والانهيار المجتمعي الذي نخشاه لا يحدث نتيجة قوة الأعداء، بل نتيجة تراكم "الغفلات" الصغيرة التي تصبح مع الوقت ثقوباً في سفينة الوطن.

​الخاتمة: اليقظة أو الانهيار

​إن الواقع المؤلم يخبرنا أن الكوارث لا تقع لأن الشر قوي، بل لأن الخير "نائم". لن يتوقف الذئب عن الجوع، ولن تتوقف النعاج عن التيه، لذا يبقى الرهان الوحيد على "يقظة الراعي". إننا بحاجة إلى إعادة الاعتبار لمفهوم "المسؤولية اليقظة"، قبل أن يستيقظ المجتمع على صراخ الفواجع في زمن لا ينفع فيه الندم.  


ثلاثية الفناء: حينما تغيب العين ويستيقظ الناب

في مسارح الحياة، لا تحدث الكوارث صدفة، بل هي نتيجة حتمية لتقاطع ثلاث ثغرات قاتلة: ذئبٌ متربص، ونعجةٌ تائهة، وراعٍ غافل؛ هذا الثالوث ليس مجرد قصة من قصص المراعى، بل هو تجسيد حي لمجتمعات تقف على حافة الهاوية.

​1. الذئب الجائع: غريزة الشر المتربصة

​الذئب في واقعنا ليس حيواناً، بل هو كل فكرٍ منحرف، أو فسادٍ مستشرٍ، أو عدوٍ يتحين الفرصة. الشر لا ينام، وجوعه للمناصب، أو المال، أو التخريب لا يشبع. هو يراقب بصمت، لا يهاجم القطيع وهو متماسك، بل ينتظر "لحظة الهشاشة" ليبدأ الوليمة.

​2. الانحراف عن القطيع: وهم الحرية القاتل

​عندما تقرر "النعجة" أن تخرج عن الجماعة ظناً منها أنها وجدت طريقاً أرحب، أو تمرداً على ضوابط القطيع، فإنها في الحقيقة لا تختار الحرية، بل تختار "المقصلة". إن الانحراف عن قيم المجتمع ومعاييره الأخلاقية تحت مسميات براقة يجعل الفرد لقمة سائغة؛ فالعزلة عن المبدأ هي أولى خطوات الفناء.

​3. غفلة الراعي: الخيانة العظمى للأمانة

​هنا تكمن الكارثة الكبرى. فالراعي (سواء كان أباً، أو معلماً، أو مسؤولاً) هو خط الدفاع الأول. إن غفلة الراعي ليست مجرد "سهو"، بل هي ثغرة ينفذ منها الموت. عندما ينشغل المؤتمن بصغائر الأمور عن عظمائها، ويترك الرعية بلا توجيه أو حماية، فإنه يمنح الذئب "رخصة قتل" مجانية.

​الواقع المؤلم والمصير المحتوم

​إن المجتمع الذي يكثر فيه الذئاب، ويتشتت فيه الأفراد، وينام فيه المسؤولون، هو مجتمع يكتب شهادة وفاته بيده. الانهيار لا يبدأ بزلزال، بل يبدأ بـ "غفلة" وانحراف صغير ينتهي بمأساة لا ينفع معها الندم.

​الخلاصة: إن حماية الأوطان والمجتمعات لا تقوم على القوة العسكرية فحسب، بل على يقظة "الراعي"، وتمسك "الرعية" بالقيم، وإدراك الجميع أن الذئب لا يشبع أبداً.

​"ليست المأساة في قوة الذئب، بل في انكسار الجماعة وغياب الضمير اليقظ."


دور الإعلام في صياغة السلم المجتمعي

 بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين عنوان كلمتي في هذا اللقاء

الكلمة أمانة.. والإعلام رسالة سلام

أيها السادة، أيتها السيدات، الحضور الكريم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نلتقي اليوم في رحاب هذه الندوة، لنناقش قضيةً لم تعد ترفاً فكرياً، بل أصبحت ضرورةً وجودية ومطلباًملحّاً؛ نناقش "الكلمة" في زمنٍ صارت فيه الكلمة أسرع من الرصاص، وأنفذ من السهام، نناقش دور الإعلام في صياغة السلم المجتمعي.

أيها الحضور الأعزاء..

إن الإعلام ليس مجرد شاشات تُضاء، أو منصات تُتصفح، أو أصوات تتردد عبر الأثير؛ الإعلام هو "هندسة العقول" و "صناعة الوجدان"، فإما أن يكون معولاً يهدم جدران الثقة بين أبناء الوطن الواحد، وإما أن يكون جسراً يربط بين القلوب والعقول.

إننا اليوم أمام مسؤولية تاريخية؛ فالسلم المجتمعي ليس مجرد "اتفاقيات" تُوقع، بل هو "ثقافة" تُزرع، والخطاب الإعلامي هو البذرة، حين يختار الإعلامي مفرداته بعناية، وحين يقدم الحقيقة مجردة من هوى النفس أو أجندات التفرقة، فإنه يبني حصناً منيعاً يحمي المجتمع من الانزلاق في مستنقعات الكراهية.

إن الخطاب الإعلامي المؤثر في تعزيز السلم هو الذي:

يؤمن بأن الاختلاف ثراء، فلا يحول التنوع الثقافي أو الفكري إلى جبهات للصراع، بل إلى لوحة فنية يكمل بعضها بعضاً، ويحارب الشائعة بالوعي فيدرك أن "السبق الصحفي" لا قيمة له إذا كان ثمنه تمزيق النسيج الوطني، وينتصر للإنسان فيجعل من كرامة الفرد وحقوقه بوصلةً لا يضل عنها أبداً، وفي الختام أقول: 

إن رسالتي لكل من يمسك بالقلم، أو يقف خلف الميكروفون، أو يدير منصة رقمية:

اجعلوا من كلماتكم حراساً للسلام، و تذكروا أن الكلمة إذا خرجت لن تعود، فاجعلوها تبني ولا تهدم، وتجمع ولا تفرق، وتزرع الأمل في النفوس، وتوقد شموع التسامح في الممرات المظلمة، وليكن شعارنا دوماً: "إعلام مسؤول.. لمجتمع آمن ومستقر".

شكراً لإصغائكم، ووفقنا الله جميعاً لما فيه خير أوطاننا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كان معكم في هذه الكلمة المشرف التربوي و الباحث والإعلامي بلوافي عبدالرحمن بن هيبه من دولة الجزائر.  


كلمة بمناسبة احتفال منظمة الصداقة الدولية باليوم العالمي للغة العربية

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى أله وصحبه 

بمناسبة احتفال منظمة الصداقة الدولية باليوم العالمي للغة العربية، الذي يوافق الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، يسعدني أن أشارك بهذه الكلمة: 

​أيها السادة أيتها السيدات حضورنا الكريم..

نحتفي اليوم بـ لغة الضاد، تلك اللغة التي لم تكن يوماً مجرد وسيلة للتواصل، بل كانت وعاءً للحضارة، وجسراً يربط بين الماضي والمستقبل، إن اللغة العربية هي إحدى الركائز الأساسية للتنوع الثقافي للبشرية، فهي لغة الشعر والبيان، ولغة العلم والفلسفة التي أضاءت عقول العالم لقرون طويلة. في إحتفالنا في هذا اليوم  بيومها العالمي، نجدد العهد على صيانتها، والاعتزاز بها، وتعزيز حضورها في ميادين التكنولوجيا والابتكار، لتظل دائماً لغة حية نابضة بالحياة.

أصدقاء الأعزاء، أساتذتي الأفاضل:

لاشك أنكم  تعلمون أن لغتنا العربية هي من أغنى لغات العالم، حيث تزيد مفرداتها عن 12 مليون كلمة؟ حسب معلوماتي، و هي اللغة التي اختارها الله لتكون لغة القرآن الكريم، وهي الهوية التي تميزنا وتجمعنا من المحيط إلى الخليج.

 أيها الحضور الكريم:

إن فخرنا بلغتنا لا يكون بالكلمات فقط، بل بالإجتهاد في إتقانها قراءةً وكتابةً، وبأن نكون خير سفراء لها في أخلاقنا وعلمنا، ​نحتفي بجمال حروفها وعمق معانيها، العربية ليست مجرد كلمات، بل هي وطنٌ نسكنه وتسكننا، و‏بها نكتب أحلامنا، وعبرها نعبر عن مشاعرنا بأدق التفاصيل، يوم 18 ديسمبر، هو اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة اللغة العربية كلغة عمل رسمية عام 1973، والعربية هي لغة الأدب الرفيع والمعمار اللغوي الفريد ولغة التراث العالمي، و هي واحدة من أقدم اللغات السامية التي ما زالت تحتفظ بأصولها وقواعدها بمرونة عالية، ويسرنا في الأخير أن نقول: لغتنا العربية الجميلة تاجٌ فوق رؤوسنا، شكر لكن على حسن الإنصات والإستماع و على إتاحة فرصة التدخل هذه، لي والسلام عليكم ورحمة الله، كان معكم في هذه الكلمة المشرف التربوي والباحث والإعلامي من دولة الجزائر بلوافي عبدالرحمن بن هيبه.  


​مجلس قضاء أدرار ينظم يوما دراسيا حول منازعات الضمان الاجتماعي

في إطار تعزيز التعاون المشترك بين قطاعي العدالة والضمان الاجتماعي، وبالتنسيق مع الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء (وكالة أدرار)، ينظم مجلس قضاء أدرار يوماً دراسياً هاماً تحت عنوان: "منازعات الضمان الاجتماعي بين النصوص القانونية والتطبيقات القضائية"، و​يأتي هذا اللقاء العلمي والقانوني، المزمع عقده غدا الخميس 25 ديسمبر 2025، ليسلط الضوء على واحدة من أكثر القضايا حيوية في الساحة القانونية والاجتماعية، ويهدف المنظمون من خلاله إلى فك الشفرات المحيطة بالنزاعات التي قد تنشأ بين هيئات الضمان الاجتماعي والمؤمن لهم اجتماعياً أو أرباب العمل، وكيفية مواءمة النصوص التشريعية مع الواقع الميداني داخل أروقة المحاكم، و​من المتوقع أن يجمع اليوم الدراسي نخبة من القضاة، والمحامين، وإطارات صندوق (CNAS)، لمناقشة عدة نقاط جوهرية أبرز​، آليات فض المنازعات في مجال الضمان الاجتماعي، و​قراءة في النصوص القانونية المنظمة للعلاقة بين العامل والصندوق، واستعراض أحدث الاجتهادات القضائية لضمان حقوق كافة الأطراف، و​ستحتضن قاعة المحاضرات بمقر مجلس قضاء أدرار فعاليات هذا اليوم الدراسي، ويعد هذا الحدث فرصة سانحة للمهنيين والمهتمين بالجانب القانوني والاجتماعي لتبادل الخبرات وتوحيد الرؤى حول كيفية تطبيق القانون بما يخدم العدالة الاجتماعية ويضمن استدامة منظومة الضمان الاجتماعي في الجزائر، ويعكس تنظيم مثل هذه الفعاليات  الإرادة القوية لوزارة العدل في الانفتاح على المؤسسات العمومية، وتفعيل الدور الأكاديمي والعملي للمجالس القضائية في معالجة القضايا التي تمس الحياة اليومية للمواطن بصفة مباشرة.  


المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 25 ديسمبر2025، العدد 3428 في الصفحة 06


أدرار تتحول إلى منارة للأدب بانطلاق الطبعة الثانية من أيام أدرار الأدبية

تستعد ولاية أدرار لاحتضان الحدث الثقافي الأبرز لهذا الموسم، حيث تنطلق فعاليات الطبعة الثانية من تظاهرة "أيام أدرار الأدبية" في الفترة الممتدة من 27 إلى 29 ديسمبر 2025،. يأتي هذا الحدث ثمرة تعاون استراتيجي بين المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "المجاهد الراحل هاشمي قويدر" ودار الثقافة "الشهيد شيباني محمد"، وبمساهمة فاعلة من نادي الإبداع الأدبي، وتتميز هذه الطبعة بحضور كوكبة من الأساتذة والنقاد والأدباء، وتهدف بشكل أساسي إلى صقل المواهب المحلية من خلال ورشات تطبيقية يؤطرها قامات أدبية جزائرية، وتتضمن هذه الأيام ورشة الكتابة المسرحية، تحت إشراف الكاتب المسرحي والروائي القدير محمد بورحلة، وورشة الكتابة السردية، بتأطير الروائي الأكاديمي البروفيسور فيصل الأحمر، ودعت اللجنة التنظيمية الراغبين في المشاركة من أبناء الولاية إلى الإسراع بالتسجيل عبر الرابط الإلكتروني أو "كود المسح" المتاح، وكان يوم 20 ديسمبر هو آخر أجل للتسجيل، ويقف خلف تنظيم هذا المحفل فريق من الأسماء المشهود لها في الساحة الثقافية، تحت الإشراف العام للبروفيسور عبد الله كرّوم، وتنسيق الروائي عبد الكريم ينّينه، فيما يتولى البروفيسور و الشاعر أحمد دليل مهام البرمجة والتصميم، وستكون أدرار على موعد مع برنامج ثري بالندوات والفعاليات التي سيتم الكشف عنها تباعاً، لترسيخ مكانة الولاية كوجهة للإبداع والفكر.  


المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 25 ديسمبر2025، العدد 3428 في الصفحة 06


إعطاء إشارة انطلاق قافلة طبية كبرى لفائدة سكان القصور والبلديات بأدرار ​في إطار تعزيز الرعاية الصحية الجوارية وتقريب الخدمات الطبية من المواطنين، أشرف السيد شريد رشيد، الأمين العام لولاية أدرار، ممثلاً للسيد الوالي ضويفي فضيل، صباح يوم الأحد 21 ديسمبر 2025 بمقر الولاية، على إعطاء إشارة انطلاق قافلة طبية تضامنية شاملة تستهدف سكان الأحياء والقصور عبر مختلف بلديات الولاية، و​جرت مراسيم الانطلاق بحضور رئيس الديوان، ومدير الحماية المدنية، ومدير التقنيين والشؤون العامة، إلى جانب إطارات وأفراد الحماية المدنية، وجاءت هذه المبادرة تجسيداً لبرنامج المديرية العامة للحماية المدنية الرامي إلى تفعيل الخرجات الميدانية والمساعدة الطبية في المناطق النائية، و​من المقرر أن تجوب هذه القافلة مختلف النقاط السكنية والقصور، لتقديم فحوصات واستشارات طبية متخصصة، حيث ستمتد نشاطاتها على مدار خمسة أيام، من 21 ديسمبر 2025، إلى 25 ديسمبر 2025، وتهدف هذه الخطوة إلى تخفيف عناء التنقل عن سكان القصور وضمان تغطية صحية نوعية، مما يعكس تلاحم مؤسسات الدولة مع احتياجات المواطن في عمق الجنوب الكبير. عبدالرحمن بلوافي ​ ​أدرار تتحول إلى منارة للأدب بانطلاق الطبعة الثانية من أيام أدرار الأدبية ​تستعد ولاية أدرار لاحتضان الحدث الثقافي الأبرز لهذا الموسم، حيث تنطلق فعاليات الطبعة الثانية من تظاهرة "أيام أدرار الأدبية" في الفترة الممتدة من 27 إلى 29 ديسمبر 2025،. يأتي هذا الحدث ثمرة تعاون استراتيجي بين المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "المجاهد الراحل هاشمي قويدر" ودار الثقافة "الشهيد شيباني محمد"، وبمساهمة فاعلة من نادي الإبداع الأدبي، وتتميز هذه الطبعة بحضور كوكبة من الأساتذة والنقاد والأدباء، وتهدف بشكل أساسي إلى صقل المواهب المحلية من خلال ورشات تطبيقية يؤطرها قامات أدبية جزائرية، وتتضمن هذه أيام ​ورشة الكتابة المسرحية، تحت إشراف الكاتب المسرحي والروائي القدير محمد بورحلة، وورشة الكتابة السردية، بتأطير الروائي الأكاديمي البروفيسور فيصل الأحمر، ودعت​دعت اللجنة التنظيمية الراغبين في المشاركة من أبناء الولاية إلى الإسراع بالتسجيل عبر الرابط الإلكتروني أو "كود المسح" المتاح، وكان يوم 20 ديسمبر هو آخر أجل للتسجيل، و​يقف خلف تنظيم هذا المحفل فريق من الأسماء المشهود لها في الساحة الثقافية، تحت الإشراف العام البروفيسور عبد الله كرّوم، وتنسيق الروائي عبد الكريم ينّينه، فيما يتولى البروفيسور. الشاعر أحمد دليل مهام البرمجة والتصميم، و​ستكون أدرار على موعد مع برنامج ثري بالندوات والفعاليات التي سيتم الكشف عنها تباعاً، لترسيخ مكانة الولاية كوجهة للإبداع والفكر. عبدالرحمن بلوافي ​مجلس قضاء أدرار ينظم يوما دراسيا حول منازعات الضمان الاجتماعي ​في إطار تعزيز التعاون المشترك بين قطاعي العدالة والضمان الاجتماعي، وبالتنسيق مع الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء (وكالة أدرار)، ينظم مجلس قضاء أدرار يوماً دراسياً هاماً تحت عنوان: "منازعات الضمان الاجتماعي بين النصوص القانونية والتطبيقات القضائية"، و​يأتي هذا اللقاء العلمي والقانوني، المزمع عقده اليوم الخميس 25 ديسمبر 2025، ليسلط الضوء على واحدة من أكثر القضايا حيوية في الساحة القانونية والاجتماعية، ويهدف المنظمون من خلاله إلى فك الشفرات المحيطة بالنزاعات التي قد تنشأ بين هيئات الضمان الاجتماعي والمؤمن لهم اجتماعياً أو أرباب العمل، وكيفية مواءمة النصوص التشريعية مع الواقع الميداني داخل أروقة المحاكم، و​من المتوقع أن يجمع اليوم الدراسي نخبة من القضاة، والمحامين، وإطارات صندوق (CNAS)، لمناقشة عدة نقاط جوهرية أبرز​، آليات فض المنازعات في مجال الضمان الاجتماعي، و​قراءة في النصوص القانونية المنظمة للعلاقة بين العامل والصندوق، واستعراض أحدث الاجتهادات القضائية لضمان حقوق كافة الأطراف، و​ستحتضن قاعة المحاضرات بمقر مجلس قضاء أدرار فعاليات هذا اليوم الدراسي، ويعد هذا الحدث فرصة سانحة للمهنيين والمهتمين بالجانب القانوني والاجتماعي لتبادل الخبرات وتوحيد الرؤى حول كيفية تطبيق القانون بما يخدم العدالة الاجتماعية ويضمن استدامة منظومة الضمان الاجتماعي في الجزائر، ويعكس تنظيم مثل هذه الفعاليات الإرادة القوية لوزارة العدل في الانفتاح على المؤسسات العمومية، وتفعيل الدور الأكاديمي والعملي للمجالس القضائية في معالجة القضايا التي تمس الحياة اليومية للمواطن بصفة مباشرة. عبدالرحمن بلوافي ​

في إطار تعزيز الرعاية الصحية الجوارية وتقريب الخدمات الطبية من المواطنين، أشرف السيد شريد رشيد، الأمين العام لولاية أدرار، ممثلاً للسيد الوالي ضويفي فضيل، صباح يوم الأحد 21 ديسمبر 2025 بمقر الولاية، على إعطاء إشارة انطلاق قافلة طبية تضامنية شاملة تستهدف سكان الأحياء والقصور عبر مختلف بلديات الولاية، وجرت مراسيم الانطلاق بحضور رئيس الديوان، ومدير الحماية المدنية، ومدير التقنيين والشؤون العامة، إلى جانب إطارات وأفراد الحماية المدنية، وجاءت هذه المبادرة تجسيداً لبرنامج المديرية العامة للحماية المدنية الرامي إلى تفعيل الخرجات الميدانية والمساعدة الطبية في المناطق النائية، ومن المقرر أن تجوب هذه القافلة مختلف النقاط السكنية والقصور، لتقديم فحوصات واستشارات طبية متخصصة، حيث ستمتد نشاطاتها على مدار خمسة أيام، من 21 ديسمبر 2025، إلى 25 ديسمبر 2025، وتهدف هذه الخطوة إلى تخفيف عناء التنقل عن سكان القصور وضمان تغطية صحية نوعية، مما يعكس تلاحم مؤسسات الدولة مع احتياجات المواطن في عمق الجنوب الكبير. 


المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 25 ديسمبر2025، العدد 3428 في الصفحة 06