الثلاثاء، 30 ديسمبر 2025

حفصة باسيدي قلم ذهبي من أدرار يتربع على عرش الكتابة في الجزائر

في إنجاز أدبي وتربوي يعكس نضج الجيل الصاعد وتميزه، استطاعت التلميذة "باسيدي حفصة" أن تخطف الأضواء وتتوج بالمرتبة الأولى وطنياً في مسابقة كتابة المقال، مهديةً بذلك فخراً جديداً لقطاع التربية ولولاية أدرار، ولم يمر هذا التألق مرور الكرام، حيث قدم مدير التربية خالص التهاني وأسمى عبارات التقدير للتلميذة المتفوقة، واعتبر المدير أن فوز حفصة هو ثمرة اجتهاد شخصي ودعم أسري متواصل، مشيداً بالدور المحوري الذي لعبته عائلتها الكريمة في تهيئة بيئة النجاح، ​كما خصّ المدير بالذكر طاقم متوسطة علي بن أبي طالب، من إدارة وأساتذة، معتبراً إياهم الجندي الخفي وراء هذا التميز، دون نسيان الدور الفعال  للجان التقييم الولائية التي سهرت على مرافقة المواهب وتوجيهها حتى بلوغ منصة التتويج الوطنية، ​وفي لفتة تعكس اهتمام الدولة بالنوابغ، حظيت التلميذة حفصة بتكريم خاص من وزارة التربية قدم لها من طرف رئيس المجلس الآعلى للغة العربية، وذلك تزامناً مع الاحتفالات بشهر اللغة العربية، هذا التكريم لم يكن مجرد احتفاء بجائزة، بل تقديراً للغة العربية وقدرة الجيل الجديد على تطويعها ببراعة في فن المقال، و​بعد هذا الإنجاز الوطني المشرف، تتجه الأنظار الآن نحو المشاركة الدولية، حيث يُعلق الجميع آمالاً كبيرة على التلميذة حفصة لتمثيل الجزائر أحسن تمثيل، فالموهبة التي أظهرتها في صياغة الأفكار وبناء المقال تجعل منها سفيرة فوق العادة للأدب المدرسي الجزائري في المحافل الدولية، ويعد نجاح حفصة هو رسالة لكل تلميذ مجتهد بأن التفوق يبدأ من شغف القراءة وينتهي على منصات التتويج. ​كل التمنيات لابنة أدرار خاصة و الجزائر عامة، باسيدي حفصة، بمزيد من التألق والنجاح في مسارها الدراسي والأدبي، لتظل شعلة تضيء سماء الإبداع الوطني. 


مدرسة علي بن أبي طالب للقرآن برقان تنظم ملتقاها الحادي عشر

تحت إشراف فضيلة الشيخ الحاج عبد الكريم الدباغي، احتضنت المدرسة القرآنية الداخلية "علي بن أبي طالب" ببلدية رقان، فعاليات الملتقى السنوي الحادي عشر للطلاب، والذي جاء هذا العام تحت شعار: "أنتم أعلم بشؤون دنياكم"، ​تناول الملتقى موضوعاً فقهياً واجتماعياً بالغ الأهمية وسم بـ "العرف.. حجيته وأثره في الأحكام والفتوى"، بمشاركة واسعة لنخبة من الأساتذة، الباحثين، ومشايخ المدارس القرآنية الذين توافدوا من مختلف ولايات الوطن، وركز المشاركون في مداخلاتهم على عدة نقاط جوهرية أبرزها، تأصيل حجية العرف كدليل شرعي في استنباط الأحكام، ودور العرف في مراعاة خصوصيات المجتمع عند صياغة الفتوى، والربط بين النص الشرعي والواقع العملي بما يحقق مقاصد الشريعة، ​وأكد القائمون على الملتقى أن اختيار هذا الموضوع يهدف إلى تزويد طالب العلم بالأدوات الفقهية اللازمة لفهم المتغيرات الاجتماعية، مشيرين إلى أن مدرسة "علي بن أبي طالب" تسعى من خلال هذه الطبعة إلى ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال والاجتهاد الرصين، ​واختتمت الأشغال بجلسات نقاشية ثرية جمعت بين جيل الشيوخ والطلبة والباحثين، وسط إشادة كبيرة بالدور العلمي والتربوي الذي تؤديه المدرسة في المنطقة.   




أدرار تُسدل الستار على أيامها الأدبية: احتفاء بالإبداع وتكريم لصنّاع الكلمة

اختُتمت مساء يوم الاثنين 29 ديسمبر 2025،  فعاليات "أيام أدرار الأدبية" في طبعتها الثانية، والتي احتضنتها الولاية في الفترة الممتدة من 27 إلى 29 ديسمبر 2025، وقد شهد حفل الاختتام أجواءً ثقافية بهيجة عكست النجاح الكبير الذي حققته التظاهرة، مؤكدة مكانة أدرار كحاضنة فاعلة للحراك الأدبي والفكري في الجزائر، ولم يكن الحفل الختامي مجرد مراسيم بروتوكولية، بل شكّل "لحظة وفاء" بامتياز،  خُصصت لتكريم كوكبة من الأساتذة والكتّاب والنقاد الذين أثروا جلسات الأيام بطروحاتهم العلمية وإبداعاتهم الأدبية، وشملت قائمة المكرمين أسماء وازنة في المشهد الثقافي، وهم ​في النقد والفكر كرومي لحسن، مصطفى منصوري، مويسي بوسماحة، وليد خضور، فيصل حصيد، جلال الدين سماعن، وعبد الحفيظ بن جلولي، وفي الجمع بين النقد والرواية، اليامين بن تومي وعبد القادر ضيف الله، و​في الشعر والترجمة، ميلود حكيم، إيزة عبد الحميد (قاص وشاعر)، عيسى ماروك (شاعر وناقد)، ومبسوط محمد عبد المجيد، ​وإيماناً من المنظمين بأهمية تمرير الخبرات للأجيال الصاعدة، حظي مؤطرو الورشات التكوينية بتكريم خاص؛ حيث تم تكريما الدكتور فيصل الأحمر، تقديراً لدوره التأطيري في "ورشة الكتابة السردية"، و​الأستاذ محمد بورحلة، عرفاناً بما قدمه في "ماستر كلاس الكتابة المسرحية"، والذي فتح آفاقاً جديدة للمشاركين من خلال خبرته المسرحية الطويلة، ​وفي خطوة تجسد البعد التكويني للتظاهرة، وُزعت في ختام الحفل شهادات تربص على الشباب المشاركين في مختلف الورشات، وقد أجمع الحضور على أن هذه المبادرة تساهم في ترسيخ تقاليد ثقافية تمزج بين المعرفة الأكاديمية والممارسة الإبداعية، مما يضمن استمرارية الفعل الأدبي وتطوير المواهب الشابة، وبهذا الختام، تكرّس "أيام أدرار الأدبية" نفسها كواحدة من أهم المواعيد الثقافية الوطنية، ضاربةً موعداً جديداً مع الإبداع في طبعات قادمة، بعد أن نجحت في تحويل أدرار إلى قبلة للمثقفين والمبدعين من كل حدب وصوب.     





مرافئ الطمأنينة: في رحاب الصبر والشكر والذكر

الصبر والشكر وذكر الله، هذه الكلمات ليست مجرد عبارات عابرة، بل هي دستور الحياة المطمئنة وأعمدة السعادة الثلاثة، ​في معترك هذه الحياة المليئة بالصعاب والمتغيرات، يجد الإنسان نفسه في بحث دائم عن مرسى للأمان وبابٍ للسعادة. ولن يجد مفتاحاً أصدق من تلك الثلاثية المقدسة: صبرٌ جميل، وشكرٌ جزيل، وذكرٌ جليل.

​أولاً: الصبر.. مفتاح الأبواب المغلقة

​الصبر ليس مجرد انتظار، بل هو "فن الأمل" حين تضيق السبل. هو القوة الخفية التي تجعلنا نقف شامخين أمام رياح الأقدار. حين تصبر، أنت لا تستسلم للواقع، بل تعلن ثقتك بمقدّر الأرزاق.

​تذكر دائماً: أن أشدّ الساعات ظلمة هي تلك التي تسبق الفجر، وأن أبواب السعادة التي استعصت طويلاً، لا تُفتح إلا لمن امتلك "مفتاح الصبر" الذي لا ينكسر.

​ثانياً: الشكر.. حارس النعم وسر زيادتها

​إن السعادة لا تأتي بامتلاك ما لا نملك، بل بتقدير ما نملك بالفعل. الشكر هو الاعتراف بجميل العطاء، وهو القيد الذي يحفظ النعم من الزوال.

حين تشكر، أنت تفتح قناةً لا تنقطع من العطاء الإلهي، فالممتنون هم وحدهم من يرون الجمال في أبسط الأشياء، ومن يرزقهم الله البركة في القليل قبل الكثير. بالشكر، تتحول النعمة العابرة إلى مقامة دائمة.

​ثالثاً: ذكر الله.. واحة القلوب المتعبة

​في ضجيج الحياة وصخبها، تتوه النفوس وتضطرب المشاعر، ولا تجد الروح سكينتها إلا بالعودة إلى خالقها. ذكر الله هو "البلسم" الذي يضمد جراح القلق، و"النور" الذي يبدد ظلمات الحيرة.

حين يلهج اللسان بذكر الله، ينعكس ذلك طمأنينةً في أعماق القلب، فتصبح المحن منحة، والضيق سعة. فكيف يحزن من كان رفيقه الخالق، وكيف يضطرب من استند إلى الركن الشديد؟

​ختاماً:

اجعل من الصبر درعك، ومن الشكر ديدنك، ومن ذكر الله أنيسك؛ حينها فقط، ستدرك أن السعادة ليست وجهة نصل إليها، بل هي "طريق" نعبده بهذه اليقينيات الثلاث.  


نداء الحق يقول الفجر آتٍ لا محالة والصدق ينتصر على الكذب

أيها الشرفاء..

قفوا بثبات، وانظروا بقلوبكم قبل عيونكم إلى ساحة الصراع الكبرى! لا يغرنكم زبد الباطل وهو يعلو، ولا يرهبكم صوت الظلم وهو يزمجر. ففي قانون السماء والأرض، لم يخلد كذبٌ قط، ولم ينهزم صدقٌ أبداً.

​يا من تحملون الأخلاق السامية درعاً..

إن حقد القلوب الضيقة سينفجر في صدور أصحابه، وسعة صدوركم هي المدى الذي سيحتوي النصر قريباً. أتظنون أن الظالم يربح؟ كلاً! فكل صرخة مظلوم هي مسمار في نعش الطغيان، وكل فكر متفتح هو شعاع نور يمزق ظلمات التزمت والتوحش.

​ختاماً..

ليعلم العالم أجمع، أن المعركة وإن طالت، فإن راية الحق هي التي ستخفق في العلياء. انتصروا لصدقكم، وتمسكوا بسمو أخلاقكم، فأنتم الغالبون بيقين الحقيقة، وأنتم الباقون بطهر السريرة. إن الفجر لا يستأذن أحداً ليبزغ، وكذلك الحق.. سينتصر!  


النضج المؤسسي والمهني في عبقرية إدارة الاختلاف

إن الرقي الحقيقي في ميدان العمل والحياة لا يُقاس بمدى قدرتنا على إحاطة أنفسنا بـ "نسخ مكررة" منا، بل يتجلى في تلك المرونة الفائقة التي تجعلنا نبني جسوراً فوق فجوات التباين. فالاختلاف ليس عائقاً، بل هو المادة الخام للإبداع إذا ما أُحسن صهرها في بوتقة الهدف الواحد.

​1. وهم التشابه وفخ "الأذواق"

​كثيرون يقعون في فخ "الارتياح للشبه"، فيبحثون عمن يشبههم في الرأي، والمزاج، وطريقة التفكير. لكن الحقيقة المرة هي أن التشابه المطلق يولد ركوداً؛ فالفريق الذي يفكر أعضاؤه جميعاً بنفس الطريقة، هو فريق يمتلك "عقلاً واحداً" وعشرة أجساد زائدة، و​النجاح لا يُصنع بالأذواق الشخصية، بل بالنتائج الموضوعية التي تتجاوز حدود الأنا.

​2. النضج: فن تحويل التباين إلى قيمة

​النضج في التعامل هو أن تدرك أن زميلك الذي يختلف معك في "الأسلوب" قد يكون هو الأقدر على سد ثغراتك. إن إدارة الاختلاف تتطلب نفساً صبورة وعقلاً منفتحاً يرى في "الرأي الآخر" قطعة مفقودة من أحجية النجاح، وليس هجوماً شخصياً.

​الاختلاف في الرؤية: يمنحك زوايا نظر لم تكن لتراها وحدك.

​الاختلاف في المهارة: يخلق تكاملاً يجعل المخرج النهائي أقوى وأمتن.

​الاختلاف في الشخصية: يوازن بين الحماس والتروي، وبين المخاطرة والحذر.

​3. النجاح كقيمة مضافة

​عندما نتوقف عن محاولة "صهر" الآخرين ليصبحوا مثلنا، ونبدأ في "استثمار" تميزهم، ننتقل من مرحلة العمل التقليدي إلى مرحلة القيمة المضافة. هنا، لا يصبح المجموع (1+1=2)، بل يصبح نتاجاً استثنائياً يفوق التوقعات لأن الاختلاف أضاف أبعاداً جديدة للعمل.

​خاتمة ملهمة:

إن العظمة لا تكمن في أن تجد من يتفق معك، بل في أن تنجح مع من يختلف عنك. النضج هو أن تضع "الهدف" فوق "الذات"، وأن تؤمن أن أجمل المقطوعات الموسيقية هي تلك التي تعزفها آلات مختلفة، لكنها تتوحد في إيقاع واحد.

​كن أنت القائد الذي يدير التنوع ليصنع منه مجداً، ولا تكن التابع الذي يبحث عن الألفة ليهرب من التحدي.