ببالغ الحزن والأسى، ودعت الجزائر يوم السبت 9 أوت 2025، أحد أبنائها البررة ومجاهديها الأبطال، أحمد الشقة بن عبد القادر، المجاهد الذي نذر شبابه وماله لخدمة وطنه، رحل عن هذه الدنيا في العاصمة عن عمر يناهز 82 عاما، تاركا خلفه سيرة عطرة مليئة بالتضحية والإخلاص.
ولد الفقيد في 23 ماي 1943 بقرية إينغر، وهو ينحدر من عائلة عريقة أصولها من منطقة عزي بفنوغيل ولاية أدرار، بدأت مسيرته النضالية في وقت مبكر من حياته، حيث انضم إلى صفوف جبهة التحرير الوطني في أواخر الخمسينيات، وتحديدا في عام 1959، ولم يكتفِ بالتجنيد فحسب، بل كان مسبلاً شارك بماله الخاص في دعم الثورة، إيمانا منه بقدسية الجهاد من أجل استقلال الجزائر، وكان المجاهد أحمد الشقة أحد مجندي القاعدة الجنوبية، حيث أشرف على تجنيده قادة بارزون أمثال أحمد درايعية؛ المعروف بإسمه الثوري أحمد دراية، والمدعو عبد القادر المالي الرئيس السابق للجزائر المرحوم عبدالعزيز بوتفليقة، و محمد الشريف مساعدية، ومع تصاعد وتيرة الثورة، وكان من بين المنتمين لمركز تدريب المجاهدي بمنطقة تيت بولاية تمنراست الذي تم تأسيسه في ذلك الوقت كمركزا لتدريب المجاهدين، ليقوم بتأهيلهم وإعدادهم لخوض المعارك ضد المستعمر الفرنسي الغاشم والظالم، واستمر في هذا الدور الحيوي حتى إعلان وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962. إن رحيل المجاهد أحمد بن عبدالقادر الشقة يمثل خسارة كبيرة للجزائر، فقد كان رمزا للصمود والعزيمة، وشاهدا على بطولات جيل كامل ضحى بكل ما يملك من أجل أن تعيش الأجيال القادمة في كنف الحرية والكرامة، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق