في واحة توات الخضراء بولاية أدرار، حيث تتجذر الأصالة والتاريخ، يبرز اسم مولاي عبد الله سماعيلي، قامة من قامات التربية والتعليم والعمل العام، ينحدر من العائلة البحاجية العريقة، أحفاد الشريف السي حمو بلحاج، وهي سلالة مباركة تمتد جذورها إلى الدوحة النبوية الشريفة، سلالة الحسن بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لم يكن هذا الانتماء مجرد نسب، بل كان منهلاً صافياً لصفاء روحه وعمق فكره. فقد نشأ وترعرع في زاوية كنتة، التي كانت بمثابة المدرسة الأولى التي نهل منها علوم القرآن والمعرفة النظامية، ليغدو بذلك سليل بيت علم وصلاح وكرم. لقد كرّس حياته لخدمة المجتمع من خلال ميادين متعددة، فكان أستاذاً مربياً، وسياسياً محنكاً، وناشطاً جمعوياً، وباحثاً أصيلاً في التراث.
لم يكتفِ بتعليم الأجيال، بل خاض غمار العمل السياسي، فتقلد رئاسة وعضوية مجالس شعبية محلية، وحمل هموم الناس وقضاياهم بصدق وأمانة. كما كان عضواً فاعلاً في اتحاد الشباب الجزائري والكشافة الإسلامية، ليؤكد بذلك إيمانه العميق بدور الشباب في بناء الوطن.
ولم تنتهِ مسيرته عند هذا الحد، فكانت له بصمة واضحة في البحث العلمي، حيث حصل على شهادة الماجستير من معهد الدراسات والبحوث العربية بمصر، مما زاده علماً وثقافة. لكنه لم ينسَ جذوره، فظل باحثاً في التراث، يجمع ويصون كنوز المنطقة التاريخية.
مولاي عبد الله سماعيلي هو نموذج فريد للرجل الذي يجمع بين أصالة النسب وعمق الفكر، بين همّة السياسي وروح المربي، بين تواضع الباحث وسخاء الكريم المعطاء. لقد ترك بصمته في كل مجال عمل فيه، شاهداً على أن العلم والكرم والعمل الصالح هي أساس بناء الأوطان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق