بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى
أله وصحبه
مقدمة : البحث في التربية مجاله واسع ،ولايمكن حصره في سطور لان الحياة
مبنية على
التربية ولايمكن ان يحيا كائن حي بدون تربية ،من ناحية التعريف العام
للتربية ،ونحن في بحثنا
هذانريد ان نتطرق إلى صفات المربي النا جح ؛او بعنى آخر إلى الصفات التي
يجب أن تتحقق
في المربي حتى يتم له التوفيق في فعله التربوي ، سواء كان هذا المربي أب او
أم ،او موظف
في حقل التعليم أوفي مهمة تربوية ،مهما كان إطارمهنته في التربية،الا اننا
قبل ان نتطرق
لهذه الصفات راينا ان هناك امور لابد له من ان يكون على دراية بها
وهي معنى التربية
واقسامهاواهدافها والطرق تستعمل في التربية ، كما اننا سوف نتكلم على
المراهقة لان معرفتها
ضروري في التربية
.
معنى التربية لغة : ذهب جل علماء اللغات إلى أن مفهوم التربية التربية من
الناحية اللغوية هو
الزيادة والنمو او التغذية والتنشئة والتثـقيف ، فيقال تربى فلا ن على كذا
أي نشأعليه ،فهذامعنى
التربية من الناحية اللغوية.
اما تعريفها الاصطلاحي : فهو عملية إحداث تغيير في شخصية الفرد من جميع
جوانبها ،حتى
ينشأعلى الصفات المرغوب فيها فرديا و إجتماعيا ؛والمتمثلة في حسن الخلق و
المعاملة الحسنة
لجميع الناس .
المقصود العام من التربية : هو الاعداد،وخاصة اعداد الفرد ليكون صالح في
نفسه نافعا
للمجتمع .
علاقة التربية بالتعليم : إن علاقة التربية بالتعليم كعلاقة الماءبالحياة
،فلاحياة بدون ماء ولا
تربية بدون تعليم ، إذ أن التعليم وسيلة لتحقيق أهداف التربية في إعداد
وتكـوين الشخصية
المتكاملة القادرة على التلاؤم والتكيف مع المجتمع من الناحية ،
والمؤهلة للإ سهام في
تطوير المجتمع ودفعه نحو التقدم والإزدهار والرقي من ناحية أخرى.
اقسام التربية : قد لاتنحصر اقسام التربية في هذه التقسيمات ،ألا أننا
ذكرنا هذه الاقسام
التي رأينا أنها ،ربما ضرورية .
التربية الجسمية : يجب الاعتناء بالطفل من الناحية التغذية بحيث يغذى الجسم
بما يستحق
من اكل صحي متكامل ، وهذه مهمة الوالدين في البيت وخاصة الام،او مهمة
المشرفين
على التغذية ، في مؤسسات التعليم التي تتـكـفل بالثلاميذ سواء بنظام
نصف داخلي او
داخلي ، حتى ينشأالطفل قويا يستطع التغلب عل مشاق الحياة ، كما يجب تعويده
على النظافة،
ونعني بذلك نظافة البـد ن واللباس .
التربية الروحية : الانسان يتكون من جسم وروح ، إذا إختل التوازن بينهما ،
لاينشأ الانسان
سويا ، وكيان الانسان مبني على الروح أذا ذهبت الروح ،يفنى الانسان أي يموت
فلا حياة
له الا بالروح ، ونعني بالتربية الروحية تنشئت الانسان على الايمان بالله ،
والالتزام بشريعته
في سريرته وعلانيته .
التربية العقلية : نقصد بالتربية العقلية تهيئة الجو المناسب للطفل ،من حيث
حريته في طرح
الاسئلة التي تدور في عقله بحرية ، ومناقشته ليعبرعن رايه فيها .
التربية الاجتماعية : أي كيف يتعامل الطفل مع جميع الناس في المجتمع ، سواء
من كانوا في
سنه اوقل او كبر، وفي هذه التربية نعوده على الصدق في القول والتعامل ،
والصبر على
المسئين له،والاعفاء عنهم عند المقدرة ، والشكر لهم عند الاحسان_ومن جملة
الالفاظ التي
عليه ان يتستعملها عندما يفعل له أي إنسان شيئ حسنا ،يقول للفاعل مثلا : ـ
شكرا او يرحم
والديك، الله يجازيك ـ فهذه من الالفاظ المتعارف عليها في المجتمع ، وتعويد
الطفل عليها
من التربية الاجتماعية .
التربية النفسية : حتى يتستطيع الطفل ان يحيا حياة ، هادئة لابد من اعداده
نفسيا ، بتوفير جو
من الطمانية له يعتمد فيه على نفسه ،او بمعنى اخر تعليمه الاعتماد على
النفس .
أهداف التربية : أن أهداف التربية ، قد لاتنحصر في هذه الاهداف ،وانما
تتعدى هذه الخمسة
أهداف التي سنذكرها :
ـ إكساب الفردالشخصية المتكاملة .
ـ حب الوطن والاعتزاز بالإنتماء إليه .
ـ إرساء دعائم الأخوة بين أفراد المجتمع .
ـ تنمية روح العمل الجماعي .
ـ المحافظة على عادات وتقاليد المجتمع الاصيلة ، التي لاتتعارض مع مبادئ
الشريعة
الاسلامية .
طرق التربية : للتربية طرق ووسائل متعددة ، اخترنا منها خمسة طرق.
ـ التربية بالقدوة : إن التربية بالقدوة صفة من الصفات التي يجب أن يتحلى
بها المربي ، و في
هذا الجانب على المربي ان تكون اقواله مطابقة لافعاله ، لانه عندما يرشد
المربي إلى فعل شيئ
ما او تركه لابد ان يكون هو متمثل في الفعل والترك ، أي أنه عندما
يأمر بفعل شيئ يكون
هو الاول من يفعله ، وعند يأمر بترك شيئ ، يكون هو الاول من يتركه .
ـ التربية بالموعظة : قال تعالى : (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة
والموعظة الحسنة) . لابد للطفل
من التذكير والتوجيه والتوعية المستمرة ، بالاسلوب الحسن ،من ترغيب وترهيب.
ـ التربية بالقصة : قال تعالى : (لقدكان في قصصهم عبرة لإولي الالباب) ،لان
للقصة وقع
في النفس البشرية .
ـ التربية بالعادة : كل مولود يولد على الفطرة الصافية ، الخالية مما هو
موجود في المجتمع
من العادات والتقاليد الراسخة ، الاهنا ك من العادات والتقاليد ، ماهو سليم
ويتماشى مع القيم
والمبادئ الانسانية ، وهنا ك ما هو قبيح ويتنافى معها ، لذلك فأنه من واجب
المربي تنبيه
الطفل إلى ذلك ، كي يتبع الحسن منها ويترك السيئ .
ـ التربية بالعقوبة : ان الغرض من التربية بالعقوبة ،حيث نقصد بها هنا
العقاب البدني ؛أي
الضرب ، ليس الانتقام من الطفل لذلك يجب فيها مرعاة طريقة العقاب ، وكذلك
الوسيلة التي
التي تستعمل في العقاب بحيث يتجنب الضرب على الوجه لانه منهى عن الضرب عليه
في الشريعة الاسلامية ، و لا تستعمل في العقاب الآلة التي تلحق ضرر
بالطفل المسلط عليه
العقاب ، وللتربية وبالعقاب ما يؤيدها من الدليل في السنة النبوية ، يقول
رسولنا صلى الله عليه وأله وسلم في ذلك : " مروا أولادكم بالصلاة وهم
أبناء سبع ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر " أخرجه أبوداود، اوكما قال عليه الصلاة
والسلام .
تستعمل العقوبة البدنية ، بعد التوجيه والنصح والارشاد المتكرر، كما يجب
مرعاة النفس
البشرية في هذه العقوبة لان هناك من النفوس ، التي لايصلحها العقاب بالضرب
، وإنما
يزيدها إصرارا على إنحرفها .
ـ تعريف المراهقة : هي التغيرات البدنية والجنسية والعقلية التي يمر بها
الطفل للإنتقال من
مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ وما يصحبها من إنفعالات ، إرادية وغير
إرادية ، حيث
تبدأمن السن 13وتنهي في السن 21 .
إذ تعتبر المراهقة من الامور الضرورية التي ، تجب معرفتها للمربي .
ـ تعريف المربي : هو المرشد والموجه ،اوهو من يقوم بالتربية والتهذيب .
ـ صفات العامة للمربي : على المربي أن يتصف بالصدق في القول وأداء الامانة
والاخلاص،لله
فيما يقوم به .
صفات المربي الناجح : ينبغي للمربي ان يكون عاقلامتمسك بالمبادئ الاخلاقية
الاسلامية
سهل التعامل ، بشوش في وجهه ، عارفا بأداب المجالسة والمؤكلة ،حليما كريما
مسامح
رفيقا رحيما في تعامله ، هادئ في تصرفاته لايتسرع في إتخاذ القرارت ،
يستطيع أن
يؤثر بصرفاته الحكيمة ،ويتأثر بإنفعالات غيره دون رد فعل إنفعالي
فيصوب أخطائه
من خلال تصرفات غيره ، ان لاينهي عن شيئ ويفعله ، أو يأمر بفعل شيئ
ويتركه،وعليه
ان يكون القدوة الحسنة للمجتمع ، قبل ان يتمثلها للطفل الذي يقوم بتربيته .
صفات للمربي المدرس : كلامنا على هذه الصفات يتعلق بكل الذي يمتهنون مهنة
التدريس
سواء في المدرس النظامية أو في المدارس القرآنية ، او في المدارس
الخاصة ، أو في
المعاهد والجامعات .
ـ ان يشفق على المتعلمين ويعاملهم معاملة أبنائه .
ـ ان لايرى أن له منة على تلاميذه ، وينتظر الجزاء على ذلك من عند الله ،
لان راتبه الشهري
لايكافئ إخلاصه في عمله .
ـ ان يعالج سوء الاخلاق عند المتعلم بطريقة التعريض ، ولايصرح ،لان التصريح
ربما يتهك
جحاب الهيبة ، ويحدث ردت فعل ، قد لايحمد عقباها ، اويكون في نفسية المتعلم
الاصرار على
الفعل المنهى عنه .
ـ ان لايستهين المدرس بعلم من العلوم أو مادة من المواد امام
المتعلمين،بالعلوم والموادالاخرى.
ـ ان يراعي المدرس مقدار فهم المتعلم فلا يثـقل عليه ، ويختصر له الطريق
بالمفيد مما يقدم له.
ـ ان يعمل بعلمه فلا يكـذب في قوله أو فعله.
ـ ان يعمل على ان يكون محببا لدى تلاميذه .
الخاتمة : انه اصبح من الضرور على المربين مهما كان إطارعملهم، بداية من
الوالدين في
البيت ،ثم المربين في أي قطاع كانوا،ان يستعملوا في مهمتهم وسائل
التربية الحديثة، ولايهملوا
وسائل التربية القديمة ، او بمعنى آخر التقليدية ،لانه لايمكن الاستغناء
عنها ، وأنه لايمكن لاي
مربي أو مدرس ان يستعمل الطرق الحديثة للتربية، أذا لم تكن لديه ثقافة في
ذلك ،لذلك فإنه
من الواجب عليهم إقتناء الكتب ،التي تتكلم على تلك الطرق ومطالعته ، للتزود
منها بتلك الثقافة
المعينة لهم على أداء مهمتهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق