الثلاثاء، 6 مارس 2018

من يتحمل مسؤولية الغش في المشاريع

جسر سقط هناك وبناية تصدعت في مكان أخر ، وطريق لا يزال في طور الإنجاز منذ سنين ، وبنايات أخرى ومشاريع لا تزال تراوح مكانها من ناحية الإنجاز ، فمن المتسبب ومن الفاعل ، من يتحمل المسؤولية ، هل رئيس الجمهورية أو الوزير ، أو الوالي أو رئيس الدائرة أو رئيس البلدية ،  أو مكتب الدراسات المكلف بالمشروع ،  أو المهندس المكلف بالمراقبة ، أو الهيئة التقنية ، أو المؤسسة المكلفة بالإنجاز أو مسئولها ، أو المكلفون بالمراقبة في هذه المؤسسة ، أو رئيس المشروع ، أسئلة كثيرة تطرح نفسها من خلال ما يحدث في المشاريع من غش وتأخر في الإنجاز ، وعندما تدخل العملية في باب التحقيق هل المحقق نزيه وهل يمكن له كشف الحقيقة ، و حتي المحقق في حد ذاته قد يغش في التحقيق ويقلب الحقيقة ، الكل يتغنى بحب الوطن والتفاني والإخلاص في حديثه في كلامه في تدخلاته ، لكن في الواقع قليلون هم الصادقون المخلصون ، بل يكاد وجودهم يكون منعدم ، الغش طال كل شيء في التربية وفي التعليم وفي الصحة ، في البناء في التجارة في الصناعة ، حتى البحوث وصلها الغش - يقولون ما  لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون - الضمير الإنساني غاب والمبادئ  ماتت ، لم يبق إلا القول من غير فعل أو القول عكس الفعل ، تهافتت الأغلبية من البشر على جمع حطام الدنيا ، الذي سيتركه كل من جمعه ، نسو أو لم يعلموا  أنه ورد في سنة خير البشر - أنه لا يخاف على أمته الفقر ، ولكن يخاف عليهم الدنيا أن تبسط عليهم كما بسطت على من كان قبلهم فيتنافسوها كما تنافسها من كان قبلهم كما فتهلكهم  كما اهلكتهم – تحذير وارد منذ أكثر من أربعة عشرة قرناً ، لكن لا أحد منا يأخذ به ؛  المتسبب في سقوط الأعمدة والجسور والبنايات والتصدع و تأخير المشاريع ، لم ينزل من السماء ولم يصعد من تحت من الارض ،  هو منا من أرضنا من بلدنا من بني جلدتنا من البشر الذين مات عندهم الضمير الإنساني والأخلاقي ، ما يفعلونه ليس من المبادئ الإنسانية في شيء ، وليس من الأخلاق الإسلامية ونحن في دولة دينها الإسلام – نسو الله فأنساهم أنفسهم – فهم من الخارجون عن الطريق المستقيم الموصفون بأبشع الأوصاف في كتاب رب العالمين ، الذي لا هم لهم إلا جمع المال ولو كان ذلك على حساب الأخر ، وحتى لو كان ذلك فيه ضرر للأخرين ، وحتى لو كان ذلك يتسبب في إنهاء حياة الآخرين ، وسبب ذلك كله طول الأمل وحب الدنيا ونسيان الموت  ، والمسؤولية نتقاسمها جميعا ، كل حسب درجته ، من يرى الغش من الشعب ويسكت مسئول ، معاون البناء مسئول ،  والبناء مسئول ، المهندس مسئول ، رئيس المؤسسة المكلفة بالمشروع مسئول ، الهيئة التقنية مسئولة ، رئيس البلدية مسئول ، رئيس الدائرة مسئول ، الوالي مسئول ، والوزير مسئول ، ورئيس الجمهورية مسئول ، (وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق