جسر سقط هناك وبناية تصدعت في مكان
أخر ، وطريق لا يزال في طور الإنجاز منذ سنين ، وبنايات أخرى ومشاريع لا تزال
تراوح مكانها من ناحية الإنجاز ، فمن المتسبب ومن الفاعل ، من يتحمل المسؤولية ،
هل رئيس الجمهورية أو الوزير ، أو الوالي أو رئيس الدائرة أو رئيس البلدية ، أو مكتب الدراسات المكلف بالمشروع ، أو المهندس المكلف بالمراقبة ، أو الهيئة
التقنية ، أو المؤسسة المكلفة بالإنجاز أو مسئولها ، أو المكلفون بالمراقبة في هذه
المؤسسة ، أو رئيس المشروع ، أسئلة كثيرة تطرح نفسها من خلال ما يحدث في المشاريع
من غش وتأخر في الإنجاز ، وعندما تدخل العملية في باب التحقيق هل المحقق نزيه وهل
يمكن له كشف الحقيقة ، و حتي المحقق في حد ذاته قد يغش في التحقيق ويقلب الحقيقة ،
الكل يتغنى بحب الوطن والتفاني والإخلاص في حديثه في كلامه في تدخلاته ، لكن في
الواقع قليلون هم الصادقون المخلصون ، بل يكاد وجودهم يكون منعدم ، الغش طال كل
شيء في التربية وفي التعليم وفي الصحة ، في البناء في التجارة في الصناعة ، حتى
البحوث وصلها الغش - يقولون ما لا يفعلون
ويفعلون ما لا يؤمرون - الضمير الإنساني غاب والمبادئ ماتت ، لم يبق إلا القول من غير فعل أو القول
عكس الفعل ، تهافتت الأغلبية من البشر على جمع حطام الدنيا ، الذي سيتركه كل من
جمعه ، نسو أو لم يعلموا أنه ورد في سنة
خير البشر - أنه لا يخاف على أمته الفقر ، ولكن يخاف عليهم الدنيا أن تبسط عليهم
كما بسطت على من كان قبلهم فيتنافسوها كما تنافسها من كان قبلهم كما فتهلكهم كما اهلكتهم – تحذير وارد منذ أكثر من أربعة
عشرة قرناً ، لكن لا أحد منا يأخذ به ؛ المتسبب في سقوط الأعمدة والجسور والبنايات
والتصدع و تأخير المشاريع ، لم ينزل من السماء ولم يصعد من تحت من الارض ، هو منا من أرضنا من بلدنا من بني جلدتنا من
البشر الذين مات عندهم الضمير الإنساني والأخلاقي ، ما يفعلونه ليس من المبادئ
الإنسانية في شيء ، وليس من الأخلاق الإسلامية ونحن في دولة دينها الإسلام – نسو
الله فأنساهم أنفسهم – فهم من الخارجون عن الطريق المستقيم الموصفون بأبشع الأوصاف
في كتاب رب العالمين ، الذي لا هم لهم إلا جمع المال ولو كان ذلك على حساب الأخر ،
وحتى لو كان ذلك فيه ضرر للأخرين ، وحتى لو كان ذلك يتسبب في إنهاء حياة الآخرين ،
وسبب ذلك كله طول الأمل وحب الدنيا ونسيان الموت
، والمسؤولية نتقاسمها جميعا ، كل حسب درجته ، من يرى الغش من الشعب ويسكت
مسئول ، معاون البناء مسئول ، والبناء
مسئول ، المهندس مسئول ، رئيس المؤسسة المكلفة بالمشروع مسئول ، الهيئة التقنية
مسئولة ، رئيس البلدية مسئول ، رئيس الدائرة مسئول ، الوالي مسئول ، والوزير مسئول
، ورئيس الجمهورية مسئول ، (وَقِفُوهُمْ
ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق