سبحان هناك أناس تدعوهم إلى الهدى قد
لا يهتدوا ، قال الله تعالى : (وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ لَا يَسْمَعُوا
ۖ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (،
وهناك
أمور متعارف عليها بين الناس و لا تخالف الشرع أو لها أصل في الشرع ،
مطلوب إتباعها قال الله تعالى : (
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) ، لكننا
أصبحنا نرى أمور تخالف ما هو من الدين وما هو من العرف ، وليس غريبا أن يخالف ذلك من يجهل الدين ، لكن
الغريب في ذلك أن يرتكب ذلك أحدُ ُ من الذين يعلم عنهم أنهم يعرفون الدين ، فتلك
هي الكارثة الكبرى ، وللمثال أذكر حديث استسقاء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
بالعباس ( رضي الله عنهما ) ، عم الرسول صلى الله عليه وعلى أله وسلم ، عن أنس رضي
الله عنه قال : (( أن عمر بن الخطاب رضي الله
عنه كان إذا قَحَطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب ،
فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك
بنبينا، فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا. قال: فيسقون )) ، أي أن عمر بن الخطاب رضي
الله ، يطلب من العباس الدعاء فيدعوا والناس يأمنو على دعائه فيسقون وذلك لكونه من
قرابة رسول الله ، مع أن عمر أبن الخطاب كان اكبر من العباس وكان خليفة المسلمين ،
لكننا اليوم أصبحنا نرى عكس ذلك ، وليس غريبا أن يفعل ذلك أحد لا يفقه الشرع شيئا
ولكن الغريب أن يفعل ذلك من يعرف عنه أنه يفقه في الدين ، أخيراً اللهم بصرنا
بعيوبنا ، اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة ، لنا ولجميع المسلمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق