الاثنين، 19 مارس 2018

دور مندبو الأقسام في تنشيط العملية التربوية

المقدمة : استلمت الجزائر بعد الاستقلال نظاما تعليميا مهيكلا تبعا لإهداف وغايات وضعها النظام الاستعماري
الفرنسي لخدمة مصالحه المختلفة ،  فعملت الدولة الجزائرية من ذلك الحين على التخلص من تلك التبعية وتطوير وهيكلت المنظومة التربوية بما يتوافق والقيم الوطنية ومسايرة التطورات الحادثة في المجتمع الجزائري وفي العالم ، فكان من القرارات التنظيمية المستحدثة القرارالوزاري رقم 836 الصادر بتاريخ 13/11/1991 المتعلق بمندبو الأقسام في المؤسسسات التعليمية والتكوينية .
تعريف المندوب :
                لغة : ندب(ندبا) بكاه وعدد محاسنه. الشخص لعمل شي : رشحه أو أوكله للقيام به.
-         المندوب (حمع. مناديب) : الرسول – الشخص الذي تعهد إليه مهمة للقيام بها نيابة عن شخص أوشركة أو حكومة ، أما إذا اعتبرنا  أن المقصود بالمندوب ، المسؤول فهذا يقودنا إلى تعريف المسؤولية    
- معنى المسؤولية :
                لغة :  هي التبعية والتكليف .
        اصطلاحا :  هو التكليف الذي يعـقـبه الحساب ، لذلك ينبغي أن نعلم أن كل مسؤول ، مسؤول أمام من فوقه إلا الله سبحانه فليس فوقه شيء قال تعالى : ( لايسأل عما يفعل وهم يسألون ) كما أنه لا مسؤولية إلا بتكيف وإرادة واعية مدركة عاقلة .
-         لماذا المسؤولية : لابد من المسؤولية حتى لا يلقي أحد على أحد مسؤولية العمل المنوط به .
-         المسؤول القدوة : من كان في منصب المسؤولية فإن ذلك يلزمه أن يكون القدوة لغيره في أقواله و أفعاله فلا يقول ما لايفعل ، وعليه فالأب والأم قدوة لابنائهم والمعلم قدوة لتلاميذه والمدير قدوة للموظفين تحت سلطته ، والتلميذ المسؤول قدوة لزملائه ، وكل مسؤول قدوة لمن تولى المسؤولية عليهم ، وكل موظف في قطاع التربية يجب أن يكون القدوة الحسنة لغيره في المواظبة والانضباط .
-         دور مندوب القسم في العملية التربوية : مطلوب منه إشاعة روح الثقة المتبادلة بين جميع أفراد لأسرة التربوية وخاصة بين الأستاذ والتلميذ والتلميذ والإدارة ، وأن يكون مقتنع في نفسه ومفهما لزملائه أن كل ما في المؤسسة مسخر لخدمتهم ومن أجللهم ، كما عليه احترام الأستاذ وجميع أعضاء الأسرة التربوية ، والسعي من أجل إشاعة ذلك الاحترام داخل المؤسسة التربوية وخارجها منه ومن زملائه .
-         دور مندوب القسم في العملية التعليمية : يندرج دور مندوب القسم بالنسبة للعملية التعليمية ، من خلال مشاركته في إقامة الانضباط الذاتي والنظام داخل القسم وإعطاء المثل بالسيرة الحسنة وحسن السلوك والانضباط داخل القسم ، وتوجيه زملائه وإرشادهم إلى التحلي بالانضباط والهدوء والانتباه الأستاذ أثناء شرح الدرس ، والتبليغ عن التلاميذ الذي لم يأخذوا بالتوجيهات للأستاذ المعني بالحصة التي حدث فيها التشويش ، وبعده للأستاذ الرئيسي للقسم ، ثم للإدارة لوضع حد لتصرفات التلاميذ الذين يعيقون سير الدرس بالتشويش مهما كان نوعه.
-         دور مندوب القسم في إثراء الحوار بين أفراد الأسرة التربوية : ينقل المندوب انشغالات التلاميذ للإدارة لدراستها ووضع الحلول للمشاكل التي قد تكون ، وخاصة القضايا التي تساعد على تحسي ظروف التمدرس وتعمل على ترقية الحياة الجماعية في القسم والمؤسسة والتي من شأنها توحيد الجهود وإيجاد المناخ المناسب للتفاهم والثقة والاحترام المتبادل والصداقة والأخوة بين جميع أفراد الأسرة الجماعة التربوية ، ويقوم المندوب بتبليغ التلاميذ المعلومات الموجة لهم من الإدارة .
-         اعتزاز المندوب بالانتماء إلى الجماعة التربوية : الأولياء بالبيت والموظفين بالمدرسة هم أعضاء الأسرة والتلاميذ هم أعضاء الجماعة التربوية، والبيت هو المقر الأول للتربية والمدرسة المقر الثاني ؛ فهما مشتركان في تربية وتعلم التلميذ ، والتربية هي الغذاء الروحي للإنسان وبقاء المم وفنائها قائم على الأخلاق ، قال الشاعر :
                                   أنما الأمم الأخلاق ما بقيت     فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
           ومدح الله عز وجل الرسول صلى الله عليه وأله وسلم فقال له : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) وأمره أن
          يدعوه للزيادة من العلم فقال له : ( وقل ربي زدني علما ) .
         إن أكبر شرف للتلميذ أن يتربى في البيت والمدرسة على الأخلاق الحسنة والحميدة التي يعتز ويفتخر بها
         الإنسان ؛ وإنه لشرف عظيم أن يقال له تلميذ متخلق ومتربي تربية حسنة ومتعلم ، فالثناء بهاتين
        الخصلتين شرف وعز .

الخاتمة : يعتبر مسؤول القسم المدير لحلقة الاتصال بين التلاميذ بعضهم مع بعض ، وبين التلاميذ والأساتذة ، وبين التلاميذ والإدارة ؛ ويمكن أن نقول باختصار هو حلقة اتصال بين جميع أفرد الجماعة التربوية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق