أثرى المشهد الثقافي والأكاديمي الجزائري مؤخرا بإصدار جديد للدكتور مقدم مبروك، وهو كتاب من جزأين يحمل عنوانا ثريا ومحفزا للتفكير بعنوان : "تجليات الوصم في المجتمع الجزائري - أقاليم توات نموذجًا". ويأتي هذا العمل ليضاف إلى رصيد الدكتور مبروك والعلمي، رافعا عدد مؤلفاته إلى خمسة وستين كتابا، ما يؤكد على غزارة إنتاجه وعمق اهتماماته البحثية، يتناول الجزء الأول من الكتاب العنوان الرئيسي "تجليات الوصم في المجتمع الجزائري - أقاليم توات نموذجا"، مسلطا الضوء على ظاهرة الوصم وتجلياتها المختلفة داخل النسيج الاجتماعي الجزائري، مع التركيز بشكل خاص على أقاليم توات كنموذج دراسي لفهم هذه الظاهرة المعقدة، أما الجزء الثاني، فيحمل عنوانا أكثر تفصيلا يوضح منهجه التحليلي : "المورفلوجيا المجتمعية التراتبية. الوصم... التغيير... التنمر. دراسة ميدانية تحليلية - الأقاليم التواتية نموذجًا-". يشير هذا العنوان إلى الغوص في التراكيب المجتمعية والتسلسل الهرمي فيها، وكيف تتفاعل عوامل الوصم والتغيير والتنمر لتشكل ديناميكيات معينة داخل المجتمع، ويُفهم من العنوان الفرعي أن الكتاب يعتمد على دراسة ميدانية وتحليلية معمقة، مما يضفي عليه قيمة علمية إضافية ويجعله مرجعا مهما للباحثين والمهتمين بالدراسات الاجتماعية والأنثروبولوجية في الجزائر، ويعكس اختيار الدكتور مقدم مبروك لأقاليم توات كنموذج للدراسة فهمه العميق للتنوع الثقافي والاجتماعي للمنطقة، وأهمية دراسة هذه المناطق لتقديم صورة شاملة عن الظواهر الاجتماعية، إن تناول قضايا مثل الوصم والتغيير والتنمر يعد أمرا حيويا في سياق المجتمعات المعاصرة، حيث تكتسب هذه الظواهر أبعادا جديدة تتطلب فهما وتحليلا دقيقا لمواجهتها ومعالجتها، وبهذا الإصدار الجديد، يواصل الدكتور مقدم مبروك إسهاماته القيمة في الفكر الجزائري والعربي، مؤكدا على التزامه بالبحث العلمي وخدمة المجتمع من خلال تسليط الضوء على قضاياه الملحة، إن هذا الإنجاز الجديد، الذي يضاف إلى مسيرة حافلة بالإصدارات، يدل على شغف الدكتور مبروك بالمعرفة ورغبته الدائمة في إثراء المكتبة الجزائرية والعربية بالمزيد من الأعمال الفكرية المتميزة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق