الأحد، 22 يونيو 2025

أولف الكبير بولاية أدرار تودع المربي لهشمي محمد بن أحمد

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، يعتصرها الألم، وعيون تفيض بالدموع، ودعت أولف الكبير ببلدية تمقطن خاصة وولاية أدرار عامة، مساء يوم الأحد 22 جوان 2025، ابنها البار وقامتها الشامخة، المغفور له بإذن الله، المربي لهشمي محمد بن أحمد بن عبدالقادر، الذي يعتبر من الشرفاء المعروفين بالمنطقة بأولاد مولاي عبدالله بن هيبه الذين ينتهي نسبهم إلى الحسن بن علي بن أبي طالب، و شهدت المنطقة في ذلك اليوم موكبا جنائزيا مهيب وحاشدا، جسد مدى الحب والتقدير الذي يكنه الجميع لهذا الرجل، الذي ترجل عن صهوة الحياة تاركا وراءه سيرة عطرة وإرثا خالدا من العلم والعمل والتربية الصالحة، بسيرة عطرة في التربية والتعليم والأخلاق، إذ لم يكن المربي لهشمي محمد بن أحمد مجرد اسم عابر في سجلات الحالة المدنية لولاية أدرار، بل كان معلما ومربيا فاضلا، و معلما ومديرا صالحا ترك بصماته الواضحة في قلوب وعقول أجيال، قد لا تُحصى، فكرّس حياته لخدمة التربية والتعليم، متنقلاً بين فصول الدراسة ومنصب الإدارة، ليغرس بذور المعرفة والقيم النبيلة في نفوس أبنائه التلاميذ، فكان بمثابة الأب الناصح الذي يوجه، ويرشد، ويحتضن، فيشعل جذوة الطموح في كل من حوله، ولم يقتصر شغفه بالتعليم على المنهج الدراسي فحسب، بل كان يمتد ليشمل بناء شخصيات متكاملة، قادرة على العطاء والمواجهة، لقد كان بحق صاحب همة وعلو شأن، يتفانى في عمله قبل تقاعده، ويؤدي مهام كالتقي الذي يخشى الله في كل خطوة، وكان رجل المصلحة العامة و صوته الحق في وجه التحديات، ولم تكن مسيرته في الحياة تقتصر على رحاب التعليم فقط، بل امتد تأثيره ليشمل السياسة والشؤون العامة، ليصبح صوت الحق الذي لا يخشى في الله لومة لائم فكان حاضرا في أغلب المحافل التي تلامس المصلحة العامة، يدافع عن الحق ويطالب بما يخدم خير مجتمعه، لم يكن يتردد لحظة في التعبير عن رأيه، قيل عنه أن ما في قلبه كان يخرج من لسانه، بصدق وشجاعة نادرين، وكانت قضايا المجتمع من مشاغله، وإذا ذُكرت شؤون العامة، تكلم من أجلها، لا يهدأ له بال إلا بالسعي من أجل المصلحة التي يراها للمجتمع، كان حمامة المسجد إلى جانب مكانته الاجتماعية والتربوية والسياسية، وكان يحافظ على صلاة الجماعة، ومكانته في الصفوف الأمامية كانت شاهدة على ذلك في ركوعه وسجوده وخشوعه، فجمع بين متطلبات الحياة الدنيا ومكارم الدين، متقربا إلى ربه، مستلهما من تعاليم الإسلام قيم الصدق والأمانة والإخلاص و الأخلاق الحميدة، والتعامل الطيب، والتواضع في مكان التواضع، إن رحيل المربي لهشمي محمد بن أحمد  يمثل خسارة لتمقطن وأدرار، بل قد تكون للوطن بأسره، لكن إرثه الذي تركه من القيم والمبادئ سيبقى نبراسا تهتدي به الأجيال القادمة التي عرفته وخاصة أبنائه وبناته، نسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه وبني عمومته وأصهارها ومحبيه الصبر والسلوان."إنا لله وإنا إليه راجعون".





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق