السبت، 19 ديسمبر 2015
الجمعة، 18 ديسمبر 2015
جمعية الدراسات التاريخية والثقافية أولاد السي حمو بلحاج ستقيم ندوة تاريخية يوم 26 ديسمبر
التي تأسست يوم 07 ديسمبر 2015 ، يوم 26 ديسمبر 2015 ، ندوة تاريخية
ببلدية زاوية كنته ، وبالضبط بقصر زاوية كنته الذي يعتبر ، أحد القصور التي كان
السي حمو بلحاج يحط فيها رحاله ، في رحلاته نحو تمبكتو وغير من دول الحدود
الجنوبية للجزائر ، وقال مولاي عبدالله سماعيلي رئيس الجمعية ، إن هذه ، هذا ويعتبر الشريف السي حمو بلحاج من
الشرفاء المعروفين في توات وتيدكلت وتمبكتو ، كما أن الكثير من العائلات بتوات
وتيدكلت تنتمي له .
المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 20 ديسمبر 2015
المصدر اليمامة نت
المصدر جريدة التحرير الجزائرية ليوم 20 ديسمبر 2015
المصدر اليمامة نت
فوائد التمر
معلومات صدمتنى عن التمر .سبحان الله
هل تصدق بأن التمر لا ينقل الجراثيم أو الميكروبات وأن السوس
الذي بداخله ((التمر القديم)) يلتهم الأميبا ويفتك بالجراثيم
التي قد تصيب الإنسان لولا فضل الله في التمر لأصيب أهل الجزيرة
العربية بأمراض لا يعلم مداها إلا الله
هل تعلم بأن الذي يأكل التمر يوميا لا يقربنه الجن
هل تعلم بأن أعظم غذاء ودواء لرجال الفضاء هو التمر وهو أكثر من
الكافيار صحيا
هل تعلم بأن ليف النخيل أفضل منظف للجسم البشري ويحميه من
الأمراض الجلدية
هل تعلم أن التمر لو غلي وشرب كالشاي يفرح القلب الحزين
هل تصدق بأن تمر المدينة المنورة أكثر من ستين صنفاً وهو أفضل
تمر في العالم
هل تعلم بأن تمر البرني يعد أكسيرا للشباب وفيه سر عظيم بأنه
ينشط جميع العقد وخاصتا الغدد الدرقيه ويقوي الأعصاب
هل تعلم بأن كل مائة جرام من التمر تحتوي على 318 سعراً
حرارياً يقابلها 315 سعراً حرارياً في كل مائة جرام من العسل
وأن التمرة الواحدة تمدك بسعرات حرارية تكفي لمجهود يوم كامل
ملؤه النشاط والحيوية
هل تعلم بأن أعظم غذاء يناله المقاتل في الحرب هو التمر لأنه يمده بالسعرات الحرارية ويقويه وينشط لديه الغدة الكظرية مما
يجعله مقداما شجاعا لا يهاب الموت
هل تعلم بأن هناك نوعاً من النخيل يموت بموت صاحبه
وصفة الشيخ إبراهيم الرويس
لعلاج (العقم وتكيس المبايض أو اي شىء في الرحم أو اضطراب هرمون
الحليب أو خربطة في الهرمونات والعين والحسد والسحر وآلام الظهر والرقبة )
هذه الوصفه بعد الله كانت سبب في شفاء الكثير و الحمل أيضا
الوصفة هي :
250مل لتر من زيت الزيتون .
فنجال قهوة حبه البركه(الحبه السوداء) مطحونة .
فنجال قهوة حلتـيته طازجة لينه .
تخلط جميعاً في إناء زجاجي وتترك لمدة أربعة أيام مع الرج
خلال هذه الفترة لكي تختلط جيدا هذه المكونات .
ويدهن بها من عند الصدر لحد أسفل البطن. و الظهر كله لحد
العصعص
يعني لاخر الظهر ويترك على الجسم فترة ويكرر الدهان من
الغد.
في الغالب مع استعمالها قد ينزل قطع كبيرة أو نزيف يذهب الباس
بإذن الله
وخلال شهر أو شهرين تحمل المرأة بإذن الله
* الله يرزق كل من يتمنى الذرية الصالحة ويشفي مرضئ المسلمين *
خلطة تحصين المنزل ﻣﻥ̴ السحر ﻣﻥ̴ الشيخ :ناصر الرميح(حفظه اللَّـہ)
وبأذن اللَّـہ يكتب اللَّـہ بها الشفاء
الخـلـطـة
10جالون ماء مقري فـيہ ..
والافضل (جيك ماي زمزم)
1 علبه كامله ماء ورد
7 ملاعق كبيره ملح خشن
7 ملاعق كبيره خل
وتقرأ فيہٱ هذه الآيات:
1 - سورة الفاتحة.
2 - خواتيم البقرة.
3 - آية الكرسي.
4 -آية( واتبعوا ماتتلو الشيآطين عْلى ملك سليمان ..)الى نهاية
الآية.
5 - ۅ المعوذات .
((ويرش البيت ﮔلّـﮧ: المداخل،والزوايا))
ان كان في سحر بالبيت استخدمي الخلطه وسبحان الله كل يوم تشوفي
المكان اللي رشيته حشرات ميته
<أسأل الله أن ينفع بها المسلمين>
ملاحظة هاااااااااااامة
ان كنت لاتحتاجها قد يحتاجها غيرك
هل تصدق بأن التمر لا ينقل الجراثيم أو الميكروبات وأن السوس
الذي بداخله ((التمر القديم)) يلتهم الأميبا ويفتك بالجراثيم
التي قد تصيب الإنسان لولا فضل الله في التمر لأصيب أهل الجزيرة
العربية بأمراض لا يعلم مداها إلا الله
هل تعلم بأن الذي يأكل التمر يوميا لا يقربنه الجن
هل تعلم بأن أعظم غذاء ودواء لرجال الفضاء هو التمر وهو أكثر من
الكافيار صحيا
هل تعلم بأن ليف النخيل أفضل منظف للجسم البشري ويحميه من
الأمراض الجلدية
هل تعلم أن التمر لو غلي وشرب كالشاي يفرح القلب الحزين
هل تصدق بأن تمر المدينة المنورة أكثر من ستين صنفاً وهو أفضل
تمر في العالم
هل تعلم بأن تمر البرني يعد أكسيرا للشباب وفيه سر عظيم بأنه
ينشط جميع العقد وخاصتا الغدد الدرقيه ويقوي الأعصاب
هل تعلم بأن كل مائة جرام من التمر تحتوي على 318 سعراً
حرارياً يقابلها 315 سعراً حرارياً في كل مائة جرام من العسل
وأن التمرة الواحدة تمدك بسعرات حرارية تكفي لمجهود يوم كامل
ملؤه النشاط والحيوية
هل تعلم بأن أعظم غذاء يناله المقاتل في الحرب هو التمر لأنه يمده بالسعرات الحرارية ويقويه وينشط لديه الغدة الكظرية مما
يجعله مقداما شجاعا لا يهاب الموت
هل تعلم بأن هناك نوعاً من النخيل يموت بموت صاحبه
وصفة الشيخ إبراهيم الرويس
لعلاج (العقم وتكيس المبايض أو اي شىء في الرحم أو اضطراب هرمون
الحليب أو خربطة في الهرمونات والعين والحسد والسحر وآلام الظهر والرقبة )
هذه الوصفه بعد الله كانت سبب في شفاء الكثير و الحمل أيضا
الوصفة هي :
250مل لتر من زيت الزيتون .
فنجال قهوة حبه البركه(الحبه السوداء) مطحونة .
فنجال قهوة حلتـيته طازجة لينه .
تخلط جميعاً في إناء زجاجي وتترك لمدة أربعة أيام مع الرج
خلال هذه الفترة لكي تختلط جيدا هذه المكونات .
ويدهن بها من عند الصدر لحد أسفل البطن. و الظهر كله لحد
العصعص
يعني لاخر الظهر ويترك على الجسم فترة ويكرر الدهان من
الغد.
في الغالب مع استعمالها قد ينزل قطع كبيرة أو نزيف يذهب الباس
بإذن الله
وخلال شهر أو شهرين تحمل المرأة بإذن الله
* الله يرزق كل من يتمنى الذرية الصالحة ويشفي مرضئ المسلمين *
خلطة تحصين المنزل ﻣﻥ̴ السحر ﻣﻥ̴ الشيخ :ناصر الرميح(حفظه اللَّـہ)
وبأذن اللَّـہ يكتب اللَّـہ بها الشفاء
الخـلـطـة
10جالون ماء مقري فـيہ ..
والافضل (جيك ماي زمزم)
1 علبه كامله ماء ورد
7 ملاعق كبيره ملح خشن
7 ملاعق كبيره خل
وتقرأ فيہٱ هذه الآيات:
1 - سورة الفاتحة.
2 - خواتيم البقرة.
3 - آية الكرسي.
4 -آية( واتبعوا ماتتلو الشيآطين عْلى ملك سليمان ..)الى نهاية
الآية.
5 - ۅ المعوذات .
((ويرش البيت ﮔلّـﮧ: المداخل،والزوايا))
ان كان في سحر بالبيت استخدمي الخلطه وسبحان الله كل يوم تشوفي
المكان اللي رشيته حشرات ميته
<أسأل الله أن ينفع بها المسلمين>
ملاحظة هاااااااااااامة
ان كنت لاتحتاجها قد يحتاجها غيرك
يارب كل من ينشرها اطعمه الجنه من غير
حساب وﻻ عقاب
منقول.
حساب وﻻ عقاب
منقول.
الخميس، 17 ديسمبر 2015
قسنطينة عاصمة الثقافة العربية في العصر العثماني
قسنطينة عاصمة الثقافة العربية في العصر العثماني د. عمرو عبد العزيز منير (كاتب وأكاديمي مصري ) ، جامعة أم القرى بمكة المكرمة.
لا زالت الحقبة
العثمانية من تاريخ الجزائر مجهولة بعض الجوانب ، وتعاني قلة المصادر التي نطمح
إليها في الوقت الذي اعتنى الغربيون بالرحلات التي قام بها تجارهم وقناصلهم
ومغامروهم إلى الجزائر ذات التاريخ الجهادي العريق ما بين مطلع القرن 16 وبداية
القرن 19 ، كما اعتنوا عناية خاصة بما كتبه أسراهم . وهو ما دفع المؤرخ الجزائري
النابه مولاي بالحميسي إلى تقديم صورة عربية للجزائر المجاهدة من خلال رحلات
المغاربة في العهد العثماني الذين وصفوا الجزائر ودونوا أخبارها وتحدثوا عن شعبها
، واثنوا مرارًا على كرم القوم وحسن ضيافتها وما الخبر كالعيان .
ويأتي الرحالة
المغربي أبو الحسن على بن محمد التمقروتي
( المتوفى 1003 / 1594 ـ 1595م) من أوائل
الرحالة الذين ارتحلوا إلى الجزائر في الحقبة العثمانية بعد أن كلفه الحاكم
المغربي أحمد المنصور بمهمة السفر إلى عاصمة الخلافة العثمانية استنبول في سنة
1589م فخرج من مراكش ونزل بتطوان ثم أبحر مارًا أو نازلا ببعض المدن الساحلية
الجزائرية واستمر السفر إلى أن عاد التمقروثي إلى تطوان في شهر نوفمبر 1591م وسجل
السفير انطباعاته وملاحظاته في كتاب سماه " النفحة المسكية في السفارة
التركية " واعتنى بطبعها ديك استري معتمدًا على النسخة الوحيدة الموجودة في
المغرب الأقصى ثم نقل إلى الفرنسية الكثير منها ، وتحدث التمقروثي عن الجزائر في ذهابه
وإيابه ولذا نجد معلومات تهم البلاد من الصفحة 12 إلى الصفحة 19 ثم من الصفحة 76
إلى 86 من الطبعة الحجرية .
ثم يأتي الرحالة
المغاربي أبو سالم عبد الله العياشي المالكي المولود بقبيلة آيت
عياش قرب تافلالت وتنقل في المشرق الإسلامي وعواصمه طلبًا للعلم وكان محدثًا
وصوفيا وعالمًا وشاعرًا ، له منظومة في البيوع وأخرى في التصوف واشتهر برحلته
" ماء الموائد" وضمنها أخبارًا وحوادث مختلفة شاهدها أو سمعها أثناء
أسفاره وأهم ما فيها وصف طريق الصحراء والسكان والعوائد وأحوال المعاش والأمن
والحديث عن العلماء والدين وأتعاب المسافرين ، ورغم الاستطرادات الطويلة فإن
للرحلة قيمة لفتت أنظار المستشرقين الذين نقلوها كاملا أو جزئيًا وأثنوا عليها .
وقد خصص العياشي
صفحات عديدة في الجزأين من كتابه للجنوب الجزائري ولمدنه ولعلمائه ولتاريخه . وفي
عام 1093 / 1683 قدم
إلى الجزائر بحرًا الرحالة المغاربي أبو عبد الله محمد بن القاسم بن محمد بن عبد
الواحد بن أحمد ابن زاكور الفاسي .. أديب ورحالة وشاعر ، ولد بفاس سنة 1075هـ على
الأرجح ، قدم إلى الجزائر للاجتماع بعدد من علماء المدينة والأخذ عنهم واستجازتهم
" مروياتهم ومؤلفاتهم" وحصل على الإجازات التي كانت آنذاك بمثابة
الشهادات العلمية ثم عاد إلى تطوان ، ومن بين أساتذة ابن زاكور في الجزائر : الشيخ
محمد بن سعيد قدورة الذي أجاز رحالتنا في رجب 1094هـ / 1684م. وتسمى رحلته "
نشر أزاهير البستان فيمن أجازني بالجزائر وتطوان " وهى رحلة قصيرة ( 69 صفحة
) بقيت مجهولة مدة طويلة إلى أن طبعت في الجزائر سنة 1319هـ / 1902م. وجاء في
المقدمة :" ألقت هذه الرحلة أضواء على التعاون الثقافي بين المغربين الأقصى
والأوسط وأضافت حلقة جديدة إلى سلسلة الروابط العديدة التي تشدهما شدًا
وثيقًا."
والرحلة تنقسم
إلى قسمين متساويين تقريبًا ؛ فالأول خاص بالجزائر وعلمائها وطرق التدريس بها
والثاني حديث مطول عن تطوان ومشايخها وضم هذا الكتاب أشعارًا كثيرة في مختلف
الفنون .
ثم نجد الرحالة
المغربي الوزير أبو القاسم بن أحمد بن على الزياني آخر من ارتحل إلى الجزائر في
عهد السلطان مولاي عبد الله وقد رافق الزياني والديه لأداء فريضة الحج ودام هذا
الغياب عامين ، وفي طريق العودة مر بمدينة لفورن Livourne بإيطاليا حيث مكث أربعة أشهر
ينتظر مركبًا ثم أرغم هو وأهله على السفر برًا مارًا بمرسيليا وبرشلونة إلى أن دخل
المغرب . ثم عين الزياني كاتبًا بالقصر الملكي ومكنته بعض الحوادث الداخلية من أن
يبرهن على مهارة سياسية ومقدرة إدارية حتى قربه مولاي محمد بن عبد الله وكلفه بعدة
مهام مثل التفاوض مع القبائل المتمردة . وفي سنة 1200/1786 عين لسفارة إلى اصطنبول
والسلطان العثماني آنذاك ، عبد الحميد فخرج الزيارني مارًا بمقالة وتونس واستقبل
في عاصمة العثمانيين استقبالا رسميا وأقام هنالك نحو ثلاثة أشهر . وعند العودة إلى
فاس استأنف أعماله ونشاطه متنقلا من منصب إلى آخر أعلى منه . ونزل الزياني بوهران
ضيفًا على الباي محمد الكبير ثم التحق بتلمسان وقضى مدة طويلة بين علماء هذا المصر
ثم قصد الجزائر فأكرمه أهلها وحكامها . وبعد أيام خطر له أن يزور اصطنبول مرة
ثانية ، فبدأ رحلته مارًا بقسنطينة وتونس . وجال في المشرق بين عواصمه إلى أن عاد
إلى الجزائر قادمًا إليها عن طريق تونس وقسنطينة فوجد الترحاب والضيافة والمساعدة
. وكان يفكر وهو في الجزائر أن يستقر بتلمسان غير أن ضغوطًا وإلحاحات عديدة من
المغرب جعلته يغادر مكانه المحبوب العباد وجوار سيدي أبي مدين الغوث ويرجع في
النهاية إلى بلاده . وتوفى الزياني في رجب 1249/1833 بعد حياة طويلة ونكبات عديدة
لم تمنعه من تأليف رحلته " الترجمانية الكبرى" التي جمعت أخبار العالم
برًا وبحرًا وما تخللها من الأمصار ، والمدن والقرى والقفار ، والبحر والجبال
والأنهار ، والعيون والمعاجن والآبار ، وغير ذلك من عجائب خواص الحيوانات والأحجار
، وما يريد ذاك من تفسير والآثار ، ونوازل الفقه ولغة العرب وشواهد الأشعار .
وهى رحلة إلى
اسطنبول وفهرسة ومختصر جغرافية وموسوعة صغيرة ضمت أخبارًا عديدة في مختلف الفنون
والمواضيع وخصص عدة صفحات للجزائر وقد حققها عبد الكريم الفلالي سنة 1387/ 1967
تحقيقًا طفيفا ينقصه الكثير.
أما
مدينة قسنطينة
في الشرق الجزائري التي وقع الاختيار عليها الاختيار
لتكون عاصمة الثقافة العربية لهذا العام فقد تمتعت بمكانة ثقافية وتاريخية في
الوجدان الجزائري والمغاربي على حد سواء فأسهب
الرحالة في وصفها باعتبارها خلاصة لحضارة الإنسان في شكل مدينة.. ومدينة
تتقاطع بين شوارعها ثقافة العالم كله.. وهل الثقافة إلا محطات تقاطع ولقاء بين
تجارب تختصر الزمان والمكان فوق صخرة من الكلس
في هذه العاصمة التي تمردت عن التاريخ بحروبها الطويلة وعن الجغرافيا
بموقعها الاستثنائي .. سيحدثك الرحالة حين رووا ظمأ نفوسهم وخلوا إلى أقلامهم
وريشاتهم, وجرت انطباعاتهم السحرية خبباً على أفراس الرواية والوصف والملاحظة
والإبداعات الفنية والأدبية التي شكلت اللبنات الأساسية لصورة الجزائر وقسنطينة في
أدب الرحلات .
ستحدثك أقلامهم
عن قصور البايات الأتراك وعن المعمار العثماني .. وتحدثك موسيقى
"المالوف" عن الأندلس .. وتحدثك روائع مالك حداد عن الأدب في زمن
الفرنسيين.. وستجد نفسك أمام مزيج ثقافي صنعه الأمازيغ والرومان والعرب واليهود
والأتراك والأوروبيون.. وتلونت روحه بالإسلام الذي حول قسنطينة إلى مركز إشعاع
ديني ومنحها اليوم لقب المدينة المحافظة بامتياز بين كل مدن الجزائر. وفيها أقام
الرحالة الزياني لمدة خمسة عشر يومًا ولقى بها عددًا من العلماء يدلنا على الحركة
الثقافية والعلمية التي شهدتها قسنطينة في
العصر العثماني وقد وأظهر الرحالة الزياني سروره لهذا اللقاء الذي أنساه وحشته
وزاد معلوماته وهم : الشيخ عمر الصايغي ، وأبو الحسن على بن مسعود الونيسي ، وأبو
القاسم المختالي ، ,أحمد بن المبارك العلمي والسيد ونيس البورنيازي ، وكلهم أصحاب
أدب وفقه وفضل وعلم ، غير أن أصحاب التراجم أهملوا الكثير منهم . وقد أشار الرحالة
الزياني إلى العديد من مشاهدها الثقافية التي منحتها مكانتها العلمية منذ قرون
عديدة واتفق أغلب الرحالة من مغاربة
ومستشرقين أن قسنطينة تستقبل
زائرها بمشاهد لن تجدها في أي مكان آخر.. كجسورها المعلقة التي لا مثيل لها عبر
العالم.. من جسر القنطرة الذي أسسه الرومان قبل قرون بعيدة ، إلى جسر سيدي راشد
الذي صممه المهندس الفرنسي أوبين أيرو في بداية القرن الماضي.. ستفاجئك أيضا قسنطينة بأبوابها الأثرية السبعة
وبمساجدها التي يعود أقدمها إلى القرن الحادي عشر من الميلاد.. ستتعرف لأول مرة
ربما على أسواق يسميها أهلها بالرحبات .. هناك رحبة الجمال وأسواق الخرازين و
العطارين والصاغة و الصباغين.. وفيها
يتجول السائر بين صفحات التاريخ لتتلاشى الفواصل بين الخيال والواقع وتنصهر القرون
ما بين جسورها المعلقة التي تعكس آثارها عبقرية وروعة العمارة في قسنطينة وتتعجب
.. من كان ليجرأ على بناء مدينة فوق صخرة من الكلس!! ..ومن هذا الذي قرر أن يشيد
أعلى جسر حجري في العالم بين قمتي جبل!؟ تاريخ حي ينبض بالحياة شهد على أحداث
العصور المتعاقبة ؛ لمسة جمال تنثر عبير الأزمنة المولية وتحرك في النفس حنينًا
لدفء الماضي الذي يتناغم بإبداعه مع الحاضر
القصة لا تبدأ من هنا.. ولكنها تغوص بتفاصيلها في ما قبل التاريخ بقليل حين
تفتحت أزهارها نحو ضوء الشمس فتصاعد شذاها ونشرت الرياح العطرة تحت سمائها الصافية
وعكست أرضها البريق الذهبي للرمال فتمتعت
العيون برؤية المدينة العتيقة ليسبح العقل في أحلام ناعمة بين ربوع مدينة قسنطينة الجزائرية عاصمة الثقافة العربية
بجدارة.
في الذكرى الأولى لرحيله : محمد أركون و تأسيس فكر إنساني عربي يحترم روحانية الدين
في الذكرى الأولى لرحيله : محمد أركون و تأسيس فكر إنساني عربي يحترم روحانية الدين
( 13 سبتمبر 2011)
حتما
إن المثقف جزء من اللعبة الحضارية في المجتمعات الغربية، وركيزة قامت
عليها هذه الحضارة ومازالت. ولا أحد ينكر الدور الذي اضطلع به فلاسفة
الأنوار في كل من فرنسا وانجلترا وهولندا وألمانيا في تفكيك الحقائق
السكولائية والتبشير بعهد الإنسان والحداثة والعقل، بل وفي الإعداد للثورة
الفرنسية التي أطلقت التاريخ من عقاله وغيرت الأفق الرمزي والفكري
والسياسي والحضاري للبشرية.
كما لا أحد ينكر دور المثقف الغربي في تفنيد أوهام الحركات الفاشية كما حدث في ألمانيا مع كتاب مثل رائد العمل المسرحي برشت وتوماس مان وأعلام مدرسة فرانكفورت النقدية أو في ايطاليا مع الفيلسوف الكبير أنطونيو غرامشي بل وفي نقد السياسات الاستعمارية لحكوماتهم كما هو حال جان بول سارتر في فرنسا.
لكن المثقف العربي لم يتمكن من الاضطلاع بهذا الدور المركزي داخل المجال العربي ـ الاسلامي، ليس لأنه لم يكن عارفا أو مدركا لدوره التنويري ولكن لأن المجال العربي ـ الاسلامي محكوم بتراتبية متحجرة، لا مكان فيها للمثقف الدنيوي إلا كتكنوقراط أو خادم في بلاط الملك بل وكخادم من الدرجة الثانية، باعتبار أن دور المثقف في هذا المجال يلعبه الفقيه وتحتكره المؤسسة الدينية. ولهذا سيكون من الأجدى الحديث عن غياب المثقف داخل المجال العربي ـ الإسلامي، باعتباره مجالا محكوما بحقائق ثابتة وسلطة مطلقة لا تؤبد غير الخضوع، ولا تفرخ لغير نموذج الشيخ والمريد، هذا على الأقل ما يؤكده المفكر الجزائري محمد أركون وكثير من المثقفين المعاصرين.
"الفكر الإسلامي: نقد واجتهاد"
في كتابه "الفكر الإسلامي: نقد واجتهاد" يتحدث أركون عن تصوره عن المثقف ودوره ورسالته قائلا:"نقصد بالمثقف هنا ذلك الرجل الذي يتمتع بروح مستقلة، محبة للاستكشاف والتحري، وذات نزعة نقدية واحتجاجية تشتغل باسم حقوق الروح والفكر فقط. ويمكننا هنا تسمية نماذج كبرى من المثقفين الذين مارسوا مثل هذا الموقف الحر والمستقل: فمثلا الجاحظ والتوحيدي يعتبران من أكثرهم جرأة و"حداثة". وهناك أيضا الكندي والفارابي وابن سينا وابن رشد، لكيلا نستشهد إلا بالأسماء الكبرى للفلاسفة الذين مارسوا أيضا البحث الفلسفي الذي لا يحذف الفكر الديني وإنما يهضمه ويتمثله".
في كتابه "الفكر الإسلامي: نقد واجتهاد" يتحدث أركون عن تصوره عن المثقف ودوره ورسالته لكن هذا الموقف الفلسفي أو النقدي المستقل اختفى من داخل الثقافة الإسلامية بعد أن سادت الأورثدكسية كل مجالات التفكير والحياة، هذه الأرثدوكسية التي أنتجت نمطا معينا من المثقف هو الفقيه، الحارس الأمين والشرس للتراث أو بالأحرى لقراءة دوغمائية للتراث، والذي لا يفعل حسب محمد أركون سوى إعادة إنتاج الماضي وتأبيد وصاية الأموات على الأحياء. وهذا ما ينعته أركون بالسياج الدوغمائي المغلق. فهو سياج وليس فضاء، ليس مدينة أو ساحة تقبل بتعدد الأصوات والأفكار وهو دوغمائي لأنه يتكلس عند يقينيات ومبادئ فوق التاريخ لا يمسها التغير ومغلق لأنه يكفر كل محاولة للتجاوز أو للتسلل خارج مضارب النص أو الهوية. كان ابن تيمية بنظر أركون أبرز ممثلي هذا السياج الدوغمائي المغلق في الماضي، نموذج ما برح ينبعث من جديد يقول أركون ويتابع "ويحظى بكل آيات التقدير والتبجيل، وتترسخ مكانته بكل وظائفه التقليدية". وطبعا فإن أركون يعني بذلك دور الإخوان المسلمين والحركات الإسلاموية المعاصرة في الانتصار للأرثدوكسية ورفض ومعاداة العلمانية والحداثة.
إن السياج الدوغمائي المغلق هو الخطاب الديني الذي تمحور حول الله والحكم والجنس والذي احتكر ـ ومازال ـ لنفسه حق الحديث عن هذه الأقانيم الثلاثة، رافضا ومكفرا كل قراءة تتعارض ورؤيته التمامية. ولاغرو بأن القاعدة الأساسية التي تقوم عليها هذه النظرة هي الطاعة، طاعة المؤمنين لله من جهة، وربط طاعتهم للسلطان بطاعتهم لله، إذ كما تقول قاعدة فقهية :"حاكم جائر خير من فتنة داخل الأمة". ثم إخضاع المرأة للرجل وتأبيد رؤية دينية ـ تقوم على مركزية قضيبية ـ للأسرة وللعلاقات بين الرجل والمرأة.
ويسجل أركون بأن ظهور مثقفين عرب نقديين درسوا في الغرب لم يساهم في اختفاء هذه الرؤية الرجعية ولا في اختفاء رجال الدين من الساحة، الذين نافسوا المثقفين الليبراليين ونجحوا في التأثير عليهم، إذ لم يتوفر المثقفون النقديون على قاعدة شعبية يستندون إليها، وأصبحوا معزولين واختار أغلبهم الهجرة أو الصمت. يقول أركون:"ما بين لحظة الاستقلال وحتى اليوم، وجدنا أن أيا من المجتمعات الإسلامية أو العربية لم يسمح بظهور فئة من المثقفين المستقلين النقديين المؤثرين عن طريق ممارستهم للعمل الدؤوب والمستمر، إلى الحد الذي يتيح لهم تشكيل ذروة الهيبة الثقافية أو السيادة الفكرية العليا" وبلغة أخرى، إلى الحد الذي يتحولون فيه إلى مرجع فكري وروحي وأخلاقي للمجتمع، ولا يعود ذلك لأسباب سياسية بحتة وإلى التحالف القائم بين السياسة ورجال الدين وحسب، ولكن أيضا إلى طبيعة الرؤية الدينية نفسها كما يعتقد أركون والتي ترفض تنسيب الحقيقة واقتسامها مع آخرين وترفض استقلالية العقل مختزلة إياه إلى مجرد خادم للوحي، أو إلى حواش عقيمة على النص المؤسس.
لكن على الرغم من ذلك يرى أركون بأن سطوة السياج الدوغمائي المغلق لم تحل دون ظهور حركة إنسية عربية ومثقف عربي نقدي منفتح على الثقافات الأخرى ومقبل على التعلم منها وتوسيع آفاقها داخل المجال الثقافي العربي الإسلامي، بل إنه لم يتورع عن القول بأن الجاحظ والتوحيدي كانا أكثر "حداثة" من عديد من المثقفين العرب اليوم.
نقد المركزية الثقافية الغربية
تندرج أعمال أركون في إطار ما يمكن أن نسميه بلغة عبد الكبير الخطيبي بـ "النقد المزدوج. فهو لا يفكك أقانيم الفكر الإسلامي وأساطيره ومواقع السلطة فيه ولكنه يعمد أيضا إلى تفكيك النظرة المركزية الغربية إلى الثقافة الإسلامية. في "الفكر الإسلامي: نقد واجتهاد" يكتب أركون مفككا الخطاب الغربي حول الإسلام قائلا:
"مهما يكن من أمر، فإنه لم يعد مقبولا حصر الإسلام كله فقط في تجلياته الأصولية أو المتزمتة أو الحركية الإسلاموية كما هو شائع جدا في الغرب. وإذ أقول كلامي هذا فإني لا أنكر أبدا حجم الضغط الاجتماعي لتلك الإيديولوجيا التي تستعير من الإسلام التقليدي مفرداته وشعاراته...ولكن تنبغي إدانة مؤامرة الصمت التي يقوم بها كل المراقبين الغربيين للإسلام المعاصر، بمن فيهم علماء الإسلاميات الأكثر شهرة. أقصد الصمت عن وجود فئات اجتماعية أخرى في المجتمعات الإسلامية غير تيار الإيديولوجيين الإسلامويين" ليخلص أركون إلى أن نجاح الكتب الأصولية المتطرفة داخل المجتمعات الإسلامية لا يختلف كثيرا عن نجاح الكتب الغربية حول الإسلام المليئة بالخلط والأغلاط والهلوسات، كما لو أن نجاح الطرفين مرتبط ببعضهما البعض، تماما كما ذهب وأوضح ذلك بيير بورديو في تحليله للعلاقة الوطيدة بين عقلانية المركز ولاعقلانية الأطرف أو ادوارد سعيد في تحليله للعلاقة العضوية بين الإمبريالية الأمريكية والنظام العربي الرسمي.
يقول أركون: "مهما يكن من أمر، فإنه لم يعد مقبولا حصر الإسلام كله فقط في تجلياته الأصولية أو المتزمتة أو الحركية الإسلاموية كما هو شائع جدا في الغرب." ينتقد أركون تلك الرؤية السائدة في الغرب والتي لا يمر يوم دون أن نصادفها في وسائل الإعلام على مختلف أنواعها، بل ونصادفها حتى لدى اقطاب اليسار الغربي، والتي تختزل العالم الإسلامي إلى معسكر للتطرف والتزمت، متجاهلة القوى الأخرى داخل هذا المجتمع والتي تناضل منذ عقود من أجل مجتمع مفتوح وحوار نقدي بين الأنا والآخر.
ويندرج في إطار الرؤية الغربية التبخيسية والمتكلسة في أحكامها المسبقة اتجاه العالم الإسلامي الإهمال الذي يعاني منه تدريس تاريخ الإسلام في الغرب كدليل على الإهمال والاحتقار الذي منيت به بلدان الضفة الجنوبية والشرقية للمتوسط من قبل بلدان الشمال. إن الأمر يتعلق برؤيا إيديولوجية لتاريخ حوض البحر المتوسط، رؤية لم تتحرر بعد من أدران الإستعمار وأدواءه وأحقاده، بل إن أركون يعتبرها استمرارا للرؤية الدينية المسيحية وموقفها من الإسلام، ما يترك الباب مفتوحا على مصراعيه لأشباه المستشرقين الذين بدأوا ينتشرون كالفطر في الدول الغربية ويصدرون كتابا بعد آخر كلما انفجرت قنبلة هنا أو سقط صاروخ هناك للتدليل على أن العنف متأصل بالإسلام وعلى أن العداء للسامية مكون من مكونات المجتمعات الإسلامية والإسلامية فقط.
محمد أركون ناقدا للعقل الإسلامي
إن اهتمامه بالفلاسفة العرب وخصوصا بمسكويه صاحب "تهذيب الأخلاق" وبيئته الثقافية والتاريخية هو ما دفعه إلى تغيير تلك الصورة النمطية عن الإسلام والتي تحاول اختزاله كما بينت ذلك الباحثة الألمانية أورسولا غونثر في الإسلاموية والعروبية. لقد تميز مسكويه وآخرون غيره كالتوحيدي والجاحظ وابن رشد بانفتاح كبير على الحضارات والثقافات الأخرى ويكفي الاستشهاد هنا بتلك المقولة المركزية لابن رشد في "فصل المقال:
"وإذا كان هذا هكذا، فقد يجب علينا، إن ألفينا لمن تقدمنا من الأمم السالفة نظرا في الموجودات واعتبارا لها بحس ما اقتضته شرائط البرهان، أن ننظر في الذي قالوه من ذلك وما أثبتوه في كتبهم: فما كان منها موافقا للحق قبلناه منهم وسررنا به وشكرناهم عليه، وما كان منها غير موافق للحق نبهنا عليه وحذرنا منه وعذرناهم. فقد تبين من هذا أن النظر في كتب القدماء واجب بالشرع..."
"لا يكتفي ابن رشد بالدعوة إلى الاستفادة من الثقافات الأخرى بل يربط تلك الدعوة بالشرع، و يحولها إلى أمر شرعي أو أمر ديني" لا يكتفي ابن رشد في هذا المقام بالدعوة إلى الاستفاذة من الثقافات الأخرى بل يربط تلك الدعوة بالشرع، و يحولها إلى أمر شرعي أو أمر ديني. أو بلغة أخرى يقلب المعادلة ويجعل النقل مبررا للعقل ومبررا لاستعماله وانفتاحه واعتبار كل ذلك طريقا لـ "معرفة الله". لهذا لا يمكننا إلا أن نتفق مع أركون ودفاعه عن وجود انسانوية عربية في التاريخ الإسلامي رغم أنه لا يمكن مقارنتها بالحركة الإنسية في أوروبا لأنها حركة تحررت نهائيا من سلطة الدين في حين لم ير الإنسانويون العرب تضادا بين الحقيقتين الدينية والعقلية. ويخلص أركون في بحثه عن ميسكويه وكما بينت ذلك أورسولا غونثر في كتابها المتميز "أركون ناقدا للعقل الإسلامي" :
"أولا: لقد عرف القرن العاشر حركة إنسية عربية وكان ميسكويه أحد ممثليها
ثانيا: الادعاء بأن العرب نقلوا فقط الفلسفة اليونانية وأن ما كتبوه كان تقليدا فقط لا يملك أي أصالة هو ادعاء خاطئ، بل إنهم أعادوا تقييم ما كتبه اليونان وتوسيع آفاقه ونقده وتبيئته" (163).
وقد ندفع بالنتائج إلى حد أبعد من ذلك ونقول بأننا أحوج اليوم إلى تلك الإنسانوية العربية أو إلى روحها المنفتحة التي عرفت كيف تزاوج بين الدين والعقل منا إلى الإنسانوية الغربية التي انتصرت للعقل على الدين ولمركزية عقلية اتخذت في أحايين كثيرة وجوها عنيفة في رفض الآخر، ولعل هذا ما جعل أركون يقدم على تفكيك تلك العقلانوية الباردة التي أرادت أن تخرس الأقاليم الأخرى للإنسان كالروح والدين والمتخيل والأساطير. إنه يدعو إلى عدم الاستهانة بالتجربة الدينية للإنسان وعدم إهمال البعد الروحي والمتعالي كما تفعل الوضعية والمادية. إنها فلسفات لا تأخذ بعين الاعتبار أهمية البعد الأسطوري في الحياة البشرية، فالأسطورة كما يقول أركون:"هي إحدى الطرق لإنتاج المعرفة عن الإنسان".
آفاق العلمانية وأنفاقها
ويندرج حديث أركون عن العلمانية في إطار تفكيكه لتلك العقلانوية الباردة. لقد كان أركون من السباقين إلى المطالبة بإعادة النظر في مفهوم العلمانية المتشددة الذي أنتجته الثورة الفرنسية، وهو يلتقي في دعوته تلك مع فلاسفة كبار على رأسهم يورغن هابرماس الذي أكد في آخر محاضرة له ما يلي:
" من يطرح السؤال عن دور الدين في مجتمع اليوم للنقاش، يسأل عن المكانة المناسبة للدين في الرأي العام السياسي. وللوهولة الأولى يبدو أن الطابع العلماني للدولة الدستورية يتعارض مع كل نشاط سياسي للمواطنين المتدينين أو للجماعات الدينية، الذين يعبرون عن أنفسهم كمؤمنين أو كمنظمات دينية. واستنادا إلى هذا الأساس يعلن ليبراليون مثل جان راولز أو روبرت أودي بأنه من واجبات المواطنة "عدم دعم قوانين أو سياسات أو الدفاع عنها،(...) إذا لم تكن قائمة على استدلالات علمانية مناسبة أو لم تكن مستعدة لتقديمها". لكني شخصيا، أميل إلى أن يكون التواصل السياسي في المجال العمومي مفتوحا أمام كل مساهمة، وكيفما كانت اللغة التي يستعملها. إن السماح بالتعبير عن آراء دينية بحثة في المجال العمومي، لا يمكن الاستدلال عليه فقط بالنظر إلى الأشخاص الذين لا يتوافر لديهم الاستعداد والقدرة على تقسيم قناعاتهم ومعجمهم إلى ما هو دنيوي وماهو ديني، بل إن هناك سببا وظيفيا لذلك، واجب أن لا نختزل في عجلة من أمرنا التعقيد البوليفوني للمجال العمومي المتعدد الأصوات.
فواجب الدولة الديمقراطية أن لا تكبح الرغبة العفوية للأفراد والجماعات في التعبير، لأنها لا تستطيع معرفة ما إذا كان المجتمع، في حال قيامها بالعكس، سينقطع بذلك عن مصادر المعنى والهوية. وخصوصا فيما يتعلق بالمجالات الشديدة الحساسية للحياة الاجتماعية، تتمتع التقاليد الدينية بالقدرة على التعبير على الحدوس الأخلاقية. أو ليس من الممكن أن يتعرف المواطنون العلمانيون في مضامين الآراء الدينية على حدوسهم الشخصية، سواء تلك المخفية أم المكبوتة؟".
لقد كان محمد أركون سباقا إلى الدعوة إلى إعادة النظر في المغامرة التاريخية التي كرست في الغرب نهاية النظام الديني، دون أن يبخس العلمانية دورها التاريخي والتي جاءت لتضع حدا للحروب الدينية. إنه يدعو إلى الانفتاح على صيغة جديدة للعلاقة بين الدين والدولة أو إلى علمنة جديدة لا تتكلس في مقولاتها الرافضة للدين باسم الحيادية والموضوعية حتى أصبح درس الأديان محرما في المدارس وأضحى الناس أميين بكل ما يخص الخطاب الديني والأسطوري. ولهذا يفرق أركون وفي صرامة بين الفكر العلمانوي أو اليعقوبي المتطرف في رفضه للدين والفكر العلماني المنفتح على أقاليم التفكير الأخرى.
منقول
كما لا أحد ينكر دور المثقف الغربي في تفنيد أوهام الحركات الفاشية كما حدث في ألمانيا مع كتاب مثل رائد العمل المسرحي برشت وتوماس مان وأعلام مدرسة فرانكفورت النقدية أو في ايطاليا مع الفيلسوف الكبير أنطونيو غرامشي بل وفي نقد السياسات الاستعمارية لحكوماتهم كما هو حال جان بول سارتر في فرنسا.
لكن المثقف العربي لم يتمكن من الاضطلاع بهذا الدور المركزي داخل المجال العربي ـ الاسلامي، ليس لأنه لم يكن عارفا أو مدركا لدوره التنويري ولكن لأن المجال العربي ـ الاسلامي محكوم بتراتبية متحجرة، لا مكان فيها للمثقف الدنيوي إلا كتكنوقراط أو خادم في بلاط الملك بل وكخادم من الدرجة الثانية، باعتبار أن دور المثقف في هذا المجال يلعبه الفقيه وتحتكره المؤسسة الدينية. ولهذا سيكون من الأجدى الحديث عن غياب المثقف داخل المجال العربي ـ الإسلامي، باعتباره مجالا محكوما بحقائق ثابتة وسلطة مطلقة لا تؤبد غير الخضوع، ولا تفرخ لغير نموذج الشيخ والمريد، هذا على الأقل ما يؤكده المفكر الجزائري محمد أركون وكثير من المثقفين المعاصرين.
"الفكر الإسلامي: نقد واجتهاد"
في كتابه "الفكر الإسلامي: نقد واجتهاد" يتحدث أركون عن تصوره عن المثقف ودوره ورسالته قائلا:"نقصد بالمثقف هنا ذلك الرجل الذي يتمتع بروح مستقلة، محبة للاستكشاف والتحري، وذات نزعة نقدية واحتجاجية تشتغل باسم حقوق الروح والفكر فقط. ويمكننا هنا تسمية نماذج كبرى من المثقفين الذين مارسوا مثل هذا الموقف الحر والمستقل: فمثلا الجاحظ والتوحيدي يعتبران من أكثرهم جرأة و"حداثة". وهناك أيضا الكندي والفارابي وابن سينا وابن رشد، لكيلا نستشهد إلا بالأسماء الكبرى للفلاسفة الذين مارسوا أيضا البحث الفلسفي الذي لا يحذف الفكر الديني وإنما يهضمه ويتمثله".
في كتابه "الفكر الإسلامي: نقد واجتهاد" يتحدث أركون عن تصوره عن المثقف ودوره ورسالته لكن هذا الموقف الفلسفي أو النقدي المستقل اختفى من داخل الثقافة الإسلامية بعد أن سادت الأورثدكسية كل مجالات التفكير والحياة، هذه الأرثدوكسية التي أنتجت نمطا معينا من المثقف هو الفقيه، الحارس الأمين والشرس للتراث أو بالأحرى لقراءة دوغمائية للتراث، والذي لا يفعل حسب محمد أركون سوى إعادة إنتاج الماضي وتأبيد وصاية الأموات على الأحياء. وهذا ما ينعته أركون بالسياج الدوغمائي المغلق. فهو سياج وليس فضاء، ليس مدينة أو ساحة تقبل بتعدد الأصوات والأفكار وهو دوغمائي لأنه يتكلس عند يقينيات ومبادئ فوق التاريخ لا يمسها التغير ومغلق لأنه يكفر كل محاولة للتجاوز أو للتسلل خارج مضارب النص أو الهوية. كان ابن تيمية بنظر أركون أبرز ممثلي هذا السياج الدوغمائي المغلق في الماضي، نموذج ما برح ينبعث من جديد يقول أركون ويتابع "ويحظى بكل آيات التقدير والتبجيل، وتترسخ مكانته بكل وظائفه التقليدية". وطبعا فإن أركون يعني بذلك دور الإخوان المسلمين والحركات الإسلاموية المعاصرة في الانتصار للأرثدوكسية ورفض ومعاداة العلمانية والحداثة.
إن السياج الدوغمائي المغلق هو الخطاب الديني الذي تمحور حول الله والحكم والجنس والذي احتكر ـ ومازال ـ لنفسه حق الحديث عن هذه الأقانيم الثلاثة، رافضا ومكفرا كل قراءة تتعارض ورؤيته التمامية. ولاغرو بأن القاعدة الأساسية التي تقوم عليها هذه النظرة هي الطاعة، طاعة المؤمنين لله من جهة، وربط طاعتهم للسلطان بطاعتهم لله، إذ كما تقول قاعدة فقهية :"حاكم جائر خير من فتنة داخل الأمة". ثم إخضاع المرأة للرجل وتأبيد رؤية دينية ـ تقوم على مركزية قضيبية ـ للأسرة وللعلاقات بين الرجل والمرأة.
ويسجل أركون بأن ظهور مثقفين عرب نقديين درسوا في الغرب لم يساهم في اختفاء هذه الرؤية الرجعية ولا في اختفاء رجال الدين من الساحة، الذين نافسوا المثقفين الليبراليين ونجحوا في التأثير عليهم، إذ لم يتوفر المثقفون النقديون على قاعدة شعبية يستندون إليها، وأصبحوا معزولين واختار أغلبهم الهجرة أو الصمت. يقول أركون:"ما بين لحظة الاستقلال وحتى اليوم، وجدنا أن أيا من المجتمعات الإسلامية أو العربية لم يسمح بظهور فئة من المثقفين المستقلين النقديين المؤثرين عن طريق ممارستهم للعمل الدؤوب والمستمر، إلى الحد الذي يتيح لهم تشكيل ذروة الهيبة الثقافية أو السيادة الفكرية العليا" وبلغة أخرى، إلى الحد الذي يتحولون فيه إلى مرجع فكري وروحي وأخلاقي للمجتمع، ولا يعود ذلك لأسباب سياسية بحتة وإلى التحالف القائم بين السياسة ورجال الدين وحسب، ولكن أيضا إلى طبيعة الرؤية الدينية نفسها كما يعتقد أركون والتي ترفض تنسيب الحقيقة واقتسامها مع آخرين وترفض استقلالية العقل مختزلة إياه إلى مجرد خادم للوحي، أو إلى حواش عقيمة على النص المؤسس.
لكن على الرغم من ذلك يرى أركون بأن سطوة السياج الدوغمائي المغلق لم تحل دون ظهور حركة إنسية عربية ومثقف عربي نقدي منفتح على الثقافات الأخرى ومقبل على التعلم منها وتوسيع آفاقها داخل المجال الثقافي العربي الإسلامي، بل إنه لم يتورع عن القول بأن الجاحظ والتوحيدي كانا أكثر "حداثة" من عديد من المثقفين العرب اليوم.
نقد المركزية الثقافية الغربية
تندرج أعمال أركون في إطار ما يمكن أن نسميه بلغة عبد الكبير الخطيبي بـ "النقد المزدوج. فهو لا يفكك أقانيم الفكر الإسلامي وأساطيره ومواقع السلطة فيه ولكنه يعمد أيضا إلى تفكيك النظرة المركزية الغربية إلى الثقافة الإسلامية. في "الفكر الإسلامي: نقد واجتهاد" يكتب أركون مفككا الخطاب الغربي حول الإسلام قائلا:
"مهما يكن من أمر، فإنه لم يعد مقبولا حصر الإسلام كله فقط في تجلياته الأصولية أو المتزمتة أو الحركية الإسلاموية كما هو شائع جدا في الغرب. وإذ أقول كلامي هذا فإني لا أنكر أبدا حجم الضغط الاجتماعي لتلك الإيديولوجيا التي تستعير من الإسلام التقليدي مفرداته وشعاراته...ولكن تنبغي إدانة مؤامرة الصمت التي يقوم بها كل المراقبين الغربيين للإسلام المعاصر، بمن فيهم علماء الإسلاميات الأكثر شهرة. أقصد الصمت عن وجود فئات اجتماعية أخرى في المجتمعات الإسلامية غير تيار الإيديولوجيين الإسلامويين" ليخلص أركون إلى أن نجاح الكتب الأصولية المتطرفة داخل المجتمعات الإسلامية لا يختلف كثيرا عن نجاح الكتب الغربية حول الإسلام المليئة بالخلط والأغلاط والهلوسات، كما لو أن نجاح الطرفين مرتبط ببعضهما البعض، تماما كما ذهب وأوضح ذلك بيير بورديو في تحليله للعلاقة الوطيدة بين عقلانية المركز ولاعقلانية الأطرف أو ادوارد سعيد في تحليله للعلاقة العضوية بين الإمبريالية الأمريكية والنظام العربي الرسمي.
يقول أركون: "مهما يكن من أمر، فإنه لم يعد مقبولا حصر الإسلام كله فقط في تجلياته الأصولية أو المتزمتة أو الحركية الإسلاموية كما هو شائع جدا في الغرب." ينتقد أركون تلك الرؤية السائدة في الغرب والتي لا يمر يوم دون أن نصادفها في وسائل الإعلام على مختلف أنواعها، بل ونصادفها حتى لدى اقطاب اليسار الغربي، والتي تختزل العالم الإسلامي إلى معسكر للتطرف والتزمت، متجاهلة القوى الأخرى داخل هذا المجتمع والتي تناضل منذ عقود من أجل مجتمع مفتوح وحوار نقدي بين الأنا والآخر.
ويندرج في إطار الرؤية الغربية التبخيسية والمتكلسة في أحكامها المسبقة اتجاه العالم الإسلامي الإهمال الذي يعاني منه تدريس تاريخ الإسلام في الغرب كدليل على الإهمال والاحتقار الذي منيت به بلدان الضفة الجنوبية والشرقية للمتوسط من قبل بلدان الشمال. إن الأمر يتعلق برؤيا إيديولوجية لتاريخ حوض البحر المتوسط، رؤية لم تتحرر بعد من أدران الإستعمار وأدواءه وأحقاده، بل إن أركون يعتبرها استمرارا للرؤية الدينية المسيحية وموقفها من الإسلام، ما يترك الباب مفتوحا على مصراعيه لأشباه المستشرقين الذين بدأوا ينتشرون كالفطر في الدول الغربية ويصدرون كتابا بعد آخر كلما انفجرت قنبلة هنا أو سقط صاروخ هناك للتدليل على أن العنف متأصل بالإسلام وعلى أن العداء للسامية مكون من مكونات المجتمعات الإسلامية والإسلامية فقط.
محمد أركون ناقدا للعقل الإسلامي
إن اهتمامه بالفلاسفة العرب وخصوصا بمسكويه صاحب "تهذيب الأخلاق" وبيئته الثقافية والتاريخية هو ما دفعه إلى تغيير تلك الصورة النمطية عن الإسلام والتي تحاول اختزاله كما بينت ذلك الباحثة الألمانية أورسولا غونثر في الإسلاموية والعروبية. لقد تميز مسكويه وآخرون غيره كالتوحيدي والجاحظ وابن رشد بانفتاح كبير على الحضارات والثقافات الأخرى ويكفي الاستشهاد هنا بتلك المقولة المركزية لابن رشد في "فصل المقال:
"وإذا كان هذا هكذا، فقد يجب علينا، إن ألفينا لمن تقدمنا من الأمم السالفة نظرا في الموجودات واعتبارا لها بحس ما اقتضته شرائط البرهان، أن ننظر في الذي قالوه من ذلك وما أثبتوه في كتبهم: فما كان منها موافقا للحق قبلناه منهم وسررنا به وشكرناهم عليه، وما كان منها غير موافق للحق نبهنا عليه وحذرنا منه وعذرناهم. فقد تبين من هذا أن النظر في كتب القدماء واجب بالشرع..."
"لا يكتفي ابن رشد بالدعوة إلى الاستفادة من الثقافات الأخرى بل يربط تلك الدعوة بالشرع، و يحولها إلى أمر شرعي أو أمر ديني" لا يكتفي ابن رشد في هذا المقام بالدعوة إلى الاستفاذة من الثقافات الأخرى بل يربط تلك الدعوة بالشرع، و يحولها إلى أمر شرعي أو أمر ديني. أو بلغة أخرى يقلب المعادلة ويجعل النقل مبررا للعقل ومبررا لاستعماله وانفتاحه واعتبار كل ذلك طريقا لـ "معرفة الله". لهذا لا يمكننا إلا أن نتفق مع أركون ودفاعه عن وجود انسانوية عربية في التاريخ الإسلامي رغم أنه لا يمكن مقارنتها بالحركة الإنسية في أوروبا لأنها حركة تحررت نهائيا من سلطة الدين في حين لم ير الإنسانويون العرب تضادا بين الحقيقتين الدينية والعقلية. ويخلص أركون في بحثه عن ميسكويه وكما بينت ذلك أورسولا غونثر في كتابها المتميز "أركون ناقدا للعقل الإسلامي" :
"أولا: لقد عرف القرن العاشر حركة إنسية عربية وكان ميسكويه أحد ممثليها
ثانيا: الادعاء بأن العرب نقلوا فقط الفلسفة اليونانية وأن ما كتبوه كان تقليدا فقط لا يملك أي أصالة هو ادعاء خاطئ، بل إنهم أعادوا تقييم ما كتبه اليونان وتوسيع آفاقه ونقده وتبيئته" (163).
وقد ندفع بالنتائج إلى حد أبعد من ذلك ونقول بأننا أحوج اليوم إلى تلك الإنسانوية العربية أو إلى روحها المنفتحة التي عرفت كيف تزاوج بين الدين والعقل منا إلى الإنسانوية الغربية التي انتصرت للعقل على الدين ولمركزية عقلية اتخذت في أحايين كثيرة وجوها عنيفة في رفض الآخر، ولعل هذا ما جعل أركون يقدم على تفكيك تلك العقلانوية الباردة التي أرادت أن تخرس الأقاليم الأخرى للإنسان كالروح والدين والمتخيل والأساطير. إنه يدعو إلى عدم الاستهانة بالتجربة الدينية للإنسان وعدم إهمال البعد الروحي والمتعالي كما تفعل الوضعية والمادية. إنها فلسفات لا تأخذ بعين الاعتبار أهمية البعد الأسطوري في الحياة البشرية، فالأسطورة كما يقول أركون:"هي إحدى الطرق لإنتاج المعرفة عن الإنسان".
آفاق العلمانية وأنفاقها
ويندرج حديث أركون عن العلمانية في إطار تفكيكه لتلك العقلانوية الباردة. لقد كان أركون من السباقين إلى المطالبة بإعادة النظر في مفهوم العلمانية المتشددة الذي أنتجته الثورة الفرنسية، وهو يلتقي في دعوته تلك مع فلاسفة كبار على رأسهم يورغن هابرماس الذي أكد في آخر محاضرة له ما يلي:
" من يطرح السؤال عن دور الدين في مجتمع اليوم للنقاش، يسأل عن المكانة المناسبة للدين في الرأي العام السياسي. وللوهولة الأولى يبدو أن الطابع العلماني للدولة الدستورية يتعارض مع كل نشاط سياسي للمواطنين المتدينين أو للجماعات الدينية، الذين يعبرون عن أنفسهم كمؤمنين أو كمنظمات دينية. واستنادا إلى هذا الأساس يعلن ليبراليون مثل جان راولز أو روبرت أودي بأنه من واجبات المواطنة "عدم دعم قوانين أو سياسات أو الدفاع عنها،(...) إذا لم تكن قائمة على استدلالات علمانية مناسبة أو لم تكن مستعدة لتقديمها". لكني شخصيا، أميل إلى أن يكون التواصل السياسي في المجال العمومي مفتوحا أمام كل مساهمة، وكيفما كانت اللغة التي يستعملها. إن السماح بالتعبير عن آراء دينية بحثة في المجال العمومي، لا يمكن الاستدلال عليه فقط بالنظر إلى الأشخاص الذين لا يتوافر لديهم الاستعداد والقدرة على تقسيم قناعاتهم ومعجمهم إلى ما هو دنيوي وماهو ديني، بل إن هناك سببا وظيفيا لذلك، واجب أن لا نختزل في عجلة من أمرنا التعقيد البوليفوني للمجال العمومي المتعدد الأصوات.
فواجب الدولة الديمقراطية أن لا تكبح الرغبة العفوية للأفراد والجماعات في التعبير، لأنها لا تستطيع معرفة ما إذا كان المجتمع، في حال قيامها بالعكس، سينقطع بذلك عن مصادر المعنى والهوية. وخصوصا فيما يتعلق بالمجالات الشديدة الحساسية للحياة الاجتماعية، تتمتع التقاليد الدينية بالقدرة على التعبير على الحدوس الأخلاقية. أو ليس من الممكن أن يتعرف المواطنون العلمانيون في مضامين الآراء الدينية على حدوسهم الشخصية، سواء تلك المخفية أم المكبوتة؟".
لقد كان محمد أركون سباقا إلى الدعوة إلى إعادة النظر في المغامرة التاريخية التي كرست في الغرب نهاية النظام الديني، دون أن يبخس العلمانية دورها التاريخي والتي جاءت لتضع حدا للحروب الدينية. إنه يدعو إلى الانفتاح على صيغة جديدة للعلاقة بين الدين والدولة أو إلى علمنة جديدة لا تتكلس في مقولاتها الرافضة للدين باسم الحيادية والموضوعية حتى أصبح درس الأديان محرما في المدارس وأضحى الناس أميين بكل ما يخص الخطاب الديني والأسطوري. ولهذا يفرق أركون وفي صرامة بين الفكر العلمانوي أو اليعقوبي المتطرف في رفضه للدين والفكر العلماني المنفتح على أقاليم التفكير الأخرى.
منقول
المدرسة الابتدائية الخال محمد ببلدية تيمقطن تحتفل بالمتفوقين في الفصل الأول
احتفلت المدرسة الابتدائية الخال
محمد بقصر أولاد الحاج ببلدية تيمقطن ولاية أدرار ، ممثلة في أسرتها التربوية تحت
رعاية مفتش المقاطعة السابعة عشرة بدائرة أولف ، السيد صديقي عبدالكريم وإشراف مدير
الابتدائية ، السيد لهشمي محمد بن أحمد ، يوم الخميس 17 ديسمبر 2015 ، بالتلاميذ
المتفوقين في الفصل الأول لهذه السنة ، وهذا بالتنسيق مع جمعية أولياء التلاميذ
للمدرسة ، وقد تحصل 8 تلاميذ من المدرسة على إجازة تهنئة ، و12 على تشجيع و27 على
لوحة شرف ، و كرم بالمناسبة مفتش المقاطعة السابق الذكر من ماله الشخصي ثلاثة من
التلاميذ المتفوقين على مستوى المدارس التابعين لمقاطعته ، وهم على التوالي ، نفاد
أيوب من الابتدائية المنظمة للحفل متحصل على معدل تسعة ونصف من عشرة ، و أدجرفور
كريمة من ابتدائية سيدي عيسى بقصر إينر
بمعدل تسعة ونصف كذلك ، و لمدك فاطمة من ابتدائية محمد خميستي بقصر قصبة الجنة
متحصلت على معدل تسعة فاصلة أربعين ، وقد حضر حفل التكريم مدراء بعض الابتدائيات
وبعض من ألأولياء ، وتلاميذ المدرسة ، الذين رددوا النشيد الوطني بصوت عالي يدل
على حفظهم وإتقانهم له ، إذ يعتبر أشبال هذه المدرسة الذين كان يبدو عليهم
النشاط والحيوية ، من أولائك الأسود الساهرين على تعليهم من أساتذة المدرسة بقيادة
مدير المدرسة وإشراف مفتش المقاطعة ، كما أقيمت بالمناسبة مقابلة ثقافية بين مستوى
السنة الثانية ، ومستوى السنة الثالثة .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)