الثلاثاء، 1 يوليو 2025

أولف تودع المربي قصاب محمد قصاب في موكب جنائزي مهيب

بقلوب يعتصرها الألم، وعيون تفيض بالدموع، لكنها مؤمنة بقضاء الله وقدره، ودعت أولف يوم الأثنين 30 جوان 2025، أحد أبرز أبنائها وقاماتها الشامخة، الأستاذ والمربي الفاضل، المدير الحكيم، و السياسي، و الرياضي المتفاني، والناشط الجمعوي الذي وهب حياته لخدمة مجتمعه، إنه الفقيد محمد قصاب،  والمعروف قيد حياته بحمو قصاب، الذي ارتقى إلى جوار ربه تاركًا خلفه فراغا وإرثا خالدا من العطاء والابتسامة والنضال.

لقد كان حمو قصاب نموذجا في التفاني، جمع في شخصيته بين الأدوار المتعددة بكل اقتدار وتميز؛ ففي محراب العلم، كان مربيا فاضلاً ومديرا قديرا، يضيء دروب الأجيال بنور المعرفة والحكمة، وفي الميدان السياسي، كان صوتا للحق، ومدافعا شرسا عن قضايا وطنه ومجتمعه التي يراه صوابا، لم يخشَ في قول الحق لومة لائم، أما في الساحة الرياضية، فقد كان مثالا للروح الرياضية، داعما للشباب ومحفزا لهم على التميز، وفي العمل الجمعوي، كان خادما للمجتمع بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يسعى جاهدا في خدمة المجتمع، وما ميز الفقيد الراحل، وجعله يسكن قلوب الكثيرين، هي تلك الابتسامة المشرقة. التي يقابل بها غيره، ابتسامة كانت بمثابة بلسم شافٍ، تبعث الأمل والطمأنينة في نفوس من حوله. لقد قيل عنه بحق: "إنه يبتسم لك حتى وأنت مختلف معه"، وهي شهادة صادقة على سعة صدره، ونقاء سريرته، وقدرته الفائقة على احتواء الجميع، مؤمنا بأن الابتسامة صدقة، كما ورد في حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: "تبسمك في وجه أخيك صدقة".

كان محمد قصاب، رحمه الله، رجلا مؤمنا بالله إيماننا راسخا، وكان محبًا لآل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، متمسكا بالخصال الثلاث العظيمة التي أوصى بها رسولنا الكريم: حب النبي، وحب آل بيته الأطهار، وتلاوة القرآن الكريم، ونحسب أن هذه الخصال الثلاث قد تجسدت في حياته وسلوكه، ولم يقتصر إيمانه على القول، بل تجسد في عمله الدؤوب، فكان من المعتمرين لبيت الله الحرام، يشد الرحال إليه كلما سمحت له الفرصة بذلك، وكان من المطوفين وحجاج بيت الله، يتشرف بخدمة ضيوف الرحمن.

لقد فقدت أولف برحيل محمد قصاب، ليس مجرد فرد، بل فقدت قامة تربية وطنية ومجتمعية تركت بصمات لا تُمحى في أغلب زوايا الحياة، وسيظل اسمه محفورا في سجلات التاريخ، وستظل ذكراه وما قدمه منارة تضيء دروب الأجيال القادمة، لتكون قدوة حسنة في العطاء، والتفاني، والإخلاص، وحب الوطن والمجتمع.

رحم الله الفقيد حمو قصاب، وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا. وإنا لله وإنا إليه راجعون.  











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق