من رحم أدرار، تلك الواحة الساحرة التي تلامس أديم الصحراء الكبرى، يبرز اسم دحاج محمد بن عبد القادر، المعروف بلقبه الذي اختزل الكثير: "PDG". قد يبدو هذا اللقب مقتضبا، اختصارا فرنسيا لـ"الرئيس المدير العام"، لكنه يحمل في طياته حكاية رجل، ومسيرة كفاح، وإرثا متجذرا في تراب الوطن.
هو سليل مجاهد عظيم، دحاج الحاج عبد القادر رحمه الله، الذي طبع اسمه في سجلات الشرف الجزائري بخصاله الحميدة وكرمه الفياض ومحمد، كشبل من ذاك الأسد، لم يحد عن الدرب، بل ورث عن والده الشهامة والنخوة، وزاد عليها بصمته الخاصة التي تجاوزت حدود الولاية لتصل إلى القارة السمراء.
لم يكن دحاج محمد مجرد اسم يتردد في المجالس، بل هو نبض حي في جسد المجتمع المدني، وروح فاعلة في الجزائر وخارجها، تجده ناشطا بلا كلل، يسعى لإحداث التغيير الإيجابي، يمد يد العون حيثما استطاع، ويبث الأمل في القلوب، ولعل هذه الروح الإنسانية هي ما قادته إلى أبعد من جغرافيا الوطن، ليلامس احتياجات المجتمعات في دول إفريقية شقيقة كمالي والنيجر، حاملا معه رسالة الجزائر الإنسانية والتضامنية.
يُعد دحاج محمد نموذجا فريدا يجمع بين العمل السياسي والاجتماعي ببراعة، فبصفته ممثلا لحزب جبهة التحرير الوطني في تلك الدول، لم تكن السياسة بالنسبة له مجرد كرسي أو منصب، بل كانت وسيلة لخدمة الناس، منصة لتوسيع دائرة تأثيره الإيجابي، إنه رجل يدرك أن البناء المجتمعي لا ينفصل عن الرؤية السياسية، وأن العمل الميداني هو أساس كل نهضة حقيقية.
دحاج محمد بن عبد القادر، ابن أدرار البار، ليس مجرد شخصية عامة، بل هو قصة إلهام، و قصة رجل أخلص لوطنه وشعبه، وامتد عطاؤه ليشمل الجيران والأشقاء، إنه شهادة حية على أن القيم النبيلة التي لا تفنى، وأن الشبل من الأسد يستطيع أن يغدو أسدً آخر، بترك بصمته الخاصة في سجلات الزمن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق