- في كل سيرة ذاتية، تكمن قصة حياة، تتشابك فيها الدروب وتتعدد المحطات، لتصنع في النهاية لوحة فريدة تعكس شخصية صاحبها وتطلعاته، وسيرة الأخضر العالم، المولود في العاشر من فبراير عام 1964 بعين صالح، ليست مجرد قائمة من المؤهلات والخبرات، بل هي رحلة ملهمة لرجل جمع بين دقة الأرقام وسعة الأفق الدبلوماسي، ليصبح قامة في مجالات شتى.
- من المحاسبة إلى الرؤى العالمية
بدأ الأخضر العالم مسيرته العلمية بتخصص دقيق في التسيير والمحاسبة من جامعة سيدي بلعباس عام 1987، وهي أسس متينة شكلت نقطة انطلاق لرحلة مهنية غنية، فمنذ عام 1990، تنقل بين مناصب مهمة في القطاع البنكي، بدءا من كونه مكلفا بالدراسات في البنك، وصولا إلى إدارة وكالة بنكية كاملة عام 2002، هذه السنوات لم تكن مجرد عمل روتيني، بل كانت تجربة ثرية صقلت لديه الفهم العميق للآليات المالية والاقتصادية.
لم يتوقف طموح الأخضر العالم عند حدود المحاسبة البنكية، فبحلول عام 2008، ارتقى ليصبح خبيرا ومحاسبا قانونيا معتمدا، ليس فقط على المستوى المحلي بل من المنظمة الدولية للخبراء المحاسبين العرب والاتحاد العربي للمحاسبين والمراجعين العرب، هذا الاعتراف الدولي لم يكن نهاية المطاف، بل كان محفزا له ليكون مدربا لمعايير دولية في المحاسبة، ومكونا في تسيير المكاتب ومعايير التدقيق، مما يعكس شغفه بنقل المعرفة وتطوير الكفاءات.
- التوسع نحو الخبرة القضائية والدبلوماسية
مع مرور السنوات، اتسعت دائرة خبرته لتشمل الخبرة القضائية، حيث أصبح خبيرا قضائيا لدى محكمة تمنراست عام 2012، وعضوا في المصف الوطني لمدققي الحسابات في الجزائر، هذه الخطوة أكدت قدرته على تطبيق المعرفة المحاسبية في سياقات قانونية معقدة، مما جعله مرجعا في فض النزاعات المالية.
ولم تقف مسيرة الأخضر العالم عند حدود الأرقام والقوانين، بل تجاوزتها إلى آفاق أرحب في العلاقات الدولية والدبلوماسية، فبحلول عام 2023، أصبح مستشارا أول و خبيرا في العلاقات الخارجية والدبلوماسية والتعاون الدولي لدى الصندوق الدولي للإغاثة والعمل الإنساني بالأمم المتحدة، هذا المنصب الرفيع ليس مجرد مسمى، بل هو تتويج لمسيرة من التكوين المتواصل، حيث حصل على شهادة مبعوث سلام في اختصاص فض النزاعات عام 2020، والرخصة الدولية للمسؤولية المجتمعية في العام نفسه.
- رائد التنمية المستدامة وسفير للعطاء
شغفه بالتنمية المستدامة والعطاء الإنساني واضح في كل خطوة خطاها، فمنذ عام 2019، أصبح مدربا وسفيرا للتنمية المستدامة، ليصبح فيما بعد سفير التنمية المستدامة حول العالم، إن هذا الدور يجسد إيمانه العميق بأهمية بناء مستقبل أفضل، من خلال تدريب الأجيال الجديدة على مبادئ الاستدامة، وتشجيعهم على الانخراط في مشاريع تخدم المجتمعات، و مشاركته كمدرب دولي ضمن بعثة المنظمة الدولية للعمل للشرق الأوسط وشمال إفريقيا عام 2018، يؤكد على هذا الالتزام.
- حضور مجتمعي فاعل
لم تقتصر إسهامات الأخضر العالم على الجانب المهني والأكاديمي، بل امتدت لتشمل الحياة الجمعوية والمدنية. فمنذ نعومة أظفاره، كان مناضلا في الكشافة الإسلامية الجزائرية، وهو اليوم عميد فوج الشهيد بن السعد محمد، هذا الانتماء المبكر غرس فيه حب العمل الجماعي وخدمة الوطن، كما ترأس الكونفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية بمكتب تمنراست عام 2014، وكان عضوا في المجلس الوطني لأكاديمية المجتمع المدني الجزائري عام 2003، وعضوا في منظمة الصداقة الدولية عام 2021، هذه الأدوار المتعددة تعكس شخصية قيادية فاعلة، تسعى دائما إلى إحداث فرق إيجابي في محيطها.
- قصة إلهام وتواصل
إن سيرة الأخضر العالم هي قصة إلهام لكل من يسعى إلى التميز والتأثير، وهي قصة رجل لم يكتفِ بالتخصص في مجال واحد، بل سعى دائما إلى التوسع والتعلم، ليربط بين الأرقام والقانون والدبلوماسية والتنمية المستدامة. إنه نموذج حي للعطاء اللامحدود، والتطوير المستمر، والشغف بالخدمة الإنسانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق